مَسَّنِيَ الضُّرُ
بقلم/ مشاري محمد بن دليلة*
ابتلى الله عز وجل خليقته بالمرض فالبشر والحيوانات تمرض وهذه سنة كونية في خلقه، لا يكاد أحد على هذه البسيطة إلا وأصابه المرض فمنهم من تعافى ومنهم من لازمه، مع تطور العلم والتكنلوجيا استطاعت البشرية بعد توفيق الله ودلالته على علاج الأمراض، ولكن مازالت هناك أمراض لا يعلم علاجها إلا الله تجتهد البشرية لمعرفته فيوفقهم الله لذلك، كم من إنسان صحيح أصابه المرض دون مقدمات ولا أسباب وهذا من حكمة الله، يبتليك ليسمع أنينك ويرى تلك الدمعات تنزل على صفحات خدك فينزل عليك رحمته ويعطيك حتى ترضى وينزل عليك الطمأنينة عندما تعيش معه تجد السعادة والأنس، النظرة البشرية للمرض قد تنظر إليه أنه عذاب وعقاب، ويتساءل المريض لماذا أصابني دون الناس ماذا فعلت ولماذا يستمر معي وكيف أتاني إلى ما لانهاية من الأسئلة التي قد تقفده التوكل على الله ويصيبه الإحباط واليأس، ولكن العاقل الحصيف الذي ينظر لهذا المرض أنه طريق إلى الجنة وباب للجوء إلى الله ومناجاته والرجوع إليه، عندما يصيب أحد المرض يذهب للأطباء في أصقاع الأرض يبحث عن المداوي ويتناسى الله الشافي الذي يكشف الضر ويزيل الكرب ويجيب المضطر هو أرحم بعباده، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من السبايا ملصقة ولدها ببطنها فقال لأصحابه: “أرأيتم هذه مضيعة ولدها؟” قالوا لا يا رسول الله فقال: “لَلَّهُ أرحمُ بعبده من هذه على ولدها”!!، أمراض العصر لا تعد ولا تحصى والفيروسات المنتشرة وانتقالها بين البشر داء، ولنا في جائحة كرونا قصة وحكاية، فيروس لا يرى إلا بالمجهر عطل الدنيا وما فيها ولم يكشفه إلا الله، هلعت البشرية وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ودخل الخوف قلوب الناس، الحياة عزيزة لكن القلوب الصادقة توكلت على الله وعلقت آمالها به لكشف الضر قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وهذه سنة الله في خلقه، استعرض التاريخ ستجد مع كل عسر يأتي اليسر حتى وإن طال سوف يأتي، يقول الشاعر:
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ
والمتحتم على المؤمن عند نزول المصيبة الصبر على أقدار الله المؤلمة واحتساب الأجر والرضا بما قسم لك ويقول رسول الهدى ﷺ: ما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر، قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وهذه فضيلة عظيمة للصابرين.
لقد شرعت الرقية للمريض التي تؤثر بأمر الله والآيات الواردة والأحاديث كثيرة، وماء زمزم لما شرب له كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، أخيرًا إذا نزل بك المرض لا تنظر إلى الجانب الأسود فهذا من الشيطان وسيحرقك حتى تجزع و تحيد عن لطف الله، بل انظر إلى الجانب المشرق الذي سينقلك إلى الحياة السعيدة، تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه) ، لا تستحي من الله ولاتكن بخيلا ومقلا في دعائه قال تعالى (ادعوني استجب لكم) أمر واضح وصريح من رب عظيم إذا أعطى أدهش ويعطي حتى يرضي يفرح بسؤال عبده له، تعجز الأحبار والكتابات والمقالات عن تعظيم الله، فلو كتبنا عن الله وأسمائه لانتهى علمنا وإدراكنا إلى ما وصلت به عقولنا من معرفته سبحانه ولكن عظمته وقدرته وسعت كل شيء لا تدركه العقول ولا الأبصار قال تعالى (لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل .
لا تيأس وتذكر أنك تعيش في معية الله وحفظه وتأمل مقولة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) وقال لموسى وهارون( لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ، سمع أنين ودعاء أيوب عليه السلام قال - تعالى -: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} قال ابن كثير - رحمه الله -: «يذكر الله - تعالى - عن أيوب - عليه السلام - ما كان أصابه من البلاء في ماله، وولده وجسده، وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث، شيء كثير وأولاد ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره، ثم ابتلي في جسده ولم يبق فيه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما الله - عز وجل - حتى عافه الجليس، وأفرد في ناحية من البلد، ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه سوى زوجته، كانت تقوم بأمره، ويقال إنها احتاجت، فصارت تخدم الناس من أجله وقد كان نبي الله أيوب - عليه السلام - في غاية الصبر وبه يضرب المثل ، فعند ذلك دعا الله أنه مسه الضر وهو أرحم الراحمين بعد معاناة فاستجاب الله له وقال تعالى (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) اغتسل وكان له الدواء وأنزل عليه الشفاء وأقنعه وأغناه ورد إليه أهله .
واختم بقول الشاعر:
وإذا البشائر لم تحِن أوقاتها
فلِحكمة عند الإله تأخرت
سيسوقها في حينها فاصبر لها
حتى وإن ضاقت عليك وأقفرت
وغداً سيجري دمع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأماني أمطرت
وترى ظروف الأمس صارت بلسما
وهي التي أعيتك حين تعسرت
* كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية
ابتلى الله عز وجل خليقته بالمرض فالبشر والحيوانات تمرض وهذه سنة كونية في خلقه، لا يكاد أحد على هذه البسيطة إلا وأصابه المرض فمنهم من تعافى ومنهم من لازمه، مع تطور العلم والتكنلوجيا استطاعت البشرية بعد توفيق الله ودلالته على علاج الأمراض، ولكن مازالت هناك أمراض لا يعلم علاجها إلا الله تجتهد البشرية لمعرفته فيوفقهم الله لذلك، كم من إنسان صحيح أصابه المرض دون مقدمات ولا أسباب وهذا من حكمة الله، يبتليك ليسمع أنينك ويرى تلك الدمعات تنزل على صفحات خدك فينزل عليك رحمته ويعطيك حتى ترضى وينزل عليك الطمأنينة عندما تعيش معه تجد السعادة والأنس، النظرة البشرية للمرض قد تنظر إليه أنه عذاب وعقاب، ويتساءل المريض لماذا أصابني دون الناس ماذا فعلت ولماذا يستمر معي وكيف أتاني إلى ما لانهاية من الأسئلة التي قد تقفده التوكل على الله ويصيبه الإحباط واليأس، ولكن العاقل الحصيف الذي ينظر لهذا المرض أنه طريق إلى الجنة وباب للجوء إلى الله ومناجاته والرجوع إليه، عندما يصيب أحد المرض يذهب للأطباء في أصقاع الأرض يبحث عن المداوي ويتناسى الله الشافي الذي يكشف الضر ويزيل الكرب ويجيب المضطر هو أرحم بعباده، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من السبايا ملصقة ولدها ببطنها فقال لأصحابه: “أرأيتم هذه مضيعة ولدها؟” قالوا لا يا رسول الله فقال: “لَلَّهُ أرحمُ بعبده من هذه على ولدها”!!، أمراض العصر لا تعد ولا تحصى والفيروسات المنتشرة وانتقالها بين البشر داء، ولنا في جائحة كرونا قصة وحكاية، فيروس لا يرى إلا بالمجهر عطل الدنيا وما فيها ولم يكشفه إلا الله، هلعت البشرية وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ودخل الخوف قلوب الناس، الحياة عزيزة لكن القلوب الصادقة توكلت على الله وعلقت آمالها به لكشف الضر قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وهذه سنة الله في خلقه، استعرض التاريخ ستجد مع كل عسر يأتي اليسر حتى وإن طال سوف يأتي، يقول الشاعر:
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ
والمتحتم على المؤمن عند نزول المصيبة الصبر على أقدار الله المؤلمة واحتساب الأجر والرضا بما قسم لك ويقول رسول الهدى ﷺ: ما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر، قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وهذه فضيلة عظيمة للصابرين.
لقد شرعت الرقية للمريض التي تؤثر بأمر الله والآيات الواردة والأحاديث كثيرة، وماء زمزم لما شرب له كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، أخيرًا إذا نزل بك المرض لا تنظر إلى الجانب الأسود فهذا من الشيطان وسيحرقك حتى تجزع و تحيد عن لطف الله، بل انظر إلى الجانب المشرق الذي سينقلك إلى الحياة السعيدة، تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه) ، لا تستحي من الله ولاتكن بخيلا ومقلا في دعائه قال تعالى (ادعوني استجب لكم) أمر واضح وصريح من رب عظيم إذا أعطى أدهش ويعطي حتى يرضي يفرح بسؤال عبده له، تعجز الأحبار والكتابات والمقالات عن تعظيم الله، فلو كتبنا عن الله وأسمائه لانتهى علمنا وإدراكنا إلى ما وصلت به عقولنا من معرفته سبحانه ولكن عظمته وقدرته وسعت كل شيء لا تدركه العقول ولا الأبصار قال تعالى (لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل .
لا تيأس وتذكر أنك تعيش في معية الله وحفظه وتأمل مقولة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) وقال لموسى وهارون( لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ، سمع أنين ودعاء أيوب عليه السلام قال - تعالى -: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} قال ابن كثير - رحمه الله -: «يذكر الله - تعالى - عن أيوب - عليه السلام - ما كان أصابه من البلاء في ماله، وولده وجسده، وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث، شيء كثير وأولاد ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره، ثم ابتلي في جسده ولم يبق فيه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما الله - عز وجل - حتى عافه الجليس، وأفرد في ناحية من البلد، ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه سوى زوجته، كانت تقوم بأمره، ويقال إنها احتاجت، فصارت تخدم الناس من أجله وقد كان نبي الله أيوب - عليه السلام - في غاية الصبر وبه يضرب المثل ، فعند ذلك دعا الله أنه مسه الضر وهو أرحم الراحمين بعد معاناة فاستجاب الله له وقال تعالى (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) اغتسل وكان له الدواء وأنزل عليه الشفاء وأقنعه وأغناه ورد إليه أهله .
واختم بقول الشاعر:
وإذا البشائر لم تحِن أوقاتها
فلِحكمة عند الإله تأخرت
سيسوقها في حينها فاصبر لها
حتى وإن ضاقت عليك وأقفرت
وغداً سيجري دمع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأماني أمطرت
وترى ظروف الأمس صارت بلسما
وهي التي أعيتك حين تعسرت
* كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية