في مسرح الريف .. تجربة " السرير " بمفاجآتها ستخضع بعد العرض للنقد الاستدلالي والعصف الذهني. كتب ـ علي باقر من مملكة البحرين.
في مسرح الريف ..
تجربة " السرير " بمفاجآتها ستخضع بعد العرض للنقد الاستدلالي والعصف الذهني.
كتب ـ علي باقر من مملكة البحرين.
لايمكن لأيِّ تقدم مسرحي الظهور من عَدَم ، كما لايمكن لأيّ فنان مبدعٍ نشاهد عروضه اليوم باستمتاع أن يرتقي وتتفجر مواهبه فجأةً .. فلابد أن تكون له محاولاته التي تتقافز بين الأخفاق والنجاج ، كما لايمكننا أن نتناسى أن الخبرات التراكمية التي يجمعها المبدع الفنان ويكتسبها من أساتذته إلا هي شعلةُ تطوره.
فالمسارح التي تُعْنَي بالأنشطة الفنية المبتكرة و المتطورة حالها كحال المدارس و المعاهد تحتاج دائماً لبناء طاقات شبابية تعيد نبض وروح العروض المسرحية قبل أن تَشيخ ويتلاشها وهجها الفنِّي ، لذا يستوجبُ على الفنانين ذوي الخبرات تقبل الشباب الموهوبين بروح رياضية وذلك بإعطائهم الفرص وتوفير أجواء لتعليمهم المستمر حتي يكتمل بناءهم ، فينبغي أن يبثوا روح المحبة و الحماس فيهم بالتوجيه المنظم بعيداً عن ألوان التبختر وهالات العظمة المزيفة التي لا تبني بنبراتها المتشنجة والمراوغة إلا انتقادات اللاذعة مسمومة تحطم معنويات الفنان المجرب الهاوي وتضعف حماسه.
وحريٌّ بنا أن نشيد بالجمعيات المسرحية التي تمنح الشباب الواعد فرصاً لإثبات شخصياتهم الفنية والإبداعية على الخشبة وتقدّم لهم الدَّعم المادي والمعنوي والتوجيه السديد بشكل منظم يعصف في أذهانهم ويحسن من صور أدائهم التشخيصي و يطِّور من قراءاتهم للنصوص المسرحية ويوسع مداركهم وخيالهم وبذلك يجعلهم في أي اشتغال أسرة متراصة يسعون لبناء عروضهم المسرحية بفخر.
اليوم وقفت أمام نشاط كان ولا يزال تعتني به الإدارات المتعاقبة لمسرح الريف وهو برنامج " تجارب شبابية " الذي يمنح الشباب الموهوبين في الإخراج فرصاً لتقديم عروضهم التمثيلية الداخلية و الاستفادة من توجيهات الأساتذة الإختصاصين الذين لهم خبراتهم من أجل تعريفهم بجوانب الجودة وإتقان في عروضهم و كذلك الجوانب السلبية المدعمة بالشواهد والإدلة حتى يتبصروا مكامن الضعف ويتعرفوا على السبل المثلى لتطويرتجاربهم المسرحية حتى ترتقي إلى عروض مسرحية متكاملة.
التقيت مع الأستاذ عقيل الماجد رئيس مجلس إدارة مسرح الريف وحاورته حول تقييمه للتجارب الشبابية التي يشتغل بها الشباب في المسرح والفوائد المرجوة منها التي ستنعكس على مخرجي التجارب المبتدئين و كذلك الممثلين فنياً وعلى مسرح الريف مستقبلا . فأجاب : " أن طموح أي إدارة فاعلة تهتم بتنوع الأنشطة التي تبعدها عن حالة الركود فلابد وأن تفكرفي تكثيف الجهود لدعم الشباب وتعزيز قدراتهم في خلق صف ثانٍ وثالث من أجل المحافظة على الاستدامة لإنتاج العروض المسرحية المتكاملة والمميزة ، لذا فالتجارب الشبابية هي بمثابة خارطة طريق للشباب الراغبين في إثبات ذاتهم في مجال الإخراج أوالتمثيل أوالسينوغرافيا أوغيرها من المجالات المختلفة. إنَّ طموحنا لا يتوقف عند عرض التجربة المسرحية بل يتخطَّى ذلك فتكون التجارب بداية الاشتغال الحقيقي للعرض و تطويرة لتقديمه بشكل مختلف و متكامل في صوره المشهدية ومميزة وهذا التطوير لايكون إلا من خلال التوجيهات النقدية و النصائح المبنية على الأسس العلمية من أساتذة متخصصين حضروا التجربة المسرحية والتدريبات واطلعوا على العروض و أرى أن تلك التوجيهات النقدية ستعصف في أذهانهم وبذلك سيسعون لتطوير أدواتهم الإخراجية و تحسين قدراتهم الأدائية التمثيلية ".
كما استمتعت بالتدريبات التي يجريها الفنان الشاب أحمد بن علي مخرج تجربة مسرحية " السرير " التي يمثل شخصياتها مع زملائه الفنانين : صادق الغدير و على محسن العلوي والفنانة شذى العصفور.
والصراحة كنت متفاءلاً بهم وهم يجتهدون وبإصرار لإثبات ذاتهم .. لا أخفي عليكم أنني تأثرت كثيرأ من مشهد واحد بناه الفنان المخرج أحمد بن علي وأدركتُ للوهلة الأولى أنهم وبتواضع يسلكون مساراً صحيحاً ووجدت أن النص الذي كتبه المخرج نفسه ممسرح وفيه تباين نفسي لحالات مختلفة جعلتهم يلتقون في مكان العرض ، و تجربتهم المسرحية " السرير " تحمل يأساً داخلياً جماعياً من ظروف متلسطة تعصف بهم ، ولايمكن أن نحصر بيئة العرض في مكان بعينه. لكن أرى أن تجربة " السرير " المسرحية بمفاجآتها بعد العرض ستخضع للنقد الاستدلالي والعصف الذهني.
ولاحظتُ أن الممثلين يجربون صوراً مشهدية معبرة و يبحثون في دواخل أنفسهم عن الصدق لترجمة الحالات النفسية المتباينة فيهم ، وبعد التدريب التقيت بالفنان الشاب أحمد بن علي مخرج تجربة " السرير " الذي قال لي منشرحاً وهو يثني على زملائه عن تجربته ، أنا من طلب تقديم " السرير " كتجربة في المسرح ، ولكن طموحي ألا نتوقف عند التجربة بل نقدمها عرضا مسرحياً متكاملا على الصالة الثقافية لكي أستفيد مع زملائي الممثلين من كل تقنيات العرض المسرحي مستقبلا.
واستطرد قائلاً كانت لي تجربة مسرحية ميلودرامية سابقة اسمها " مجرد " قدمتها سنة 2019 من تأليفي و إخراجي من تمثيل الفنان الشاب صادق الغدير بمساعدة الفنان علي مرهون ، وقد استمتع بها جمهور المسرح الذي حضر العرض وفي الندوة التطبيقية التي قدمها الفنان ياسر سيف الذي حرك تخيلي نحو السينوغرافيا لتعبر عن الفعل المسرحي في الصور المشهدبة ، وكذلك الفنانة الناقدة زهراء المنصور استفدت كما تعرفت على بعض الاخفاقات والسبل لتطوير العرض ، فالتجربة تثري الفكر و يمكن من خلالها تتقن جوانب معرفيه ومهارات فنية قد تجهلها.
سألته عن تجربة مسرحية " السرير " لم تصرأن تكون أحد ممثلا فيها ؟.. فكيف يمكنك كمخرج توجيههم و أنت معهم ممثلا أساسياً ؟ فضحك وقال: " وصلتني انتقادات لاذعة بهذا الخصوص . هي ليست مشكلة مادام المخرج قادر على أن يتعايش اللعبة مع أصدقائه الممثلين و يمكنني توجيههم بطرقي الخاصة .. لكنني أقول للمنتقدين أنتم وضعتوني في إطار التجربة فدعوني أجرب أدواتي بطريقتي لأقدم عرضاً جميلاً ونستمتع كلنا بتشخيص أدائي وتعبيري معبرعن الحالات الداخلية للممثلين ونستطيع سوياً تحقيق الإثارة في الجمهور المشاهد للعرض.
أما عن تجربة مسرحية " السرير " من وجهة نظري فإنها تحمل مفاجآت و أنَّ ممثلي العرض تواجدوا في مكان ما مشحون بالهموم وكل طرقهم ملغومة ، و أدرك تماما أننا سنوصلهم عبر تجربتي الإخراجية عبر نهايتها إلى الشخصية الرابعة التي تحتاج لمن يتعاطف معها.
سألت الفنان الممثل صادق الغدير أحد الممثلين في مسرحية تجربة " السرير" عن شخصيته التمثيلية فأجاب : " شخصيتي مركبة من عدة شخصيات وفيها تحور بين المشاهد وتنبض بقضايا إنسانية ، فشخصيتي لم تكن عبثية في العرض فقد ظهرت من عمق المشكلات التي نجترعها ولكن أكتفي لهذا القدر، فلا أريد التوضيح أكثر فالعرض عميق وفيه مفاجآت لذا أرى أننا ننتظر العرض ليرى المشاهدون حجم المشكلات التي تعتصرنا.
وعن اشتغاله بالفن المسرحي والدرامي ذكر أنه اشتغل في أعمال تليفزيونية و لكنَّه يحب المسرح لأن تأثيره مباشر وعلى الممثل أن يتمكن من أدائه للشخصية ، ويثبت قدراته أمام الجمهورلأنه هو الحكم المباشر.
كما سألت الفنانة " شذى العصفور " عن الأعمال التي اشتغلتها ممثلةً من قبل . فأجابت : " أنها اشتغلت قبل هذه التجربة في مسرحيتين " أزمة عائلية و آخر زمن " من تأليف و إخراج الفنان المخرج محمد سديف قدمتا على مسرح نادي عالي الثقافي والرياضي ، كما اشتغلت في مسرحية " حديث الفرشاة " من إخراج الفنان أحمد بن على في مهرجان الشيخ خالد بن حمد لمسرح الاندية و المراكز و ذوي العزيمة التي تنظمه وزارة الشباب.
و أردفت قائلة : " المسرح أعشقه منذ كان عمري ثماني سنوات و أحبَّه وكنت أحلم أن أقف على خشبة المسرح ، ولكن الذي أدخلني ممثلةً هو عملي بالمكياج السينمائي و المسرحي. أما عن دخولي في التمثيل لتجربة " السرير" يرجع الفضل للمخرج الذي رشحني للعب شخصية الممرضة ، لقد أعجبتني الشخصية المزاجية فيها فهي تعاني من هموم و مشاكل في العمل تعصف بها فلم تحظى بأي تقديرأو ترقيات نتاج التَّعب و السَّهر ، وكل هذه المشكلات أنعكست سلباً على نفسيتها بين المرضى فأنا أرى تجربة مسرحية " السرير " مميزة في المضمون بعيدة عن التَّهريج و التَّعاليق الهشَّة ، و لعل المخرج الفنان الشاب أحمد بن علي هو من حبب إليَّ المشاركة في تجربة " السرير" التي يجسد الممثلون من خلالها قيماً نبيلة واعية ، فأنا أثق به و أشعر بالارتياح في أيِّ عمل يتصدى لإخراجه.
أما الممثل الفنان على محسن أوضح أن تجربة السرير هي ثالثة فقد سَبَقَ أن شارك في تجربتين مسرحية " أبوصفرية " بنسختيها في سنتي 2018 و 2019 وهما مسرحيتين صنفتا للمسرح الجماهيري ألفهما و أخرجهما الفنان عباس السّماك وقد استفدت من هاتين المسرحيتين ولكن بعد دخولي لمسرح الريف كان نضوجي أكثر واستفدت أيضا من التدريبات والبرامج التي تقدَّم إلى الممثل ، لذا وجدتُ أن تجربة مسرحية " السرير " محفزة لي وللممثلين و مشجعة للمخرج أحمد بن علي .
ولا أنسى دراستي الجامعية بجامعة البحرين التي عرفتني على الفنان المخرج البحريني الأستاذ إبراهيم خلفان رئيس المسرح الجامعي الذي شجعني ومنحني الثقة كممثل و أذكر قوله " لو لم أجد فيك الموهبة للمسرح لما تواجدت مع في التدريبات المسرحية ".
و أردف قائلاً : " شخصيتي في مسرحية " السرير" تتجسد في دواخلها مشاكل عديدة يعاني منها أغلب الناس المتذمرين ، فالتجربة تطرح أكثر من هم و تسقط مضامينها على مواضيع عدة يعاني منها الشباب وكذلك المرأة ، ولا أريد الافصاح أكثر عن المسرحية لكي أبث التشويق للعرض.
نأمل أن ترتقي تجربة " السرير " بمضمونها لتكون أضافة إلى التجارب التي قدمها الفنانون الشباب في مسرح الريف ، كما نأمل أن نجد تدفقاً فنيا ومعرفيا من خلال الورقة النقدية و العصف الذهني ليمكننا تقيم وتقويم التجربة في مجالي الإخراج والتمثيل لنكون أكثر تماسكاً وتطوراً على الخشبة مستقبلاً.
تجربة " السرير " بمفاجآتها ستخضع بعد العرض للنقد الاستدلالي والعصف الذهني.
كتب ـ علي باقر من مملكة البحرين.
لايمكن لأيِّ تقدم مسرحي الظهور من عَدَم ، كما لايمكن لأيّ فنان مبدعٍ نشاهد عروضه اليوم باستمتاع أن يرتقي وتتفجر مواهبه فجأةً .. فلابد أن تكون له محاولاته التي تتقافز بين الأخفاق والنجاج ، كما لايمكننا أن نتناسى أن الخبرات التراكمية التي يجمعها المبدع الفنان ويكتسبها من أساتذته إلا هي شعلةُ تطوره.
فالمسارح التي تُعْنَي بالأنشطة الفنية المبتكرة و المتطورة حالها كحال المدارس و المعاهد تحتاج دائماً لبناء طاقات شبابية تعيد نبض وروح العروض المسرحية قبل أن تَشيخ ويتلاشها وهجها الفنِّي ، لذا يستوجبُ على الفنانين ذوي الخبرات تقبل الشباب الموهوبين بروح رياضية وذلك بإعطائهم الفرص وتوفير أجواء لتعليمهم المستمر حتي يكتمل بناءهم ، فينبغي أن يبثوا روح المحبة و الحماس فيهم بالتوجيه المنظم بعيداً عن ألوان التبختر وهالات العظمة المزيفة التي لا تبني بنبراتها المتشنجة والمراوغة إلا انتقادات اللاذعة مسمومة تحطم معنويات الفنان المجرب الهاوي وتضعف حماسه.
وحريٌّ بنا أن نشيد بالجمعيات المسرحية التي تمنح الشباب الواعد فرصاً لإثبات شخصياتهم الفنية والإبداعية على الخشبة وتقدّم لهم الدَّعم المادي والمعنوي والتوجيه السديد بشكل منظم يعصف في أذهانهم ويحسن من صور أدائهم التشخيصي و يطِّور من قراءاتهم للنصوص المسرحية ويوسع مداركهم وخيالهم وبذلك يجعلهم في أي اشتغال أسرة متراصة يسعون لبناء عروضهم المسرحية بفخر.
اليوم وقفت أمام نشاط كان ولا يزال تعتني به الإدارات المتعاقبة لمسرح الريف وهو برنامج " تجارب شبابية " الذي يمنح الشباب الموهوبين في الإخراج فرصاً لتقديم عروضهم التمثيلية الداخلية و الاستفادة من توجيهات الأساتذة الإختصاصين الذين لهم خبراتهم من أجل تعريفهم بجوانب الجودة وإتقان في عروضهم و كذلك الجوانب السلبية المدعمة بالشواهد والإدلة حتى يتبصروا مكامن الضعف ويتعرفوا على السبل المثلى لتطويرتجاربهم المسرحية حتى ترتقي إلى عروض مسرحية متكاملة.
التقيت مع الأستاذ عقيل الماجد رئيس مجلس إدارة مسرح الريف وحاورته حول تقييمه للتجارب الشبابية التي يشتغل بها الشباب في المسرح والفوائد المرجوة منها التي ستنعكس على مخرجي التجارب المبتدئين و كذلك الممثلين فنياً وعلى مسرح الريف مستقبلا . فأجاب : " أن طموح أي إدارة فاعلة تهتم بتنوع الأنشطة التي تبعدها عن حالة الركود فلابد وأن تفكرفي تكثيف الجهود لدعم الشباب وتعزيز قدراتهم في خلق صف ثانٍ وثالث من أجل المحافظة على الاستدامة لإنتاج العروض المسرحية المتكاملة والمميزة ، لذا فالتجارب الشبابية هي بمثابة خارطة طريق للشباب الراغبين في إثبات ذاتهم في مجال الإخراج أوالتمثيل أوالسينوغرافيا أوغيرها من المجالات المختلفة. إنَّ طموحنا لا يتوقف عند عرض التجربة المسرحية بل يتخطَّى ذلك فتكون التجارب بداية الاشتغال الحقيقي للعرض و تطويرة لتقديمه بشكل مختلف و متكامل في صوره المشهدية ومميزة وهذا التطوير لايكون إلا من خلال التوجيهات النقدية و النصائح المبنية على الأسس العلمية من أساتذة متخصصين حضروا التجربة المسرحية والتدريبات واطلعوا على العروض و أرى أن تلك التوجيهات النقدية ستعصف في أذهانهم وبذلك سيسعون لتطوير أدواتهم الإخراجية و تحسين قدراتهم الأدائية التمثيلية ".
كما استمتعت بالتدريبات التي يجريها الفنان الشاب أحمد بن علي مخرج تجربة مسرحية " السرير " التي يمثل شخصياتها مع زملائه الفنانين : صادق الغدير و على محسن العلوي والفنانة شذى العصفور.
والصراحة كنت متفاءلاً بهم وهم يجتهدون وبإصرار لإثبات ذاتهم .. لا أخفي عليكم أنني تأثرت كثيرأ من مشهد واحد بناه الفنان المخرج أحمد بن علي وأدركتُ للوهلة الأولى أنهم وبتواضع يسلكون مساراً صحيحاً ووجدت أن النص الذي كتبه المخرج نفسه ممسرح وفيه تباين نفسي لحالات مختلفة جعلتهم يلتقون في مكان العرض ، و تجربتهم المسرحية " السرير " تحمل يأساً داخلياً جماعياً من ظروف متلسطة تعصف بهم ، ولايمكن أن نحصر بيئة العرض في مكان بعينه. لكن أرى أن تجربة " السرير " المسرحية بمفاجآتها بعد العرض ستخضع للنقد الاستدلالي والعصف الذهني.
ولاحظتُ أن الممثلين يجربون صوراً مشهدية معبرة و يبحثون في دواخل أنفسهم عن الصدق لترجمة الحالات النفسية المتباينة فيهم ، وبعد التدريب التقيت بالفنان الشاب أحمد بن علي مخرج تجربة " السرير " الذي قال لي منشرحاً وهو يثني على زملائه عن تجربته ، أنا من طلب تقديم " السرير " كتجربة في المسرح ، ولكن طموحي ألا نتوقف عند التجربة بل نقدمها عرضا مسرحياً متكاملا على الصالة الثقافية لكي أستفيد مع زملائي الممثلين من كل تقنيات العرض المسرحي مستقبلا.
واستطرد قائلاً كانت لي تجربة مسرحية ميلودرامية سابقة اسمها " مجرد " قدمتها سنة 2019 من تأليفي و إخراجي من تمثيل الفنان الشاب صادق الغدير بمساعدة الفنان علي مرهون ، وقد استمتع بها جمهور المسرح الذي حضر العرض وفي الندوة التطبيقية التي قدمها الفنان ياسر سيف الذي حرك تخيلي نحو السينوغرافيا لتعبر عن الفعل المسرحي في الصور المشهدبة ، وكذلك الفنانة الناقدة زهراء المنصور استفدت كما تعرفت على بعض الاخفاقات والسبل لتطوير العرض ، فالتجربة تثري الفكر و يمكن من خلالها تتقن جوانب معرفيه ومهارات فنية قد تجهلها.
سألته عن تجربة مسرحية " السرير " لم تصرأن تكون أحد ممثلا فيها ؟.. فكيف يمكنك كمخرج توجيههم و أنت معهم ممثلا أساسياً ؟ فضحك وقال: " وصلتني انتقادات لاذعة بهذا الخصوص . هي ليست مشكلة مادام المخرج قادر على أن يتعايش اللعبة مع أصدقائه الممثلين و يمكنني توجيههم بطرقي الخاصة .. لكنني أقول للمنتقدين أنتم وضعتوني في إطار التجربة فدعوني أجرب أدواتي بطريقتي لأقدم عرضاً جميلاً ونستمتع كلنا بتشخيص أدائي وتعبيري معبرعن الحالات الداخلية للممثلين ونستطيع سوياً تحقيق الإثارة في الجمهور المشاهد للعرض.
أما عن تجربة مسرحية " السرير " من وجهة نظري فإنها تحمل مفاجآت و أنَّ ممثلي العرض تواجدوا في مكان ما مشحون بالهموم وكل طرقهم ملغومة ، و أدرك تماما أننا سنوصلهم عبر تجربتي الإخراجية عبر نهايتها إلى الشخصية الرابعة التي تحتاج لمن يتعاطف معها.
سألت الفنان الممثل صادق الغدير أحد الممثلين في مسرحية تجربة " السرير" عن شخصيته التمثيلية فأجاب : " شخصيتي مركبة من عدة شخصيات وفيها تحور بين المشاهد وتنبض بقضايا إنسانية ، فشخصيتي لم تكن عبثية في العرض فقد ظهرت من عمق المشكلات التي نجترعها ولكن أكتفي لهذا القدر، فلا أريد التوضيح أكثر فالعرض عميق وفيه مفاجآت لذا أرى أننا ننتظر العرض ليرى المشاهدون حجم المشكلات التي تعتصرنا.
وعن اشتغاله بالفن المسرحي والدرامي ذكر أنه اشتغل في أعمال تليفزيونية و لكنَّه يحب المسرح لأن تأثيره مباشر وعلى الممثل أن يتمكن من أدائه للشخصية ، ويثبت قدراته أمام الجمهورلأنه هو الحكم المباشر.
كما سألت الفنانة " شذى العصفور " عن الأعمال التي اشتغلتها ممثلةً من قبل . فأجابت : " أنها اشتغلت قبل هذه التجربة في مسرحيتين " أزمة عائلية و آخر زمن " من تأليف و إخراج الفنان المخرج محمد سديف قدمتا على مسرح نادي عالي الثقافي والرياضي ، كما اشتغلت في مسرحية " حديث الفرشاة " من إخراج الفنان أحمد بن على في مهرجان الشيخ خالد بن حمد لمسرح الاندية و المراكز و ذوي العزيمة التي تنظمه وزارة الشباب.
و أردفت قائلة : " المسرح أعشقه منذ كان عمري ثماني سنوات و أحبَّه وكنت أحلم أن أقف على خشبة المسرح ، ولكن الذي أدخلني ممثلةً هو عملي بالمكياج السينمائي و المسرحي. أما عن دخولي في التمثيل لتجربة " السرير" يرجع الفضل للمخرج الذي رشحني للعب شخصية الممرضة ، لقد أعجبتني الشخصية المزاجية فيها فهي تعاني من هموم و مشاكل في العمل تعصف بها فلم تحظى بأي تقديرأو ترقيات نتاج التَّعب و السَّهر ، وكل هذه المشكلات أنعكست سلباً على نفسيتها بين المرضى فأنا أرى تجربة مسرحية " السرير " مميزة في المضمون بعيدة عن التَّهريج و التَّعاليق الهشَّة ، و لعل المخرج الفنان الشاب أحمد بن علي هو من حبب إليَّ المشاركة في تجربة " السرير" التي يجسد الممثلون من خلالها قيماً نبيلة واعية ، فأنا أثق به و أشعر بالارتياح في أيِّ عمل يتصدى لإخراجه.
أما الممثل الفنان على محسن أوضح أن تجربة السرير هي ثالثة فقد سَبَقَ أن شارك في تجربتين مسرحية " أبوصفرية " بنسختيها في سنتي 2018 و 2019 وهما مسرحيتين صنفتا للمسرح الجماهيري ألفهما و أخرجهما الفنان عباس السّماك وقد استفدت من هاتين المسرحيتين ولكن بعد دخولي لمسرح الريف كان نضوجي أكثر واستفدت أيضا من التدريبات والبرامج التي تقدَّم إلى الممثل ، لذا وجدتُ أن تجربة مسرحية " السرير " محفزة لي وللممثلين و مشجعة للمخرج أحمد بن علي .
ولا أنسى دراستي الجامعية بجامعة البحرين التي عرفتني على الفنان المخرج البحريني الأستاذ إبراهيم خلفان رئيس المسرح الجامعي الذي شجعني ومنحني الثقة كممثل و أذكر قوله " لو لم أجد فيك الموهبة للمسرح لما تواجدت مع في التدريبات المسرحية ".
و أردف قائلاً : " شخصيتي في مسرحية " السرير" تتجسد في دواخلها مشاكل عديدة يعاني منها أغلب الناس المتذمرين ، فالتجربة تطرح أكثر من هم و تسقط مضامينها على مواضيع عدة يعاني منها الشباب وكذلك المرأة ، ولا أريد الافصاح أكثر عن المسرحية لكي أبث التشويق للعرض.
نأمل أن ترتقي تجربة " السرير " بمضمونها لتكون أضافة إلى التجارب التي قدمها الفنانون الشباب في مسرح الريف ، كما نأمل أن نجد تدفقاً فنيا ومعرفيا من خلال الورقة النقدية و العصف الذهني ليمكننا تقيم وتقويم التجربة في مجالي الإخراج والتمثيل لنكون أكثر تماسكاً وتطوراً على الخشبة مستقبلاً.