ضمن عروض مهرجان القاهرة التجريبي 2021 ( السودان ) نسرُها يستردُّ أجنحَتَه. كتب ـ علي باقر من مملكة البحرين
[B]ضمن عروض مهرجان القاهرة التجريبي 2021 ( السودان ) نسرُها يستردُّ أجنحَتَه.
كتب ـ علي باقر من مملكة البحرين
المسرحيون في الوطن العربي ودول العالم يبدعون في توصيل إنتاجاتهم المسرحية المبنية حول ما يعتصرون و يتجرعون مرارة قضاياهم المجتمعية في تسابق فنيٍّ محموم ، لذا نراهم في تواصل لتقديم منتجهم الفنِّي لأخوانهم في بقاع الأرض حدثاً تفعلياً معلناً وإعلامياً لكي يتعرف المهتمون بالفن المسرحي على الأشكال الفنية والتخيلية من أجل تقريب قضاياهم الإنسانية والتأثير على المتفرج المشاهد بصور مختلفة في اللغة أو التراث و الثقافة . واليوم نجد الفنانين بلهفة يترقبون بداية إزاحة الستارعن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثامنة والعشرين التي تبدأ من 14 حتى 19 من شهر ديسمبر2021 بعد توقف اضطراري لعدة سنوات بعد الثورة المصرية . فقد شهدنا آخر الدورات لهذا المهرجان في عام 2010 ، ثم توقف احترازيا نتيجة جائحة الكرونا الخطيرة التي اجتاحت العالم ، بعد ذلك فقد تغير موعد انطلاقته المعتادة في شهر سبتمبر ربما نتيجة التنسيق مع بعض المهرجانات المسرحية المهمة في الوطن العربي لتتيح للفرق العربية والدولية المشاركة و المتابعة.
ومن خلال متابعاتي لهذا المهرجان المسرحي الفنِّي التَّنافسي الخصب المهم الذي أنطلق شعلة لتنير آفاق وطننا العربي فنياً في عام 1988 تحت رعاية من الوزير المصري آنذاك فاروق حسني وبرئاسة من الدكتور فوزي فهمي ، وكان الهدف من انطلاقته بناء لحمة فنية عربية عالمية ينبثق شعاعه الثقافي الفني من الجمهورية مصر العربية المعروف عنها بلد الأدب والثقافة و الفنون التي تتوسط بلدان وطننا العربي و تربط بين قارتي أوربا وأفريقيا.
لذا أقرت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة انطلاقة دورته الثامنة و العشرين بعد التوقف في الرابع عشرحتى التاسع عشر من شهر ديسمبر 2021 برئاسة الدكتور جمال ياقوت وإدارة الدكتور محمد عبدالرحمن الشافعي و عضوية كل من : الدكتورة هدى وصفي و الدكتور إيمن الشيوي و الدكتور أبوالحسن سلام و الدكتورة أسماء يحيى الطاهرو الدكتور أحمد مجاهد والفنان حازم شبل.
وتشكلت لجنة العروض الدُّولية بقيادة الأستاذة الدكتورة دنيا أمين رئيساً وعضوية الفنانة لطيفة فهمي والسينوغراف الأمريكي جون هوي و الفنان أحمد مختار ، وتمَّ اختيار أربعة عشر عرضاً دولياً من مجموعة العروض المتقدمة لهذا المهرجان الخصب .
من العروض المسرحية المتنافسة في هذه الدورة (يوم عادي في حياة الراقص جريجور ـ إيطاليا والدنمارك) و(أنتيجون ـ اليونان) و (مامي واتا ـ انجلترا) و(كاليجولا - أوكرانيا) و (إتفاقات مع الإله – ألمانيا ) و(الملهاة الأخيرة - الإمارات) و (ماريا زيتون- أندونيسيا) و (970- فلسطين) و (هدوء تام - البحرين) و (الخنزير- السعودية) و(المدينة لي-المغرب) و ( النسر يسترد أجنحته - السودان) و (منطق الطير- تونس) و (أميديا - الكويت).
كما تشكلت لجنة اختيار العروض المصرية أيضاُ من الدكتورة عايدة علام والدكتور محمد سمير الخطيب والدكتور أيمن الخشاب والفنانة الدكتورة رانيا فتح الله والناقد محمد روبي والناقد باسم الصديق والمخرج هشام عطوة ، وقد اختارت هذه اللجنة العرضين الآتيين للمنافسة وهما: عرض (الجوزاء) إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة وعرض (ديفيليه) إنتاج فرقة الرقص المسرحي الحديث ، كما احتارت العرضين : (حب ترونكس) إنتاج ستوديو عزت عزت للرقص المعاصر و(الطريقة المضمونة للتخلص من البقع) إنتاج فرقة أبيض وأسود للفنون فسيعرضان للمشاركة على الهامش ومن المقرر أن تعرض بعض المسرحيات في عدد من المحافظات المصرية.
من المسرحيات التي ستشارك في هذه التظاهرة الفنية الدُّولية مسرحية السودانية ( النسرُ يستردُ أجنحتُه ) للمخرج المسرحي الورشي وليد عمر بابكر الألفي من إنتاج " مركز أم درمان الثقافي " و " منطقة صناعة العرض المسرحي " وبدعم من وزارة الثقافة والإعلام بجمهورية السودان.
هذه المسرحية لفتت انتباهي بما تحمل من رمزية في عنوانها للنَّحات المبدع الذي شلَّت أبداعاته في الحياة بأشكلها السوداوية ومنغصاتها وهو ضائع لايستطيع التعلق بما يبدع ليمكل مسيرته فتبدوا العودة إلى نفسه كفنان مستحيلة .. تلك هي منغصات اليوم نحتاج لمن يدفع بنا نحو الانتاج و التعافي من أمراضنا وأوجاعنا .. هذا التأويل نستمده من تاريخنا العلمي والثقافي الذي يدفعنا نحوالعمل ويحرك فينا عجلة الانتاج لنسمو لنتمكن من تذليل كل مصاعب الحياة من أجل الرقي بأوطاننا .
هذه المسرحية تتكأ على نصوص الكاتب السوداني الراحل منَّ الله الطاهر و بالتحديد من مجموعته القصصية المعنونة بسردية الملح و الجسد ، وكما ذكر مخرج العرض وليد الألفي أن العرض يدخلنا في حقول فنية منها الرقص و النحت والغناء و الموسيقى والسرد والمكياج والأزياء ، كلُّ هذه الأشكال الفنية والأدبية تختمر في قوالب درامية تحقق طاقة خلق تخيلية جمالية فكرية تعبر عن الحرية.
يشارك في هذه المسرحية عدد كبير من الممثلين منهم : محمد الأمين عبدالقادر ، الطاهر المغرد ، حليمة يعقوب ، آمنه محمد سوميت ، سوهندا أبوبكر ، سيزا محمد سوركتي ، آدم على آدم ، مودة عبدالمحمود ، حامد الصديق ، سلمي اليأس ، أحمد هارون ، سلافة ألياس ، مي الجزولي ، هبه الجزولي ، خلف الله سليمان ـ منفذ العرض ، د. نعمات كرم الله ـ مديرة البعثة ، الهادي الشواف ـ المنسق العام ، ناظم كمال الدين حسين ـ صانع العرض ـ بشير الوسيلة بشير ـ مساعد صانع العرض ، محمد حسين أبوالروس ـ إدارة الإنتاج ، نبأ صلاح الدين محمد ـ إدارة الانتاج.
العرض المسرحي " النَّسرُ يسترد أجنحته " يتأطر بالرمزية ، فهو كطائر يحقق معنى القوة و الحلم ، بينما نراه مارداً سجيناً أو مسخاً أو سيداً ذليلاً لأنه ناقص في تحقيق تلك الغاليات الطموحة لأن أجنحته مفقودة . هذه الفرضية ستحرك العرض بكل أدواته لنحلق معه في حالات تشبه الطيران ، فهل ياترى هل نستطيع التحليق وهل يمكننا العودة أو اللاعودة ؟!.
المسرحية في فكرتها العادية تروي قصة نحَّات انقطع عن النحت ثلاثين عاماً بسبب الحياة بمنغصاتها وعاد ليمكل مشروعه النحتي ولكن لم يعد حاله كما كان فخيبات الأمل تلاحقه أينما حلَّ فتتحطم آماله وتطلعاته فيضيع تائهاً بين الاستمرار في العطاء الفني أو التوقف تلك هي الدوامة التي لايعرف فيها الاستقرار أو الابداع كما كان ، وهنا يظهر التَّخيل أن منحوتاته الفنية وإبداعاته تتعلق به لتنقده فتنهض من جمودها لتنعشه فتشجعه للعودة إلى الإبداع كما كان سابقاً وتمنحه دمها كي يضخ الأبداع فيه فيفيق ليعود هذا النحات كالنسر إلى عوالم التحليق من جديد.
الغريب أن المخرج استخدم الكاكاو لمكياج الممثلين كي يظهروا كتماثيل من الطين، مع استخدام الإضاءة والتكوينات الجسدية المتحرّكة من حالة تمثال إلى رقص، لتصبح الصورة المشهدية مكوّنة من الضوء والزي والممثل كلاعب أساسي في خلق وتصميم السينوغرافيا، إلى جانب الموسيقى والغناء الحيّ الذي يعزّز الصورة المشهدية".…
المخرج السوداني وليد عمر الالفي
كتب ـ علي باقر من مملكة البحرين
المسرحيون في الوطن العربي ودول العالم يبدعون في توصيل إنتاجاتهم المسرحية المبنية حول ما يعتصرون و يتجرعون مرارة قضاياهم المجتمعية في تسابق فنيٍّ محموم ، لذا نراهم في تواصل لتقديم منتجهم الفنِّي لأخوانهم في بقاع الأرض حدثاً تفعلياً معلناً وإعلامياً لكي يتعرف المهتمون بالفن المسرحي على الأشكال الفنية والتخيلية من أجل تقريب قضاياهم الإنسانية والتأثير على المتفرج المشاهد بصور مختلفة في اللغة أو التراث و الثقافة . واليوم نجد الفنانين بلهفة يترقبون بداية إزاحة الستارعن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثامنة والعشرين التي تبدأ من 14 حتى 19 من شهر ديسمبر2021 بعد توقف اضطراري لعدة سنوات بعد الثورة المصرية . فقد شهدنا آخر الدورات لهذا المهرجان في عام 2010 ، ثم توقف احترازيا نتيجة جائحة الكرونا الخطيرة التي اجتاحت العالم ، بعد ذلك فقد تغير موعد انطلاقته المعتادة في شهر سبتمبر ربما نتيجة التنسيق مع بعض المهرجانات المسرحية المهمة في الوطن العربي لتتيح للفرق العربية والدولية المشاركة و المتابعة.
ومن خلال متابعاتي لهذا المهرجان المسرحي الفنِّي التَّنافسي الخصب المهم الذي أنطلق شعلة لتنير آفاق وطننا العربي فنياً في عام 1988 تحت رعاية من الوزير المصري آنذاك فاروق حسني وبرئاسة من الدكتور فوزي فهمي ، وكان الهدف من انطلاقته بناء لحمة فنية عربية عالمية ينبثق شعاعه الثقافي الفني من الجمهورية مصر العربية المعروف عنها بلد الأدب والثقافة و الفنون التي تتوسط بلدان وطننا العربي و تربط بين قارتي أوربا وأفريقيا.
لذا أقرت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة انطلاقة دورته الثامنة و العشرين بعد التوقف في الرابع عشرحتى التاسع عشر من شهر ديسمبر 2021 برئاسة الدكتور جمال ياقوت وإدارة الدكتور محمد عبدالرحمن الشافعي و عضوية كل من : الدكتورة هدى وصفي و الدكتور إيمن الشيوي و الدكتور أبوالحسن سلام و الدكتورة أسماء يحيى الطاهرو الدكتور أحمد مجاهد والفنان حازم شبل.
وتشكلت لجنة العروض الدُّولية بقيادة الأستاذة الدكتورة دنيا أمين رئيساً وعضوية الفنانة لطيفة فهمي والسينوغراف الأمريكي جون هوي و الفنان أحمد مختار ، وتمَّ اختيار أربعة عشر عرضاً دولياً من مجموعة العروض المتقدمة لهذا المهرجان الخصب .
من العروض المسرحية المتنافسة في هذه الدورة (يوم عادي في حياة الراقص جريجور ـ إيطاليا والدنمارك) و(أنتيجون ـ اليونان) و (مامي واتا ـ انجلترا) و(كاليجولا - أوكرانيا) و (إتفاقات مع الإله – ألمانيا ) و(الملهاة الأخيرة - الإمارات) و (ماريا زيتون- أندونيسيا) و (970- فلسطين) و (هدوء تام - البحرين) و (الخنزير- السعودية) و(المدينة لي-المغرب) و ( النسر يسترد أجنحته - السودان) و (منطق الطير- تونس) و (أميديا - الكويت).
كما تشكلت لجنة اختيار العروض المصرية أيضاُ من الدكتورة عايدة علام والدكتور محمد سمير الخطيب والدكتور أيمن الخشاب والفنانة الدكتورة رانيا فتح الله والناقد محمد روبي والناقد باسم الصديق والمخرج هشام عطوة ، وقد اختارت هذه اللجنة العرضين الآتيين للمنافسة وهما: عرض (الجوزاء) إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة وعرض (ديفيليه) إنتاج فرقة الرقص المسرحي الحديث ، كما احتارت العرضين : (حب ترونكس) إنتاج ستوديو عزت عزت للرقص المعاصر و(الطريقة المضمونة للتخلص من البقع) إنتاج فرقة أبيض وأسود للفنون فسيعرضان للمشاركة على الهامش ومن المقرر أن تعرض بعض المسرحيات في عدد من المحافظات المصرية.
من المسرحيات التي ستشارك في هذه التظاهرة الفنية الدُّولية مسرحية السودانية ( النسرُ يستردُ أجنحتُه ) للمخرج المسرحي الورشي وليد عمر بابكر الألفي من إنتاج " مركز أم درمان الثقافي " و " منطقة صناعة العرض المسرحي " وبدعم من وزارة الثقافة والإعلام بجمهورية السودان.
هذه المسرحية لفتت انتباهي بما تحمل من رمزية في عنوانها للنَّحات المبدع الذي شلَّت أبداعاته في الحياة بأشكلها السوداوية ومنغصاتها وهو ضائع لايستطيع التعلق بما يبدع ليمكل مسيرته فتبدوا العودة إلى نفسه كفنان مستحيلة .. تلك هي منغصات اليوم نحتاج لمن يدفع بنا نحو الانتاج و التعافي من أمراضنا وأوجاعنا .. هذا التأويل نستمده من تاريخنا العلمي والثقافي الذي يدفعنا نحوالعمل ويحرك فينا عجلة الانتاج لنسمو لنتمكن من تذليل كل مصاعب الحياة من أجل الرقي بأوطاننا .
هذه المسرحية تتكأ على نصوص الكاتب السوداني الراحل منَّ الله الطاهر و بالتحديد من مجموعته القصصية المعنونة بسردية الملح و الجسد ، وكما ذكر مخرج العرض وليد الألفي أن العرض يدخلنا في حقول فنية منها الرقص و النحت والغناء و الموسيقى والسرد والمكياج والأزياء ، كلُّ هذه الأشكال الفنية والأدبية تختمر في قوالب درامية تحقق طاقة خلق تخيلية جمالية فكرية تعبر عن الحرية.
يشارك في هذه المسرحية عدد كبير من الممثلين منهم : محمد الأمين عبدالقادر ، الطاهر المغرد ، حليمة يعقوب ، آمنه محمد سوميت ، سوهندا أبوبكر ، سيزا محمد سوركتي ، آدم على آدم ، مودة عبدالمحمود ، حامد الصديق ، سلمي اليأس ، أحمد هارون ، سلافة ألياس ، مي الجزولي ، هبه الجزولي ، خلف الله سليمان ـ منفذ العرض ، د. نعمات كرم الله ـ مديرة البعثة ، الهادي الشواف ـ المنسق العام ، ناظم كمال الدين حسين ـ صانع العرض ـ بشير الوسيلة بشير ـ مساعد صانع العرض ، محمد حسين أبوالروس ـ إدارة الإنتاج ، نبأ صلاح الدين محمد ـ إدارة الانتاج.
العرض المسرحي " النَّسرُ يسترد أجنحته " يتأطر بالرمزية ، فهو كطائر يحقق معنى القوة و الحلم ، بينما نراه مارداً سجيناً أو مسخاً أو سيداً ذليلاً لأنه ناقص في تحقيق تلك الغاليات الطموحة لأن أجنحته مفقودة . هذه الفرضية ستحرك العرض بكل أدواته لنحلق معه في حالات تشبه الطيران ، فهل ياترى هل نستطيع التحليق وهل يمكننا العودة أو اللاعودة ؟!.
المسرحية في فكرتها العادية تروي قصة نحَّات انقطع عن النحت ثلاثين عاماً بسبب الحياة بمنغصاتها وعاد ليمكل مشروعه النحتي ولكن لم يعد حاله كما كان فخيبات الأمل تلاحقه أينما حلَّ فتتحطم آماله وتطلعاته فيضيع تائهاً بين الاستمرار في العطاء الفني أو التوقف تلك هي الدوامة التي لايعرف فيها الاستقرار أو الابداع كما كان ، وهنا يظهر التَّخيل أن منحوتاته الفنية وإبداعاته تتعلق به لتنقده فتنهض من جمودها لتنعشه فتشجعه للعودة إلى الإبداع كما كان سابقاً وتمنحه دمها كي يضخ الأبداع فيه فيفيق ليعود هذا النحات كالنسر إلى عوالم التحليق من جديد.
الغريب أن المخرج استخدم الكاكاو لمكياج الممثلين كي يظهروا كتماثيل من الطين، مع استخدام الإضاءة والتكوينات الجسدية المتحرّكة من حالة تمثال إلى رقص، لتصبح الصورة المشهدية مكوّنة من الضوء والزي والممثل كلاعب أساسي في خلق وتصميم السينوغرافيا، إلى جانب الموسيقى والغناء الحيّ الذي يعزّز الصورة المشهدية".…
المخرج السوداني وليد عمر الالفي