العمود الثامن: أحلام كوكب حمزة علي حسين
علي حسين
·
العمود الثامن: أحلام كوكب حمزة
علي حسين
ظلت ابتسامته الرقيقة والحنونة، تفصح عن طيبة متناهية، وفي الوقت نفسه تخفي، مشاعر الأسى حيال ما وصل إليه العراق. كوكب حمزة الذي ظل يتمنى لأكثر من خمسة عقود أن تمر " الطيور الطايره " بعراقه ، وأن تحمل السلام والأمان لأهل هذه البلاد " سلميلي الشوق يخضر بالسلامة وبالمحبة " ، ولم يكن يعرف ولا نحن محبوه أن " العشك ياخذنة لمدى بعيد " ، وأن النهاية ستكون على سرير في الغربة وأن الذين نحبهم أصبح دربهم بعيداً، وأن العمر سيتحول إلى محطات " عّديتهن وماكو عرف " .
عاش كوكب حمزة حياته ، وهو يحمل قضية واحدة نذر موسيقاه لها، هي قضية الفقراء ، والبحث عن الحرية والأمان لهم ، شيّد لنفسه بساتين من الألحان التي تغنّت بالأمل والثورة على الظلم ، كان حمزة واحداً من صنّاع أحلام هذه البلاد التي وجدت نفسها تدير ظهرها للذين صنعوا لها الفرح والجمال
أنا بحلم لو يمر تاخذني فرحة عيد
أنصب مراجح وادق للي الخلا يزيد
كانت هذه أولى أحلام كوكب حمزة ، التي صاغها لحنا لتكون انطلاقة حسين نعمة.
في كل الحانه وموسيقاه يروي لنا كوكب حمزة حكايته مع الأمل والتطلع إلى المستقبل، ويدلنا على الفتى الذي ولد في ناحية القاسم ، هناك أبصر قيمة التعايش بين مكونات المجتمع العراقي ، غادر مدينته الحلة شاباً ليحط في بغداد ملبياً نداء الموسيقى والألحان ، ، يقدم تجربته الأولى لعدد من الأصدقاء الذين أجمعوا أن هذا الشاب مهموم بقضية واحدة وهي التأثير المباشر للأغنية على الغالبية من عامة الناس ، ليس فقط تنويراً لرؤيتهم ولكن مجابهةً لما يجري وتحريضاً على رفض الظلم والنهوض صوب المستقبل والهيام بالعراق:
أنا مجنون وخذاني الهوى واطوح غرام
آنه شوكَي بالعراق والعراق بعينج الحلوة ينام
كوكب حمزة حكاية عن زمن مختلف، الطوائف فيه عارضة، ، والنضال ضد الظلم فرض على كل مثقف، اختار حياته على طريقة الشعر: موزاييك من حكمة الشعوب وروحها المرحة والعميقة .
فنان مغرم بما يلحن ويدندن، يعتقد أن اللحن والقصيدة سيصنعان بلداً يكون ملكاً للجميع، ومجتمعاً آمنًا لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يسرقونه كل يوم ، عاش أسير أحلامه، متنقلاً في الألحان، لينتهي غريباً يئن على بلاد تُنكر أبناءها لأنهم لا يمارسون الخديعة، ولا يحملون صور ساسة الصدفة
لم يكن حمزة يُدرك أنه سيوحد العراقيين في أغنيته "ياطيور الطايره " وأن عيونهم ستدمع كلما يسمعون سعدون جابر يغني
سلميلي ياطيور الطايره
سلميلي ياشمسنا الدايره
مو بعيدين اليحب يندل دربهم
مو بعيدين القمر حط ابغربهم
·
العمود الثامن: أحلام كوكب حمزة
علي حسين
ظلت ابتسامته الرقيقة والحنونة، تفصح عن طيبة متناهية، وفي الوقت نفسه تخفي، مشاعر الأسى حيال ما وصل إليه العراق. كوكب حمزة الذي ظل يتمنى لأكثر من خمسة عقود أن تمر " الطيور الطايره " بعراقه ، وأن تحمل السلام والأمان لأهل هذه البلاد " سلميلي الشوق يخضر بالسلامة وبالمحبة " ، ولم يكن يعرف ولا نحن محبوه أن " العشك ياخذنة لمدى بعيد " ، وأن النهاية ستكون على سرير في الغربة وأن الذين نحبهم أصبح دربهم بعيداً، وأن العمر سيتحول إلى محطات " عّديتهن وماكو عرف " .
عاش كوكب حمزة حياته ، وهو يحمل قضية واحدة نذر موسيقاه لها، هي قضية الفقراء ، والبحث عن الحرية والأمان لهم ، شيّد لنفسه بساتين من الألحان التي تغنّت بالأمل والثورة على الظلم ، كان حمزة واحداً من صنّاع أحلام هذه البلاد التي وجدت نفسها تدير ظهرها للذين صنعوا لها الفرح والجمال
أنا بحلم لو يمر تاخذني فرحة عيد
أنصب مراجح وادق للي الخلا يزيد
كانت هذه أولى أحلام كوكب حمزة ، التي صاغها لحنا لتكون انطلاقة حسين نعمة.
في كل الحانه وموسيقاه يروي لنا كوكب حمزة حكايته مع الأمل والتطلع إلى المستقبل، ويدلنا على الفتى الذي ولد في ناحية القاسم ، هناك أبصر قيمة التعايش بين مكونات المجتمع العراقي ، غادر مدينته الحلة شاباً ليحط في بغداد ملبياً نداء الموسيقى والألحان ، ، يقدم تجربته الأولى لعدد من الأصدقاء الذين أجمعوا أن هذا الشاب مهموم بقضية واحدة وهي التأثير المباشر للأغنية على الغالبية من عامة الناس ، ليس فقط تنويراً لرؤيتهم ولكن مجابهةً لما يجري وتحريضاً على رفض الظلم والنهوض صوب المستقبل والهيام بالعراق:
أنا مجنون وخذاني الهوى واطوح غرام
آنه شوكَي بالعراق والعراق بعينج الحلوة ينام
كوكب حمزة حكاية عن زمن مختلف، الطوائف فيه عارضة، ، والنضال ضد الظلم فرض على كل مثقف، اختار حياته على طريقة الشعر: موزاييك من حكمة الشعوب وروحها المرحة والعميقة .
فنان مغرم بما يلحن ويدندن، يعتقد أن اللحن والقصيدة سيصنعان بلداً يكون ملكاً للجميع، ومجتمعاً آمنًا لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يسرقونه كل يوم ، عاش أسير أحلامه، متنقلاً في الألحان، لينتهي غريباً يئن على بلاد تُنكر أبناءها لأنهم لا يمارسون الخديعة، ولا يحملون صور ساسة الصدفة
لم يكن حمزة يُدرك أنه سيوحد العراقيين في أغنيته "ياطيور الطايره " وأن عيونهم ستدمع كلما يسمعون سعدون جابر يغني
سلميلي ياطيور الطايره
سلميلي ياشمسنا الدايره
مو بعيدين اليحب يندل دربهم
مو بعيدين القمر حط ابغربهم