×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

سفينة دجلة السومرية نقلت حضارة العراق إلى العالم

سفينة دجلة السومرية  نقلت حضارة العراق إلى العالم
 محمد ثجيل القريشي
سفينة دجلة السومرية حضارة العراق وتاريخة المجيد

1977/6/19 ذكرى أبحار السفينة العراقية السومرية حول العالم

نبذة عن السفينة العراقية السومرية دجلة

في عام 1977 أبحرت سفينة دجلة السومرية بطاقم يقوده عالم نرويجي في رحلة أسطورية من أهوار قضاء القرنة وشط العرب في محافظة البصرة جنوب العراق متوجهة عبر الخليج العربي وباقي بحار العالم لإثبات أنها لم تكن حواجز أمام الاتصال بين الحضارات القديمة وتعود مبادرة هذه الرحلة إلى العالِم الأنثروبولوجي( النرويجي ثور هيردال ) الذي بنى سفينة من القصب والبردي بمدينة القرنة في البصرة معتمدا على مخططات السفن السومرية القديمة وبعد فترة من العناء لعدة أشهر استطاع هيردال بناء السفينة من قصب البردي وسماها (دجلة Tigris ) وأبحر بها من القرنة إلى الخليج العربي وبحر العرب ومن ثم إلى كراتشي وعاد إلى الغرب في المحيط الهندي حتى رسى بها في ميناء جيبوتي حيث أشعل فيها النيران قبل أن يكمل رحلته المخططة بعد أن قطع نحو 6800 كيلومتر في 143 يوما وقداستقدم هيردال 5 من أفضل صانعي القوارب من البردي والقصب من( قبيلة آيمارا )من هنود أميركا الجنوبية ليصنعوا سفينة من الخيال القديم وما تركته الحفريات والصور حول كيفية صناعة السفينة وذلك بهدف رمزية تشير إلى أن محيطات العالم لم تكن حواجز أمام الاتصال بين الحضارات القديمة ولكنها كانت طرقا سريعة تسهل الاتصال وتشكل طاقم دجلة من 10 علماء إضافة إلى هيردال وهم المستكشف الأميركي نورمان بيكر ومتسلق الجبال وخبير الحبال كارلو ماوري من إيطاليا والطبيب يوري سنكافيغ من الاتحاد السوفياتي السابق وعالم الآثار جيرمان كاراسكو من المكسيك والخبير الفني نوريس بروك من الولايات المتحدة والمصور المحترف تحت الماء الفنان تورو سوزوكي من اليابان والبحار الكابتن ديتليف زولتزيك من ألمانيا والمساعد الفني الطالب أسبيورن دامهز من الدانمارك والمساعد الطالب هانز بوهن من النرويج إضافة إلى الفنان رشاد نزار سليم من العراق وهو ابن أخ النحات العراقي الشهير الراحل جواد سليم
وبلغ طول السفينة 18 مترا وهو طول خيالي لسفن بدائية قديمة وكان توديعها بجمهور رسمي واجتماعي معيدة إلى الأذهان أول صورة سومرية لهذه السفينة القصبية وهي تمضي إلى البحر عبر شط العرب والخليج العربي قاطعة 6 آلاف كيلومتر مارة من سواحل الإمارات ومضيق هرمز ثم بحر العرب وإلى باكستان حتى عادت أدراجها وتوقفت في خليج عدن وتم إحراقها على سواحل جيبوتي في نهاية الأمر بعد قرار هيردال إحراقها احتجاجا على عسكرة الدول في المنطقة وهذا ما ذكره هيردال لاحقا في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كورت فالدهايم اليوم نحرق سفينتنا الصغيرة احتجاجا على الوحشية في عالم 1978 والصراعات التي تأججت في المنطقة وتحدث في رسالته عن الرحلة بالقول لقد أثبتنا أن السكان القدماء لوادي الرافدين والهند ومصر كانوا قد بنوا حضاراتهم بالاستفادة من الاتصالات المشتركة عن طريق المراكب البدائية المتاحة قبل 5 آلاف عام ولقد نشأت الثقافة من خلال التبادل البارع والمفيد للأفكار والبضائع واليوم نحرق مركبنا احتجاجا على المظاهر اللاإنسانية في العالم إنهامسؤوليتنا أن نسعى لدى صانعي القرار لمنع وقوع الأسلحة الحديثة بأيدي جماعات كانت معاركها القديمة بالفؤوس والسيوف موضع شجب أسلافنا أن دجلة لم تكمل مهمتها بسبب الحروب التي أشعلها حكام دول العالم لتضارب مصالهم

سفينة دجلة السومرية نقلت حضارة العراق إلى العالم

محمد ثجيل القريشي
image

image

image

image

image

image

image

image