الحزب الديمقراطي السوري - فرع الحسكة الحزب الديمقراطي السوري - فرع الحسكة يقدم حوار أكثر من ساخن مع الدكتور حسن أحمد حسن أعدته وقدمته الرفيقة د. ايمان عيان
الحزب الديمقراطي السوري - فرع الحسكة
الحزب الديمقراطي السوري - فرع الحسكة
يقدم حوار أكثر من ساخن مع الدكتور حسن أحمد حسن
أعدته وقدمته الرفيقة د. ايمان عيان
من شموخ قاسيون وعراقة أرض الطهارة والحضارة من بلد اخضع الجميع بقوتة وصبر شعبه وحكمة قادته
نلتقي اليوم الدكتور حسن أحمد حسن الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي..الشاعر المبدع .. السوري قلبا وقالبا ..
أهلا وسهلا دكتور وكل الشكر بتفضلك بمنحنا بعضا من وقتك الثمين
بداية .. كل الترحيب من الدكتورة لمى دهمان الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري، وامين فرع الحسكه الرفيق عبد الحميد شمالي، ووافر التحيات من القناة الإخبارية "عشتار برس" برئاسة الدكتور حسن نعيم إبراهيم
أهلا وسهلا دكتور حسن ببرنامج حوارات ساخنة
أعدته وتقدمه. الرفيقه د. إيمان حامد عيان
........
المحلل السياسي المخضرم والكاتب والشاعر المبدع
السؤال الأول: ما الرابط الذي يجمع بين قلب جسد أشعاراً رائعة، وبين قلب حمل هم الوطن ودافع عنه ؟
الجواب: بداية جزيل الشكر على إتاحة الفرصة للحديث عبر هذا المنبر الكريم، ومناقشة عناوين وأفكار قد تراود أذهان الكثيرين، ومن المهم التوقف عندها، وإزالة ما يكتنفها من غموض، ولا يسعني قبل الإجابة إلا أن أتوجه بالشكر والامتنان لكل من: الدكتورة لما دهمان الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري، والأمين العام للحزب. فرع الحسكة. الدكتور عند الحميد شمالي، وللدكتور حسن نعيم إبراهيم رئيس قناة الإخبارية "عشتار برس" ولجميع العاملين فيها، وشكر خاص للسيدة الدكتورة إيمان حامد عيان على هذا العمق والقدرة على صياغة تساؤلات تشد المجيب للغوص أكثر ليكون الجنى أوفر، وهذا ليس غريباً عنها، فهي المعروفة بثقافتها وتمسكها بالهوية السورية ونقاء انتمائها الخالص لمهد الأبجدية سوريتنا الصامدة التي أخذت على عاتقها أن تحارب الإرهاب التكفيري نيابة عن البشرية جمعاء.
الحديث عن الشعر والدفاع عن الوطن يطول، ويحمل معه الكثير من الدروس والمعاني الغافية في بطون أمهات الكتب، ومن شأن تقليب بعض الصفحات الكشف عن الكثير من اللآلئ والدرر، فإذا كان الشعر ديوان العرب، فهذا يعني ارتباط الشعر بكل ما يحافظ على مقومات الهوية وتحصين الوطن الذي هو مكان إقامة الإنسان وعيشه، وإليه انتماؤه، وبه ترتبط أحداث الماضي والحاضر وصولاً إلى المستقبل، وكثيرة هي الشواهد التي تؤكد اقتران الشعر مع البأس والبطولة لدى العرب، ولنا من عنترة العبسي خير شاهد ودليل، وليس هذا فحسب بل تؤكد السير الشعبية المتناقلة أن الصراع أيام السيف والرمح كان يتطلب بروز فارس من هذا الطرف وفارس من الطرف المقابل، وقبل أن تبدأ جولة الصراع على كل منهما أن يتغنى بأبيات حماسية عن قبيلته وتاريخها المشرف ورجولتها ومآثرها، وقد كان هذا التقليد جزءاً من خوض الأعمال القتالية ذاتها دفاعاً عن الشرف والعرض والهوية والانتماء، كما أن الشعر العربي يتضمن أيقونة خاصة معروفة باسم" شعر الفروسية" والمعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب وعلقت على جدران الكعبة منها أربع معلقات ارتبط فيها الشعر بالعسكرة إن صح التعبير، وهذا ينطبق على معلقة كل من:"عنترة العبسي ـ لبيد بن ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ طرفة بن العبد"، وهنا يمكن الحديث عن الشعراء الصعاليك أيضاً، وفي العصر الحديث يطول الكلام عن الشعراء الذين ارتدوا البزة العسكرية وكانوا فرسان قلم وبندقية بآن معاً، وآمل أن أكون في عداد هؤلاء، فهذا شرف اعتز به وافتخر.
السؤال الثاني : بعد أن كاد الأمن يكاد أن يستتب على كامل الأراضي السورية ما سبب إعادة فتح مناطق ساخنة ( درعا والسويداء. والشرق السوري )، وإلى أين يودون أن يصلوا؟.
سؤال مهم، ويجب أن يتوقف عنده كل من يريد أن يعرف حقيقة ما يحدث بالاحتكام إلى العقل، وهنا أود توضيح نقطة مهمة، فالمتابع لما حدث في سورية يدرك اليوم أن بقاء الدولة السورية أقرب ما يكون إلى المعجزات، وعندما تم الإعلان منذ البداية أن المدة المخططة لإسقاط سورية شعباً وجيشاً وقيادة تتراوح بين عدة أسابيع إلى شهرين، وعلى أبعد تقدير في غضون ستة أشهر، فالمد المحددة موضوعية بالحسابات التقليدية، وهي كافية نظرياً لإسقاط دول أكبر من سورية انطلاقاً من حجم المال والسلاح والمسلحين التكفيريين الذين تم جمعهم من شتى أنحاء الكون والزج بمئات الآلاف منهم داخل الجغرافيا السورية لنحر سورية ووأدها حية، ناهيك عن حجم التضليل الإعلامي والحرب على الوعي لكيّه وتشويه طرائق تفكير الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وكذلك الحصار والحرب الاقتصادية والدبلوماسية والمجتمعية التي هي أقرب إلى الإرهاب الاقتصادي منها إلى العقوبات، لكن الدولة السورية صمدت رغم فداحة الضريبة والتكلفة، والجميع تابع بالصوت والصورة استقبال أمهات الشهداء نعوش أبنائهن بالزغردة ورش الرياحين والزهور والقول: "فدا الوطن" ، وهناك العديد من الأسر التي قدمت عدة شهداء وبعضها قدم ستة شهداء أو خمسة أو غير ذلك، وبقي الوفاء للوطن واحتضان الجيش العربي السوري الذي يمثل عصارة هذا الشعب الطيب، والتفاف الشعب والجيش حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله ونصره على كل من يريد المساس بأمن سورية الغالية، وهكذا سقطت الموجة الأشرس في أقذر حرب عرفتها البشرية، وفي المرحلة الثانية انتقل الجيش وبقية مكونات الشعب السوري من الدفاع السلبي إلى الهجوم الإيجابي على المستويين التكتيكي والعملياتي، وأخذت مدحلة الحسم الميداني تتدحرج من "بابا عمرو" إلى "القصير" ومنها عبر جميع خطوط المواجهة المفتوحة، واستطاع الجيش العربي السوري بمساعدة الأشقاء والأصدقاء والحلفاء تطهير مناطق واسعة من الجغرافيا السورية، وهنا بدأت المرحلة الثالثة المعروفة بالاتفاق على مناطق خفض التصعيد وتشجيع المصالحات المحلية والتركيز عليها، وهذا ما أسفر عن عودة غالبية الجغرافيا السورية إلى سيطرة الدولة، ولم يكن أمام المشغل الأمريكي إلا القبول بما فرضته دماء الشهداء السوريين على امتداد جغرافية الوطن، مع الإصرار على استمر احتلال الأجزاء الأكثر غنى بالثروات "نفط وغاز وغيرهما، وبالمحاصيل الإستراتيجية: قمح ـ قطن . الخ، والعمل على الانتقام من الشعب السوري بحبة الدواء وشربة الماء ولقمة الغذاء، لكن من دون الحصول على أية نتيجة يستطيع عبرها الضغط على الدولة السورية للتنازل عن ثوابتها الوطنية والقومية والإنسانية.
الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا خلق حالة عفوية راقية من التعاطف والهبة والتعاطف لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، وسارعت الدول لتقديم المعونات والمساعدات، وقد تميزت دولة الإمارات العربية المتحدة عن الجميع بالجسر الجوي الذي استمر لشهور، والشكر الجزيل لكل الدول والمؤسسات والمنظمات والأفراد الذين تعاطفوا مع الشعب السوري في محنته، وقد وجدت الإدارة الأمريكية ذاتها أمام أمر واقع فرضه الانتماء النقي للعروبة والإسلام والإنسانية، واضطرت واشنطن لإصدار قرار برفع مؤقت للحظر المفروض على إدخال المساعدات وما ينضوي تحت عنوان المواد الإغاثية والمساعدة الإنسانية إلى الداخل السوري، لكن تم تحديد المدة بستة أشهر، ورفض البيت الأبيض ومؤسساته تجديد رفع الحظر المشروط رغم الحاجة الماسة لكل ما يخفف أهوال الكارثة الطبيعية التي أصابت سورية جراء الزلزال المدمر في مطلع شباط لهذا العام، وأخذت حركة الانفتاح العربي والإقليمي على سورية تتسع، وتمت دعوة سورية لحضور مؤتمر القمة العربية المنعقد أخيراً في جدة، وكان السيد الرئيس بشار الأسد نجم القمة بلا منازع، وألقى كلمة مهمة تركت الأثر الطيب في نفوس الجميع، حيث ركز على أن سورية لا تريد النظر إلى الماضي بل التوجه نحو المستقبل بعيداً عن الأحقاد والضغائن والعتب واللوم، وهي تتطلع إلى المستقبل والتواصل الخلاق مع الجميع، وهذا لا يرضي المايسترو الصهيو ـ أمريكي الساعي لتفتيت سورية، ولذا عملت إدارة بايدن على تكثيف الضغوط على الدول الشقيقة والصديقة للحد من الاندفاعة باتجاه دمشق التي تعاملت بمنتهى الحكمة مع جميع الملفات، وجراء الضغوط الأمريكية اضطر البعض للاستجابة بنسب مختلفة، فجاءت الأوامر الأمريكية للتصعيد الميداني بعد أن عجزوا عن أخذ ما يريدون بالسياسة كما عجزوا عن أخذه بالميدان، وكل ما نراه اليوم من تسخين وتصعيد في الجنوب والشمال الشرقي والشمال الغربي في سورية إنما يستهدف كسر إرادة الدولة السورية بإشراف خارجي مباشر، والتنفيذ بأدوات داخلية بغض النظر عن تعدد التسميات، ولن يكون مصير هذه الموجة الجديدة من التصعيد والاستهداف الممنهج للدولة السورية إلا كالموجات الكثيرة السابقة التي تكسرت على أقدام السوريين وصمودهم واستعدادهم لتقديم كل غال وثمين دفاعا عن عزة الوطن وسيادته وكرامته.
السؤال الثالث : مازالت تركيا تصول وتجول بالشمال السوري وتقطع المياه عن مدن الشرق السوري، ونعلم بأن أمريكا هي المحرك الرئيسي، والسؤال:
هل فقدت أمريكا قوتها لتستعين بتركيا والمنظمات الإرهابية و قسد ؟ وما سبب زيارة أردوغان اليوم لروسيا ؟
الجواب:
لا شك أن أمريكا خسرت الكثير من الهيمنة والهيبة، وتلاشت نسبة كبيرة من الخوف والرعب الذي كان معششا في النفوس من غضب اليانكي الأمريكي، وهذا لا يعني أن أمريكا اليوم ضعيفة، وهي لم تضعف، بل من لا يذعنون للإرادة الأمريكية ازدادوا قوة، وعندما يتم تكليف تركيا بتنفيذ دور وظيفي محدد فالسبب لا يتعلق بضعف أمريكي أو قوة، بل بنهج وإستراتيجية أمريكية تعتمد مقولة الحرب بالوكالة والحرب بالآخر، وأمريكا لا تستعين بتركيا، بل تسند مهمة محددة لتركيا ولغيرها للتنفيذ، ولا أرى ثمة فارقاً بين مسلحي داعش والنصرة، ما كان يسمى "الجيش الحر" وبين قسد ومن ينضوي تحت العباءة الأمريكية، ولا بين قسد وتركيا وما أسموه حراكا في السويداء فالجميع مرؤوس عند الأمريكي الذي يقود ما يسمى قوات التحالف، وهو الذي يحدد الدور والمهمة لكل طرف، وكل ما يروج له في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي غير ذلك لا أساس من الصحة له.. تركيا تنفذ ما يأمر الأمريكي بتنفيذه، وهذا لا يلغي هامش المناورة الذي يترك لتركيا أولغيرها لتسهيل تنفيذ المطلوب، لكن جميع الأتباع والأدوات التنفيذية يتحركون ضمن حدّي الهامش الممنوح ولا أحد يجرؤ على التفكير بتجاوزه لأي سبب كان.
أما موضوع زيارة أردوغان لروسيا فمعروف عن أردوغان الرقص على الحبال المتناقضة ومحاولات العمل لشرعنة استمرار الاحتلال التركي لأجزاء من الجغرافيا السورية، لكن الجواب الذي تلقاه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان شديد الوضوح في التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الجغرافيا السورية، وعلى سيادة الدولة وحق شعبها في اختيار نموذج الحياة الذي يريده.
السؤال الرابع: منذ نعومة أظفارنا نعلم بأن روسيا الداعم الرئيسي لسورية، والسؤال: ماذا يخبأ تحت الطاولة من مفاوضات باعتبار روسيا تحاور كل الإطراف، وماذا بعد اثني عشر عاما من محاربة الإرهاب؟
الجواب:
لا أظن أن تحت الطاولة ما هو مخبأ عن الدولة السورية التي تتعامل بثقة كبيرة مع الأصدقاء والحلفاء، وقد أثبتت سنوات الحرب المفروضة على امتدادها أن الدولة السورية ـ وكما أوضح السيد الرئيس بشار الأسد سابقاً ـ تجيد بناء علاقاتها وتحسن اختيار أصدقائها وحلفائها، وهذا لا يقلل من أهمية الأخذ بالحسبان المحددات العامة التي تحكم السياسة الروسية كدولة عظمى، ومن الطبيعي أن تكون مختلفة عن نظيرتها من المحددات الخاصة بسياسة دول إقليمية كبرى كإيران وغيرها، وليس بالضرورة أن تكون مواقف الأصدقاء والحلفاء متطابقة، بل الأهم أن تكون متكاملة، ويمكن القول: إن العلاقات التي تربط روسيا بتركيا، وحتى بالكيان الإسرائيلي قد تشكل فرصة لإبقاء الأوضاع مضبوطة الإيقاع، ومنع الأمور من الذهاب نحو حافة الهاوية، وهذا أمر على غاية من الأهمية، والأمر ذاته ينطبق على العلاقات الإيرانية ـ التركية الجيدة، ومن المهم البناء على ما توفره هذه العلاقات من فرص لإبقاء منحنيات الصراع ضمن معدلها ومنسوبها القابل للضبط بدلاً من الانفجار.
النقطة الأخرى المهمة التي يجب التذكير بها في هذا السياق تتعلق بمبدأ السيادة، والدولة السورية لا تقبل قط المساس بسيادتها، والأصدقاء يعرفون ذلك جيداً ويقدرونه ويلتزمون به، وكل الاتفاقات والتفاهمات السابقة بين موسكو وأنقرة إنما تمت بموافقة سورية مسبقة، ولا يمكن للأصدقاء والحلفاء أن يطرحوا أي أمر يتعلق بسورية مع أي طرف آخر إلا بعد مناقشته مع القيادة السورية والتصرف بما لا يمس السيادة الوطنية للدولة السورية.
السؤال الخامس : بعد انقطاع طويل عادت سوريا لمقعدها الرئيسي بجامعة الدول العربية، فهل طويت القرارات داخل الأدراج وكما السابق حبرا على ورق ؟
الجواب:
بداية دعيني أقول إن سورية لم تطالب أحداً بإعادة مقعدها الذي عاد إلى صاحبه الرسمي والشرعي، وهذا تصحيح لخطأ ارتكبته الجامعة بحق الدولة السورية، والجميع يعلم أن سورية من أهم الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، أما موضوع القرارات، وهل طويت أم لا، فلا يمكن القول أن القرارات حبراً على ورق، وفي الوقت نفسه لا يمكن بناء الآمال الواسعة على واقع يتطلب الكثير للانتقال بعمل الجامعة من الإطار النظري التقليدي إلى الإطار العملي الفاعل الذي يمكن أن يبنى عليه، وقد أشار السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التي ألقاها في اجتماع القمة في جدة إلى دور جامعة الدول العربية باعتبارها: (المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها عبر مراجعة الميثاق والنظام الداخلي وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر، فالعمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، بحاجة لسياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث، وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريكاً به، ملجأً من العدوان لا منصة له)، وشدد السيد الرئيس في كلمته أيضاً على أهمية (استعادة الجامعة لدورها كمرمم للجروح لا كمعمق لها، والأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً، أما سورية فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم).
السؤال السادس :إرهاب حصار اقتصادي حرق وسرقة محاصيلنا الزراعية وسرقة منتجاتنا النفطية وأيضا الثروة الحيوانية والقمح.. فلماذا تقف روسيا وتأخذ دور المتفرج مع محور المقاومة فقط ضد اعتداءات؟
الجواب:
روسيا لا تأخذ دور المتفرج قط، وما قدمه الأصدقاء الروس وما يزالون مهم جداً، وكان للحضور الروسي الفاعل دور كبير في القضاء على داعش وبقية التنظيمات الإرهابية التكفيرية المسلحة، وتطهير مساحات جغرافية واسعة من الإرهاب التكفيري المسلح المدعوم أمريكياً، وهنا يجب التمييز بين أمرين: محاربة الإرهاب التكفيري ومحاربة داعميه، فروسيا لم تأتِ إلى سورية لمحاربة أمريكيا ولا غيرها من الأطراف الإقليمية أو الدولية التي تدعم الإرهاب التكفيري المسلح على الجغرافيا السورية، والجميع اليوم على بينة أن كل التنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلاً وتدميراً وخراباً وترويعا في سورية ترتبط بأجندات خارجية، لكن القوات الروسية العاملة على الجغرافيا السورية أتت بناء على طلب الدولة السورية لمساعدتها في القضاء على الإرهاب وهي لا تدخر جهداً قط في هذا المجال.
بالعودة إلى القسم الآخر من السؤال المتعلق بسرقة النفط والغاز والحبوب فهذه حقيقة القوات الأمريكية التي لم تتدخل يوماً في أية بقعة جغرافية في العالم إلا وكانت النتيجة مزيداً من الموت والخراب والإفقار والكوارث والويلات، وروسيا تؤكد عبر المنابر الدولية وترفع الصوت بضرورة وقف هذه الجرائم التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة واشنطن، والتي تستهدف الانتقام من الشعب السوري على وقوفه مع وطنه ودولته وجيشه وقائده، ويخطئ الأمريكيون وكل أتباعهم وأدواتهم الوظيفية والمتمسحين بهم إن ظنوا أنهم يستطيعون أن يأخذوا بسرقة الثروات والمحاصيل الإستراتيجية ما عجزوا عن أخذه بجحافل الإرهاب المسلح، والسوريون مؤمنون بأن "الحرة تموت جوعاً ولا تأكل بثدييها"، وسورية لن تموت جوعاً، ولن تأكل بمقومات كرامتها قط.
السؤال السابع : الأحداث الأخيرة تشير لإعادة فتح ملف تقسيم سورية حسب آبار النفط والثروات.. مشاركة قوات فسد بأحداث السويداء ودرعا، والسؤال:
هل المقصود هو فصل المدينتين عن الجسم السوري لتكونا ساتراً للعدو الإسرائيلي ولتمرير بعض الأمور التي كانوا يسعون إليها برعاية قطر وأمريكا؟
الجواب:
لو كان بإمكان أمريكا والكيان الإسرائيلي تفتيت سورية إلى عشرات الدويلات فلن تتورعا عن ذلك، ولو كان باستطاعتهما فصل المدينتين وغيرهما عن الدولة الأم لما ترددتا لحظة واحدة.. من الطبيعي أن يعمل العدو على رسم الخطط التي تستهدفنا، لكن الأهم ما الذي نفعله نحن في مواجهة ما يريده أعداء الوطن والإنسانية.. لاشك المتابع لما يجري في السويداء يدرك حقيقة من يديرون التظاهر ويوجهونه وارتباطهم بشكل مباشر بأجندة إسرائيلية متساوقة مع الأجندة الأمريكية، لكن أمريكا وكل من يدور في فلكها لم تعد قدراً لا يمكن مواجهته، وإلا لما استطاعت سورية الصمود في وجه أعاصير ما استهدفها بشكل مباشر منذ آذار 2011 وحتى اليوم.
المهم أيضاً أن يعي أهلنا في السويداء وغيرها حجم ما يستهدفهم ويستخدم من يخرجون كرأس حرب ضد الدولة، والمؤشرات تدل على أن نسبة الوعي المجتمعي مرتفعة، وأعداد من يخرجون للتظاهر في تناقص، وقسم كبير من أولئك لا يخرج بدوافع سياسية بل بمغريات مادية، وهذا لا يدوم، ومصيره الفشل والإخفاق.
السؤال الثامن: دكتور حسن! إدلب إلى أين؟
الجواب:
إدلب محافظة سورية كبقية المحافظات السورية، وهي إلى حضن الوطن السوري عاجلاً أم آجلاً، مع التذكير بأن إدلب اليوم يجتمع فيها كل ما تم كنسه ن الإرهاب التكفيري المسلح الذي كان ينتشر في العديد من المدن والبلدات ، وتم ترحيل المتشددين الذين رفضوا التوقيع على مصالحات محلية، إضافة إلى أن عتاة المسلحين الأجانب اليوم يقيمون في المحافظة وريفها بما فيهم القادمين من الأيغور والتركستان وعدد من الدول الأوربية وغير الأوربية، وجميع الدول التي يحمل أولئك جنسيتها لا ترغب بعودتهم ، وقد أصبحوا ضالعين في القتل والإرهاب والإجرام بمختلف مظاهره وأنواعه، وهذا يعقد المشكلة، مع الإشارة إلى نقطة مهمة تتلخص في أن جميع المسلحين في إدلب وريفها يتحركون في منطقة خاضعة بشكل مباشر أو غير مباشر للسيطرة التركية، وكل أولئك لا يستطيعون الاستمرار بالحياة من دون رضا أنقرة.
في نهاية المطاف لن تبقى إدلب خارج سيطرة الدولة السورية، بل سيتم تحريرها وعودتها إلى كنف الدولة الوطنية السورية، إلا أن تعدد اللاعبين الذين يحركون تلك المجاميع الإرهابية المسلحة يؤثر في تفاقم المشكلة، ولا مصلحة لأحد أن تتجه الأمور نحو التصعيد على الجغرافيا السورية بين أطراف متعددة، وكل منها قادر على خلط الأوراق، وفي الوقت نفسه لا مصلحة لأي منها بخروج الأمور عن السيطرة والاقتراب أكثر من حافة الهاوية.
إدلب أرض سورية ومن حق الدولة السورية وواجبها العمل على تحريرها من كل أنواع الإرهاب المنتشر فيها على مختلف مسمياته، ومن يضع في ذهنه إمكانية العمل على استمرار الستاتيكو القائم إلى ما لانهاية عليه أن يعيد حساباته.
السؤال التاسع: الشرق السوري ينتفض، فما تقديركم للموقف؟ وإلى أين ستؤول الأمور؟
الجواب:
نعم ما يحدث في دير الزور وريفها وبقية مناطق الجزيرة السورية مهم، والصورة متشابكة المدخلات، وغير واضحة المعالم للمخرجات المحتملة، ولذا قد يكون مفيداً تسليط الضوء على عدد من الجوانب المتعلقة بالموضوع ومنها:
• لا يجوز ربط كلمة "قسد" بالمكون الكردي، فبعض "قسد" من الأكراد، وبعضها الآخر ليس كذلك، ونسبة كبيرة من الأكراد السوريين يرفضون ما تنادي به "قسد" التي لا يتجاوز عدد أفرادها ما نسبته 20 إلى 30%، وهؤلاء هم المتحكمون بمفاصل حياة الناس وشؤونهم في كامل الجزيرة السورية.
• التصعيد الحاصل وإن كانت بدايته بين قسد وأحد مكوناتها "مجلس دير الزور العسكري" لكن ليس جميع العشائر العربية التي تواجه اليوم "قسد" منضوية في قوام المجلس المذكور، بل بعضها يرفض قسد كما يرفض مجلس دير الزور العسكري، وهذه نقطة مهمة يجب أن تبقى حاضرة في الذهن.
• مجلس دير الزور العسكري خاضع لسيطرة قوات التحالف بقيادة واشنطن كما قسد، والطرفان يتنافسان في تقديم فروض الولاء والطاعة، والحرص على التقيد الحرفي بكل ما يصدر من أوامر وتعليمات وفق رؤية الأمريكي المحتل المتناقضة بالضرورة مع إرادة أبناء المنطقة وكرامتهم ومصالحهم.
• نسبة لا يستهان بها من أبناء العشائر والقبائل لا تنتظر التوجيهات من قوات التحالف الأمريكي للبدء بالفعل والتحرك ضد قسد أو غيرها، وهؤلاء لا يرغبون بالمظلة الأمريكية، بل يعلنون أنهم من أنصار مقاومة الاحتلال بكل مسمياته أينما وجد على الجغرافيا السورية، وعلى أداء هؤلاء يمكن البناء لتفعيل مقاومة شعبية قادرة على تغيير اللوحة المفروضة بكليتها.
• ممارسات قسد المتحكمة بحياة الناس ما كان لها أن تصل ما وصلته من وقاحة وصلف وتطاول على الحرمات لولا الرعاية الأمريكية المباشرة، وأبناء العشائر والقبائل العربية يدركون ذلك، ولم يعد بالإمكان السكوت أو التعايش مع الظلم والعسف والتطاول والإزعاج والإساءات التي تقوم بها قسد التي ألحقت الأذى بالجميع، فكانت تلك الهبة في وجه قسد كالنار في الجمار، فما أن حركت الرياح الرماد المتراكم حتى انطلقت هذه الهبة العشائرية العربية وامتدت إلى مساحات جغرافية كبيرة انطلاقاً من حقيقة المكون العشائري والقبلي للسوريين في منطقة الجزيرة المعروفين بحرصهم على التمسك بمقومات العزة والكرامة واحترام النفس والآخر، وعدم السماح بالتطاول على الكرامات مهما كانت النتائج.
• من المهم تذكر أن المكون العشائري والقبلي السوري له امتداداته التي تتجاوز الجغرافيا السورية، فبعض هذه القبائل ترتبط بروابط الدم والقربى مع أبناء عمومة في العراق، وبعضها يصل إلى منطقة الخليج في السعودية والكويت والإمارات وقطر وغيرها، ولا أحد يستطيع إنكار تأثير المال الخليجي في السنوات السابقة، وقطر ما تزال على مواقفها المعلنة، ولا تخفي دعمها لكل ما يهدد الأمن الوطني السوري، كما أن بعض تلك العشائر والقبائل على تواصل مع السلطات التركية بشكل مباشر، وبالتالي لا يمكن النظر إلى استعار حدة الاشتباك بعيداً عن عوامل التأثير الخارجية التي قد تلعب دوراً في ازدياد الوضع تأزماً، وهي قادرة في الوقت نفسه على الاضطلاع بدور فاعل في التهدئة والتخفيف من حدة الاحتقان والتوتر وتوجيهه بما يخدم مصالح أبناء المنطقة لا مصالح قوى الاحتلال وسرقة الثروات، وهذا ما يجب العمل عليه.
• الحديث عن مشروع أمريكي لإخضاع المنطقة وتشكيل جسم عسكري باسم جيش القبائل أو جيش العشائر أو أي مسمى آخر يحمل الصبغة العربية أكثر من خطير، لأن وجود جسم عسكري في هذه المنطقة تحت إشراف قوات التحالف التي تقودها أمريكا يعني انتشار الأخطار والتهديدات على جانبي الحدود السورية العراقية بآنٍ معاً، وهذا يعني العودة بالأوضاع إلى ما قبل تحطيم العمود الفقري لداعش وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة، ويكثر الحديث اليوم عن رغبة أمريكية بإعادة إحياء داعش لضمان بقاء الاحتلال الأمريكي والاستمرار بنهب الثروات والمحاصيل السورية تحت مسميات مختلفة، لكن المحاكمة الموضوعية تؤكد أنه لا يمكن لمثل هذه الخطوات أن يكتب لها النجاح، فمواجهة ما تريده واشنطن ليس مستحيلا، ولو كانت قادرة على تحمل التكلفة والذهاب بالأمور نحو سقف جديد من التصعيد لما ترددت لحظة واحدة، ولكانت فعلت ذلك منذ سنوات.
• ما حدث ويحدث لا يخرج عن كونه تجسيداً لرغبة أمريكية بإضعاف الطرفين ليكونا معاً أكثر انبطاحاً وتبعية وانقياداً للتوجيهات الأمريكية، وكلٌ منهما يسعى لكسب الرضا الأمريكي يقيناً بأن من يفوز بذلك يصبح المُسَيَّد في تلك المنطقة، وبالتالي الصراع في بعض أوجهه هو تنافس على الدور المأمول الذي يمكن أن تمنحه واشنطن لهذا الطرف أو ذاك، فضلاً عن أن إبقاء المنطقة مضطربة وبعيدة عن الأمن والاستقرار، واستخدام ذلك ذريعة لبقاء قوات التحالف الأمريكي أطول فترة ممكنة.
• قد يخرج تفاقم الوضع القائم وتداعياته عن السيطرة الأمريكية، وهذا يحول التحدي إلى فرصة يمكن استثمارها لانطلاق مقاومة شعبية ضد الاحتلال وأتباعه.
السؤال العاشر :مازالت مقدساتنا بفلسطين. تحت سيطرة العدو الغادر.. طبول الحرب تقرع، فهل ستطال فلسطين أيضا إن حدثت؟
الجواب:
سؤال مهم جداً، فكل ما يعصف بسورية والمنطقة إنما هو موجه لخدمة مصالح الكيان الإسرائيلي، ولحماية ذاك الكيان الغاصب الذي يعيش مجموعة من الأزمات والانقسامات الداخلية والتشرذمات التي وصفها العديد من المسؤولين الإسرائيليين بأنها تشكل أخطاراً وجودية بكل ما تعنيه الكلمة، وما أعاصير الربيع العربي المزعوم إلا تطبيق حرفي لمضامين نظريتي "الفوضى الخلاقة" والشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس وغيرها، وجوهر كل ذلك يتلخص في تهديم البنى السياسية القائمة لدول المنطقة وإعادة تركيبها وفق أسس أثنية وطائفية وعرقية ودينية كيلا يكون الكيان الإسرائيلي نشازا، بل قاعدة ومركزاً، والجميع يدور حول محوره القيادي، وهذا لا يمكن بلوغه، فشعوب المنطقة ودولها تعي هذه الحقيقة، وتعمل على مراكمة أوراق القوة الذاتية لمنع تحقيق ذلك، وما شهدته المنطقة منذ الانسحاب الإسرائيلي المذل من جنوب لبنان عام 2000م. إلى اليوم يؤكد أن محور المقاومة بأطرافه المتعددة يزداد قوة وحضوراً وفاعلية، والمحور الصهيو ـ أمريكي يزداد تقهقراً وتآكلاً وذاتياً، وقد أفضت سنوات الصراع المزمن والمفتوح إلى تبلور مصطلحات جديدة، ومن أهمها "وحدة الساحات" وتكامل الجبهات، وبالتالي أي حديث عن توسيع دائرة الاشتباك المزمن يعني التوجه نحو الحرب الكبرى التي تنخرط فيها الأطراف وتنفتح فيها الجبهات المتكاملة، وهذا أكثر ما يرعب تل أبيب وواشنطن بآنً معاً.
هناك وجهات نظر لا يستهان بها ترى في أن إخماد الحرائق المتعددة التي أشعلتها واشنطن وتل أبيب في المنطقة مرهون باشتعال نار أكبر وأكثر استهلاكاً للأوكسجين المتوفر، ومن شأن اشتعال تلك الحرب الكبرى إطفاء بقية الحرائق الصغيرة والمتنقلة، والتي ستسمر بأذاها وكوارثها إلى أن تقوم الحرب الكبرى، وإمكانية اندلاعها في أية لحظة أمر قائم ومحتمل الحدوث جراء الإقدام على أية مغامرة أو مقامرة غير محسوبة النتائج.
السؤال الحادي عشر: يلوح في الأفق. تغيير وزاري .. هل هناك أسماء تستطيع حمل مسؤولية متطلبات الشعب؟
الجواب:
لا أعلم إن كان يلوح في الأفق ما أشرت إليه أم لا، ولكن ما أعلمه ومتيقن منه أن سورية ولادة، والكفاءات السورية كثيرة وغنية، ولدى الدولة السورية من الكفاءات القيادية وفي شتى المجالات ما يستطيع قيادة عدة دول بمهارة ويقين ببلوغ المأمول وتحقيق الأهداف المرجوة.
الموضوع من وجهة نظري الشخصية لا يتوقف على شخص هذا المسؤول أو ذاك، بل على الواقع الضاغط القائم وتحدياته الكبيرة والمتعددة، وبالتالي التغلب على الواقع وتجاوز سلبياته لا يتعلق بأزمة قيادة أو مسؤولين متميزين من أصحاب المهارات القيادية، بل بقلة الموارد وكثرة المتطلبات، فأي شخص يأتي اليوم مهما كانت مهاراته القيادية ما الذي يستطيع أن يفعله في واقع يعاني النقصان والندرة في كل متطلبات الحياة، وفي واقع يتصف بوجود احتلال أمريكي وتركي وإسرائيلي لأجزاء غالية من الجغرافيا السورية، وفيها سلة الغذاء وحوامل الطاقة؟. وهذا لا يعني قط أن تغيير الواقع بالإمكانيات المتاحة مستحيل، وهنا بيت القصيد في كيفية تخفيف ضغوط الحياة المفروضة جراء الاحتلال والحصار والعقوبات وتداعيات الحرب، وهذا يذكرني بأقصر تعريف للقيادة أو الإدارة الناجحة التي تعرف بأنها: (فن إنجاز المهام بجهود الآخرين) والمواطن السوري مبدع وقادر على اجتراح الحلول والخروج من أصعب المآزق والتحديات.
..............
اخبرا .. ماذا تقول للحزب الديمقراطي. السوري؟..
أتمنى للحزب الديمقراطي السوري التوفيق والنجاح في تأدية المهمة الوطنية الملقاة على عاتقه كحزب سياسي مرخص أصولاً، وإمكانية نجاح أي حزب سياسي مرهونة بالوصول إلى الناس ومخاطبتهم والتعبير عن قناعاتهم فضلاً عن ربط القول بالعمل، وقراءتي الذاتية إن المرحلة الراهنة تمثل تحدياً جدياً أمام جميع الأحزاب السياسية المرخصة في سورية، وأمام كل منها إحدى طريقين: إثبات الذات والانطلاق بخطى واثقة نحو الغد الأفضل، أو التقوقع والتلاشي..
عنوان النجاح هو القاعدة الشعبية ورضا الناس عن الأداء، ونوعية النتائج التي يتم بلوغها وتحقيقها.
مرة ثانية أشكر قيادة الحزب الديمقراطي السوري، وكل من له علاقة بهذا اللقاء الحواري، وساعد على إنجازه، وأخص بالذكر الدكتورة إيمان عيان على هذه الأسئلة النوعية والمصاغة بحرفية عالية، والجواب على كل سؤال منها يستحق تخصيص لقاء مستقل، وبحث مطول، وآمل أن أكون وفقت في تسليط الضوء على بعض الجوانب التي تحتاج بعض التوضيح
من أجل سورية نحيا ومن أجلها نموت
#المكتب_الأعلامي_فرع_الحسكه
الحزب الديمقراطي السوري - فرع الحسكة
يقدم حوار أكثر من ساخن مع الدكتور حسن أحمد حسن
أعدته وقدمته الرفيقة د. ايمان عيان
من شموخ قاسيون وعراقة أرض الطهارة والحضارة من بلد اخضع الجميع بقوتة وصبر شعبه وحكمة قادته
نلتقي اليوم الدكتور حسن أحمد حسن الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي..الشاعر المبدع .. السوري قلبا وقالبا ..
أهلا وسهلا دكتور وكل الشكر بتفضلك بمنحنا بعضا من وقتك الثمين
بداية .. كل الترحيب من الدكتورة لمى دهمان الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري، وامين فرع الحسكه الرفيق عبد الحميد شمالي، ووافر التحيات من القناة الإخبارية "عشتار برس" برئاسة الدكتور حسن نعيم إبراهيم
أهلا وسهلا دكتور حسن ببرنامج حوارات ساخنة
أعدته وتقدمه. الرفيقه د. إيمان حامد عيان
........
المحلل السياسي المخضرم والكاتب والشاعر المبدع
السؤال الأول: ما الرابط الذي يجمع بين قلب جسد أشعاراً رائعة، وبين قلب حمل هم الوطن ودافع عنه ؟
الجواب: بداية جزيل الشكر على إتاحة الفرصة للحديث عبر هذا المنبر الكريم، ومناقشة عناوين وأفكار قد تراود أذهان الكثيرين، ومن المهم التوقف عندها، وإزالة ما يكتنفها من غموض، ولا يسعني قبل الإجابة إلا أن أتوجه بالشكر والامتنان لكل من: الدكتورة لما دهمان الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري، والأمين العام للحزب. فرع الحسكة. الدكتور عند الحميد شمالي، وللدكتور حسن نعيم إبراهيم رئيس قناة الإخبارية "عشتار برس" ولجميع العاملين فيها، وشكر خاص للسيدة الدكتورة إيمان حامد عيان على هذا العمق والقدرة على صياغة تساؤلات تشد المجيب للغوص أكثر ليكون الجنى أوفر، وهذا ليس غريباً عنها، فهي المعروفة بثقافتها وتمسكها بالهوية السورية ونقاء انتمائها الخالص لمهد الأبجدية سوريتنا الصامدة التي أخذت على عاتقها أن تحارب الإرهاب التكفيري نيابة عن البشرية جمعاء.
الحديث عن الشعر والدفاع عن الوطن يطول، ويحمل معه الكثير من الدروس والمعاني الغافية في بطون أمهات الكتب، ومن شأن تقليب بعض الصفحات الكشف عن الكثير من اللآلئ والدرر، فإذا كان الشعر ديوان العرب، فهذا يعني ارتباط الشعر بكل ما يحافظ على مقومات الهوية وتحصين الوطن الذي هو مكان إقامة الإنسان وعيشه، وإليه انتماؤه، وبه ترتبط أحداث الماضي والحاضر وصولاً إلى المستقبل، وكثيرة هي الشواهد التي تؤكد اقتران الشعر مع البأس والبطولة لدى العرب، ولنا من عنترة العبسي خير شاهد ودليل، وليس هذا فحسب بل تؤكد السير الشعبية المتناقلة أن الصراع أيام السيف والرمح كان يتطلب بروز فارس من هذا الطرف وفارس من الطرف المقابل، وقبل أن تبدأ جولة الصراع على كل منهما أن يتغنى بأبيات حماسية عن قبيلته وتاريخها المشرف ورجولتها ومآثرها، وقد كان هذا التقليد جزءاً من خوض الأعمال القتالية ذاتها دفاعاً عن الشرف والعرض والهوية والانتماء، كما أن الشعر العربي يتضمن أيقونة خاصة معروفة باسم" شعر الفروسية" والمعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب وعلقت على جدران الكعبة منها أربع معلقات ارتبط فيها الشعر بالعسكرة إن صح التعبير، وهذا ينطبق على معلقة كل من:"عنترة العبسي ـ لبيد بن ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ طرفة بن العبد"، وهنا يمكن الحديث عن الشعراء الصعاليك أيضاً، وفي العصر الحديث يطول الكلام عن الشعراء الذين ارتدوا البزة العسكرية وكانوا فرسان قلم وبندقية بآن معاً، وآمل أن أكون في عداد هؤلاء، فهذا شرف اعتز به وافتخر.
السؤال الثاني : بعد أن كاد الأمن يكاد أن يستتب على كامل الأراضي السورية ما سبب إعادة فتح مناطق ساخنة ( درعا والسويداء. والشرق السوري )، وإلى أين يودون أن يصلوا؟.
سؤال مهم، ويجب أن يتوقف عنده كل من يريد أن يعرف حقيقة ما يحدث بالاحتكام إلى العقل، وهنا أود توضيح نقطة مهمة، فالمتابع لما حدث في سورية يدرك اليوم أن بقاء الدولة السورية أقرب ما يكون إلى المعجزات، وعندما تم الإعلان منذ البداية أن المدة المخططة لإسقاط سورية شعباً وجيشاً وقيادة تتراوح بين عدة أسابيع إلى شهرين، وعلى أبعد تقدير في غضون ستة أشهر، فالمد المحددة موضوعية بالحسابات التقليدية، وهي كافية نظرياً لإسقاط دول أكبر من سورية انطلاقاً من حجم المال والسلاح والمسلحين التكفيريين الذين تم جمعهم من شتى أنحاء الكون والزج بمئات الآلاف منهم داخل الجغرافيا السورية لنحر سورية ووأدها حية، ناهيك عن حجم التضليل الإعلامي والحرب على الوعي لكيّه وتشويه طرائق تفكير الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وكذلك الحصار والحرب الاقتصادية والدبلوماسية والمجتمعية التي هي أقرب إلى الإرهاب الاقتصادي منها إلى العقوبات، لكن الدولة السورية صمدت رغم فداحة الضريبة والتكلفة، والجميع تابع بالصوت والصورة استقبال أمهات الشهداء نعوش أبنائهن بالزغردة ورش الرياحين والزهور والقول: "فدا الوطن" ، وهناك العديد من الأسر التي قدمت عدة شهداء وبعضها قدم ستة شهداء أو خمسة أو غير ذلك، وبقي الوفاء للوطن واحتضان الجيش العربي السوري الذي يمثل عصارة هذا الشعب الطيب، والتفاف الشعب والجيش حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله ونصره على كل من يريد المساس بأمن سورية الغالية، وهكذا سقطت الموجة الأشرس في أقذر حرب عرفتها البشرية، وفي المرحلة الثانية انتقل الجيش وبقية مكونات الشعب السوري من الدفاع السلبي إلى الهجوم الإيجابي على المستويين التكتيكي والعملياتي، وأخذت مدحلة الحسم الميداني تتدحرج من "بابا عمرو" إلى "القصير" ومنها عبر جميع خطوط المواجهة المفتوحة، واستطاع الجيش العربي السوري بمساعدة الأشقاء والأصدقاء والحلفاء تطهير مناطق واسعة من الجغرافيا السورية، وهنا بدأت المرحلة الثالثة المعروفة بالاتفاق على مناطق خفض التصعيد وتشجيع المصالحات المحلية والتركيز عليها، وهذا ما أسفر عن عودة غالبية الجغرافيا السورية إلى سيطرة الدولة، ولم يكن أمام المشغل الأمريكي إلا القبول بما فرضته دماء الشهداء السوريين على امتداد جغرافية الوطن، مع الإصرار على استمر احتلال الأجزاء الأكثر غنى بالثروات "نفط وغاز وغيرهما، وبالمحاصيل الإستراتيجية: قمح ـ قطن . الخ، والعمل على الانتقام من الشعب السوري بحبة الدواء وشربة الماء ولقمة الغذاء، لكن من دون الحصول على أية نتيجة يستطيع عبرها الضغط على الدولة السورية للتنازل عن ثوابتها الوطنية والقومية والإنسانية.
الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا خلق حالة عفوية راقية من التعاطف والهبة والتعاطف لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، وسارعت الدول لتقديم المعونات والمساعدات، وقد تميزت دولة الإمارات العربية المتحدة عن الجميع بالجسر الجوي الذي استمر لشهور، والشكر الجزيل لكل الدول والمؤسسات والمنظمات والأفراد الذين تعاطفوا مع الشعب السوري في محنته، وقد وجدت الإدارة الأمريكية ذاتها أمام أمر واقع فرضه الانتماء النقي للعروبة والإسلام والإنسانية، واضطرت واشنطن لإصدار قرار برفع مؤقت للحظر المفروض على إدخال المساعدات وما ينضوي تحت عنوان المواد الإغاثية والمساعدة الإنسانية إلى الداخل السوري، لكن تم تحديد المدة بستة أشهر، ورفض البيت الأبيض ومؤسساته تجديد رفع الحظر المشروط رغم الحاجة الماسة لكل ما يخفف أهوال الكارثة الطبيعية التي أصابت سورية جراء الزلزال المدمر في مطلع شباط لهذا العام، وأخذت حركة الانفتاح العربي والإقليمي على سورية تتسع، وتمت دعوة سورية لحضور مؤتمر القمة العربية المنعقد أخيراً في جدة، وكان السيد الرئيس بشار الأسد نجم القمة بلا منازع، وألقى كلمة مهمة تركت الأثر الطيب في نفوس الجميع، حيث ركز على أن سورية لا تريد النظر إلى الماضي بل التوجه نحو المستقبل بعيداً عن الأحقاد والضغائن والعتب واللوم، وهي تتطلع إلى المستقبل والتواصل الخلاق مع الجميع، وهذا لا يرضي المايسترو الصهيو ـ أمريكي الساعي لتفتيت سورية، ولذا عملت إدارة بايدن على تكثيف الضغوط على الدول الشقيقة والصديقة للحد من الاندفاعة باتجاه دمشق التي تعاملت بمنتهى الحكمة مع جميع الملفات، وجراء الضغوط الأمريكية اضطر البعض للاستجابة بنسب مختلفة، فجاءت الأوامر الأمريكية للتصعيد الميداني بعد أن عجزوا عن أخذ ما يريدون بالسياسة كما عجزوا عن أخذه بالميدان، وكل ما نراه اليوم من تسخين وتصعيد في الجنوب والشمال الشرقي والشمال الغربي في سورية إنما يستهدف كسر إرادة الدولة السورية بإشراف خارجي مباشر، والتنفيذ بأدوات داخلية بغض النظر عن تعدد التسميات، ولن يكون مصير هذه الموجة الجديدة من التصعيد والاستهداف الممنهج للدولة السورية إلا كالموجات الكثيرة السابقة التي تكسرت على أقدام السوريين وصمودهم واستعدادهم لتقديم كل غال وثمين دفاعا عن عزة الوطن وسيادته وكرامته.
السؤال الثالث : مازالت تركيا تصول وتجول بالشمال السوري وتقطع المياه عن مدن الشرق السوري، ونعلم بأن أمريكا هي المحرك الرئيسي، والسؤال:
هل فقدت أمريكا قوتها لتستعين بتركيا والمنظمات الإرهابية و قسد ؟ وما سبب زيارة أردوغان اليوم لروسيا ؟
الجواب:
لا شك أن أمريكا خسرت الكثير من الهيمنة والهيبة، وتلاشت نسبة كبيرة من الخوف والرعب الذي كان معششا في النفوس من غضب اليانكي الأمريكي، وهذا لا يعني أن أمريكا اليوم ضعيفة، وهي لم تضعف، بل من لا يذعنون للإرادة الأمريكية ازدادوا قوة، وعندما يتم تكليف تركيا بتنفيذ دور وظيفي محدد فالسبب لا يتعلق بضعف أمريكي أو قوة، بل بنهج وإستراتيجية أمريكية تعتمد مقولة الحرب بالوكالة والحرب بالآخر، وأمريكا لا تستعين بتركيا، بل تسند مهمة محددة لتركيا ولغيرها للتنفيذ، ولا أرى ثمة فارقاً بين مسلحي داعش والنصرة، ما كان يسمى "الجيش الحر" وبين قسد ومن ينضوي تحت العباءة الأمريكية، ولا بين قسد وتركيا وما أسموه حراكا في السويداء فالجميع مرؤوس عند الأمريكي الذي يقود ما يسمى قوات التحالف، وهو الذي يحدد الدور والمهمة لكل طرف، وكل ما يروج له في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي غير ذلك لا أساس من الصحة له.. تركيا تنفذ ما يأمر الأمريكي بتنفيذه، وهذا لا يلغي هامش المناورة الذي يترك لتركيا أولغيرها لتسهيل تنفيذ المطلوب، لكن جميع الأتباع والأدوات التنفيذية يتحركون ضمن حدّي الهامش الممنوح ولا أحد يجرؤ على التفكير بتجاوزه لأي سبب كان.
أما موضوع زيارة أردوغان لروسيا فمعروف عن أردوغان الرقص على الحبال المتناقضة ومحاولات العمل لشرعنة استمرار الاحتلال التركي لأجزاء من الجغرافيا السورية، لكن الجواب الذي تلقاه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان شديد الوضوح في التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الجغرافيا السورية، وعلى سيادة الدولة وحق شعبها في اختيار نموذج الحياة الذي يريده.
السؤال الرابع: منذ نعومة أظفارنا نعلم بأن روسيا الداعم الرئيسي لسورية، والسؤال: ماذا يخبأ تحت الطاولة من مفاوضات باعتبار روسيا تحاور كل الإطراف، وماذا بعد اثني عشر عاما من محاربة الإرهاب؟
الجواب:
لا أظن أن تحت الطاولة ما هو مخبأ عن الدولة السورية التي تتعامل بثقة كبيرة مع الأصدقاء والحلفاء، وقد أثبتت سنوات الحرب المفروضة على امتدادها أن الدولة السورية ـ وكما أوضح السيد الرئيس بشار الأسد سابقاً ـ تجيد بناء علاقاتها وتحسن اختيار أصدقائها وحلفائها، وهذا لا يقلل من أهمية الأخذ بالحسبان المحددات العامة التي تحكم السياسة الروسية كدولة عظمى، ومن الطبيعي أن تكون مختلفة عن نظيرتها من المحددات الخاصة بسياسة دول إقليمية كبرى كإيران وغيرها، وليس بالضرورة أن تكون مواقف الأصدقاء والحلفاء متطابقة، بل الأهم أن تكون متكاملة، ويمكن القول: إن العلاقات التي تربط روسيا بتركيا، وحتى بالكيان الإسرائيلي قد تشكل فرصة لإبقاء الأوضاع مضبوطة الإيقاع، ومنع الأمور من الذهاب نحو حافة الهاوية، وهذا أمر على غاية من الأهمية، والأمر ذاته ينطبق على العلاقات الإيرانية ـ التركية الجيدة، ومن المهم البناء على ما توفره هذه العلاقات من فرص لإبقاء منحنيات الصراع ضمن معدلها ومنسوبها القابل للضبط بدلاً من الانفجار.
النقطة الأخرى المهمة التي يجب التذكير بها في هذا السياق تتعلق بمبدأ السيادة، والدولة السورية لا تقبل قط المساس بسيادتها، والأصدقاء يعرفون ذلك جيداً ويقدرونه ويلتزمون به، وكل الاتفاقات والتفاهمات السابقة بين موسكو وأنقرة إنما تمت بموافقة سورية مسبقة، ولا يمكن للأصدقاء والحلفاء أن يطرحوا أي أمر يتعلق بسورية مع أي طرف آخر إلا بعد مناقشته مع القيادة السورية والتصرف بما لا يمس السيادة الوطنية للدولة السورية.
السؤال الخامس : بعد انقطاع طويل عادت سوريا لمقعدها الرئيسي بجامعة الدول العربية، فهل طويت القرارات داخل الأدراج وكما السابق حبرا على ورق ؟
الجواب:
بداية دعيني أقول إن سورية لم تطالب أحداً بإعادة مقعدها الذي عاد إلى صاحبه الرسمي والشرعي، وهذا تصحيح لخطأ ارتكبته الجامعة بحق الدولة السورية، والجميع يعلم أن سورية من أهم الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، أما موضوع القرارات، وهل طويت أم لا، فلا يمكن القول أن القرارات حبراً على ورق، وفي الوقت نفسه لا يمكن بناء الآمال الواسعة على واقع يتطلب الكثير للانتقال بعمل الجامعة من الإطار النظري التقليدي إلى الإطار العملي الفاعل الذي يمكن أن يبنى عليه، وقد أشار السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التي ألقاها في اجتماع القمة في جدة إلى دور جامعة الدول العربية باعتبارها: (المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها عبر مراجعة الميثاق والنظام الداخلي وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر، فالعمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، بحاجة لسياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث، وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريكاً به، ملجأً من العدوان لا منصة له)، وشدد السيد الرئيس في كلمته أيضاً على أهمية (استعادة الجامعة لدورها كمرمم للجروح لا كمعمق لها، والأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً، أما سورية فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم).
السؤال السادس :إرهاب حصار اقتصادي حرق وسرقة محاصيلنا الزراعية وسرقة منتجاتنا النفطية وأيضا الثروة الحيوانية والقمح.. فلماذا تقف روسيا وتأخذ دور المتفرج مع محور المقاومة فقط ضد اعتداءات؟
الجواب:
روسيا لا تأخذ دور المتفرج قط، وما قدمه الأصدقاء الروس وما يزالون مهم جداً، وكان للحضور الروسي الفاعل دور كبير في القضاء على داعش وبقية التنظيمات الإرهابية التكفيرية المسلحة، وتطهير مساحات جغرافية واسعة من الإرهاب التكفيري المسلح المدعوم أمريكياً، وهنا يجب التمييز بين أمرين: محاربة الإرهاب التكفيري ومحاربة داعميه، فروسيا لم تأتِ إلى سورية لمحاربة أمريكيا ولا غيرها من الأطراف الإقليمية أو الدولية التي تدعم الإرهاب التكفيري المسلح على الجغرافيا السورية، والجميع اليوم على بينة أن كل التنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلاً وتدميراً وخراباً وترويعا في سورية ترتبط بأجندات خارجية، لكن القوات الروسية العاملة على الجغرافيا السورية أتت بناء على طلب الدولة السورية لمساعدتها في القضاء على الإرهاب وهي لا تدخر جهداً قط في هذا المجال.
بالعودة إلى القسم الآخر من السؤال المتعلق بسرقة النفط والغاز والحبوب فهذه حقيقة القوات الأمريكية التي لم تتدخل يوماً في أية بقعة جغرافية في العالم إلا وكانت النتيجة مزيداً من الموت والخراب والإفقار والكوارث والويلات، وروسيا تؤكد عبر المنابر الدولية وترفع الصوت بضرورة وقف هذه الجرائم التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة واشنطن، والتي تستهدف الانتقام من الشعب السوري على وقوفه مع وطنه ودولته وجيشه وقائده، ويخطئ الأمريكيون وكل أتباعهم وأدواتهم الوظيفية والمتمسحين بهم إن ظنوا أنهم يستطيعون أن يأخذوا بسرقة الثروات والمحاصيل الإستراتيجية ما عجزوا عن أخذه بجحافل الإرهاب المسلح، والسوريون مؤمنون بأن "الحرة تموت جوعاً ولا تأكل بثدييها"، وسورية لن تموت جوعاً، ولن تأكل بمقومات كرامتها قط.
السؤال السابع : الأحداث الأخيرة تشير لإعادة فتح ملف تقسيم سورية حسب آبار النفط والثروات.. مشاركة قوات فسد بأحداث السويداء ودرعا، والسؤال:
هل المقصود هو فصل المدينتين عن الجسم السوري لتكونا ساتراً للعدو الإسرائيلي ولتمرير بعض الأمور التي كانوا يسعون إليها برعاية قطر وأمريكا؟
الجواب:
لو كان بإمكان أمريكا والكيان الإسرائيلي تفتيت سورية إلى عشرات الدويلات فلن تتورعا عن ذلك، ولو كان باستطاعتهما فصل المدينتين وغيرهما عن الدولة الأم لما ترددتا لحظة واحدة.. من الطبيعي أن يعمل العدو على رسم الخطط التي تستهدفنا، لكن الأهم ما الذي نفعله نحن في مواجهة ما يريده أعداء الوطن والإنسانية.. لاشك المتابع لما يجري في السويداء يدرك حقيقة من يديرون التظاهر ويوجهونه وارتباطهم بشكل مباشر بأجندة إسرائيلية متساوقة مع الأجندة الأمريكية، لكن أمريكا وكل من يدور في فلكها لم تعد قدراً لا يمكن مواجهته، وإلا لما استطاعت سورية الصمود في وجه أعاصير ما استهدفها بشكل مباشر منذ آذار 2011 وحتى اليوم.
المهم أيضاً أن يعي أهلنا في السويداء وغيرها حجم ما يستهدفهم ويستخدم من يخرجون كرأس حرب ضد الدولة، والمؤشرات تدل على أن نسبة الوعي المجتمعي مرتفعة، وأعداد من يخرجون للتظاهر في تناقص، وقسم كبير من أولئك لا يخرج بدوافع سياسية بل بمغريات مادية، وهذا لا يدوم، ومصيره الفشل والإخفاق.
السؤال الثامن: دكتور حسن! إدلب إلى أين؟
الجواب:
إدلب محافظة سورية كبقية المحافظات السورية، وهي إلى حضن الوطن السوري عاجلاً أم آجلاً، مع التذكير بأن إدلب اليوم يجتمع فيها كل ما تم كنسه ن الإرهاب التكفيري المسلح الذي كان ينتشر في العديد من المدن والبلدات ، وتم ترحيل المتشددين الذين رفضوا التوقيع على مصالحات محلية، إضافة إلى أن عتاة المسلحين الأجانب اليوم يقيمون في المحافظة وريفها بما فيهم القادمين من الأيغور والتركستان وعدد من الدول الأوربية وغير الأوربية، وجميع الدول التي يحمل أولئك جنسيتها لا ترغب بعودتهم ، وقد أصبحوا ضالعين في القتل والإرهاب والإجرام بمختلف مظاهره وأنواعه، وهذا يعقد المشكلة، مع الإشارة إلى نقطة مهمة تتلخص في أن جميع المسلحين في إدلب وريفها يتحركون في منطقة خاضعة بشكل مباشر أو غير مباشر للسيطرة التركية، وكل أولئك لا يستطيعون الاستمرار بالحياة من دون رضا أنقرة.
في نهاية المطاف لن تبقى إدلب خارج سيطرة الدولة السورية، بل سيتم تحريرها وعودتها إلى كنف الدولة الوطنية السورية، إلا أن تعدد اللاعبين الذين يحركون تلك المجاميع الإرهابية المسلحة يؤثر في تفاقم المشكلة، ولا مصلحة لأحد أن تتجه الأمور نحو التصعيد على الجغرافيا السورية بين أطراف متعددة، وكل منها قادر على خلط الأوراق، وفي الوقت نفسه لا مصلحة لأي منها بخروج الأمور عن السيطرة والاقتراب أكثر من حافة الهاوية.
إدلب أرض سورية ومن حق الدولة السورية وواجبها العمل على تحريرها من كل أنواع الإرهاب المنتشر فيها على مختلف مسمياته، ومن يضع في ذهنه إمكانية العمل على استمرار الستاتيكو القائم إلى ما لانهاية عليه أن يعيد حساباته.
السؤال التاسع: الشرق السوري ينتفض، فما تقديركم للموقف؟ وإلى أين ستؤول الأمور؟
الجواب:
نعم ما يحدث في دير الزور وريفها وبقية مناطق الجزيرة السورية مهم، والصورة متشابكة المدخلات، وغير واضحة المعالم للمخرجات المحتملة، ولذا قد يكون مفيداً تسليط الضوء على عدد من الجوانب المتعلقة بالموضوع ومنها:
• لا يجوز ربط كلمة "قسد" بالمكون الكردي، فبعض "قسد" من الأكراد، وبعضها الآخر ليس كذلك، ونسبة كبيرة من الأكراد السوريين يرفضون ما تنادي به "قسد" التي لا يتجاوز عدد أفرادها ما نسبته 20 إلى 30%، وهؤلاء هم المتحكمون بمفاصل حياة الناس وشؤونهم في كامل الجزيرة السورية.
• التصعيد الحاصل وإن كانت بدايته بين قسد وأحد مكوناتها "مجلس دير الزور العسكري" لكن ليس جميع العشائر العربية التي تواجه اليوم "قسد" منضوية في قوام المجلس المذكور، بل بعضها يرفض قسد كما يرفض مجلس دير الزور العسكري، وهذه نقطة مهمة يجب أن تبقى حاضرة في الذهن.
• مجلس دير الزور العسكري خاضع لسيطرة قوات التحالف بقيادة واشنطن كما قسد، والطرفان يتنافسان في تقديم فروض الولاء والطاعة، والحرص على التقيد الحرفي بكل ما يصدر من أوامر وتعليمات وفق رؤية الأمريكي المحتل المتناقضة بالضرورة مع إرادة أبناء المنطقة وكرامتهم ومصالحهم.
• نسبة لا يستهان بها من أبناء العشائر والقبائل لا تنتظر التوجيهات من قوات التحالف الأمريكي للبدء بالفعل والتحرك ضد قسد أو غيرها، وهؤلاء لا يرغبون بالمظلة الأمريكية، بل يعلنون أنهم من أنصار مقاومة الاحتلال بكل مسمياته أينما وجد على الجغرافيا السورية، وعلى أداء هؤلاء يمكن البناء لتفعيل مقاومة شعبية قادرة على تغيير اللوحة المفروضة بكليتها.
• ممارسات قسد المتحكمة بحياة الناس ما كان لها أن تصل ما وصلته من وقاحة وصلف وتطاول على الحرمات لولا الرعاية الأمريكية المباشرة، وأبناء العشائر والقبائل العربية يدركون ذلك، ولم يعد بالإمكان السكوت أو التعايش مع الظلم والعسف والتطاول والإزعاج والإساءات التي تقوم بها قسد التي ألحقت الأذى بالجميع، فكانت تلك الهبة في وجه قسد كالنار في الجمار، فما أن حركت الرياح الرماد المتراكم حتى انطلقت هذه الهبة العشائرية العربية وامتدت إلى مساحات جغرافية كبيرة انطلاقاً من حقيقة المكون العشائري والقبلي للسوريين في منطقة الجزيرة المعروفين بحرصهم على التمسك بمقومات العزة والكرامة واحترام النفس والآخر، وعدم السماح بالتطاول على الكرامات مهما كانت النتائج.
• من المهم تذكر أن المكون العشائري والقبلي السوري له امتداداته التي تتجاوز الجغرافيا السورية، فبعض هذه القبائل ترتبط بروابط الدم والقربى مع أبناء عمومة في العراق، وبعضها يصل إلى منطقة الخليج في السعودية والكويت والإمارات وقطر وغيرها، ولا أحد يستطيع إنكار تأثير المال الخليجي في السنوات السابقة، وقطر ما تزال على مواقفها المعلنة، ولا تخفي دعمها لكل ما يهدد الأمن الوطني السوري، كما أن بعض تلك العشائر والقبائل على تواصل مع السلطات التركية بشكل مباشر، وبالتالي لا يمكن النظر إلى استعار حدة الاشتباك بعيداً عن عوامل التأثير الخارجية التي قد تلعب دوراً في ازدياد الوضع تأزماً، وهي قادرة في الوقت نفسه على الاضطلاع بدور فاعل في التهدئة والتخفيف من حدة الاحتقان والتوتر وتوجيهه بما يخدم مصالح أبناء المنطقة لا مصالح قوى الاحتلال وسرقة الثروات، وهذا ما يجب العمل عليه.
• الحديث عن مشروع أمريكي لإخضاع المنطقة وتشكيل جسم عسكري باسم جيش القبائل أو جيش العشائر أو أي مسمى آخر يحمل الصبغة العربية أكثر من خطير، لأن وجود جسم عسكري في هذه المنطقة تحت إشراف قوات التحالف التي تقودها أمريكا يعني انتشار الأخطار والتهديدات على جانبي الحدود السورية العراقية بآنٍ معاً، وهذا يعني العودة بالأوضاع إلى ما قبل تحطيم العمود الفقري لداعش وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة، ويكثر الحديث اليوم عن رغبة أمريكية بإعادة إحياء داعش لضمان بقاء الاحتلال الأمريكي والاستمرار بنهب الثروات والمحاصيل السورية تحت مسميات مختلفة، لكن المحاكمة الموضوعية تؤكد أنه لا يمكن لمثل هذه الخطوات أن يكتب لها النجاح، فمواجهة ما تريده واشنطن ليس مستحيلا، ولو كانت قادرة على تحمل التكلفة والذهاب بالأمور نحو سقف جديد من التصعيد لما ترددت لحظة واحدة، ولكانت فعلت ذلك منذ سنوات.
• ما حدث ويحدث لا يخرج عن كونه تجسيداً لرغبة أمريكية بإضعاف الطرفين ليكونا معاً أكثر انبطاحاً وتبعية وانقياداً للتوجيهات الأمريكية، وكلٌ منهما يسعى لكسب الرضا الأمريكي يقيناً بأن من يفوز بذلك يصبح المُسَيَّد في تلك المنطقة، وبالتالي الصراع في بعض أوجهه هو تنافس على الدور المأمول الذي يمكن أن تمنحه واشنطن لهذا الطرف أو ذاك، فضلاً عن أن إبقاء المنطقة مضطربة وبعيدة عن الأمن والاستقرار، واستخدام ذلك ذريعة لبقاء قوات التحالف الأمريكي أطول فترة ممكنة.
• قد يخرج تفاقم الوضع القائم وتداعياته عن السيطرة الأمريكية، وهذا يحول التحدي إلى فرصة يمكن استثمارها لانطلاق مقاومة شعبية ضد الاحتلال وأتباعه.
السؤال العاشر :مازالت مقدساتنا بفلسطين. تحت سيطرة العدو الغادر.. طبول الحرب تقرع، فهل ستطال فلسطين أيضا إن حدثت؟
الجواب:
سؤال مهم جداً، فكل ما يعصف بسورية والمنطقة إنما هو موجه لخدمة مصالح الكيان الإسرائيلي، ولحماية ذاك الكيان الغاصب الذي يعيش مجموعة من الأزمات والانقسامات الداخلية والتشرذمات التي وصفها العديد من المسؤولين الإسرائيليين بأنها تشكل أخطاراً وجودية بكل ما تعنيه الكلمة، وما أعاصير الربيع العربي المزعوم إلا تطبيق حرفي لمضامين نظريتي "الفوضى الخلاقة" والشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس وغيرها، وجوهر كل ذلك يتلخص في تهديم البنى السياسية القائمة لدول المنطقة وإعادة تركيبها وفق أسس أثنية وطائفية وعرقية ودينية كيلا يكون الكيان الإسرائيلي نشازا، بل قاعدة ومركزاً، والجميع يدور حول محوره القيادي، وهذا لا يمكن بلوغه، فشعوب المنطقة ودولها تعي هذه الحقيقة، وتعمل على مراكمة أوراق القوة الذاتية لمنع تحقيق ذلك، وما شهدته المنطقة منذ الانسحاب الإسرائيلي المذل من جنوب لبنان عام 2000م. إلى اليوم يؤكد أن محور المقاومة بأطرافه المتعددة يزداد قوة وحضوراً وفاعلية، والمحور الصهيو ـ أمريكي يزداد تقهقراً وتآكلاً وذاتياً، وقد أفضت سنوات الصراع المزمن والمفتوح إلى تبلور مصطلحات جديدة، ومن أهمها "وحدة الساحات" وتكامل الجبهات، وبالتالي أي حديث عن توسيع دائرة الاشتباك المزمن يعني التوجه نحو الحرب الكبرى التي تنخرط فيها الأطراف وتنفتح فيها الجبهات المتكاملة، وهذا أكثر ما يرعب تل أبيب وواشنطن بآنً معاً.
هناك وجهات نظر لا يستهان بها ترى في أن إخماد الحرائق المتعددة التي أشعلتها واشنطن وتل أبيب في المنطقة مرهون باشتعال نار أكبر وأكثر استهلاكاً للأوكسجين المتوفر، ومن شأن اشتعال تلك الحرب الكبرى إطفاء بقية الحرائق الصغيرة والمتنقلة، والتي ستسمر بأذاها وكوارثها إلى أن تقوم الحرب الكبرى، وإمكانية اندلاعها في أية لحظة أمر قائم ومحتمل الحدوث جراء الإقدام على أية مغامرة أو مقامرة غير محسوبة النتائج.
السؤال الحادي عشر: يلوح في الأفق. تغيير وزاري .. هل هناك أسماء تستطيع حمل مسؤولية متطلبات الشعب؟
الجواب:
لا أعلم إن كان يلوح في الأفق ما أشرت إليه أم لا، ولكن ما أعلمه ومتيقن منه أن سورية ولادة، والكفاءات السورية كثيرة وغنية، ولدى الدولة السورية من الكفاءات القيادية وفي شتى المجالات ما يستطيع قيادة عدة دول بمهارة ويقين ببلوغ المأمول وتحقيق الأهداف المرجوة.
الموضوع من وجهة نظري الشخصية لا يتوقف على شخص هذا المسؤول أو ذاك، بل على الواقع الضاغط القائم وتحدياته الكبيرة والمتعددة، وبالتالي التغلب على الواقع وتجاوز سلبياته لا يتعلق بأزمة قيادة أو مسؤولين متميزين من أصحاب المهارات القيادية، بل بقلة الموارد وكثرة المتطلبات، فأي شخص يأتي اليوم مهما كانت مهاراته القيادية ما الذي يستطيع أن يفعله في واقع يعاني النقصان والندرة في كل متطلبات الحياة، وفي واقع يتصف بوجود احتلال أمريكي وتركي وإسرائيلي لأجزاء غالية من الجغرافيا السورية، وفيها سلة الغذاء وحوامل الطاقة؟. وهذا لا يعني قط أن تغيير الواقع بالإمكانيات المتاحة مستحيل، وهنا بيت القصيد في كيفية تخفيف ضغوط الحياة المفروضة جراء الاحتلال والحصار والعقوبات وتداعيات الحرب، وهذا يذكرني بأقصر تعريف للقيادة أو الإدارة الناجحة التي تعرف بأنها: (فن إنجاز المهام بجهود الآخرين) والمواطن السوري مبدع وقادر على اجتراح الحلول والخروج من أصعب المآزق والتحديات.
..............
اخبرا .. ماذا تقول للحزب الديمقراطي. السوري؟..
أتمنى للحزب الديمقراطي السوري التوفيق والنجاح في تأدية المهمة الوطنية الملقاة على عاتقه كحزب سياسي مرخص أصولاً، وإمكانية نجاح أي حزب سياسي مرهونة بالوصول إلى الناس ومخاطبتهم والتعبير عن قناعاتهم فضلاً عن ربط القول بالعمل، وقراءتي الذاتية إن المرحلة الراهنة تمثل تحدياً جدياً أمام جميع الأحزاب السياسية المرخصة في سورية، وأمام كل منها إحدى طريقين: إثبات الذات والانطلاق بخطى واثقة نحو الغد الأفضل، أو التقوقع والتلاشي..
عنوان النجاح هو القاعدة الشعبية ورضا الناس عن الأداء، ونوعية النتائج التي يتم بلوغها وتحقيقها.
مرة ثانية أشكر قيادة الحزب الديمقراطي السوري، وكل من له علاقة بهذا اللقاء الحواري، وساعد على إنجازه، وأخص بالذكر الدكتورة إيمان عيان على هذه الأسئلة النوعية والمصاغة بحرفية عالية، والجواب على كل سؤال منها يستحق تخصيص لقاء مستقل، وبحث مطول، وآمل أن أكون وفقت في تسليط الضوء على بعض الجوانب التي تحتاج بعض التوضيح
من أجل سورية نحيا ومن أجلها نموت
#المكتب_الأعلامي_فرع_الحسكه