May Chahrstan ليلة عيد .
May Chahrstan
ليلة عيد .....
والجزء الثاني من كتاب راس العين في الذاكرة
كم من الذكريات تصغر وتتضاءل أمام من لا يراها نعمة ولا يقيم لها وزناً ,وكم منها تكبر وتزهر
أمام من يجدها حنيناً ودفئاً ومخبئاً للروح في ليالي الشتاء الباردة.
اليوم وعبر رحلة بسيطة بين ألبوم الصور المخبأة في خزانتي أردت أن أضع الأصدقاء الأعزاء في الحسبان وأستعين بحضورهم الفاتن لنعيد معاً أيام من طراز خاص لم تطالها أخاديد السنين ولم تعبث بها يد الزمن.أيام ستظل نابضة في الوجدان كما تنبض الحواس المناطة بذلك التوقد الذي يضفى على وجودنا معنى وانتشاء للروح ,وها هي المناسبة تفرض نفسها . فما يحدث في مثل هذا الوقت من السنة هو انتظار العالم لولادة طفل المغارة سيدنا يسوع المسيح أبن الله الوحيد ليأتينا بمجد عظيم حاملاً معه الفرح والبهجة والسلام, فنسعد به وتسعد به قلوب الفقراء قبل الأغنياء ,فهو من قال إِن أَردت ان تكون كامِلًا فٱذهب وبِع أَملَاكك وَأَعط الفقرَاء فيكون لك كنز فِي السماء كذلك قال الفقراء سيكونون دائماً معنا.
ان الحديث الشيق عن الأعياد هو بحد ذاته بهجة وفرحاً ,فما بالكم لو عدنا بالذاكرة الى زمن الفرح الحقيقي وزمن العصر الراقي زمن الستينات والسبعينات والثمانينات حيث طقوس العيد الجميلة والفرائض الروحية الخاصة التي حرصنا كل الحرص على أن نطبقها بحذافيرها مرحلة بعد مرحلة ,ابتداءآ بالصيام الذي يسبق العيد بستة أسابيع والذي له عندنا أهمية ومهام كثيرة تتجلى بمحاولة ضبط النفس وتسخيرها لأعمال الخير والأحسان والأقتراب من الله ومن المساكين أكثر ومن الفقراء. نجوع كما يجوعون ,ونلبس كما يلبسون ,ونأكل كما يأكلون ,نستغني عن أكل اللحوم ومشتقات الحليب وغيرها ونكثر من أكلات الزيوت والبقول والحبوب ونستمتع ونتلذذ بها وبحلويات الصوم المنوعة. فمن منا لا يذكر طابات اللقم المقلية والمغمسة بالقطر التي تصنع بالبيت ومن منا قد نسي حلاوة الجوز ،والمشبك والذي لم ننصفه إلا إذا ذكرنا مشبك العم صابر الشهير, ومن منا لم يذق الزردة القريب مبدأها من الرز بحليب لكن دون حليب ,فقط بالرز والماء والقرفة والجوز, والتي كانت تحمل بالصواني الى الكنائس في هذا الشهر المبارك ليتحلى بها الصيام بعد الخروج من الكنيسة.وأن نسينا فهل ننسى تبادل أكلات الصوم بين الأقارب والجيران وأهل الحي وأواصر الألفة والوئام والتعايش السلمي بينهم والمحبة والمؤاخاة بين أهل البلد جميعآ ومشاركتهم أفراح وأتراح بعضهم البعض دون النظر الى عرق أو دين , فمن كان يأنس بعيد الميلاد والفصح هو نفسه من يأنس بعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد النوروز وعيد الأيزيدية والعكس صحيح.
نعود للمرحلة الثانية من مراحل العيد ذات الطابع الحضاري وهي الرسائل وبطاقات التهنئة والتي عادة يتم إرسالها قبل شهر تقريباً إلى الدول الأجنبية كي يتم إستلامها قبيل أيام العيد, بخلاف إرسالها إلى داخل سوريا والدول العربية المجاورة فلم يتطلب الوقت الكثير ,بالمقابل كانت تصلنا بطاقات معايدة جميلة ورسائل خطية تحمل أجمل العبارات والتمنيات والتبريكات بالعيد السعيد .
أكثر ما كان ينتظرنا ونحن صغار هي المرحلة الثالثة وما قبل الحاسمة, فيها تجتمع العائلة وتخرج بقائمة طويلة من المهمات الواجب انجازها والعمل عليها , فيلحق بكل فرد من العائلة دور فعال وذو أهمية. .
كانت مهمتنا نحن البنات تعد من الأمور التي لا نحسد عليها ... تبدأ ب (التعزيل) وما أدراكم ما (التعزيل) هو مماسح ومكانس وسطل وشطف أراضي وغسل ستائر وغيرها ,نقلب فيه الدار رأسا على عقب ليبدو زاهيآ نظيفاً وبأجمل حلة, ننطلق بعد هذا إلى الزينة والأضواء ونصب شجرة الميلاد الصنوبرية ذات الرائحة الزكية والتي كانت أغلبها تقطع من حديقة الدار. أما مهمة الأمهات ومنهم أمي رحمة الله عليها لم تكن بالأرحم أعمال متواصلة لشهر كامل ، تستعد به للشاردة والواردة ولكل ما يتعلق بأمور البيت من أكلات العيد وحلويات العيد وأهمها الكعك وقصاميص الكليجة المحشوة بالتمر والتي تفوح رائحتها من كل بيت ...و(الكليجة) ...
هي إحدى أنواع الحلويّات الشعبية المنتشرة في منطقة الجزيرة والفرات . كانت تعجن بكميات كبيرة على يد احدى نساء البلد الطيبات التي نستعين بها دومآ في أمور المنزل والخدمات الأخرى ولطالما أصبحت صديقة عزيزة علينا لنبل أخلاقها وتفانيها في عملها وسعة صبرها. فرغم ظروفها الصعبة كانت تصنع السعادة وتنشر الفرحة والبسمة فتكثر من الأغاني أثناء العجن ولا تنتهي منها الى أن تبدا مرحلة الخبز بالتنور والذي مع الوقت انتهى عصره ,حيث بدأت الأفران الآلية بالانتشار ,منهم فرن العم عبو لأصحابه آل بربر الأعزاء و فرن العم نعمان زرزور أطال الله بعمره الصديق العزيز والمحترم وفرن سعيد حناوي والذي كان يعمل فيه أبو عبدو الفران .كل هذه الأفران و المحلات التجارية كانت قريبة لدارنا الذي يتمتع بموقع استراتيجي هام كونه يقع في شارع الكنائس الثلاثة وأمام كنيسة مار توما للسريان الأورثوذكس حيث الحركة والناس والأحتفالات والإضاءة والمشاوير إلى ساعات متأخرة من الليل، والتزاحم، والوقوف وبالتحديد أمام محلات الخياطة منتظرين بلهفة ثيابهم وستراتهم .كانت أصوات الموسيقا والألحان الجميلة تصلنا من محل جارنا العزيز جورج حداد والذي كان له ذوقآ وحسآ موسيقياً عال المستوى ،ناهيك عن أخلاقه العالية و محبة الناس له , كذلك محل العم جرجس غبرو للخياطة أبو الميش رحمة الله عليه ومحل الخياطة للأخ عزيز شمعون ,
ومحل العم أديب المقسي .أما المحلات التجارية الأخرى فنحتاج لحديث كامل عنها وانشالله نطرق بابها قريباً.
اقتربت ليلة الميلاد وهي المحطة الأخيرة من مراحل العيد والجميع على أهبة الأستعداد... كل شي يوحي بأن الفرح قادم لامحال واللمسات الأخيرة لا بد منها ,القهوة المرة من أساسيات الضيافة وهذا كان يقع على عاتق أبي رحمة الله عليه، يعنى بطبخها ويتقن طريقة تحضيرها , أما صحون الضيافة كانت تعد وتملأ بما لذ وطاب وكذلك صحن السجائر كان يزود بأشكاله وأنواعه الرائجة في تلك الايام ...ما دمنا في حديث الضيافة لا بد أن نذكر محل آل الاجدان الاعزاء للضيافة ومحل العم جرجس حناوي وأبنائه اطال الله في أعمارهم ، وغيرهم من المحلات التي أذكرها, منهم محل العم ناصر، ومحل نبيل الخال رحمهما الله .
لم تكن ليلة العيد تقتصر على التحضيرات المنزلية فقط، بل كان الاهتمام بالهندام والأناقة له حيزٱ مهمآ في طقوس العيد , فنرى النساء يتزين بأجمل صيحات الموضة، فما أجملها الملابس التي كانت تصنع بأيادي من ذهب وعلى ذكرها نشتاق لمهارة الخالة الغالية مارين وهي تبرع وأبنتها الغالية منيرة بحياكة ثيابنا الجميلة التي ننتظرها بفارغ الصبر ونذهب فرحين بها الى الكنيسة في ليلة العيد لنستمتع بالقداس الليلي ونشهد على ولادة الطفل المخلص يسوع ونردد المجد لله في العلى، وعلى الأرض السّلام .
لن اخبركم عن يوم العيد بل أدعه يلخص نفسه بهذه الأبيات
اليوم
نخرج بملابس العيد ونصطف أمام بائع الحلوى
نشتري قناديل الفرح من حوانيت المدينة ونتجمع كما تتجمع باقات الزهور
نحكي أحاديث الربيع ونملأ بساتين الكروم
نرقص في عرس النجوم ونعقد الدبكات على ضفاف الأنهار
نشابك الايدي ونتبادل لحظات السرور
ننطلق بلا خوف إلى الأمكنة المزدحمة
نخالط الغرباء ونسهر تحت شرفات البيوت
نملأ بأصواتنا شوارع الأحلام ودهاليز الحارات
نمضي إلى مراعي الخراف ونرتل أناشيد الصفصاف
نغزل من خيوط الشمس ضفائر ومن شعاعات القمر ياقوت
نبني من دفئ القلوب بيوت ومن الذكريات مواقد
اليوم
نعود كما كنا نشتاق للطفولة ونغفى بين أهداب العيون
نرتدي ثوب الحرير وشال القطن
اليوم
نملئ أجرار العسل من حدائق الورد
ومن خمرة العنب نملئ القوارير
اليوم
نخطف وشاح من الفجر ونزين به المذود
ننفث في القيثارة لحنآ
ونمجد في صباح العيد يسوع الملك
قلمي الذهبي مي شهرستان
ليلة عيد .....
والجزء الثاني من كتاب راس العين في الذاكرة
كم من الذكريات تصغر وتتضاءل أمام من لا يراها نعمة ولا يقيم لها وزناً ,وكم منها تكبر وتزهر
أمام من يجدها حنيناً ودفئاً ومخبئاً للروح في ليالي الشتاء الباردة.
اليوم وعبر رحلة بسيطة بين ألبوم الصور المخبأة في خزانتي أردت أن أضع الأصدقاء الأعزاء في الحسبان وأستعين بحضورهم الفاتن لنعيد معاً أيام من طراز خاص لم تطالها أخاديد السنين ولم تعبث بها يد الزمن.أيام ستظل نابضة في الوجدان كما تنبض الحواس المناطة بذلك التوقد الذي يضفى على وجودنا معنى وانتشاء للروح ,وها هي المناسبة تفرض نفسها . فما يحدث في مثل هذا الوقت من السنة هو انتظار العالم لولادة طفل المغارة سيدنا يسوع المسيح أبن الله الوحيد ليأتينا بمجد عظيم حاملاً معه الفرح والبهجة والسلام, فنسعد به وتسعد به قلوب الفقراء قبل الأغنياء ,فهو من قال إِن أَردت ان تكون كامِلًا فٱذهب وبِع أَملَاكك وَأَعط الفقرَاء فيكون لك كنز فِي السماء كذلك قال الفقراء سيكونون دائماً معنا.
ان الحديث الشيق عن الأعياد هو بحد ذاته بهجة وفرحاً ,فما بالكم لو عدنا بالذاكرة الى زمن الفرح الحقيقي وزمن العصر الراقي زمن الستينات والسبعينات والثمانينات حيث طقوس العيد الجميلة والفرائض الروحية الخاصة التي حرصنا كل الحرص على أن نطبقها بحذافيرها مرحلة بعد مرحلة ,ابتداءآ بالصيام الذي يسبق العيد بستة أسابيع والذي له عندنا أهمية ومهام كثيرة تتجلى بمحاولة ضبط النفس وتسخيرها لأعمال الخير والأحسان والأقتراب من الله ومن المساكين أكثر ومن الفقراء. نجوع كما يجوعون ,ونلبس كما يلبسون ,ونأكل كما يأكلون ,نستغني عن أكل اللحوم ومشتقات الحليب وغيرها ونكثر من أكلات الزيوت والبقول والحبوب ونستمتع ونتلذذ بها وبحلويات الصوم المنوعة. فمن منا لا يذكر طابات اللقم المقلية والمغمسة بالقطر التي تصنع بالبيت ومن منا قد نسي حلاوة الجوز ،والمشبك والذي لم ننصفه إلا إذا ذكرنا مشبك العم صابر الشهير, ومن منا لم يذق الزردة القريب مبدأها من الرز بحليب لكن دون حليب ,فقط بالرز والماء والقرفة والجوز, والتي كانت تحمل بالصواني الى الكنائس في هذا الشهر المبارك ليتحلى بها الصيام بعد الخروج من الكنيسة.وأن نسينا فهل ننسى تبادل أكلات الصوم بين الأقارب والجيران وأهل الحي وأواصر الألفة والوئام والتعايش السلمي بينهم والمحبة والمؤاخاة بين أهل البلد جميعآ ومشاركتهم أفراح وأتراح بعضهم البعض دون النظر الى عرق أو دين , فمن كان يأنس بعيد الميلاد والفصح هو نفسه من يأنس بعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد النوروز وعيد الأيزيدية والعكس صحيح.
نعود للمرحلة الثانية من مراحل العيد ذات الطابع الحضاري وهي الرسائل وبطاقات التهنئة والتي عادة يتم إرسالها قبل شهر تقريباً إلى الدول الأجنبية كي يتم إستلامها قبيل أيام العيد, بخلاف إرسالها إلى داخل سوريا والدول العربية المجاورة فلم يتطلب الوقت الكثير ,بالمقابل كانت تصلنا بطاقات معايدة جميلة ورسائل خطية تحمل أجمل العبارات والتمنيات والتبريكات بالعيد السعيد .
أكثر ما كان ينتظرنا ونحن صغار هي المرحلة الثالثة وما قبل الحاسمة, فيها تجتمع العائلة وتخرج بقائمة طويلة من المهمات الواجب انجازها والعمل عليها , فيلحق بكل فرد من العائلة دور فعال وذو أهمية. .
كانت مهمتنا نحن البنات تعد من الأمور التي لا نحسد عليها ... تبدأ ب (التعزيل) وما أدراكم ما (التعزيل) هو مماسح ومكانس وسطل وشطف أراضي وغسل ستائر وغيرها ,نقلب فيه الدار رأسا على عقب ليبدو زاهيآ نظيفاً وبأجمل حلة, ننطلق بعد هذا إلى الزينة والأضواء ونصب شجرة الميلاد الصنوبرية ذات الرائحة الزكية والتي كانت أغلبها تقطع من حديقة الدار. أما مهمة الأمهات ومنهم أمي رحمة الله عليها لم تكن بالأرحم أعمال متواصلة لشهر كامل ، تستعد به للشاردة والواردة ولكل ما يتعلق بأمور البيت من أكلات العيد وحلويات العيد وأهمها الكعك وقصاميص الكليجة المحشوة بالتمر والتي تفوح رائحتها من كل بيت ...و(الكليجة) ...
هي إحدى أنواع الحلويّات الشعبية المنتشرة في منطقة الجزيرة والفرات . كانت تعجن بكميات كبيرة على يد احدى نساء البلد الطيبات التي نستعين بها دومآ في أمور المنزل والخدمات الأخرى ولطالما أصبحت صديقة عزيزة علينا لنبل أخلاقها وتفانيها في عملها وسعة صبرها. فرغم ظروفها الصعبة كانت تصنع السعادة وتنشر الفرحة والبسمة فتكثر من الأغاني أثناء العجن ولا تنتهي منها الى أن تبدا مرحلة الخبز بالتنور والذي مع الوقت انتهى عصره ,حيث بدأت الأفران الآلية بالانتشار ,منهم فرن العم عبو لأصحابه آل بربر الأعزاء و فرن العم نعمان زرزور أطال الله بعمره الصديق العزيز والمحترم وفرن سعيد حناوي والذي كان يعمل فيه أبو عبدو الفران .كل هذه الأفران و المحلات التجارية كانت قريبة لدارنا الذي يتمتع بموقع استراتيجي هام كونه يقع في شارع الكنائس الثلاثة وأمام كنيسة مار توما للسريان الأورثوذكس حيث الحركة والناس والأحتفالات والإضاءة والمشاوير إلى ساعات متأخرة من الليل، والتزاحم، والوقوف وبالتحديد أمام محلات الخياطة منتظرين بلهفة ثيابهم وستراتهم .كانت أصوات الموسيقا والألحان الجميلة تصلنا من محل جارنا العزيز جورج حداد والذي كان له ذوقآ وحسآ موسيقياً عال المستوى ،ناهيك عن أخلاقه العالية و محبة الناس له , كذلك محل العم جرجس غبرو للخياطة أبو الميش رحمة الله عليه ومحل الخياطة للأخ عزيز شمعون ,
ومحل العم أديب المقسي .أما المحلات التجارية الأخرى فنحتاج لحديث كامل عنها وانشالله نطرق بابها قريباً.
اقتربت ليلة الميلاد وهي المحطة الأخيرة من مراحل العيد والجميع على أهبة الأستعداد... كل شي يوحي بأن الفرح قادم لامحال واللمسات الأخيرة لا بد منها ,القهوة المرة من أساسيات الضيافة وهذا كان يقع على عاتق أبي رحمة الله عليه، يعنى بطبخها ويتقن طريقة تحضيرها , أما صحون الضيافة كانت تعد وتملأ بما لذ وطاب وكذلك صحن السجائر كان يزود بأشكاله وأنواعه الرائجة في تلك الايام ...ما دمنا في حديث الضيافة لا بد أن نذكر محل آل الاجدان الاعزاء للضيافة ومحل العم جرجس حناوي وأبنائه اطال الله في أعمارهم ، وغيرهم من المحلات التي أذكرها, منهم محل العم ناصر، ومحل نبيل الخال رحمهما الله .
لم تكن ليلة العيد تقتصر على التحضيرات المنزلية فقط، بل كان الاهتمام بالهندام والأناقة له حيزٱ مهمآ في طقوس العيد , فنرى النساء يتزين بأجمل صيحات الموضة، فما أجملها الملابس التي كانت تصنع بأيادي من ذهب وعلى ذكرها نشتاق لمهارة الخالة الغالية مارين وهي تبرع وأبنتها الغالية منيرة بحياكة ثيابنا الجميلة التي ننتظرها بفارغ الصبر ونذهب فرحين بها الى الكنيسة في ليلة العيد لنستمتع بالقداس الليلي ونشهد على ولادة الطفل المخلص يسوع ونردد المجد لله في العلى، وعلى الأرض السّلام .
لن اخبركم عن يوم العيد بل أدعه يلخص نفسه بهذه الأبيات
اليوم
نخرج بملابس العيد ونصطف أمام بائع الحلوى
نشتري قناديل الفرح من حوانيت المدينة ونتجمع كما تتجمع باقات الزهور
نحكي أحاديث الربيع ونملأ بساتين الكروم
نرقص في عرس النجوم ونعقد الدبكات على ضفاف الأنهار
نشابك الايدي ونتبادل لحظات السرور
ننطلق بلا خوف إلى الأمكنة المزدحمة
نخالط الغرباء ونسهر تحت شرفات البيوت
نملأ بأصواتنا شوارع الأحلام ودهاليز الحارات
نمضي إلى مراعي الخراف ونرتل أناشيد الصفصاف
نغزل من خيوط الشمس ضفائر ومن شعاعات القمر ياقوت
نبني من دفئ القلوب بيوت ومن الذكريات مواقد
اليوم
نعود كما كنا نشتاق للطفولة ونغفى بين أهداب العيون
نرتدي ثوب الحرير وشال القطن
اليوم
نملئ أجرار العسل من حدائق الورد
ومن خمرة العنب نملئ القوارير
اليوم
نخطف وشاح من الفجر ونزين به المذود
ننفث في القيثارة لحنآ
ونمجد في صباح العيد يسوع الملك
قلمي الذهبي مي شهرستان