Dr-Hamzah Allawi مع Ibtehaj Alballori. · نص ((كتابات عابرة)) ،للفنانة التشكيلية ،المهندسة المعمارية والكاتبة العراقية '''ابتهاج بلوري''' . بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت -العراق. ساحرة انتي…
Dr-Hamzah Allawi مع Ibtehaj Alballori. ·
نص ((كتابات عابرة)) ،للفنانة التشكيلية ،المهندسة المعمارية والكاتبة العراقية '''ابتهاج بلوري''' .
بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت -العراق.
ساحرة انتي….
بجروحك و ندوبك و نزفك… لا تزالين جميلة و دافئة ….كعاشقة انتي تغنجين….
قالوا عنك ممزقة و ملزقة ..وها انتي جبارة وايضا تفتكين….
قطعوك و شوهوك و اضرموا النيران فيك… عجبي كم عنيدة انتي …….الا تعترفين….
جامحة و محاربة …..و رغم جراحك تبطشين…
اسموك العنقاء و عنوانك البقاء… مكابرة و صابرة…. يا من لا تهان و لا تستهين….
كبرياء و عنفوان و شموخ عنوانك عبر السنين
كالملكات و الفاتنات انتي لا تشتكين….
قد تشيحين وجهك وبالسواد تتشحين…. و لكن قط لا تركعين…..
كل مدينة لها روح و انتي … نعم انتي…. لكً ارواح ملايين…..
خلتك تحتضرين و ها انتي باهرة و قاهرة…. اسطورة انتي…..اتصدقين…
جئت لاودعك و ابكي اطلالك و ها انتي مني تسخرين….
أأنا المجنونة؟ …انتي يا من لا تستكين….
اعجوبة انتي….كيف لك انت تشرقي حتى و ان كنتي تتوجعين…
الا تهزمين…. صفي اوراقك وودعي احلامك
و وزعي على بقاع الارض خيرة شبابك….الا تنصتين….
لم تضحكين….
حسنا انا من هرمت و انتي لا تشيخين….
انا من احدودبت و انتي التي لا تنحنين….
انا من يخطأ و انتي فوق المحن ترقصين …
يا من عشقها الملايين…
نحن نذهب و انت تبقين……
بغداد
ارادت الكاتبة ان لاتكسر بغداد ، ولهذا ابقتها منتهية بالياء بدلا من -انت .
يبدأ النص بخطاب ايقاعي حسي وجمالي . توظف الكاتبة اسلوب الالتفاف في تجسيد خطابها بين مخاطب وغائب ، وهذا ما يعمل على فتح الذهنية والحسية للمتلقي . تستخدم الترادف اللفظي ما بين -الجرح ، الندب والنزف - كي تخلق امتدادات نغمية للجملة النثرية . تهب النص الامتداد الزمني من الماضي الى الحاضر ، وهذا ما يمنحه الحركة الفعلية ، وتخليدا لذكريات الماضي الغائبة في حضن بغداد . وظفت استمرارية الزمن متخذه منه دلالة الشموخ والإباء . زينت بداية النص بصورتي الألم والجمال ، فمن تلاقحهما ولدت دلالة الحياة . تشبه بغداد كعاشقة مدللة ؛ وهذا يدل على صدور الافعال الموزونة المهيجة للشوق ، والاستجابة الحسية لهذا الدلع . تصف بغداد بكلام غير مباشر ، فحالها ممزق وملزق : كلمتان مزدوجتان متوازنتان في اللفظ ، تبث الايقاع في عمق النص وتثير انتباة المتلقي . تبدو لها بغداد مقطعة الاوصال ، وملزقة الحدود . تعاود وتستخدم النظير اللفظي ما بين -جبارة وتفتكين- ، هذا المد اللفظي البلاغي يزيد من عمق القراءة الموضوعية للمتلقي . تبدع الكاتبة في صياغة النظير اللفظي -قطعوك ، شوهوك - واللتان تحملان دلالة الدمار والتشويه ؛ ثم اجادة حسن الاتباع باضرام النار ، وهذا ما يمنح النص صورة جديدة من الانتقام ، فضلا عن ترسيخ نزعة -هولاكو-لحرق بغداد ، كل ذلك يهب النص لمحة تاريخية وموضوعية لقراءة التاريخ . تبوح بسؤال من التمني ، يفوح منه رائحة التعجب والاستغراب لما حل ببغداد وهي شامخة وصلدة امام تعرية الارهاب . توظف -ألا-الاستفهامية ، لتستفتح بها الخطاب وتشد من انتباه المتلقي . يظهرالنص كبرياء بغداد رغم جراحها ؛ وهذا يدل على وجود صراع بين الظاهر والباطن ، بين مظهر الكبرياء والعز ، وباطن محفوف بالاوجاع . تصف بغداد بالفارسة التي لايردها شيء او أحد ، شموس وشمسها عالية ، شرود وخصمها شارد . تستخدم لفظتي -جراحك ، تبطشين- لتتخذ منهما دلالة تعبر عن الشجاعة والمقاومة ورفض الخنوع . تستمر في العزف على ايقاعات الالفاظ المتوازنه التي تشد من همة القارىء وتستجيب لها الاحاسيس ، ولهذا فهي تستخدم السجع المرصع مابين العنقاء والبقاء ، كي تزيد التنوع في توظيف المحسنات البلاغية التي تمنح النص جمالية التعبير . تستخدم العنقاء معادل موضوعي في النص ، فهو طائر خرافي جميل ، لكن الكاتبة ارادت من العنقاء كنخلة شامخة ؛فبغداد شامخة ..عالية ..صامدة .. تعمر زمنا طويلا .. لها قدسية دينية ، ورمزا ماديا وروحيا للعراق ؛ ولهذا توطن النص بين المحسوس والمرئي ، فانبلج منه دلالة جديدة ما بين المكابرة والصبر ، انها بشائر الخير . تواصل الكاتبة في بناء التوازن اللفظي والانسجام النغمي للجمل الشعرية ، واعطاء مساحة للمتلقي للعزف على هذه الايقاعات . تكرر النفي للتوكيد على براءة بغداد التي لاتهان ولاتستهين ، فهي نبض العطاء والانسانية . تمنح النص الحركة الزمنية من الماضي الى الحاضر وهي تزخر بالعز ، الحيوية والشموخ ؛ كل هذه الصفات تدل على براعة الكاتبة في اجادة اسلوب الاتباع لتعزيز قيمة النص . توازن الكاتبة بين الطاقة الايجابية بوصف بغداد بالملكة والفاتنة ، وهذا نوع من الازدواج اللفظي يعزز بنية النص ، ويوافق صوره النثرية ، والبوح بطاقته السلبية برفض الشكوى . تترك الكاتبة فراغات بيضاء ، وتدعو المتلقي لملؤها والتفاعل مع النص ، فضلا عن ان هذه النقاط تعتبر علامات سيميائية تزين النص بالقيم الجمالية لهندسته . تخاطب بغداد وفي باطنها فورة احساس يتمظهر على وجهها وبانفعال تعجبي .توظف الحرف -قد-للشك واحتمال الوقوع في تغشية وجهها بوشاح السواد ، ثم تعود وتستخدم -الظرف الزماني -قط- لنفي ما قيل عن بغداد ؛ وتتخذ من السلب والايجاب لخلق نوع من الحركة الديالكتيكية التي تتمظهر في ولادة فكرة جديدة يستوعبها المتلقي من قراءة النص . تعتمد الكاتبة النفي بتموجاته الطويلة ، الذي يرفض ركوع بغداد للذل والهوان ، وتتخذ من العدد دلالة التفخيم والتعزيز . تجعل من تكرار الضمير وحرف الجواب -نعم-دلالة التوكيد والاثبات . عملت الكاتبة على خلخلة التوازن بين الروح الواحدة وما يوازيها من ملايين الارواح ، اي انها اعطت قيمة روحية لبغداد فاقت بها على كل المدن . تكرر الحرف -ها-كدلالة سيميائية للتنبيه والتشديد ؛ وتصف بغداد بالكريمة الماجدة والقاهرة لمن يحاول ان يجتاز حدودها . تستعمل الجناس اللفظي -قاهرة ، باهرة- لزيادة الايقاع الموسيقي للنص ، وتشويق المتلقي لقراءة النص . جعلت من لفظة - اسطورة - دلالة رمزية تعبر عن العمق التاريخي لامجاد بغداد . تعتمد السؤال الاستفهامي الذي يحمل دلالة التصديق والتصور ، فيطرح سؤالها الاستغراب لعناد بغداد في مواجهة الصعاب . انهارت دموع الكاتبة مابين التوديع والاطلال ؛ تخاطب بغداد بتعجب وانفعال ، وتسخر -استغراب- بغداد من سؤالها ، لانها ارض الوجود والصمود ، ترفض الزوال ، ثابتة الوجود على ارض السواد ، وتنفي البعاد . يفشي تكرار السؤال الاستفهمامي عما في جوانح الكاتبة من الم وحزن ، والبوح عما يختلج في نفسها ، ولهذا جاءت تساؤلاتها لتعبر عن عمق الالم والحيرة ، فضلا عن تشويق المتلقي ومتابعة الاحداث ، وترك الاستجابة له مفتوحة . يعبر سؤالها الاستفهامي عن دلالة تشويه قدرتها العقلية وتأرجح مركزية التفكير ، وهذا ما يقابل عدم استكانة وهدوء بغداد ، فهذه الجملة تمنح النص الحركة الدائبة من خلال القلق والبعد النفسي للذات . تود ان تسأل بغداد بسؤال خبري عن حالتها الثنائية المتضادة التي تحلت بها ما بين اشراقتها وكبتها الاوجاع ، وهذا ما يثير عواطف المتلقي ويتعاطف معها ، فهي تحاول ان لاتدع الارهاب ان يشمت بها . تعاود الكاتبة والعجب يعصف فكرها لما حل ببغداد ، تردد تساؤلاتها العجيبة بما دب ببغداد التي لاتهزم ، تساير الزمن ، لا تنكسر .. ولاتنحني للدانيات . تستمر بخطابها مع بغداد ، وتدعوها لتطهير ذاتها من الشائبات والاحلام ؛ ومنح الشباب فرصة الاقدام والبناء . تمظهرت الحركة الزمنية في هذا النص من خلال دور الشباب . تحوم الحيرة والاستغراب حول تساؤلات الشاعرة ، وتصيبها رعشة حسية وايماءات جسدية في خطابها الشعري ؛ كل ذلك يعبر عن انفعالاتها المشحونه بتموجات ذهنية ، وادراكية للواقع الذي يلف بغداد ،انها ثنائية السلب والايجاب التي تعمل على تنشيط الانساق النثرية في النص. يطرح النص حالة من الثابت -بغداد والمتغيرات في توالي الاسئلة الاستفهامية التعجبية ؛كل ذلك يستدعي المتلقي لقراءة النص والكشف عن مقاصد الكاتبة النفسية والادبية . تؤكد الكاتبة على ديمومة الزمن من خلال الزمن اللامتناهي لعمر بغداد ؛ هذا الزمن انبلج ما بين لفظتي -هرمت ، لا تشيخين - الانسان يهرم وبغداد لاتهرم ..مفعمة.. مباركة..مثمرة .تكرر الضمير 'انا' لتعبر عن ابعادها العاطفية والنفسية التي بانت بين انطواء العمر واستقامة بغداد . تستخدم الطباق اللفظي ما بين- الانحاء- الكاتبة ،والاستقامة-بغداد ، واللذان بدورهما يعززان القيمة البلاغية للنص النثري. تختتم نصها باسلوبا التفاتيا ما بين الضميرين -نحن ،انت- ما بين الجمع والمفرد ، وذلك من اجل شد انتباة المتلقي .
نص ((كتابات عابرة)) ،للفنانة التشكيلية ،المهندسة المعمارية والكاتبة العراقية '''ابتهاج بلوري''' .
بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت -العراق.
ساحرة انتي….
بجروحك و ندوبك و نزفك… لا تزالين جميلة و دافئة ….كعاشقة انتي تغنجين….
قالوا عنك ممزقة و ملزقة ..وها انتي جبارة وايضا تفتكين….
قطعوك و شوهوك و اضرموا النيران فيك… عجبي كم عنيدة انتي …….الا تعترفين….
جامحة و محاربة …..و رغم جراحك تبطشين…
اسموك العنقاء و عنوانك البقاء… مكابرة و صابرة…. يا من لا تهان و لا تستهين….
كبرياء و عنفوان و شموخ عنوانك عبر السنين
كالملكات و الفاتنات انتي لا تشتكين….
قد تشيحين وجهك وبالسواد تتشحين…. و لكن قط لا تركعين…..
كل مدينة لها روح و انتي … نعم انتي…. لكً ارواح ملايين…..
خلتك تحتضرين و ها انتي باهرة و قاهرة…. اسطورة انتي…..اتصدقين…
جئت لاودعك و ابكي اطلالك و ها انتي مني تسخرين….
أأنا المجنونة؟ …انتي يا من لا تستكين….
اعجوبة انتي….كيف لك انت تشرقي حتى و ان كنتي تتوجعين…
الا تهزمين…. صفي اوراقك وودعي احلامك
و وزعي على بقاع الارض خيرة شبابك….الا تنصتين….
لم تضحكين….
حسنا انا من هرمت و انتي لا تشيخين….
انا من احدودبت و انتي التي لا تنحنين….
انا من يخطأ و انتي فوق المحن ترقصين …
يا من عشقها الملايين…
نحن نذهب و انت تبقين……
بغداد
ارادت الكاتبة ان لاتكسر بغداد ، ولهذا ابقتها منتهية بالياء بدلا من -انت .
يبدأ النص بخطاب ايقاعي حسي وجمالي . توظف الكاتبة اسلوب الالتفاف في تجسيد خطابها بين مخاطب وغائب ، وهذا ما يعمل على فتح الذهنية والحسية للمتلقي . تستخدم الترادف اللفظي ما بين -الجرح ، الندب والنزف - كي تخلق امتدادات نغمية للجملة النثرية . تهب النص الامتداد الزمني من الماضي الى الحاضر ، وهذا ما يمنحه الحركة الفعلية ، وتخليدا لذكريات الماضي الغائبة في حضن بغداد . وظفت استمرارية الزمن متخذه منه دلالة الشموخ والإباء . زينت بداية النص بصورتي الألم والجمال ، فمن تلاقحهما ولدت دلالة الحياة . تشبه بغداد كعاشقة مدللة ؛ وهذا يدل على صدور الافعال الموزونة المهيجة للشوق ، والاستجابة الحسية لهذا الدلع . تصف بغداد بكلام غير مباشر ، فحالها ممزق وملزق : كلمتان مزدوجتان متوازنتان في اللفظ ، تبث الايقاع في عمق النص وتثير انتباة المتلقي . تبدو لها بغداد مقطعة الاوصال ، وملزقة الحدود . تعاود وتستخدم النظير اللفظي ما بين -جبارة وتفتكين- ، هذا المد اللفظي البلاغي يزيد من عمق القراءة الموضوعية للمتلقي . تبدع الكاتبة في صياغة النظير اللفظي -قطعوك ، شوهوك - واللتان تحملان دلالة الدمار والتشويه ؛ ثم اجادة حسن الاتباع باضرام النار ، وهذا ما يمنح النص صورة جديدة من الانتقام ، فضلا عن ترسيخ نزعة -هولاكو-لحرق بغداد ، كل ذلك يهب النص لمحة تاريخية وموضوعية لقراءة التاريخ . تبوح بسؤال من التمني ، يفوح منه رائحة التعجب والاستغراب لما حل ببغداد وهي شامخة وصلدة امام تعرية الارهاب . توظف -ألا-الاستفهامية ، لتستفتح بها الخطاب وتشد من انتباه المتلقي . يظهرالنص كبرياء بغداد رغم جراحها ؛ وهذا يدل على وجود صراع بين الظاهر والباطن ، بين مظهر الكبرياء والعز ، وباطن محفوف بالاوجاع . تصف بغداد بالفارسة التي لايردها شيء او أحد ، شموس وشمسها عالية ، شرود وخصمها شارد . تستخدم لفظتي -جراحك ، تبطشين- لتتخذ منهما دلالة تعبر عن الشجاعة والمقاومة ورفض الخنوع . تستمر في العزف على ايقاعات الالفاظ المتوازنه التي تشد من همة القارىء وتستجيب لها الاحاسيس ، ولهذا فهي تستخدم السجع المرصع مابين العنقاء والبقاء ، كي تزيد التنوع في توظيف المحسنات البلاغية التي تمنح النص جمالية التعبير . تستخدم العنقاء معادل موضوعي في النص ، فهو طائر خرافي جميل ، لكن الكاتبة ارادت من العنقاء كنخلة شامخة ؛فبغداد شامخة ..عالية ..صامدة .. تعمر زمنا طويلا .. لها قدسية دينية ، ورمزا ماديا وروحيا للعراق ؛ ولهذا توطن النص بين المحسوس والمرئي ، فانبلج منه دلالة جديدة ما بين المكابرة والصبر ، انها بشائر الخير . تواصل الكاتبة في بناء التوازن اللفظي والانسجام النغمي للجمل الشعرية ، واعطاء مساحة للمتلقي للعزف على هذه الايقاعات . تكرر النفي للتوكيد على براءة بغداد التي لاتهان ولاتستهين ، فهي نبض العطاء والانسانية . تمنح النص الحركة الزمنية من الماضي الى الحاضر وهي تزخر بالعز ، الحيوية والشموخ ؛ كل هذه الصفات تدل على براعة الكاتبة في اجادة اسلوب الاتباع لتعزيز قيمة النص . توازن الكاتبة بين الطاقة الايجابية بوصف بغداد بالملكة والفاتنة ، وهذا نوع من الازدواج اللفظي يعزز بنية النص ، ويوافق صوره النثرية ، والبوح بطاقته السلبية برفض الشكوى . تترك الكاتبة فراغات بيضاء ، وتدعو المتلقي لملؤها والتفاعل مع النص ، فضلا عن ان هذه النقاط تعتبر علامات سيميائية تزين النص بالقيم الجمالية لهندسته . تخاطب بغداد وفي باطنها فورة احساس يتمظهر على وجهها وبانفعال تعجبي .توظف الحرف -قد-للشك واحتمال الوقوع في تغشية وجهها بوشاح السواد ، ثم تعود وتستخدم -الظرف الزماني -قط- لنفي ما قيل عن بغداد ؛ وتتخذ من السلب والايجاب لخلق نوع من الحركة الديالكتيكية التي تتمظهر في ولادة فكرة جديدة يستوعبها المتلقي من قراءة النص . تعتمد الكاتبة النفي بتموجاته الطويلة ، الذي يرفض ركوع بغداد للذل والهوان ، وتتخذ من العدد دلالة التفخيم والتعزيز . تجعل من تكرار الضمير وحرف الجواب -نعم-دلالة التوكيد والاثبات . عملت الكاتبة على خلخلة التوازن بين الروح الواحدة وما يوازيها من ملايين الارواح ، اي انها اعطت قيمة روحية لبغداد فاقت بها على كل المدن . تكرر الحرف -ها-كدلالة سيميائية للتنبيه والتشديد ؛ وتصف بغداد بالكريمة الماجدة والقاهرة لمن يحاول ان يجتاز حدودها . تستعمل الجناس اللفظي -قاهرة ، باهرة- لزيادة الايقاع الموسيقي للنص ، وتشويق المتلقي لقراءة النص . جعلت من لفظة - اسطورة - دلالة رمزية تعبر عن العمق التاريخي لامجاد بغداد . تعتمد السؤال الاستفهامي الذي يحمل دلالة التصديق والتصور ، فيطرح سؤالها الاستغراب لعناد بغداد في مواجهة الصعاب . انهارت دموع الكاتبة مابين التوديع والاطلال ؛ تخاطب بغداد بتعجب وانفعال ، وتسخر -استغراب- بغداد من سؤالها ، لانها ارض الوجود والصمود ، ترفض الزوال ، ثابتة الوجود على ارض السواد ، وتنفي البعاد . يفشي تكرار السؤال الاستفهمامي عما في جوانح الكاتبة من الم وحزن ، والبوح عما يختلج في نفسها ، ولهذا جاءت تساؤلاتها لتعبر عن عمق الالم والحيرة ، فضلا عن تشويق المتلقي ومتابعة الاحداث ، وترك الاستجابة له مفتوحة . يعبر سؤالها الاستفهامي عن دلالة تشويه قدرتها العقلية وتأرجح مركزية التفكير ، وهذا ما يقابل عدم استكانة وهدوء بغداد ، فهذه الجملة تمنح النص الحركة الدائبة من خلال القلق والبعد النفسي للذات . تود ان تسأل بغداد بسؤال خبري عن حالتها الثنائية المتضادة التي تحلت بها ما بين اشراقتها وكبتها الاوجاع ، وهذا ما يثير عواطف المتلقي ويتعاطف معها ، فهي تحاول ان لاتدع الارهاب ان يشمت بها . تعاود الكاتبة والعجب يعصف فكرها لما حل ببغداد ، تردد تساؤلاتها العجيبة بما دب ببغداد التي لاتهزم ، تساير الزمن ، لا تنكسر .. ولاتنحني للدانيات . تستمر بخطابها مع بغداد ، وتدعوها لتطهير ذاتها من الشائبات والاحلام ؛ ومنح الشباب فرصة الاقدام والبناء . تمظهرت الحركة الزمنية في هذا النص من خلال دور الشباب . تحوم الحيرة والاستغراب حول تساؤلات الشاعرة ، وتصيبها رعشة حسية وايماءات جسدية في خطابها الشعري ؛ كل ذلك يعبر عن انفعالاتها المشحونه بتموجات ذهنية ، وادراكية للواقع الذي يلف بغداد ،انها ثنائية السلب والايجاب التي تعمل على تنشيط الانساق النثرية في النص. يطرح النص حالة من الثابت -بغداد والمتغيرات في توالي الاسئلة الاستفهامية التعجبية ؛كل ذلك يستدعي المتلقي لقراءة النص والكشف عن مقاصد الكاتبة النفسية والادبية . تؤكد الكاتبة على ديمومة الزمن من خلال الزمن اللامتناهي لعمر بغداد ؛ هذا الزمن انبلج ما بين لفظتي -هرمت ، لا تشيخين - الانسان يهرم وبغداد لاتهرم ..مفعمة.. مباركة..مثمرة .تكرر الضمير 'انا' لتعبر عن ابعادها العاطفية والنفسية التي بانت بين انطواء العمر واستقامة بغداد . تستخدم الطباق اللفظي ما بين- الانحاء- الكاتبة ،والاستقامة-بغداد ، واللذان بدورهما يعززان القيمة البلاغية للنص النثري. تختتم نصها باسلوبا التفاتيا ما بين الضميرين -نحن ،انت- ما بين الجمع والمفرد ، وذلك من اجل شد انتباة المتلقي .