×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

Mahasen Al Zubeidi · وداعا ً حمودي الحارثي

Mahasen Al Zubeidi ·  وداعا ً حمودي الحارثي
 Mahasen Al Zubeidi ·
وداعا ً حمودي الحارثي
اليوم، فقدنا الفنان الكبير حمودي الحارثي، الذي أضفى البهجة والحيوية على حياتنا وعلى الشاشة العراقية لسنوات طويلة. دخل في غيبوبة منذ يوم الأحد الماضي إثر إصابته بالتهاب في رئته اليمنى، ومع تقدمه في العمر، لم يستطع جسده مقاومة هذا الوضع الصعب، مما أدخله في حالة من السكون التام.
بالأمس، اتصلت به ورد عليّ ابنه حارث. طلب مني أن أتحدث إليه عبر الهاتف، وضع السماعة قرب أذنه وبدأت أتحدث إليه. قلت له: ستتحسن وسنتحدث من جديد. أخبرته أنني أحبه مثل كل العراقيين، ثم قلت له محصن بالله ومحروس يا أستاذي، إلى اللقاء.
أثّر حمودي الحارثي على طفولتي بشكل عميق؛ إذ كان دائم الحضور في بيتنا فهو من الاقارب المقربين . كان يزورنا كل مساء بعد عودته من الإذاعة والتلفزيون، يقضي ساعات ممتعة مع إخوتي الكبار يتحدث عن الممثلين والمخرجين . كنت أستمع إليه بإعجاب، متأملة في روحه الجميلة التي لم تتغير رغم كل ما مر به.
تعلّم النحت من والده الذي أثرى جوامع وحواري بغداد بفنه، ثم درس الإخراج وتفوق في التمثيل. فرقتنا الحياة لفترة طويلة، لكن قبل بضع سنوات، تواصلت معه مجددًا. بدأنا في استرجاع ذكريات الماضي، نتحدث عن الأيام الجميلة وعن أهلنا. كانت تلك الأحاديث تعيدني إلى عالمه الساحر الذي أحببته دائمًا منذ طفولتي.
عندما أصيبت زوجته بمرض عضال، بقي قريبًا منها حتى آخر لحظة. بعد رحيلها، لم يتخل عن دوره كأب، بل أداه بأمانة وحب. كان يحدثني عن يومياته، وكيف كان يدلل أولاده الثلاثة بأطباقه المتنوعة، متحدثًا عن تفاصيل تعكس حنانه وتفانيه لعائلته.
اليوم، انطوت صفحة مشرقة من تاريخ العراق برحيل حمودي الحارثي. سيبقى رمزًا للإنسان الطيب المتواضع، النجم الاول ،الأب الحنون، والزوج المخلص، محفورًا في ذاكرتنا وذاكرة كل العراقيين. رحم الله حمودي الحارثي، وستظل ذكراه حية في قلوبنا إلى الأبد.
image