أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قطار العمر ‎سركول الجاف

قطار  العمر ‎سركول الجاف
 طار اقطار
‎سركول الجاف

‎نعيش في مجتمعات نخر عقولها الجهل . قليلة الثقافة ولها عداء كبير مع الفكر بعد ان كانت منارة له ولهذا لا تعرف سوى القيل والقال ولا تفكر بمشاعر الشخص المقابل وخاصة اذا كانت انثى ولها طموحها الخاص مثل الدراسة والارتقاء الى مستوى افضل وجلّ تفكيرهم واسئلتهم لماذا ومتى تتزوجين لانك ستصبحين عانس او يغادرك قطار ( تكوين العائلة )للاسف تسمعها من اقرب الناس . فما بالكم اذا كانت هذه الانسانة يتيمة الابويين وتعيش مع اعمامها .
‎التقيت بها عدة مرات ولكني رأيت ان الحزن واضح في عيونها وهي انسانة مثقفة وذات خلق عالي وعرفت بانها مطلقة ولها طفل . ذات يوم طلبت منها ان نشرب الشاي عندي في المنزل (لاننا نسكن في نفس العمارة) وبداءت أسألها وقلت :
‎اذا في احراج انسي الموضوع . قالت :
‎لا بالعكس اعتبرك اختي فعرفت أن زوجها كان أكبر منها بخمسة وعشرون سنة وتزوجت وهي عمرها منتصف الثلاثين . ارتبطت به فقط لترضي اهلها والناس وبعد عشرة سنوات انفصلت عنه فسالتها لماذا وافقتي عليه من البداية ؟
‎اجابت : لانني كنت اعيش معهم ولا حول ولا قوة لي وكل مرة يتقدم لي شخص متزوج او زوجته متوفية وله أولاد فارفض ولكن هذه المرة رضيت لانه كان أعزب وبقيت سنتين مخطوبة وياتينا كل ستة شهور ولم اعرف الكثير عنه وعن اطباعه حتى قررنا الزواج وبعدها عمل لي اوراقي وأتيت الى هنا وعشت معه .
‎ في البداية كانت العلاقة جيدة لكن بمرور الزمن اصبحنا مختلفين في كل شيء . تحملت الكثير وقلت احتمال فارق السن والطبع لانه كان يعيش منذ زمن طويل في الغرب لوحده وانا تربيت في مجتمع شرقي وبين عائلة كبيرة مُختلفة في العادات والتقاليد تماماً ولم نتأقلم معاً ولهذا قررنا الانفصال حفاظاً على ابننا الوحيد وطرحت عليها سؤال اخر وهو . اذا آتاكِ النصيب فهل تقبلين بشخص ثاني ؟
‎رفضت رفضاً تاما وقالت لا اريد ان اكرر قصة زواج اخرى لان الاولى أرتبطت وخفت من كلام الناس لكن بعد اليوم لا يهمني سوى نفسي وأبني والعيش هنا يختلف عما هو في بلادنا لان مجتمعنا هناك لا يرحم المراة بسبب التخلف واللاوعي وحقوقها مسلوبة بينما هنا هي التي تصنع المجتمع وانا والحمدلله اعمل وأُعيل نفسي وولدي وأعطي الأولوية والأهمية لنا فقط واكمل مسيرة حياتي .
‎سؤالي هنا . كم بنت او امراة تعيش في مجتمعاتنا مسلوبة الشخصية والحقوق والى متى تبقى مظلومة ؟