الشاعر الدكتور محمداحمد الاسطل
صدر بالأمس الطبعة الأولي لمجموعته الشعرية (( أين أهديكِ البحر ؟ )) للدكتورمحمد احمد الاسطل
أترك لكم هنا مقتطفات من الصفحات الأولى و احدى القصائد...
أرجو أن تنال إعجابكم .
==============
نبـذة
-----
أنا ما نَتأتِ الكَلِماتُ جُرحًا مِن رَماد
فَلتَنتَصِرْ لُغَتِي
فَليَنتَصِرِ الشِّعرُ عَلى سَيفِ الحِصار
" محمـد "
تقدمـة
-------
أيُّها الشِّعرُ بِرائِحَةِ الشَّرق
يا حَظَّ المَاءِ فِي السَّماوات :
صُدفَةً التَقَينا عَلى مَوعِد
كُنّا نَرتَشِفُ الأبجَدِيَّةَ صافِيّة
نُحصِي فَرَحَ النُّجُوم
نُطعِمُ الوَقتَ ذِكرى
نَتَراءى فِي مَرايا العُيُون ..
ثَلجاً يَندِفهُ القَمَر .
" محمـد "
" تغريـدة "
----------
حتى لو طرَّزتُ لمُقلَتَيكِ ظِلَّ الياسَمِين
سَتَبقى الكَلِماتُ اللائِي يَرقُدنَ فِي عَينَيكِ
مَملَكَةَ اللازَوَرد !
" محمـد "
الإهـداء
--------
إلى الأَرضِ الطَّيبةِ الَّتِي تَنهَّدَت فأنجَبَت جَمرَ الأبجَدِيّة ..
إلى السَّواعِدِ السَّمراءِ التي ما فَتِئَت تُقارِعُ لَيلَ غُربَتِنا ..
إلى أُمي الَّتِي رَسَمَت قَمَرًا عَلى بَحرِ غَزّة ، وَغابَت ..
إلى أَبِي الَّذِي زَرَعَ الصَّفصافَ فِي قَلبِي ، وَرَحَل ..
إلى تِلكَ الياسَمِينةِ الدِّمَشقِيّةِ الَّتِي ..
فَرَشَت ظِلَّها لِتَمُرَّ القَصِيدَة ..
إلى إخوانِي وأَخواتِي ..
إلَيكُم جَمِيعًا أحبَّتِي .
" محمـد "
قصيدة (( الرَّسمُ بالضَّفيرة ))
بشوقٍ طويلٍ حدّ التِّلاوة
بعطشِ الولادةِ ريثما نَعبُر
بغوايةِ الدُّخولِ إلى اليَقين
حاولتُ ..
أن أرسُمَ المعنى ضَفائر
أنصِتي كَيفَ تناديكِ الشَّمس
أنصِتي جيدًا
ذاكَ هوَ الصَّحوُ أبدًا
الصَّحوُ ..
الّذي يقفُ على صفحَةِ الماء
ذاكَ هوّ النَّورسُ التَّوأم
النَّورسُ الّذي تمطرهُ السَّماء
الحَشائشُ بعثَرَتها الرِّيح
خبِئيني مضفورًا حولَ ظِلِّك
خبِئيني في ليلةِ البارحة
سنزلفُ حينَ نُزهر
نغسِلُ الفِطرَةَ بالمساء
نغسِلُ المُشمُشَ المُتغلغِلَ في جَمرِ الذِّكريات
دونما حبَقٍ تحتَ شُجَيراتِ المطر
ينوءُ البحرُ المَقطُوعُ في قاعِ الجسد
كيما أبقى ..
لُهاثًا يركضُ بين ألوانِ الغَجر
ظِلالٌ تنزَلقُ تحتَ ظِلي
ويمرُّ عامٌ بلا أجزاءَ مني
هذه الكَلماتُ تموءُ إلى ما يشاء ..
هرَّةً بشهوةِ قصيدة
أدعوكِ لتطريزِ السِّياج
نظِّفي تلكَ البندقيّة
لتكبرَ الشَّمسُ طلقة
نظِّفِيها ..
لتنتأَ سلَّةُ الحَريرِ ويموتُ خَفَرُ السُّؤال
ثَّمةَ أفكارٌ كانت تسافرُ سِرًا
مثلَ قُفازٍ تحرَّرَ من مَقهى النُّحاة
يا للغناءِ العميق
صنعتُكِ للتَّوِّ في ركوةِ الأيّام
صنعتُكِ بقليلٍ من الصَّباحِ والماء
صنعتُكِ رعدًا على الكَفّ
صنعتُكِ عذبةً كالأشعار
صنعتُكِ بقوةِ الرَّماد
لأجلِ القهوةِ الشَّقراء
لأجلكِ أنتِ
لأجلِ عطرٍ يسبحُ في الجنوب
لأجلِ غَدٍ أكثرَ جنونًا
سأسميكِ شعبًا من الأناناس
شعبًا حديثَ العهدِ بخصائصِ الخشخاش
تنهضينَ أبدًا هكذا
تنهضينَ من نزوةِ العتمةِ القَمَرية
تفتشينَ عن الزَّمانِ الَّذي يشبِهُنا
تنهضينَ وفي عينيكِ غيمة
غيمةٌ واحدة
أو كما يكونُ الطَّيفُ أغنيات
لستُ وحدي
حسبُنا جملةً تبدأُ بشجرةٍ
الشَّجرةِ الَّتي تعانقُ الظِّلَّ على الجِدار
عابرٌ بريشي
عابرٌ إلى اللَّظى ..
صلصالاً يتَّكىءُ على هَسيسٍ وحَصى
أأصبَحتُ الذَّرى ؟!
إذ ذاكَ ريحُ السَّنابلِ ستلتَهِمُ المدى
عبثًا رفعَ النَّهارُ ظلالَهُ
عبثًا ..
والشَّمسُ تغرقُ في الزَّوال
لكِ طعمٌ كعنادِ العاصفة
لم تتذمَّر منكِ الجيادُ أبدًا
تلكَ التي تتدفَّقُ بمفردِها
ترحلُ مع الرِّيحِ مسروجةً بالأبجديّة
الفحمُ يدخِّنُ خلفَ تِلالِ السَّديم
كانت معي تحِنُّ إلى الذُّهول
ويُطِلُّ السِّراجُ يتفحَّصُ اللَّيلَ البعيد
لم ينتبه القطارُ أنِّي أؤوب
سالت المدينةُ فوقَ المحطة
سالت أيضًا فوقَ الرَّصيف
كانت معي تقتسِمُ الذّاكرة
كانت معي تقتسِمُ الرَّحيل
شجاعٌ أنتَ أيُّها الحَدسُ الدَّليل
لكنَّكَ الشَّكُّ أبدًا
تلوِّنُ الافتراضَ ..
الَّذي يلوذُ بالفِرار !
أترك لكم هنا مقتطفات من الصفحات الأولى و احدى القصائد...
أرجو أن تنال إعجابكم .
==============
نبـذة
-----
أنا ما نَتأتِ الكَلِماتُ جُرحًا مِن رَماد
فَلتَنتَصِرْ لُغَتِي
فَليَنتَصِرِ الشِّعرُ عَلى سَيفِ الحِصار
" محمـد "
تقدمـة
-------
أيُّها الشِّعرُ بِرائِحَةِ الشَّرق
يا حَظَّ المَاءِ فِي السَّماوات :
صُدفَةً التَقَينا عَلى مَوعِد
كُنّا نَرتَشِفُ الأبجَدِيَّةَ صافِيّة
نُحصِي فَرَحَ النُّجُوم
نُطعِمُ الوَقتَ ذِكرى
نَتَراءى فِي مَرايا العُيُون ..
ثَلجاً يَندِفهُ القَمَر .
" محمـد "
" تغريـدة "
----------
حتى لو طرَّزتُ لمُقلَتَيكِ ظِلَّ الياسَمِين
سَتَبقى الكَلِماتُ اللائِي يَرقُدنَ فِي عَينَيكِ
مَملَكَةَ اللازَوَرد !
" محمـد "
الإهـداء
--------
إلى الأَرضِ الطَّيبةِ الَّتِي تَنهَّدَت فأنجَبَت جَمرَ الأبجَدِيّة ..
إلى السَّواعِدِ السَّمراءِ التي ما فَتِئَت تُقارِعُ لَيلَ غُربَتِنا ..
إلى أُمي الَّتِي رَسَمَت قَمَرًا عَلى بَحرِ غَزّة ، وَغابَت ..
إلى أَبِي الَّذِي زَرَعَ الصَّفصافَ فِي قَلبِي ، وَرَحَل ..
إلى تِلكَ الياسَمِينةِ الدِّمَشقِيّةِ الَّتِي ..
فَرَشَت ظِلَّها لِتَمُرَّ القَصِيدَة ..
إلى إخوانِي وأَخواتِي ..
إلَيكُم جَمِيعًا أحبَّتِي .
" محمـد "
قصيدة (( الرَّسمُ بالضَّفيرة ))
بشوقٍ طويلٍ حدّ التِّلاوة
بعطشِ الولادةِ ريثما نَعبُر
بغوايةِ الدُّخولِ إلى اليَقين
حاولتُ ..
أن أرسُمَ المعنى ضَفائر
أنصِتي كَيفَ تناديكِ الشَّمس
أنصِتي جيدًا
ذاكَ هوَ الصَّحوُ أبدًا
الصَّحوُ ..
الّذي يقفُ على صفحَةِ الماء
ذاكَ هوّ النَّورسُ التَّوأم
النَّورسُ الّذي تمطرهُ السَّماء
الحَشائشُ بعثَرَتها الرِّيح
خبِئيني مضفورًا حولَ ظِلِّك
خبِئيني في ليلةِ البارحة
سنزلفُ حينَ نُزهر
نغسِلُ الفِطرَةَ بالمساء
نغسِلُ المُشمُشَ المُتغلغِلَ في جَمرِ الذِّكريات
دونما حبَقٍ تحتَ شُجَيراتِ المطر
ينوءُ البحرُ المَقطُوعُ في قاعِ الجسد
كيما أبقى ..
لُهاثًا يركضُ بين ألوانِ الغَجر
ظِلالٌ تنزَلقُ تحتَ ظِلي
ويمرُّ عامٌ بلا أجزاءَ مني
هذه الكَلماتُ تموءُ إلى ما يشاء ..
هرَّةً بشهوةِ قصيدة
أدعوكِ لتطريزِ السِّياج
نظِّفي تلكَ البندقيّة
لتكبرَ الشَّمسُ طلقة
نظِّفِيها ..
لتنتأَ سلَّةُ الحَريرِ ويموتُ خَفَرُ السُّؤال
ثَّمةَ أفكارٌ كانت تسافرُ سِرًا
مثلَ قُفازٍ تحرَّرَ من مَقهى النُّحاة
يا للغناءِ العميق
صنعتُكِ للتَّوِّ في ركوةِ الأيّام
صنعتُكِ بقليلٍ من الصَّباحِ والماء
صنعتُكِ رعدًا على الكَفّ
صنعتُكِ عذبةً كالأشعار
صنعتُكِ بقوةِ الرَّماد
لأجلِ القهوةِ الشَّقراء
لأجلكِ أنتِ
لأجلِ عطرٍ يسبحُ في الجنوب
لأجلِ غَدٍ أكثرَ جنونًا
سأسميكِ شعبًا من الأناناس
شعبًا حديثَ العهدِ بخصائصِ الخشخاش
تنهضينَ أبدًا هكذا
تنهضينَ من نزوةِ العتمةِ القَمَرية
تفتشينَ عن الزَّمانِ الَّذي يشبِهُنا
تنهضينَ وفي عينيكِ غيمة
غيمةٌ واحدة
أو كما يكونُ الطَّيفُ أغنيات
لستُ وحدي
حسبُنا جملةً تبدأُ بشجرةٍ
الشَّجرةِ الَّتي تعانقُ الظِّلَّ على الجِدار
عابرٌ بريشي
عابرٌ إلى اللَّظى ..
صلصالاً يتَّكىءُ على هَسيسٍ وحَصى
أأصبَحتُ الذَّرى ؟!
إذ ذاكَ ريحُ السَّنابلِ ستلتَهِمُ المدى
عبثًا رفعَ النَّهارُ ظلالَهُ
عبثًا ..
والشَّمسُ تغرقُ في الزَّوال
لكِ طعمٌ كعنادِ العاصفة
لم تتذمَّر منكِ الجيادُ أبدًا
تلكَ التي تتدفَّقُ بمفردِها
ترحلُ مع الرِّيحِ مسروجةً بالأبجديّة
الفحمُ يدخِّنُ خلفَ تِلالِ السَّديم
كانت معي تحِنُّ إلى الذُّهول
ويُطِلُّ السِّراجُ يتفحَّصُ اللَّيلَ البعيد
لم ينتبه القطارُ أنِّي أؤوب
سالت المدينةُ فوقَ المحطة
سالت أيضًا فوقَ الرَّصيف
كانت معي تقتسِمُ الذّاكرة
كانت معي تقتسِمُ الرَّحيل
شجاعٌ أنتَ أيُّها الحَدسُ الدَّليل
لكنَّكَ الشَّكُّ أبدًا
تلوِّنُ الافتراضَ ..
الَّذي يلوذُ بالفِرار !