×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

فايزة شرف الدين مقالي في الهرم المصري.. تحت عنوان/ حرب غزة حتميةحرب غزة حتمية: لم تكن فكرة سلب فلسطين، وليدة آخر القرن التاسع عشر، ومن بنات أفكار "تيودور

فايزة شرف الدين  مقالي في الهرم المصري.. تحت عنوان/ حرب غزة حتميةحرب غزة حتمية: لم تكن فكرة سلب فلسطين، وليدة آخر القرن التاسع عشر، ومن بنات أفكار "تيودور
 فايزة شرف الدين

مقالي في الهرم المصري.. تحت عنوان/ حرب غزة حتميةحرب غزة حتمية:
لم تكن فكرة سلب فلسطين، وليدة آخر القرن التاسع عشر، ومن بنات أفكار "تيودور هيرتزل"، بل سبقه "نابليون بونابرت" والذي جعل الغرب بحملته على مصر يدرك أهميتها وأهمية شرقنا العربي.. ربما نعود القهقري بالرجوع إلى الحملات الصليبية الطامعة فينا وفي ثرواتنا، ومحاولاتهم التمسح بالدين والدفاع عن الصليب، لكنهم دحضوا مزاعمهم تلك عندما ذبحوا مع من ذبحوا المسيحيين، وسالت الدماء أنهاراً.
هكذا تذرع الصهاينة فيما بعد بحقهم وإرثهم التاريخي والديني في أرض فلسطين، بالرغم من أن الصهيونية صناعة غربية، تبناها فلاسفة ورجال لا يدينون باليهودية.. لنستعين بمفكرنا " عبد الوهاب المسيري"، عندما ذكر في كتبه التي أفاض فيها عن الصهيونية، أن "بلفور" الذي وعد اليهود بأرض فلسطين، كان يمقت اليهود ويحتقرهم كما غيره من الفلاسفة، لكنه مع ذلك أعطى أرضاً لا يملكها لشعب ليس له حق فيها. تم سلبها بالقوة الغاشمة من الفلسطيني، حتى يتخلص من اليهود، بعد أن أصبحوا يمثلون عبئاً يثقل كاهل أوربا، وأيضا بديلاً رخيصاً عوضاً عن الاستعمار التقليدي.
هناك أيضا عامل ديني، فهؤلاء الصهاينة المنتمون إلى البروتستانت، ومن نطلق عليهم اليمين المتطرف، لديهم قناعة وإيمان، بأن المشيح المخلص سوف، يظهر في أرض فلسطين، وبه إما يتحول اليهود إلى المسيحية، أو يتم التخلص منهم نهائيا على يديه.
علينا أن ندرك جميعا، أن عبارة الصهيونية " وطن بلا شعب"، تحمل مؤامرة خطيرة، بإبادة شعب فلسطين بالكامل، كما فعلوا مع الهنود الحمر، لقد غدروا بهم وبالمعاهدات وأبادوهم عن بكرة أبيهم، هذا ما يحاك لفلسطين ولبقية الدول العربية، بعد أن تؤول لهم أرض فلسطين، خالية من سكانها.
لتعد إلى ما قاله الدكتور "عبد الوهاب المسيري"، أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بالمقاومة، لأنها بذلك تكبد الغرب وأمريكا تكلفة عالية، وتجعل من الصهاينة عبئا اقتصادياً عليهم، فهؤلاء لا يعرفون عاطفة سوى شراهتهم لجمع المال والحياة الرغدة بامتصاص دماء الشعوب.
لقد اعترض اليهود المتدينون فكرة الصهيونية بشدة، ولكن "هرتزل" ذلك الرجل الملحد الذي لا يعترف بدين، عمل جاهداً للبحث عن وطن قومي لليهود، مخالفا بذلك تعاليهم التوراة، التي تمنع اليهود عن العودة إلى أرض فلسطين، فعليهم الصبر والترقب والعودة فقط عند ظهور المشيح المخلص.. تبنت انجلترا دعوة الرجل، ووجدت ضالتها بزرع كيان في الشرق، بديلا عن استعمارها له، بعد أن أصبح الاحتلال مكلفا وعبئا عليها، من بعدها أمريكا عندما أصبحت قوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية.
هناك نقطة علينا أن نقف عندها، أوربا بعد سبعة عقود، ستتحول إلى قارة جليدية شديدة البرودة ، لا يمكن معها مواصلة الحياة فيها، أيضا أمريكا المعرضة لزلزال أو تسونامي أو براكين قد تتلاشى معها إلى الأبد، شعبها المترف الذي يعيش كبلطجي في العالم، ويهدده بأسلحته الفتاكة لكي يسرق ما لديه من ثروات.. لن يكتفوا بفلسطين وما سلبه من أرض الجنوب اللبناني والجولان وغيره، بل يريد الشرق كله بموارده الطبيعية ومكانه الجغرافي المتميز.
هؤلاء بتقنياتهم المتطورة، وما يملكون من علم منذ عقود كثيرة، يعرفون ما في داخل باطن أرضنا العربية، وما نملكه من ثروات، إنهم يتلصصون لسلب ما نملكه، ولن تأخذهم رحمة بنا لسلبها، كما فُعل بأهل فلسطين قبل النكبة وما بعدها.
لنعد إلى القرآن الكريم .. قال تعالى ( فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم).. لقد بلغنا الله أن مصرنا تملك الجنات والمياه والكنوز.. تلك الكنوز المخبئة التي لا حصر لها، وقد طمرت بتعاقب القرون في باطن الأرض، ولم يتم اكتشافها بعد.. هؤلاء المستعمرون يعرفون مكانها ويطمعون في مصر.. مصر التي أصبحت محاصرة من جهة شرقها الملتهب بمحرقة غزة، وجعل أهلها يفرون بعد أن اشتد عليهم وطيس الحرب والدمار نحو جنوب غزة، والضغط على مصر لكي يستوطنوا سيناء أو مدنها الجديدة.
وأصبحت بوابتها الغربية في خطر محدق بعد أن تفتت ليبيا وتناحر ساستها وممن يملكون زمام الأمور، فيمن يسيطر على البلد دون مراعاة لمصلحة وطنهم، ومن جنوبها بالسودان المشتعل بالفتنة تنفيذا للمخططات الغربية، وتقسيم المقسم، لتبدأ حرب أخرى لن تنطفئ أوارها، بل ستشتعل لكي تلتهم المزيد والمزيد بما فيهم دول الخليج، التي أصبحت قواعد أمريكية، ينطلق منها آلة الحرب الرهيبة.
إن غزة تدفع ثمناً باهظاً من أرواح أطفالها ونسائها ورجالها، ويقف رجالها الأشاوس صدا للعدوان الغاشم، دفاعاً عن أمتنا العربية، وليس فقط عن أرض غزة.. لقد صرح الصهاينة في تبجح أنهم يسعون إلى تغيير كامل المنطقة!! .. هذا ما يتعامى عنه الحكام العرب، إنهم لاشك الهدف التالي، وعلينا جميعا أن نتذكر مقولة " قُتلت يوم قُتل الثور الأبيض".