×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

مُجَردُ لَوحَة - هند العميد

مُجَردُ لَوحَة - هند العميد
 مُجَردُ لَوحَة - هند العميد

لَقَدْ طَالَ غِيابُهُ عَنِّيِ ، نِصْفِي الآخرُ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعَدُ! وَقَدْ وَعَدَنِي ألفَ مَرَّةٍ بأنَّهُ لَنْ يَتْرُكَ نِصْفِيَ هَارِبًا مِنِّيَّ ، اشتَقْتُ لِأنَامِلِهِ التي لاتَكلُ وَلاتَمِلُ مِنَ المُرُورِ عَلى شِفَاهِي بغيةَ التَّيقُنِ بأنَ أحمرَها لايزالُ يَنْبضُ بقصصِ الإغراءِ ، وفَرُشاتِه الناعِمَةِ المُداعِبةِ لِرمْوشِ عينيَّ الزَّرقاوينِ ، اشتَقْتُ لأنفاسِه التي تَتَجانَسُ وأنفاسِيَ بحُجةِ التَّركيزِ، لعُقْدِي المُشَاكِسِ الذي تَعَوَّدَ بَعْثَرَةَ خَرزاتِه في كُلِّ مرةٍ حتى باتَتْ لُعْبَتُه مَكشوفَهةً ، لِتَعودَ بابتسامةٍ سَاحِرةٍ تُعيدُ كُلَّ خَرزةٍ لمكانِها وتَصْحَبُها شِراعٌ تَمْتَدُّ على رَقَبَتِي كَجَزاءٍ لِمُجَاراتِي لحيلةِ العُقدِ ، للعِناقِ الطَّويلِ دونَ أنْ تَلتقيَ جِلودُنا ، لِقصَصِ العَاشْقِينَ التي سَردنَاها معًا دونَ أنْ نَنْطِقَ، اشتقتُ لوجودِه ؛ فبهِ يَكُونُ وجودِي لِأنْ أكتَمِلَ بهِ ، وإنْ كنتُ كآلافِ اللواتيَ سَبَقْننِي، لصَمْتِه الطويلِ ولتَحديقِهِ بِي لساعاتٍ تِلوَ السَاعاتِ ، فقدْ أصبَحَتْ الأتربةُ تَعْتلينِي، تَخنقُني، تُمحيني، تَدفِنُني دونَ رحمةٍ وتُطفِئُ كُلَّ بريقٍ كانَ يَعشَقُهُ فِيَّ ، والظلامُ يحالفُ الترابَ بظُلَمِهِ ، بَلْ وباتَ حتى بيتِ العنكبوتِ كقصرِ ساحرةِ مهجورٍ يَجْثُو عَلَى صدري فيثقل نفسي رويدًا رويدًا ، أينَ أنتَ يا مُكَمِّلي ؟! أين أنت يا خالقي؟! أنا بنصفِ روحٍ حينَ تركتني دون اكتمال، إن كنتَ تنوي الرحيلَ سلفًا! فلما لم ترسُمْ النومَ لأجفانِي عنوانًا ؟! لماذا لم تكنْ عادلاً بظلمِك معي فحذفتني قبلَ أن ترحلَ ؟!ألم تعلمْ بأننَّي أنبضُ بكَ ، وإن كنتُ مجردَ لوحةٍ.