×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

طائر الفلامنكو نادية المحمداوي

طائر الفلامنكو نادية المحمداوي
 طائر الفلامنكو
نادية المحمداوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتسعُ الوصايةُ
مثلما تتسع السماءْ.
لهذا اللهاثِ الحالمِ بنشوةِ أخرى
بعدَ ألفِ شتاءْ.
وتندثرُ أقمارُكَ تباعاً
في لجةٍ من الغبشِ الشفيفْ.
أنتَ الآنَ مني
على قابِ عشرينَ ألفِ ميلْ
ولازالَ يشاكسُني كلَّ يومْ.
خطوُكَ الموغلِ في التيهِ وفي العثارْ.
يستبيحني الآن مثلما استباحَ قديماً صباي
وتصطبغُ الواجهاتُ فرحاً
بألوانِ قميصِكِ الموردِ
وترقصُ لمقدمِكَ الأمنياتُ المؤجلة
منذُ أولِ العمرِ وأنتَ بعيدٌ عني
وروحُكَ تحومُ في مداري
نجمةً تشاكسُ الأفولْ.
يا لكَ أيها المجبولُ من صخبٍ وتيهْ.
استفقْ من غيِّـكَ الآنَ
تكسرتْ أجنحتُـكَ الورديةُ في سمائي
وأنتَ سادرٌ لا تملْ.
مثلَ طائرِ الفلامنكو
ستهوي في أقاصي الخرابْ.
مغروسةً في جوانبِـكَ المواجعِ الهائلةْ.
تعالَ أدنو مني سأحتويكْ.
لازالتْ ألواحُ الزجاجِ تنثُّ حولي
عطرَ أنفاسِكِ. دفئاً
في شتاءِ غربتي الحزينْ