Fatma Badr إذا أتى أيلول يا حبيبتي أسأل عن عينيكِ كل غيمة ..
Fatma Badr
إذا أتى أيلول يا حبيبتي أسأل عن عينيكِ كل غيمة ..
هكذا تحدث نزار قباني عن شهر أيلول _سبتمبر حسب التقويم الجريجوري / توت حسب التوقيت القبطي_ ولأن نزار كان أكثر الشعراء إبتهاجًا بحلول أيلول قال أيضًا ( أيلول للضم فمدِ لي زندك ) .. أيلول ألطف الشهور حيث الحب والخير والجمال، يأتي خفيفًا عدًا وحرًا بعد ثقيلين ( تموز / آب ) مبشرًا بنهاية قسوة القيظ وممهدًا لهدأة أجواء الخريف .. في أيلول الحر يزول، هكذا يصفه الشعبَويون، فبرغم معظم أيامه فلكيًا تقع في منطقة الصيف إلا إنه محسوبًا على الخريف لِما يتسلل به من تنسيمات رقيقات تجعله حلقة وصل بين نهاية وبداية حيث كل شيء يتبدل ويتهيأ لخلق جديد، يتوارى كل قديم مفسحًا لإنبثاق غيره حديث، تبدأ الطبيعة في تمزيق أثوبها العتيقة البالية استعدادًا لإرتداء أثواب عصرية مبهجة كأنها حية تنسلخ تدريجيًا من جلدها المهتريء .. في الحضارات الانسانية القديمة إعتبروا أيلول هو شهر نثر البذور بعد تجفيف الثمار القديمة وتخزينها، إرتبط رباط موثق بالالهة عشتار آلهة الخصب والجمال حيث شتوة أيلول وبدايات المطر لإسقاء الأرض التي جفت، لذلك يقولون أيلول ذيله مبلول ..
من الناحية الفنية له حضور جلي في قريحة الشعراء والادباء ربما بسبب ما يجلبه من عذوبة وحنين، فقال أبو نواس ( مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور، فقوما فالقحا خمرًا بماء فإن نتاج بينهما السرور ) .. وتغنت فيروز بأغنية ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك ذكرني و ورقو دهب مشغول ذكرني فيك .. أيضًا لأيلول إرتباطات ببدء طقوس دينية معينة عند بعض الطوائف والأديان كاليهودية والمسيحية ..
وكما تتبدل الطبيعة في أيلول تتبدل كذلك أمزجة بعض البشر متمايلة نحو الشعور بالكآبة، ذلك بسبب قصر النهار الذي يقلل التحفيز المهادي للمخ المسئول عن إفراز السيروتونين أو ما يسمى هرمون السعادة، فيزيد الإحساس بالإفتقاد والبرودة والحنين لمدافيء ولّت ..
إذا أتى أيلول يا حبيبتي أسأل عن عينيكِ كل غيمة ..
هكذا تحدث نزار قباني عن شهر أيلول _سبتمبر حسب التقويم الجريجوري / توت حسب التوقيت القبطي_ ولأن نزار كان أكثر الشعراء إبتهاجًا بحلول أيلول قال أيضًا ( أيلول للضم فمدِ لي زندك ) .. أيلول ألطف الشهور حيث الحب والخير والجمال، يأتي خفيفًا عدًا وحرًا بعد ثقيلين ( تموز / آب ) مبشرًا بنهاية قسوة القيظ وممهدًا لهدأة أجواء الخريف .. في أيلول الحر يزول، هكذا يصفه الشعبَويون، فبرغم معظم أيامه فلكيًا تقع في منطقة الصيف إلا إنه محسوبًا على الخريف لِما يتسلل به من تنسيمات رقيقات تجعله حلقة وصل بين نهاية وبداية حيث كل شيء يتبدل ويتهيأ لخلق جديد، يتوارى كل قديم مفسحًا لإنبثاق غيره حديث، تبدأ الطبيعة في تمزيق أثوبها العتيقة البالية استعدادًا لإرتداء أثواب عصرية مبهجة كأنها حية تنسلخ تدريجيًا من جلدها المهتريء .. في الحضارات الانسانية القديمة إعتبروا أيلول هو شهر نثر البذور بعد تجفيف الثمار القديمة وتخزينها، إرتبط رباط موثق بالالهة عشتار آلهة الخصب والجمال حيث شتوة أيلول وبدايات المطر لإسقاء الأرض التي جفت، لذلك يقولون أيلول ذيله مبلول ..
من الناحية الفنية له حضور جلي في قريحة الشعراء والادباء ربما بسبب ما يجلبه من عذوبة وحنين، فقال أبو نواس ( مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور، فقوما فالقحا خمرًا بماء فإن نتاج بينهما السرور ) .. وتغنت فيروز بأغنية ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك ذكرني و ورقو دهب مشغول ذكرني فيك .. أيضًا لأيلول إرتباطات ببدء طقوس دينية معينة عند بعض الطوائف والأديان كاليهودية والمسيحية ..
وكما تتبدل الطبيعة في أيلول تتبدل كذلك أمزجة بعض البشر متمايلة نحو الشعور بالكآبة، ذلك بسبب قصر النهار الذي يقلل التحفيز المهادي للمخ المسئول عن إفراز السيروتونين أو ما يسمى هرمون السعادة، فيزيد الإحساس بالإفتقاد والبرودة والحنين لمدافيء ولّت ..