كتب الفنان العراقي المغترب سيروان انور بابان مقالا جميلا عن الفوتغرافي المبدع علي عيسى لمن يحب القراءة:- عين مخرج
كتب الفنان العراقي المغترب سيروان انور بابان مقالا جميلا عن الفوتغرافي المبدع علي عيسى لمن يحب القراءة:-
عين مخرج
يعد التصوير الفوتوغرافي من الفنون المهمة والتي ظهرت في وقت مبكر مع اكتشاف العدسة ومن ثم الكاميرا ، لتشكل نقلة نوعية في تطور الفنون وتساهم في تطوير العمل السينمائي والتلفزيوني والتوثيق والارشفة في شتى مجالات الحياة في عصر السرعة التقنية.
فكان نصيب التطور في العراق ظهور المصور والمؤرشف والموثق الفوتوغرافي في العصر الحديث ليشكل نقلة نوعية في التصوير والتوثيق بعد ان كان مقتصرا على المصوريين الموثقين الاجانب ، وظهر في العراق مصورين كثيرين، فكل انبرى باتجاه معين من العمل الفوتوغرافي والتصوير ،ومنهم من اخذ على عاتقه ان يدخل مجال التصوير الفوتوغرافي والتوثيق السينمائي والتلفزيوني والمسرحي ليشكل نقطة انطلاقة مهمة في هذا العالم الفني التخصصي.
الفنان المبدع المصور والاعلامي والموثق علي عيسى ( ابا جمال ) ،نعم قد يكون اختار اسم جمال لولده البكر لانه يتعامل مع علم الجمال في الصورة الفوتوغرافية ليجعل من عدسته تخضع لعالم الفلسفة الجمالية للصورة الفوتوغرافية والتوثيقية .
لايمكن ان تتجول بين ابنية ازقة وممرات جميع المؤسسات الفنية إلا ان تجد عدسة علي عيسى تطارد عيون المخرجين لتلتقط الصورة المناسبة والتي تشكل تسلسل في التنسبق الاخراجي لاي عمل فني ، فنجد عدسة علي عيسى في التلفزيون والمسرح والسينما وفي جميع مواقع التصوير والمسارح الحكومية والاهلية .
علي عيسى ..المصور المخرج .
الخبرة والتجربة التي اكتسبها الفنان علي عيسى جعلته أن لا يكون في خانة المصور النمطي، وانما انتقالة ليكون كما اطلقت عليه ذات يوم تسمية المصور المخرج ، وقلت ذلك من خلال التجربة العملية معه في عدد من الاعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية واراه كيف يتابع ويسمع ملاحظات المخرج للجميع ،ليجمع تلك الملاحظات ليلتقط الصورة المناسبة التي تشكل الصورة الحقيقية في رؤية المخرج ،يتعامل بعدسة كاميرا في سكربت الاخراج وعين المخرج ليلتقط الصورة من عين المخرج كما يراها . وهذا سر نجاح علي عيسى في عمله ،ليشكل نقلة نوعية في التوثيق.
علي عيسى والتوثيق ..
جمعتني مع علي عيسى ذكريات جميلة في دائرة السينما والمسرح عندما كنت اذهب في مكتبه والستديو الخاص به وارى عمله وكيفية التوثيق والذي لايختلف عن التوثيق العالمي لمجال تخصصه فقد استطاع توثيق تاريخ المسرح العراقي والسينما العراقية على المستوى الحكومي والمحلي وكان يتابع ادق التفاصل ومنذ سبعينيات القرن الماضي ،هذا لايعد عملا اعتياديا بل عملا جبارا،والاهم من ذلك هو الحفاظ عليه وتقديمه للجمهور عبر اقامة المعارض الفنية للتصوير الفوتوغرافي والتي استطاع ان يوثق فيها مسيرة الفنانين واعمالهم الفنية والفنون التي تعامل معها فقد تجاوزت معارضة اكثر من ٩٠ معرضا وكان اخرها في افتتاح مسرح الرشيد بعد اعادة اعماره وقدم في معرضه جميع الاعمال المسرحية الموثقة لديه والتي قدمت على خشبة مسرح الرشيد.
علي عيسى وسط لهيب النار لانقاذ ارشيف العراق الفوتوغرافي.
اثناء بدء عمليات احتلال العراق ،بدات الايادي العابثة بحرق المؤسسات المهمة وكان نصيب السينما والمسرح من الحرق نصيبا كبيرا بعد حرق المؤسسة باكملها ..استطاع علي عيسى ان يدخل الى الدائرة مع نارها المستعرة وينقذ مايستطيع من الارشيف الفوتوغرافي الخاص بعمله في دائرتنا المهمة ،وانها تعد خطوة تعد مجازفة كبيرة يستحق عليها وسام الشجاعة والشرف المهني عندما يرمي بنفسه وسط اللهيب المستعر لينقذ الارشيف ، فكانت ثمرتها قد شاهدنا معارضه بعد الاحتلال ليعلق على جدران معارضه ارشيف جميع الاعمال التي انقذها من الزوال في محرقة التاريخ فطوبى لرجل جازف بحياته لينقذ تاريخه وتاريخ زملائه وشعبه في تاريخه الفوتوغرافي الموثق.
علي عيسى يشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ المسرح والسينما والتلفزيون العراقي كمصور فوتوغرافي واعلامي استطاع ان يوثق اعمال فنية مختلفة لاكثر من ٤٥ عاما من العمل المجتهد والمضني دون كلل أو ملل فيستحق الثناء من جميع من عاصره واقترب اليه .
تحية وتقدير واحترام لاخي وصديقي الفنان الجميل ذو العين الخاصة علي عيسى ابا جمال ..صانع جمال الصورة بعدسته..حفظه الله.
الفنان المسرحي
سيروان انور بابان