التعليم الرديء مجزرةٌ فكريّة. أ. هادي أحمد العبدو
التعليم الرديء مجزرةٌ فكريّة.
أ. هادي أحمد العبدو
لقد كان من دواعي سروري ومن واجبي الكتابة عن التعليم وما عانى منه ولا يزال يُعاني ، فقد ضُرب المشهد على وتر حسّاس أمام الجميع.
وجود حروفي لعرض هذه النقطة بدافع أخلاقي وإنساني بالأساس ، وليس على أنّه شيء تافه ، وإن استثمارنا في أطفالنا يعني حقًّا شيئًا ما ، ومستقبلاً قادم...
التعليم الرديء هو تذكير بالقيمة الحقيقية للتعليم والخطر الذي يشكله عندما يتم نسيان هذه القيمة سواءً من قبلِ معلّمين غير نزيهين أو أولياء أمور متحمّسين أو أصحاب قرار نائمين.
فنحن نعيش في زمن يسوده صوت المدافع بالتوازي مع الرقمنة العالمية ، وهو منفى التعلّم إلى درجة ما.
التعليم الرديء هو أحد أوجه الأزمات التي رافقتنا خلال سنوات الحرب العشر كما أنه أسوأ من الأميّة بحد ذاتها كونه عاجز - تماماً - ، على خلق مجتمع صالح و سويّ ، يعكُس صورة حياة إنسانيّة ، مثقفة ، متحضرة. إنها "المجزرة الفكرية" بحق آلاف الطلاب في الداخل السوري.
واذا ما نظرنا إلى واقع التعليم سنجد أن أحد الأسباب الرئيسيّة لاستمرار أزمة التعلم الرديء هو أنظمة التعليم والمناهج الدراسية ، ونتيجة لذلك يصعب فعل أي شيء حيال ذلك مع عدم اليقين بشأن أنواع المهارات التدريسية التي يجب على المدارس والمعلمين من خلالها إعداد الطلاب بمزيد من مهارات القراءة والكتابة الأساسية. كما يحتاج الطلاب إلى أن يكونوا قادرين على تفسير المعلومات ، وتكوين الآراء ، والإبداع ، والتواصل الجيد ، والتعاون.
إن عدم وجود رواتب للمعلمين لما يزيد عن خمسة سنوات منع المدرسين من إستئناف التعليم والتوجه إلى البحث عن أعمال أخرى توفر لهم لقمة العيش ، وهذا بدوره جعل الكثير من الطلاب يتخرجون من المدارس غير قادرين على القراءة والكتابة بشكل سليم من جهة بالإضافة إلى آثار جائحة كوفيد 19 ، وسلبيات التعليم الالكتروني وإغلاق المدارس ، ناهيك عن آثار الحرب وانهيار البنية التحتية التعليمية من جهة آخرى.
فضلاً على سنوات من التعليم الرديء والذي لا يخضع للمعايير والرقابة الذي قد دمّر جيل من الطلاب.
وقدرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ، أن 6 من كل 10 أطفال في العالم (من مجموع 600 مليون طفل ) لا يستوفون الحد الأدنى من الكفاءة في القراءة والرياضيات، والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال ملتحقون بالمدارس.
ووفقا للبيانات المستمدة من البنك الدولي تتراوح معدلات غياب المدرسين في البلدان النامية بين 11 في المائة و 30 في المائة.
إن تقديم التعليم بشكل جيد - إلى جانب رأس المال البشري الذي يولده - يعود بالفائدة على الأفراد والمجتمعات.بالنسبة للأفراد ، يزيد التعليم من احترام الذات ويعزز فُرص العمل والأرباح ، فهو يساعد على تقوية المؤسسات داخل المجتمعات ، ويدفع النمو الاقتصادي على المدى الطويل ، ويحد من الفقر ، ويحفز الابتكار.
وأخيراً وليس آخراً تتطلب معالجة أزمة التعليم دعم المعلمين ، الذين يمثلون المحرك الوحيد الأكثر أهمية لمقدار ما يتعلمه الطلاب في المدرسة.
كما يجب على الحكومات والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع الدولي أداء واجباتهم المدرسية لتحقيق وعد التعليم الجيد لجميع الطلاب ، في كل قرية وفي كل مدينة وفي كل بلد ، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وللوصول إلى رؤية 2030 التي يسعى الجميع إليها...
أ. هادي أحمد العبدو
لقد كان من دواعي سروري ومن واجبي الكتابة عن التعليم وما عانى منه ولا يزال يُعاني ، فقد ضُرب المشهد على وتر حسّاس أمام الجميع.
وجود حروفي لعرض هذه النقطة بدافع أخلاقي وإنساني بالأساس ، وليس على أنّه شيء تافه ، وإن استثمارنا في أطفالنا يعني حقًّا شيئًا ما ، ومستقبلاً قادم...
التعليم الرديء هو تذكير بالقيمة الحقيقية للتعليم والخطر الذي يشكله عندما يتم نسيان هذه القيمة سواءً من قبلِ معلّمين غير نزيهين أو أولياء أمور متحمّسين أو أصحاب قرار نائمين.
فنحن نعيش في زمن يسوده صوت المدافع بالتوازي مع الرقمنة العالمية ، وهو منفى التعلّم إلى درجة ما.
التعليم الرديء هو أحد أوجه الأزمات التي رافقتنا خلال سنوات الحرب العشر كما أنه أسوأ من الأميّة بحد ذاتها كونه عاجز - تماماً - ، على خلق مجتمع صالح و سويّ ، يعكُس صورة حياة إنسانيّة ، مثقفة ، متحضرة. إنها "المجزرة الفكرية" بحق آلاف الطلاب في الداخل السوري.
واذا ما نظرنا إلى واقع التعليم سنجد أن أحد الأسباب الرئيسيّة لاستمرار أزمة التعلم الرديء هو أنظمة التعليم والمناهج الدراسية ، ونتيجة لذلك يصعب فعل أي شيء حيال ذلك مع عدم اليقين بشأن أنواع المهارات التدريسية التي يجب على المدارس والمعلمين من خلالها إعداد الطلاب بمزيد من مهارات القراءة والكتابة الأساسية. كما يحتاج الطلاب إلى أن يكونوا قادرين على تفسير المعلومات ، وتكوين الآراء ، والإبداع ، والتواصل الجيد ، والتعاون.
إن عدم وجود رواتب للمعلمين لما يزيد عن خمسة سنوات منع المدرسين من إستئناف التعليم والتوجه إلى البحث عن أعمال أخرى توفر لهم لقمة العيش ، وهذا بدوره جعل الكثير من الطلاب يتخرجون من المدارس غير قادرين على القراءة والكتابة بشكل سليم من جهة بالإضافة إلى آثار جائحة كوفيد 19 ، وسلبيات التعليم الالكتروني وإغلاق المدارس ، ناهيك عن آثار الحرب وانهيار البنية التحتية التعليمية من جهة آخرى.
فضلاً على سنوات من التعليم الرديء والذي لا يخضع للمعايير والرقابة الذي قد دمّر جيل من الطلاب.
وقدرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ، أن 6 من كل 10 أطفال في العالم (من مجموع 600 مليون طفل ) لا يستوفون الحد الأدنى من الكفاءة في القراءة والرياضيات، والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال ملتحقون بالمدارس.
ووفقا للبيانات المستمدة من البنك الدولي تتراوح معدلات غياب المدرسين في البلدان النامية بين 11 في المائة و 30 في المائة.
إن تقديم التعليم بشكل جيد - إلى جانب رأس المال البشري الذي يولده - يعود بالفائدة على الأفراد والمجتمعات.بالنسبة للأفراد ، يزيد التعليم من احترام الذات ويعزز فُرص العمل والأرباح ، فهو يساعد على تقوية المؤسسات داخل المجتمعات ، ويدفع النمو الاقتصادي على المدى الطويل ، ويحد من الفقر ، ويحفز الابتكار.
وأخيراً وليس آخراً تتطلب معالجة أزمة التعليم دعم المعلمين ، الذين يمثلون المحرك الوحيد الأكثر أهمية لمقدار ما يتعلمه الطلاب في المدرسة.
كما يجب على الحكومات والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع الدولي أداء واجباتهم المدرسية لتحقيق وعد التعليم الجيد لجميع الطلاب ، في كل قرية وفي كل مدينة وفي كل بلد ، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وللوصول إلى رؤية 2030 التي يسعى الجميع إليها...