شكرمرزوك العبيدي الفنان الكبير صلاح عبد الغفور
شكرمرزوك العبيدي
الفنان الكبير صلاح عبد الغفور
صلاح عبد الغفور فنان احتل صوته مكانة مهمة على خارطة الغناء العراقي خلال الثمانينات، فكان مطلوبًا في الحفلات، والجمهور يسأل عنه، ومحال التسجيلات تردد أغانيه، ولا تخلو مقتنيات أغلب الفتيات من شريط “خسرتك يا حبيبي” أو “إلا انت” وغيرها من الأغاني التي تخاطب الوجدان والمشاعر الشبابية بشفافية والشجن العراقي الأصيل.
أنهى مسيرته بأكثر من 300 أغنية وطنية وعاطفية بالإضافة إلى مقامات ومواويل بالعربية والكردية والتركية.وُلد صلاح عبد الغفور ذي الأصول الكردية في ناحية السعدية- محافظة ديالى العراقية، في عام 1953، حيث كان معظم أفراد عائلته يمتلكون موهبة الصوت الجميل والأداء الجيد في القرآن الكريم والمدائح النبوية في ناحية السعدية، كما برز شقيقه الفنان المعروف نجاح عبد الغفور على المستوى المحلي والعربي.
عام 1961 تقدم إلى اختبار الإذاعة والتلفزيون في عمر الثمان سنوات عبر برنامج "ركن الهواة"، وجذب الأنظار عندما غنى أغاني الفنان العراقي الكبير ناظم الغزالي، وبدأ بعدها مشواره الفني، فبعد عدة سنوات انضم إلى معهد الدراسات النغمية في بداية تأسيسها وصقل موهبته على يد كبار الفنانين في مجال الموسيقى، وتخرج من المعهد عازفاً لآلة الكمان.قبل ثلاث أيام من رحيل الفنان صلاح عبد الغفور، طلب من الكاتب الدرامي سعد هدابي الحضور إلى أربيل ليكتب مسلسلاً عن حياته وتألقه ومشواره الفني وقال له بالحرف "إنها نهاية بدأ صلاح عبد الغفور مسيرته الفنية بشكل واضح حين انضم إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية كعضو في فرقة الإنشاد مع عدد كبير من الفنانين في عام 1973، فقد كان صوته يصاحب اللوحات الفولكلورية منها "الدحة"، واستمر فيها 4 سنوات، بعدها تخصص في غناء المقام وانضم إلى "فرقة التراث الموسيقي العراقي"، وقد اكتسب شهرة عربية وعالمية من خلال تجواله مع الفرقة التي أسسها الموسيقار منير بشير، وكان أحد أعضائها إلى جانب الفنانين مائدة نزهت وحسين الأعظمي ورياض أحمد وسعدي الحديثي مقدما عبرها مقامات وأغانٍ تراثية تكشف الهوية الحقيقية للفن الغنائي العراقي، وسبق أن قدم أغنية "شلونك عيني شلونك" مع النجم التركي ابراهيم تاتليسس الذي كان معجباً بها.
اختار الفنان صلاح أيضاً له لونا خاصاً قريبًا من الأغاني الخفيفة التي شاعت في حينها، فقدم "حلوة يالبغدادية" و "مدلل الشكرة" و"يا هاله يم الورده" وغيرها إضافة الى تقديمه المقامات العراقية والأغاني الطويلة منها "لا تلوموني" و"خسرتك يا حبيبي" و" الورد" و "بس تعالو" و"شنسى منك".
بعد أن أبدع في أداء المقامات والأغاني التراثية العراقية في المرتبة الأولى، جاءت أغانيه لتضيف إلى الموسيقى العراقية الشجية نمطاً خاصاً له دوره في تبوء مكانة متميزة بين متذوقي هذا النوع من الغناء.
رحلة الفنان عبد الغفور في الفن لم تكن قصيرة، فقد ترك بصمات في كثير من المحطات الأخرى في حياته الموسيقية والمهرجانات، بما أتاح له أن يصنع لنفسه اسماً كبيراً لمع لنحو أربعين سنة، من خلال أغنيات مثل "خسرتك يا حبيبي" التي كلف الشاعر كريم العراقي بكتابتها بعد استشهاد صديق عزيز له و"لا تلوموني" و"ردت أنساك" وغيرها من الأغاني المشهورة له، هذه الأعمال كانت وراء شهرة عبد الغفور الإقليمية التي تجاوزت حدود العراق.
تجول مع الفرقة القومية للفنون الشعبية في العديد من المهرجانات العربية والأجنبية كما شارك مع فرقة الجالغي البغدادي في دول أوروبا وآسيا وافريقيا، يقدم المقام والبسته وينال إعجاب تلك الشعوب، وكان يحرص أن يحفظ ويقدم أغاني تلك الشعوب بلغتها كما فعل في اليابان وروسيا، ما جعله محط إعجاب الحضور في تلك المهرجانات.
في لقاء صحفي قال عن أهم مشاركاته الخارجية "في اليابان خلال مهرجان متخصّص بالتراث العراقي إلى جانب الهند والصين واليابان، في ذلك الوقت، أردت أن أقدم شيئًا مميزًا أفاجئ به الجمهور، وأثناء وجودي في الطائرة جلس إلى جانبي مسافر ياباني، فطلبت منه أن يعلمني أداء إحدى الأغاني المشهورة لديهم، وتمكّنت فعلاً من إتقانها وفاجأت بها الجمهور الياباني على المسرح فأخذ يردّد الكلمات معي إذ يبدو أنها كانت أغنيةً مشهورةً لديهم ".
وفي ذلك المهرجان حاز العراق على المرتبة الأولى، ونال درع المهرجان وقد أصدرت إدارة المهرجان الأغاني التي قدمها، وفاز فيها الفنان صلاح عبد الغفور على شكل كاسيت ووزِّعَت الى جميع الدول الآسيوية التي شاركت في الفعاليات.
بعد عام 2005 استقر في سوريا ليكون قريبًا من الوطن، وغنى فيها من خلال الوسائل الإعلامية السورية والعربية عدداً من الألحان وشارك في مهرجاناتهم الفنية، وغنى باللهجة الشامية "يا ليتنا من عرب شمر" على أنغام الدبكة الشامية، وقد انتشرت بين السوريين كثيراً.في 7 نيسان/ أبريل 2013 توفي الفنان العراقي بحادث سير مروع في مدينة أربيل قرب مطار أربيل الدولي، وفارق الحياة على الفور قبل نقل جثمانه إلى مستشفى رزكاوي
الفنان الكبير صلاح عبد الغفور
صلاح عبد الغفور فنان احتل صوته مكانة مهمة على خارطة الغناء العراقي خلال الثمانينات، فكان مطلوبًا في الحفلات، والجمهور يسأل عنه، ومحال التسجيلات تردد أغانيه، ولا تخلو مقتنيات أغلب الفتيات من شريط “خسرتك يا حبيبي” أو “إلا انت” وغيرها من الأغاني التي تخاطب الوجدان والمشاعر الشبابية بشفافية والشجن العراقي الأصيل.
أنهى مسيرته بأكثر من 300 أغنية وطنية وعاطفية بالإضافة إلى مقامات ومواويل بالعربية والكردية والتركية.وُلد صلاح عبد الغفور ذي الأصول الكردية في ناحية السعدية- محافظة ديالى العراقية، في عام 1953، حيث كان معظم أفراد عائلته يمتلكون موهبة الصوت الجميل والأداء الجيد في القرآن الكريم والمدائح النبوية في ناحية السعدية، كما برز شقيقه الفنان المعروف نجاح عبد الغفور على المستوى المحلي والعربي.
عام 1961 تقدم إلى اختبار الإذاعة والتلفزيون في عمر الثمان سنوات عبر برنامج "ركن الهواة"، وجذب الأنظار عندما غنى أغاني الفنان العراقي الكبير ناظم الغزالي، وبدأ بعدها مشواره الفني، فبعد عدة سنوات انضم إلى معهد الدراسات النغمية في بداية تأسيسها وصقل موهبته على يد كبار الفنانين في مجال الموسيقى، وتخرج من المعهد عازفاً لآلة الكمان.قبل ثلاث أيام من رحيل الفنان صلاح عبد الغفور، طلب من الكاتب الدرامي سعد هدابي الحضور إلى أربيل ليكتب مسلسلاً عن حياته وتألقه ومشواره الفني وقال له بالحرف "إنها نهاية بدأ صلاح عبد الغفور مسيرته الفنية بشكل واضح حين انضم إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية كعضو في فرقة الإنشاد مع عدد كبير من الفنانين في عام 1973، فقد كان صوته يصاحب اللوحات الفولكلورية منها "الدحة"، واستمر فيها 4 سنوات، بعدها تخصص في غناء المقام وانضم إلى "فرقة التراث الموسيقي العراقي"، وقد اكتسب شهرة عربية وعالمية من خلال تجواله مع الفرقة التي أسسها الموسيقار منير بشير، وكان أحد أعضائها إلى جانب الفنانين مائدة نزهت وحسين الأعظمي ورياض أحمد وسعدي الحديثي مقدما عبرها مقامات وأغانٍ تراثية تكشف الهوية الحقيقية للفن الغنائي العراقي، وسبق أن قدم أغنية "شلونك عيني شلونك" مع النجم التركي ابراهيم تاتليسس الذي كان معجباً بها.
اختار الفنان صلاح أيضاً له لونا خاصاً قريبًا من الأغاني الخفيفة التي شاعت في حينها، فقدم "حلوة يالبغدادية" و "مدلل الشكرة" و"يا هاله يم الورده" وغيرها إضافة الى تقديمه المقامات العراقية والأغاني الطويلة منها "لا تلوموني" و"خسرتك يا حبيبي" و" الورد" و "بس تعالو" و"شنسى منك".
بعد أن أبدع في أداء المقامات والأغاني التراثية العراقية في المرتبة الأولى، جاءت أغانيه لتضيف إلى الموسيقى العراقية الشجية نمطاً خاصاً له دوره في تبوء مكانة متميزة بين متذوقي هذا النوع من الغناء.
رحلة الفنان عبد الغفور في الفن لم تكن قصيرة، فقد ترك بصمات في كثير من المحطات الأخرى في حياته الموسيقية والمهرجانات، بما أتاح له أن يصنع لنفسه اسماً كبيراً لمع لنحو أربعين سنة، من خلال أغنيات مثل "خسرتك يا حبيبي" التي كلف الشاعر كريم العراقي بكتابتها بعد استشهاد صديق عزيز له و"لا تلوموني" و"ردت أنساك" وغيرها من الأغاني المشهورة له، هذه الأعمال كانت وراء شهرة عبد الغفور الإقليمية التي تجاوزت حدود العراق.
تجول مع الفرقة القومية للفنون الشعبية في العديد من المهرجانات العربية والأجنبية كما شارك مع فرقة الجالغي البغدادي في دول أوروبا وآسيا وافريقيا، يقدم المقام والبسته وينال إعجاب تلك الشعوب، وكان يحرص أن يحفظ ويقدم أغاني تلك الشعوب بلغتها كما فعل في اليابان وروسيا، ما جعله محط إعجاب الحضور في تلك المهرجانات.
في لقاء صحفي قال عن أهم مشاركاته الخارجية "في اليابان خلال مهرجان متخصّص بالتراث العراقي إلى جانب الهند والصين واليابان، في ذلك الوقت، أردت أن أقدم شيئًا مميزًا أفاجئ به الجمهور، وأثناء وجودي في الطائرة جلس إلى جانبي مسافر ياباني، فطلبت منه أن يعلمني أداء إحدى الأغاني المشهورة لديهم، وتمكّنت فعلاً من إتقانها وفاجأت بها الجمهور الياباني على المسرح فأخذ يردّد الكلمات معي إذ يبدو أنها كانت أغنيةً مشهورةً لديهم ".
وفي ذلك المهرجان حاز العراق على المرتبة الأولى، ونال درع المهرجان وقد أصدرت إدارة المهرجان الأغاني التي قدمها، وفاز فيها الفنان صلاح عبد الغفور على شكل كاسيت ووزِّعَت الى جميع الدول الآسيوية التي شاركت في الفعاليات.
بعد عام 2005 استقر في سوريا ليكون قريبًا من الوطن، وغنى فيها من خلال الوسائل الإعلامية السورية والعربية عدداً من الألحان وشارك في مهرجاناتهم الفنية، وغنى باللهجة الشامية "يا ليتنا من عرب شمر" على أنغام الدبكة الشامية، وقد انتشرت بين السوريين كثيراً.في 7 نيسان/ أبريل 2013 توفي الفنان العراقي بحادث سير مروع في مدينة أربيل قرب مطار أربيل الدولي، وفارق الحياة على الفور قبل نقل جثمانه إلى مستشفى رزكاوي