الشاعر توفيق احمد
كِ في الغيابِ والحضور؛
هو الحاجةُ الدائمةُ لتقبُّل الرّوحِ في الحياة.. ولتقبُّل الرُّوحِ لروحِها
في عوالِمِها المجهولةِ الصَّعبةِ على التَّفسيرِ والشروحاتِ..
لذلكَ أَغيبُ عن هوايَ في مجاهيلَ أنتِ سرُّها..
وعلى أجنحةِ الهيامِ والاسترخاءِ
أَشْرُدُ تائهاً كوُرَيقةٍ تذروها الرياحُ حيثُ تشاء..
وفي ذلك يكفيني تعتُّــقُكِ في وجداني؛ بحيث أعرفُ أنني رهينُ حُبٍّ محدَّدٍ مُغامرٍ
لا تعنيني التفاصيلُ من بَعْدِهِ؛
علماً أن الأمرَ يبقى في حيِّز المقبول والمعقول
والمسؤولِ بالنِّسبةِ للذين لا تهمُّهم تمارينُ الألمِ
التي يقرّرها الوجْدُ الطالعُ من الروحِ والقلبِ والشِّغاف..
ليس غريباً أن تَحُطَّ على وجهي الفراشات.. ويكونُ ممكنَاً
أن تَحُطَّ بعضُ أنواعِ العصافيرِ على جبهتي..
ويكونُ ممكناً أيضاً أن أُواجهَ الورقَ الأبيضَ وليست لديَّ أيةُ أفكارٍ مُسْبَقَةٍ
سوى أنني عنوانٌ نافِرٌ على دفتر العشَّاقِ..
كيفَ للمواقِدِ أَنْ تَعْرِفَ طَعْمَ النيرانِ،
وكيف للحياةِ أنْ تكونَ وازِنةً بلا سيّداتٍ للجَمالِ وابتكارِ الحياة..
فسلامٌ على الوجْدِ والحُسْنِ.. والتَّلهُّفِ..
وسلامٌ على كل عينين تحاورانِ
فَتُشعِلانِ اليقظةَ بمزيدٍ من الحُلُمِ والرَّفاهِ..
وسلامٌ على الهوى الذي يُنْقِذُ الأعمارَ من الضَّياعِ..
وسلامٌ على الحرائِقِ التي تُــرَمِّدُ فاعليها
لينهضونَ من جديدٍ، يرتكبونَ عَبَثاً جميلاً جديداً..
يا لَكِ من يَمامةٍ لا تَستطيعُ اخْتيارَ روضٍ واحدٍ..
يا لكِ من سادرةٍ في الخِياراتِ فَيَرْتَديكِ حَقْلٌ..
ويَخْلَعُكِ حقلٌ آخَرُ..
هل هو الارتيابُ.. هل هو الأنا العاليةُ..
هل هو البحثُ عن أكثرِ الأغصانِ خُضْرةً
لتَحُطَّ عليه ساقاكِ النحيلتان.. هل هو الشَّكُّ والعذابُ
في زمنٍ تَخالَطَ فيه الحُبُّ بالكراهية..
البُعْدُ بالقُربِ.. الوجَعُ بالسعادةِ والفرح..
أدعوكِ لِأنْ لا تُطيلي قراءةَ الوجوهِ الغامضةِ.. ولا الواضحةِ..
أدعوكِ أنْ تقرئي ذاتَكِ إلى أقصى حدٍّ مُمكن..
بعد ذلكَ لا يَهمُّنا تقديسُ المضامينِ
أوِ الإقلالُ من هيبتِها..
انْبَجِسِي نعناعاً في الحقولِ..
وياسميناً على شُرُفاتِ العواصِمِ..
ودفئاً في صقيعٍ خائب.. غيبي أوِ احضري..
فأنتِ السِّرُّ غيرُ المباحِ بِهِ..
والعشقُ الذي يحتاجُهُ قاطفو سنابلِ التِّيهِ..
أنتِ أيَّتُها القاصمةُ تُفَّاحةَ الحياةِ
إلى نصفَينِ وأكثرَ؛ يحقُّ لكِ أنْ تَعْبُري على جسورِ الغيمِ..
وأَنْ تكوني مارداً جَبّاراً في كلِّ الساحاتِ..
أنتِ التي تبني النُّسورُ بيوتَها على قَلَقِ أصابعكِ..
وأنتِ التي تواجهينَ الموجَ المُداهِمَ فيعودُ إلى العُبابِ البعيد..
شارباً من أقداحِ عينيكِ ما يجعلُهُ منتشياً..
المُغْرَمونَ لا يستطيعون الرُّقَادَ..
لا تكوني شهرزادَ ولا تبحثي عن شهريار..
كوني لؤلؤةَ أيَّامكِ..
كوني ضِفَّةً.. ونهراً..
ونَحْلاً يُقبِّلُ الزَّهْرَ..
وصيَّاداً..
وامرأةً تَمْلأُ الأرضَ أُنوثةً وصهيلاً..
الزمنُ ليس طويلاً..
وأعمارُ مرافئِ الشَّوقِ قصيرةٌ..
فَافْرُشي هُبُوبَكِ على عيونِ الحيارى..
لا تتركي سُلطانَكِ للغيابِ.. لوِّحي مِنْ على بُرْجِكِ العالي
بأَنْ تعالَوْا إلى بلادِ الرَّنيمِ والوهَجِ وحيويَّةِ الحياةِ..
فَهُنا.. وهنا فقط..
تَصْنَعونَ كُلَّ زمنٍ جميلٍ..
وهنا تَنْفَذونَ إلى أيامٍ وسنينَ أحلى وأبهى..
وهنا وهناكَ..
لا بُؤْسَ بَعْدَ انهمارِكِ غِوىً.. وطَلاوةً ورِيّاً
للظمأِ القابعِ في رُدُهاتِ الذاتِ الباحثةِ عن ذاتِها..
أيُّها الشَّغوفانِ بفتوَّةِ الينابيعِ
ارْأَفَا بالبيادِرِ الخضراءِ
لتَكْفيكُما لزمنٍ يابسٍ ما..
هو الحاجةُ الدائمةُ لتقبُّل الرّوحِ في الحياة.. ولتقبُّل الرُّوحِ لروحِها
في عوالِمِها المجهولةِ الصَّعبةِ على التَّفسيرِ والشروحاتِ..
لذلكَ أَغيبُ عن هوايَ في مجاهيلَ أنتِ سرُّها..
وعلى أجنحةِ الهيامِ والاسترخاءِ
أَشْرُدُ تائهاً كوُرَيقةٍ تذروها الرياحُ حيثُ تشاء..
وفي ذلك يكفيني تعتُّــقُكِ في وجداني؛ بحيث أعرفُ أنني رهينُ حُبٍّ محدَّدٍ مُغامرٍ
لا تعنيني التفاصيلُ من بَعْدِهِ؛
علماً أن الأمرَ يبقى في حيِّز المقبول والمعقول
والمسؤولِ بالنِّسبةِ للذين لا تهمُّهم تمارينُ الألمِ
التي يقرّرها الوجْدُ الطالعُ من الروحِ والقلبِ والشِّغاف..
ليس غريباً أن تَحُطَّ على وجهي الفراشات.. ويكونُ ممكنَاً
أن تَحُطَّ بعضُ أنواعِ العصافيرِ على جبهتي..
ويكونُ ممكناً أيضاً أن أُواجهَ الورقَ الأبيضَ وليست لديَّ أيةُ أفكارٍ مُسْبَقَةٍ
سوى أنني عنوانٌ نافِرٌ على دفتر العشَّاقِ..
كيفَ للمواقِدِ أَنْ تَعْرِفَ طَعْمَ النيرانِ،
وكيف للحياةِ أنْ تكونَ وازِنةً بلا سيّداتٍ للجَمالِ وابتكارِ الحياة..
فسلامٌ على الوجْدِ والحُسْنِ.. والتَّلهُّفِ..
وسلامٌ على كل عينين تحاورانِ
فَتُشعِلانِ اليقظةَ بمزيدٍ من الحُلُمِ والرَّفاهِ..
وسلامٌ على الهوى الذي يُنْقِذُ الأعمارَ من الضَّياعِ..
وسلامٌ على الحرائِقِ التي تُــرَمِّدُ فاعليها
لينهضونَ من جديدٍ، يرتكبونَ عَبَثاً جميلاً جديداً..
يا لَكِ من يَمامةٍ لا تَستطيعُ اخْتيارَ روضٍ واحدٍ..
يا لكِ من سادرةٍ في الخِياراتِ فَيَرْتَديكِ حَقْلٌ..
ويَخْلَعُكِ حقلٌ آخَرُ..
هل هو الارتيابُ.. هل هو الأنا العاليةُ..
هل هو البحثُ عن أكثرِ الأغصانِ خُضْرةً
لتَحُطَّ عليه ساقاكِ النحيلتان.. هل هو الشَّكُّ والعذابُ
في زمنٍ تَخالَطَ فيه الحُبُّ بالكراهية..
البُعْدُ بالقُربِ.. الوجَعُ بالسعادةِ والفرح..
أدعوكِ لِأنْ لا تُطيلي قراءةَ الوجوهِ الغامضةِ.. ولا الواضحةِ..
أدعوكِ أنْ تقرئي ذاتَكِ إلى أقصى حدٍّ مُمكن..
بعد ذلكَ لا يَهمُّنا تقديسُ المضامينِ
أوِ الإقلالُ من هيبتِها..
انْبَجِسِي نعناعاً في الحقولِ..
وياسميناً على شُرُفاتِ العواصِمِ..
ودفئاً في صقيعٍ خائب.. غيبي أوِ احضري..
فأنتِ السِّرُّ غيرُ المباحِ بِهِ..
والعشقُ الذي يحتاجُهُ قاطفو سنابلِ التِّيهِ..
أنتِ أيَّتُها القاصمةُ تُفَّاحةَ الحياةِ
إلى نصفَينِ وأكثرَ؛ يحقُّ لكِ أنْ تَعْبُري على جسورِ الغيمِ..
وأَنْ تكوني مارداً جَبّاراً في كلِّ الساحاتِ..
أنتِ التي تبني النُّسورُ بيوتَها على قَلَقِ أصابعكِ..
وأنتِ التي تواجهينَ الموجَ المُداهِمَ فيعودُ إلى العُبابِ البعيد..
شارباً من أقداحِ عينيكِ ما يجعلُهُ منتشياً..
المُغْرَمونَ لا يستطيعون الرُّقَادَ..
لا تكوني شهرزادَ ولا تبحثي عن شهريار..
كوني لؤلؤةَ أيَّامكِ..
كوني ضِفَّةً.. ونهراً..
ونَحْلاً يُقبِّلُ الزَّهْرَ..
وصيَّاداً..
وامرأةً تَمْلأُ الأرضَ أُنوثةً وصهيلاً..
الزمنُ ليس طويلاً..
وأعمارُ مرافئِ الشَّوقِ قصيرةٌ..
فَافْرُشي هُبُوبَكِ على عيونِ الحيارى..
لا تتركي سُلطانَكِ للغيابِ.. لوِّحي مِنْ على بُرْجِكِ العالي
بأَنْ تعالَوْا إلى بلادِ الرَّنيمِ والوهَجِ وحيويَّةِ الحياةِ..
فَهُنا.. وهنا فقط..
تَصْنَعونَ كُلَّ زمنٍ جميلٍ..
وهنا تَنْفَذونَ إلى أيامٍ وسنينَ أحلى وأبهى..
وهنا وهناكَ..
لا بُؤْسَ بَعْدَ انهمارِكِ غِوىً.. وطَلاوةً ورِيّاً
للظمأِ القابعِ في رُدُهاتِ الذاتِ الباحثةِ عن ذاتِها..
أيُّها الشَّغوفانِ بفتوَّةِ الينابيعِ
ارْأَفَا بالبيادِرِ الخضراءِ
لتَكْفيكُما لزمنٍ يابسٍ ما..