×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

وداد فرحان.. الصحفية العراقية الوحيدة التي تملك أربعة جوازات ملونة !! -- كتابة وحوار رئيس التحرير فالح حسون الدراجي

وداد فرحان.. الصحفية العراقية الوحيدة التي تملك أربعة جوازات ملونة !! -- كتابة وحوار رئيس التحرير فالح حسون الدراجي
 شكرا جزيلا الى مجلة كل الناس الصادرة في العراق متمنية لهم التوفيق والازدهار لخدمة وطننا العراق والف تحية لكل العاملين بها
image

حوار مع سفيرة الجمال العراقي في أستراليا ---
وداد فرحان.. رصيد العراق في بنك الجمال الأسترالي، وداد فرحان.. الصحفية العراقية الوحيدة التي تملك أربعة جوازات ملونة !!
-- كتابة وحوار رئيس التحرير فالح حسون الدراجي
وداد فرحان صحفية عراقية تعيش في المهجر الأسترالي بأربعة جوازات سفر ملونة، الأول، جوازها العراقي الذي تتنقل فيه بين مطارات القلوب البيض، المحبة للوطن والناس، والأرض الأولى، أرض الحضارات والنور، والفرح، والحروف التي علمت الدنيا أبجدية الوعي، والقراءة، ومسلة القانون.. والثاني جوازها الأسترالي، الذي تتنقل فيه من بلد الى بلد، بمنتهى الاحترام والتقدير، فلا تجد غير الابتسامة الدافئة في كل (دول الله)، وبفضل هذا الجواز الأسترالي حافظت وداد على كرامتها، واعتدادها، وكياستها، وحريتها الشخصية والصحفية والإنسانية.
أما جوازها الثالث فقد كان جواز الجمال الباذخ، وهذا الجواز لم يضمن لها الحب والمودة في مطارات الدنيا فحسب، إنما وفر لها أيضاً، المرور لمختلف المدن والبيوت والأفئدة العاشقة للجمال العراقي الأخاذ.. بينما كان الإبداع الصحفي جوازاً رابعاً لوداد فرحان في رحلة غربتها الطويلة التي تجاوزت الخمسة وعشرين عاماً.. فهذه السيدة الفاتنة لم تكتف بما وهبها الله، وما أعطتها الأقدار من نعم وهبات، فشكرت وحمدت، وزادت على ما توفر لها من امتيازات، وعطايا، لتوفر بجهدها الفردي، وموهبتها الشخصية أيضاً جوازاً مرورياً رابعاً تمثل بإنجازها الصحفي الواضح والمطرَّز بين سطور، وصفحات جريدتها العراقية الصادرة اسبوعياً في استراليا بإسم (بانوراما)، فكانت هذه الجريدة الوطنية الحلوة بانوراما عراقية بحق.. فهي مع شقيقاتها الصحف العراقية، والعربية المناضلة (من أجل البقاء والاستمرارية) تقدم بسخاء للمغترب العراقي (الجائع للحرف العربي) رغيفاً (عربياً) لذيذاً وطازجاً ونظيفاً، يعتبر من الناحية الحياتية مهماً وضرورياً في قارة العوز للحرف والثقافة العربية.. وفاتني أن أذكر، أن لوداد فرحان على صفحات هذه الجوازات الأربعة تأشيرات (وفيز) عديدة، منها، (فيزة) الأخلاق الرفيعة التي تتمتع بها هذه العراقية النبيلة، (وفيزة) التواضع الجم، والحقيقي، (وفيزة) المودة الحقيقية التي تكنها للناس جميعاً دون استثناء، فضلاً عن تأشيرة الدعم الأسري الذي تحظى به وداد من أفراد أسرتها خصوصاً زوجها الدكتور باقر الموسوي الذي يمثل صمام الأمان لحياة، ونجاح هذه الصحفية المقتدرة.
ناهيك عن تلك التأشيرة الخاصة التي تحملها في جواز عينيها العراقيتين، وهي برأيي أهم وأكبر من التأشيرات الدبلوماسية التي يحملها البعض في جوازه دون حق، لأني أرى في عيني وداد العميقتين المدهشتين تأريخاً حافلاً بالحب البغدادي، والأسى الكربلائي الموجع، ولأن فيهما أيضاً شعراً لم تصل اليه موهبة المتنبي العظيمة، ولا قوافي الجواهري المتفردة عن كل القوافي..
وبناء على كل ذلك المزيج من المواهب والجمال والقيم والفرادة العراقية، والدفء العراقي اللذيذ، اخترنا الزميلة وداد فرحان ضيفة عزيزة على (كل الناس)، كما اخترنا وجهها الفاتن الجميل غلافاً يجمِّل هذا العدد .. قلت لوداد فرحان:
*لكل نهر ينابيع.. فأي الينابيع ينابيعك سيدتي؟
كل الينابيع التي شكلت مجرى نهري ولدت في رحم أمة التاريخ، ينابيع عذب زلال تخرج من صلد الشموخ، من أصالة السنين الممتدة في عمق الزمان. تشكل نهري من نبع سومر، ونينوى، وبابل، وآشور واستمر تشكلا في كل حقب ومراحل النمو الحضاري، فكنت نهر دموع كربلائية، وشلال كردستاني. أغتسل بمائي تحت ظلال الجبل الأشم. ينابيعي اجتمعت قبل التكوين، وتجسدت ينبوعا واحدا اسمه العراق تتغذى عليه شرايين نهري وتتماوج موجاته طربا بعشق لاتحده حدود.
*هل تذكرين الخطوة الأولى التي قادتك نحو (صف) الحياة الأول، وهل تذكرين خارطة مدرستك البغدادية الأولى؟
خبز والدتي الصباحي، واستكان الشاي في الغبش الندي شكل لبنة الوجود باتجاه الحرف نحو خطوة السير باتجاه مدرسة الحياة. ضفائر تسابق الريح بأشرطة بيضاء تتلاوى مع المرح المتمايل باتجاه نور التعلم الأول. حقيبتي الجلدية وبدلتي الزرقاء وأقلام الرصاص الملونة ومصروفي الصباحي هي الخارطة المنقوشة في الذاكرة مع الاصطفاف الصباحي الممزوج بعطر النظافة وبهجة الدرس. مع الحلم تتواجد الاندفاعات وتتكسر المستحيلات في اقتباس النور من جمالية الحرف البغدادي الأول المخلوط بحمرة الغروب على ضفاف دجلة. مدرستي لها خارطة لاتحدها حدود، ولها مساحة لاتقاس بوحدة القياس الاعتيادية. هي بغداد وشعاع نور البيت البغدادي الأصيل الذي صرخت به أولى انتفاضاتي.
*لك في بغداد بيت وأهل أبواب مشرعة للشمس، ونوافذ عراقية واسعة، ولك أصدقاء وأحبة، وحكايات.. فماذا بقي من عطر تلك السنين في حديقة روحك؟
لم يذهب شيء لتبقى بقيته.. بل ترعرع وكبر معي كل ماعشته في العراق منذ أن أغشى بصري أول نور في حياتي، منذ استنشاقي هواء العراق الذي حبسته في صدري وفي جوارحي كلها، ولم ولن أزفره ماحييت.. ما تزال حديقة العمر بكل ورودها ورحيقها، فراشاتها، مازالت تراقص ضوء ذاكرتي. عبق زهور حديقتي مازال يعطر المكان، وخاصة تلك النخلة التي أنبتها أبي في بيتنا الكبير وبيتي. تشهد تلك النخلة والتينة والزيتونة التي تتفيأ بها وردات الرازقي حيث كانت عطري الطبيعي الذي يعانقني منذ باكر صباحات بغداد. في كل صباح أعيش تحت ضوء تلك السنين استمد دفء ذكرياتها وأعانق خيوطها الممتدة من نوافذ العراق، تناغيني وأبكيها شوقا، تهيم روحي بامتدادات آفاق العشق الدائم لبغداد.
*للجمال العراقي طعم خاص، ونكهة خاصة، تماماً مثل طعم ونكهة الطيبة والمحبة العراقية.. هل تلمست هذه الفرادة والتميز في وجوه الأستراليات كذلك؟
كل بلاد العالم جميلة وكل الوجوه حلوة ولكن لايضاهي جمال العراق ولا جمال وجه العراقية وان كان متعبا. لاستراليا ثقافة وتاريخ حديث وللعراق كل الثقافات ولبنة أساس التاريخ. قيل "أن ألذ أنواع الطعام المالح" وهنا يكمن السر في الجمال العراقي، ملوحة العراقية ممزوجة بالخجل المحمر بسمرتها يجعل لنكهتها "سماقا" مضافا لطعمها اللذيذ. الأستراليات جميلات بخصائصهن الغربية شكلا، والجمال تتكامل صورته بخصائص منسجمة ربما لاتتوفر جميعها لدى المرأة الغربية.
* أن تكون وداد فرحان كاتبة لعمود صحفي جيد، فهذا أمر طبيعي جداً، خاصة وإن هناك عشرات الصحفيات اللائي يتميزن بفن كتابة المقال، لكن أن ترأس امرأة عراقية مغتربة، إدارة وتحرير ومسؤوليات جريدة عربية في بلاد لا تقرأ العربي، وتنجح فيها، وفي المحافظة على مواعيد إصدارها إلأسبوعية بإنتظام، فهذا هو غير الطبيعي بالمرَّة.. فنحن نعرف أن ثقل هذه المسؤوليات يكسر ظهر الرجال، فما بالك بظهر قارورة عطر وعسل؟
صيرورة النجاح والاستمرار متأتية من الاندفاع الذي اختزلت به كل نساء العراق وهي محاولة مني لأكون مثالا في تيارات الغربة الجارفة. أنا "نساء العراق" في إمرأة، هكذا أؤمن، يقف ويمد من نجاحها الرجل العراقي الذي اختزلت فيه "رجالات العراق" فكان عنوانا لنجاح واستمرارية هذه المرأة. أنا إمرأة تتحمل المخاض من أجل إسعاد الحياة بوليدها، أنا الصبر الذي لا ينازعه التحدي من أجل كل عشتارات العراق. كم طعم الرغيف لذيدا مشبوعا بالعافية بعد الجهد والعرق والألم، مثله بالنسبة لي هو طعم رغيف بانوراما الاسبوعي الشهي الذي جعلني أتحمل العناء متوازيا مع سخونة عطر هذه القارورة التي تماسك زجاجها من أجل أن تنشر عطر بانوراماها الأسبوعي لكل الناس. * ثمة أسماء مهمة وكبيرة تكتب وتعمل في جريدتك، وهذا أمر ليس سهلاً أيضاً.. كيف تم لك إستكتاب كل هذا الحشد من الأسماء المضيئة في خارطة الصحافة والثقافة العراقية؟ العراقي ان كان رجلا أو إمرأة شهم بطبيعته، يميز الصالح من الطالح، يتفهم المبدئية التي بني فيه صرح الصحافة المغتربة، وعنده الغيرة العراقية المتفردة التي فيها تنخاه فتجده أمامك معطاء من دون كلل أو ملل وكلهم على السواء كانوا ومازالوا نبض بانوراما المحب للوطن .. ولايفوتني كتابنا الاجلاء من العرب فانهم ومنذ بداية اصدار بانوراما كانوا ومازالوا رمزا للعطاء البانورامي والمؤمن بانها صحيفة نجيبة ترتدي وطنها عفة وسترا. الفراشات تجتمع عند الضوء، وهكذا كانت فراشات بانوراما خلية حب ثقافي من أجل شهيق عراقي يتنفسه القارىء بعيدا عن حدود الوطن.
* أقرأ جريدتك (بانوراما) بشغف حقيقي، ويبهرني موقفها المدافع عن العراق، والعملية السياسية الديمقراطية، لا سيما موقفها الشجاع من الحرب على داعش الإرهاب، وصدقاً بأن موقفك المشرف هذا رغم جراحك النازفة بإستشهاد أخيك جعلني أثق بنصرنا على الطائفية، والإرهاب الطائفي البغيض، وأثق ثقة تامة بوحدة العراق وصلابة الأخوة العراقية الوجدانية؟
العراق من زاخو الى الفاو هو عراقنا كلنا، وكلنا شمس العراق وقمره.. كلنا العراق بترابه ونهريه وشطه.. لابأس! "شدة وتزول" مثلما زالت عن سماء العراق الغيوم السود التي كانت شدة الشدائد، حكمته بأعتى أنواع الديكتاتورية المقيتة وبأشد أنواع الظلم الذي ربما لايتصوره عقل بشري عادي الا المتمرس بالايذاء والنزعة العنصرية اللئيمة والعنجهية التي لاتقبل الآخر مطلقا. لذا أقول صبرا يا عراق المجد ولاعليك "شدة وتزول".. ونرجع ونتحنى بطينك الحر ونرطب شفاهنا التي جفت وتشققت شوقا اليك، بمائك الطهر .. صبرا ياحبيبي ياعراق.. أما مايعيشه العراق الآن تحديدا ولايقبل الشك هو مازرعه مارد الشر والقبح في العراق لأكثر من 35 عاما وهذا مانجنيه الآن أسفا.. وبالتأكيد أن ضحايا العراق من شماله الى جنوبه مرده لظلم المقبور الذي فتك بأبناء العراق.. وأيضا أعود لأقول: للعراق كلنا فداء لا يهم أن نزف جراحنا لفقد أحبتنا، الأهم أن يتعافى العراق من علله ويلتم شملنا. نزف دجلة للفرات ويعزف المزمار غراما لربابة العتابة، كي تلتحم الأكتاف دبكة نوروزية على ايقاعات خشابة البصرة، نزف هودجك بأبي أنت وأمي ياعراق.
* كلما أرى جمالك الباهر، أسأل نفسي، وأقول: يا ترى كم قصيدة عراقية كتبت في جمال هذه الفاتنة.. ثم أعود وأقول: وهل ستخبرك عن ذلك.. ومثلك لا يباح له سرُ؟
أخجلتني وأنت شاعر الحب والوطن، وأنت أدرى أيضا بالعراقي كيف يحب الجمال ويتغزل به.. لذا سأذهب معك لأقول أن الجمال هو الروح الناطقة بالمحبة الانسانية والعطاء المخلص وأكتفي بهذا والا كيف لي أن أسرك بمن كتبوا القصائد ومثلك لايباح له سر!!
* كيف ترى الصحفية العراقية وداد فرحان مستقبل العراق في ظل هذه الظروف الداخلية والخارجية، وفي ظل هذا الصراع المدمر في كل الساحات والميادين؟
ستشرق الشمس لتهتف باسم العراق وشعبه ولابد من شروقها عاجلا وليس آجلا.. وسيندى جبين من أراد به السوء وسينكبون على جباههم ندما وحسرة.
* سؤال أخير: ماحكايتك مع العلم العراقي الذي يرافقك في كل المناسبات .. وهل للعباية البغدادية التي كثيراً ما تلفين بها روعتك معنى آخر، معنى يستحق ذكره هنا؟
ان كان للشرف رمز ومعنى فهو علم العراق، علم العراق هويتي ووقاري ووطني ووجاهتي وجمالي واشراقتي وضميري.. وصيتي منذ اغترابي ان جاءت لحظة الغفوة الأبدية أن ألف بعلم الكرامة، علم العراق، يسترني وأتوسده كالأبد. أما العباية البغدادية فأنا بنت العراق وبنت بغداد المتنبي والمستنصرية وأبو نؤاسها ويعيش بعيني ونبضي كرخها ورصافتها، أهفو على لبسها لأنها التاريخ والتراث والهوية وهي أمي وعمتي وخالتي وجارتي، وهي عفتي ووطني.
image

image
image