عـــــرش مـــلــكـــة بقلم الأديبة التّونسيّة: إبتسام عبد الرّحمن الخميري
عـــــرش مـــلــكـــة
بقلم الأديبة التّونسيّة: إبتسام عبد الرّحمن الخميري
تضاربت الأفكار و احتدمت الأسئلة بداخلها مخلّفة آثارا لا متناهية...
- الجرح غائر، الجرح ما زال ينزف، تراني أستطيع؟؟ عساني أبدأ من جديد؟؟
منذ برهة جاءها الصّوت رقيقا. حدّ الرّهافة. واضحا حدّ الصّرامة:
- مساء الخير، أيمكنك المشاركة، الأمر جدّ هامّ.
- حسنا. سأحضر.
و.. بهذا الوعد أقفلت " ملكة" السّماعة و قد اختلطت المشاعر في أغوارها.. و تماوجت...
لقد كانت منذ أشهر صامتة حدّ الحزن، تائهة حدّ الضّياع، سكنها الألم ممزوجا باللامعنى،
نعم، لقد انمحت المعاني جميعا.. فلا فرح و لا أمل. لا حزن و لا وصل. وحده الوجد يسكن الماضي
و ينبشه، و الصّور تتسارع أمامها خليطا من ألوان قاتمة و أخرى حالمة..
ثمّ... يبرز لون بلا ضوء، فتعبس و تغرق في يمّ آلامها بل عساه ألم ممضّ. لم تعشه من قبل: إنّه ألم الفراق، فراق أدماها و أرداها جثّة بلا روح. جسد بلا حلم و قد كانت الحالمة على الدّوام..
و هذه المكالمة بدت كنور خافت وسط ظلام دامس. تسلّل إليها صوته الحنون:
- اكتبي يا ابنتي، أرني صورتك، هي جدّ مميّزة بالمجلّة. لطالما أسعدتني، اعتلي عرشك بعظمة و كبر بنيّتي..
تململت " ملكة" بالسّرير و الأفكار ما تزال تتضارب و الأسئلة طوق يغرس في عروقها فتنهال المدامع تسكّن الوهيجة و لا تنفكّ..
هديل البحر و ترانيم الأطيار يرحل بها إلى هناك. بعيدا.. فتسافر إليه. إلى والدها محمّلة عزما و أسى.
رفعت " ملكة" القلم و الورق و صوته يعجّ بداخلها، كفّ ارتعاش أصابعها و ارتجاف الورق و الهمس يعلو:
" أنت فيّ يا أبي، و بك أمضي..
من مجموعتي القصصية الثانية نقيق الزمن
بقلم الأديبة التّونسيّة: إبتسام عبد الرّحمن الخميري
تضاربت الأفكار و احتدمت الأسئلة بداخلها مخلّفة آثارا لا متناهية...
- الجرح غائر، الجرح ما زال ينزف، تراني أستطيع؟؟ عساني أبدأ من جديد؟؟
منذ برهة جاءها الصّوت رقيقا. حدّ الرّهافة. واضحا حدّ الصّرامة:
- مساء الخير، أيمكنك المشاركة، الأمر جدّ هامّ.
- حسنا. سأحضر.
و.. بهذا الوعد أقفلت " ملكة" السّماعة و قد اختلطت المشاعر في أغوارها.. و تماوجت...
لقد كانت منذ أشهر صامتة حدّ الحزن، تائهة حدّ الضّياع، سكنها الألم ممزوجا باللامعنى،
نعم، لقد انمحت المعاني جميعا.. فلا فرح و لا أمل. لا حزن و لا وصل. وحده الوجد يسكن الماضي
و ينبشه، و الصّور تتسارع أمامها خليطا من ألوان قاتمة و أخرى حالمة..
ثمّ... يبرز لون بلا ضوء، فتعبس و تغرق في يمّ آلامها بل عساه ألم ممضّ. لم تعشه من قبل: إنّه ألم الفراق، فراق أدماها و أرداها جثّة بلا روح. جسد بلا حلم و قد كانت الحالمة على الدّوام..
و هذه المكالمة بدت كنور خافت وسط ظلام دامس. تسلّل إليها صوته الحنون:
- اكتبي يا ابنتي، أرني صورتك، هي جدّ مميّزة بالمجلّة. لطالما أسعدتني، اعتلي عرشك بعظمة و كبر بنيّتي..
تململت " ملكة" بالسّرير و الأفكار ما تزال تتضارب و الأسئلة طوق يغرس في عروقها فتنهال المدامع تسكّن الوهيجة و لا تنفكّ..
هديل البحر و ترانيم الأطيار يرحل بها إلى هناك. بعيدا.. فتسافر إليه. إلى والدها محمّلة عزما و أسى.
رفعت " ملكة" القلم و الورق و صوته يعجّ بداخلها، كفّ ارتعاش أصابعها و ارتجاف الورق و الهمس يعلو:
" أنت فيّ يا أبي، و بك أمضي..
من مجموعتي القصصية الثانية نقيق الزمن