رجوكم سامحوني أنا أتألم
Haifa Bukra Elna
·
"للمرة الألف سامحوني"
الحب.....
الرجل والمرأة .........
علاقةٌ عصيةٌ على الفهم..
من يصدق أنني تقت للتحرر يوماً من أسر الزواج؟.. لقد فعلت
من يصدق أنني وددت يوماً أن أخرج من جلدي؟.. وأيضاُ فعلت
الموت.. هو العبرة الأكبر والامتحان الأقسى للإنسان..
أجل
اختفاء اللمسة المادية وكأنها لم تكن..
لايمكن للعقل تقبل هذه الفكرة
وكيف يفعل؟..
هذا قميصه الذي فككت أزراره واحداً تلو الآخر
تلك هي عدة الصيد خاصته التي حباها بخزانةٍ كان يفتحها بيديْ عاشق
القفل الذي ثبته على باب الحمام في مكتبي مازال يشهد على براعته
يذكرني بغيرته الحلوة التي كنت أشتكي منها
كل دراجة ناريةٍ تزعق في أذني تقحم صورته ينتظرني بلهفة أمام مكان عملي..
كل حديث عن الكلاب يستحضر دمع عينيه على "بيوتي" كلبة الصيد التي دهستها سيارة..
كل ما يحكونه عن معالم دمشق وسحرها يتجسد بملامحه السمراء التي سلبت قلبي
كل عطور الرجال تذكرني بأن عطره كان خاصاُ جداً لم أشمه على غيره
كل مشهد حب يعبر أمامي عشته معه بكل التفاصيل الحلوة والمرة
تعاقب الفصول.. رائحة الأرض.. ضوع الجبال.. زرقة البحر.. صوت فيروز.. فرقة البيتلز.. البيجيز.. رقصة جون ترافولتا.. السينما وميريل ستريب بجسور مادسون الذي لم يحبه لأن فيه خيانة.. نكهات الطعام وأكلاته المفضلة.. طقوس الشواء وطقس الشرب خاصته.. الأطفال كل الأطفال يذكروني بملاطفاته لهم.. ثوبي الأحمر الذي أهداه لي ورآني به للمرة الأولى والأخيرة.. صلاة أمي تذكرني بأنه لا جدوى بعد اليوم من الدعاء..
المصورون النجارون الصيادون الطباخون عمال الكهرباء والتمديدات الصحية الأطباء وكل المصالح الحرة التي كان يتقنها.. الفدائيون وفلسطين وحلم الوطن كل هؤلاء يشحذون سكاكين ذكراه لتنغرز في قلبي وروحي..
أتوق لفضاء النسيان وكل ما حولي يسيج عالمي برماح الذكرى..
هو قصاص من نوع ما.. لخطيئة ما..
أو ثمن باهظٌ لسعادةٍ مضت..
أحاول أن أتوصل لحكمةٍ من عذابات الإنسان فأعجز..
وأتذكر دوستويفسكي الذي طرح ذات الأسئلة التي تراودني:
لم كل هذا يا الله؟....
لم كل هذي الآلام وثقل هذا الشقاء ونحن من روحك؟...
لا جواب شاف
لا شيء سواه التسليم..
وعذابات العقل الذي لا يناسبه التسليم
أرجوكم سامحوني أنا أتألم
·
"للمرة الألف سامحوني"
الحب.....
الرجل والمرأة .........
علاقةٌ عصيةٌ على الفهم..
من يصدق أنني تقت للتحرر يوماً من أسر الزواج؟.. لقد فعلت
من يصدق أنني وددت يوماً أن أخرج من جلدي؟.. وأيضاُ فعلت
الموت.. هو العبرة الأكبر والامتحان الأقسى للإنسان..
أجل
اختفاء اللمسة المادية وكأنها لم تكن..
لايمكن للعقل تقبل هذه الفكرة
وكيف يفعل؟..
هذا قميصه الذي فككت أزراره واحداً تلو الآخر
تلك هي عدة الصيد خاصته التي حباها بخزانةٍ كان يفتحها بيديْ عاشق
القفل الذي ثبته على باب الحمام في مكتبي مازال يشهد على براعته
يذكرني بغيرته الحلوة التي كنت أشتكي منها
كل دراجة ناريةٍ تزعق في أذني تقحم صورته ينتظرني بلهفة أمام مكان عملي..
كل حديث عن الكلاب يستحضر دمع عينيه على "بيوتي" كلبة الصيد التي دهستها سيارة..
كل ما يحكونه عن معالم دمشق وسحرها يتجسد بملامحه السمراء التي سلبت قلبي
كل عطور الرجال تذكرني بأن عطره كان خاصاُ جداً لم أشمه على غيره
كل مشهد حب يعبر أمامي عشته معه بكل التفاصيل الحلوة والمرة
تعاقب الفصول.. رائحة الأرض.. ضوع الجبال.. زرقة البحر.. صوت فيروز.. فرقة البيتلز.. البيجيز.. رقصة جون ترافولتا.. السينما وميريل ستريب بجسور مادسون الذي لم يحبه لأن فيه خيانة.. نكهات الطعام وأكلاته المفضلة.. طقوس الشواء وطقس الشرب خاصته.. الأطفال كل الأطفال يذكروني بملاطفاته لهم.. ثوبي الأحمر الذي أهداه لي ورآني به للمرة الأولى والأخيرة.. صلاة أمي تذكرني بأنه لا جدوى بعد اليوم من الدعاء..
المصورون النجارون الصيادون الطباخون عمال الكهرباء والتمديدات الصحية الأطباء وكل المصالح الحرة التي كان يتقنها.. الفدائيون وفلسطين وحلم الوطن كل هؤلاء يشحذون سكاكين ذكراه لتنغرز في قلبي وروحي..
أتوق لفضاء النسيان وكل ما حولي يسيج عالمي برماح الذكرى..
هو قصاص من نوع ما.. لخطيئة ما..
أو ثمن باهظٌ لسعادةٍ مضت..
أحاول أن أتوصل لحكمةٍ من عذابات الإنسان فأعجز..
وأتذكر دوستويفسكي الذي طرح ذات الأسئلة التي تراودني:
لم كل هذا يا الله؟....
لم كل هذي الآلام وثقل هذا الشقاء ونحن من روحك؟...
لا جواب شاف
لا شيء سواه التسليم..
وعذابات العقل الذي لا يناسبه التسليم
أرجوكم سامحوني أنا أتألم