أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

دلال حسين وفستانها السمائي

دلال حسين وفستانها السمائي
 دلال حسين
كانت الحرارة يومها قد تجاوزت الأربعين ،قرر زوج والدتي أخذي وأخي إلى البحر ،كنت في العاشرة من عمري ،واخي في الرابعة ،كان المنظر جميلا ،من بعيد ،لكن دقات قلبي تشعرني بالخوف ،لم أكن قادرة على تقبل نزع فستاني الزهري الجميل ،لأظل فقط بذلك المايوه السماوي ،كيف ساسمح لزوج امي برؤية مؤخرتي عارية ،وانا التي كنت اخجل من دخول الحمام وهو يتجول بالبيت ،حاول مرارا إقناعي ،لكنه اذعن اخيرا وقبل دخولي الى الماء دون التخلي عن فستاني ،كان يحمل طفله ويمسك بيدي ،كان الخوف يقتل أطرافي ،اصوات الناس بدت بعيدة ،وانا على وشك الانهيار ،ترك يدي ،لاترك نفسي للصراخ...مانعرفش نعوم ،قال بثقة ...شوفي خوك صغير عليك ...لا شيء امامي لاراه سوى الموت ،امسك برقبتي واغرقني ،كم وودت أن لا اعود بعدها ابدا ،فعلها مرات ومرات ،طبعا ليس عن كره فقد احبني ايما حب ،لكنها طريقته القاسية لتعليمي،خرجنا من المياه وقد شربت منها حد الثمالة ،جلسنا على الرمال ،وكانت قد تسببت لي في حكة رهيبة ،لم أكن قادرة على الصراخ ،اعضائي تلتهب ،يجب أن اسكت ،وانا أوهم نفسي أننا سنعود قريبا الى البيت ...كان زوج والدتي يدخل البحر ليتركني إلى جانب اخي دون أن ينسى تذكيري ...عسي خوك ...ياعمي شكون يعس خوه ، وبعد رحلة طويلة من العذاب عدنا إلى البيت ،بكيت طويلا ،لم أكن قادرة على دخول الحمام ،كان ذلك اليوم بداية لرحلة الخوف من البحر ...مرت السنين سريعا وتزوجت ،وذهبنا كعروسين شابين إلى نفس المكان ،وللصدفة ،تمتع زوجي بنفس القسوة ،دخلت المياه واثقة امسك بيده تارة ،واحضن ظهره مرات كثيرة ،لاتفاجأ به يغرقني،تماما كما فعل زوج امي ...كنت أشعر بفحيح الموت يتسرب عبر مساماتي ،كان يسحبني لالتقط انفاسي ثم يعود لاغراقي،كنت مستعدة لحظتها لغرز سكين داخل صدره ،دون أن اندم أو اتراجع قيد أنملة ...عشت بعدها طويلا ،لاستذكر أن الرجل في حياتي لم يخلق الا لاغراقي...لذا عاهدت نفسي ان لن اتخلى عنها مقابل اي رجل مهما توهمت أنه سيلقي الدنيا تحت قدمي ،كما فعل سحرة فرعون بعصيهم