×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قصيدة أسطورة لأشرف البنا، و ده رأي متذوقة للشعر ليس أكثر.

قصيدة أسطورة لأشرف البنا، و ده رأي متذوقة للشعر ليس أكثر.
 غادة صلاح الدين‏ مع ‏‎Hanan Shahin‎‏
‏.

لو لم يكتب أشرف البنا إلا هذه القصيدة -"جدي الغبي "- لكفته.
كنت أول من استمع لهذه القصيدة فور انتهائه منها، أدهشني العنوان و أوجعني كثيرا،لم أنفلت منه لحظة و هو يلقيها على مسامعي.
قصيدة أسطورة لأشرف البنا، و ده رأي متذوقة للشعر ليس أكثر.
***********
ما هذا الجمال و الاسترسال، الحداثة و استخدام الرمز، و ربط الواقع الحالي بما هو قديم و مؤثر إلى الآن،و تفنيد لمشكلات و أمراض المجتمع في قصيدة سلسة سهلة يصعب على غير أشرف كتابتها، ولما لا و هو الشاعر الذي عرف عنه بشاعر الملاحم و المشغول دائما بوطنه و همومه و كأنه يخبرنا بحالنا و لسان حاله يقول:
"إذا أردت أن تعرف ما أنت عليه، أنظر لما أدى إليه".
*كتب أشرف البنا في قصيدته "جدي الغبي":
الخطوة كانت بوح بواقي من العدم
متسندين على عرقوبين من غير قدم
أي جمال هذا يا أشرف؟
من العدم يخلق المصري ما لم يستطع غيره أن يفعله، رغم الظروف و المتاعب و الضغوط،يفعل ما يريد ولو بأقل القليل كما كتب أيضا:
جاهل فنون الألعبان والشقلبان
حركات تقول للبلية دوري والعبى
أو سلك بيلمس كهارب
ع الخيال اللولـــبي
ولكنه المصري في النهاية يحاول أن يصل مهما كانت الإمكانيات معدومة و الطريق صعب.
*و كتب أيضاً:
والإمام قواد وبيسرح حريمه
يدخل المحراب ويهتف استقيموا
سرد و حلل أشرف البنا الفساد المستشري من قديم الزمن، في بيت شعر بألف قصيدة مما يكتبون.
هذا البيت الفارق في المفارقة و الممتع بإدهاش.
*و جاء في قصيدته أيضاً:
كدابين الزفة غشــوا بالأمانة
وبكفوف إخلاص بيسقونا الخيانة
كدبهم حبكوه بصدق
قلوظووا العمة بشهامة
إحتيالهم أمر عادي وسد خانة
والعدالة بين قوسين ( أمر استحالة )
استحالة فعلا قصيدة تشرح الأمراض المجتمعية بهذه السلاسة، بهذا الصدق، بهذا السهل الممتنع.
و اختتم قصيدته :
جـــدي الغـــبى
عن طيب خواطـــر وبــ سمـــــــاح
نســــخ البنـــــــون
بســــت وكــــــوبي
نســخ البنــون بســـت وكوبـــى
وكأنه يقول ما أشبه اليوم بالبارحة، أو كما قال رب العزة
(وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ)
تحياتى و تقديري لك أخي الغالي أشرف البنا.
و إليكم القصيدة:
جـــدي الغـــبي
مالحقش يحلم بالأمان
والحلم كـــان
زعقة نبي ما آمنش بيه
مالحقش أول زينة تستر دنيته
حوش يادوب حبة بنون
ورثت غباوته وعلته
مسجون بخوفه من الطاعون
ويبتغى وجه الكريم
بــ استر يارب
نحن الغلابة الطيبون
وفوق بساط متحلي جمر
صلى العشا على سطح قبر
تسبيحه كارف بالخرس
من حلق مر
وجوف ندم
الخطوة كانت بوح بواقي من العدم
متسندين على عرقوبين من غير قدم
رقبته ماتجيبش السما
اذ ربمــــا
من كسرة النفس الكبيرة
اللي انحنى منها الجبين
وف أمسيات
كوم الغلابة المركونين
سرحان حزين
حاول يعاين جتة من فعل الطاعون
ظلماً وقهراً أو ظنون
حاول يفتش في العيون
فكر يفكك في الكفن
ماعرفش إن السر حكراً للوطن
يــا للغـــــبي
الجوع علامة لن يبوح بها البدن
بسذاجة شاف ان الخلاص
سلـــة حبـــوب
مين اللي قال ان الكفن
مليان جيوب
تحمينا من غدر الطاعون
قدم ودانه وشعر دقنه للقانون
ثغـــرة عفــــن
نموت ويحيا كل أعيان الوطن
جـــدي الغــــبي
جاهل فنون الألعبان والشقلبان
حركات تقول للبلية دوري والعبى
أو سلك بيلمس كهارب
ع الخيال اللولـــبي
شحت الأماني بالدعا
فرش وغطــــا
حبة عرايـــس مــكسوفين
بخيوط هزيلة من الأمل متشعبطة
حبة حاجات مستعبطة
مش لايقة خالص
ع اللي قلبه بياض وخام
وبيحسب اللقمة بـ عطايـــا ف الخطى
رغـــم الزحــام
حافظ على خطوط الفوارس
من عيون أهل النظام
وزي مايرســوا العطا
أو يمنحــــون
شـــاف الحيـــاة
فرض ف صــــلاة جـــوة السجون
يرفع آدانها
لص ناهش كبد هالك من غريمه
والإمام قواد وبيسرح حريمه
يدخل المحراب ويهتف استقيموا
فى الصفوف تاجر حشيش رافع جبينه
ع اليمين محتال وقاطع للطريق
فى السجون تلقى الرفاقة والصديق
فى الوطــــن
كل المساحات البراح
يحكمها ضيق بيشد حيله
جدي شارب من كيعانه طفح كيله
عاشهـــا ضعفاً واستكانة
كدابين الزفة غشــوا بالأمانة
وبكفوف إخلاص بيسقونا الخيانة
كدبهم حبكوه بصدق
قلوظووا العمة بشهامة
إحتيالهم أمر عادي وسد خانة
والعدالة بين قوسين ( أمر استحالة )
تفسيراته ف قلب جلدة
من قاموس أحكام نـــبي
جـــدي الحنـــون
شـــاغلوه بحــــدوتة طـــاعون
جـــدي الغـــبى
عن طيب خواطـــر وبــ سمـــــــاح
نســــخ البنـــــــون
بســــت وكــــــوبي
نســخ البنــون بســـت وكوبـــى