الدولمه الاكله التي تتفنن بطبخها العراقيات
Siham Moustafa Aldarkazli
موضوع جميل وجدته في مجلة الكاردينيا الثقافيه يتكلم عن الدولمه
هذه الاكله التي يشتهر بحبها العراقيون رغم اني لست من عشاقها فمنذُ القدِم إشتهر العراق متمثلاً بحوض وادي الرافدين بالأكلاتِ الشعبيةِ الغنيةِ بقيمتها الغذائيةِ ومذاقها اللذيذ لِما تحتويه من لحومٍ ومحتوياتٍ نباتيةٍ حرص العراقيون على الإكثارِ منها في طعامهم .
وتعتبر الدولمة أو " اليَبْرَغ " كما يسمّيها الموصلّيون والاكراد ويرباغ كما يسميها التركمان من الأكلات الشعبية الموصلّية والعراقية بصورةٍ عامةٍ والتي يمكن إعتبارها القاسم المشترك بين الكثير من الأكلات الشعبية التي تحرص العائلة العراقية على وضعها على موائد الولائم والدعوات الخاصة .
والدولمة يمكن إعتبارها أكلة عالمية مع الأخذ بنظر الإعتبار الإختلاف في طريقة تحضيرها من دولةٍ الى أخرى ، وخاصة تنوع وإختلاف أوراق النباتات التي تستخدم في " لف " محتوياتها .
ومِن خلال حضوري لمهرجانات تراثية عالمية عديدة عُرِضَت فيها الأكلات الشعبية للكثير من الشعوبِ والإثنيات ، إستطعتُ أن أقفَ على حقيقة إنتشار هذه الأكلة الشعبية وطرق تحضيرها من قِبل بعض الشعوب أو الدول ، فمثلاً نجدها في الصين والفليبين ودول أخرى من جنوب شرق أسيا تُحضّر من الرز المخلوط مع قليل من الروبيان ( القرديس ) والملفوف بورق الموز ، كما يتم تحضيرها في أوكرانيا من الرز الملفوف بورق اللهانة ، أما في تركيا ( التي جاءت منها تسمية الدولمة أو اليبرغ ) وإيران والدول العربية مثل سوريا والأردن ولبنان وفلسطين فهي تحضّر من الرز المخلوط بقليل من اللحم المثروم أو بدونه والملفوف بورق العنب .
والعراق رُبما البلد الوحيد من بين تلك الدول الذي إنفرد بخصوصية شعبه في إضافة النكهة والذوق العراقي في تحضير " الدولمة " بطريقة تختلف عن تلك الطرق الآنفة الذكر والتي إستمدها من عمقِ حضارته وإنفراده ببعض الأكلات والتي يرجع تاريخها الى آلاف السنين مثل " كبة الموصل " ، حيثُ تفننَ العراقيون في طريقة تحضير " الدولمة " وذلك بتنويعها الخضري .
فبالإضافة الى ورق العنب الذي قد يُستبدل بـ " اللهانة " أو " السلق " هنالك البصل والشِجر " القرع " والباذنجان والذي يُكنى بـ " الأسود " والطماطة والفلفل الأخضر الحلو والبطاطا وإغناء حشوة الرز باللحم المثروم والبصل والثوم والطماطة والمتبلات مما يعطيها شكلاً وطعماً مميزاً ، إضافة الى طقوس تناولها بشكلٍ جماعي يحاول أن يجتمع على مائدتها كل أفراد العائلة وربما الأقارب والأصدقاء في وقتٍ واحدٍ جعل منها أكلتهم المفضلة أيام العطل والأعياد
وعلى الرغم مما ذكرناه أعلاه من محبة العراقيين بصورٍ عامةٍ الى تلك الأكلة الشعبية إلا أننا نجد من إنّ النساء أكثر إقبالاً وتذوقاً نسبياً لهذه الأكلة من الرجال الذين يميلون الى الأطعمة الشعبية الأكثر دسومة مثل التشريب والباجة وغيرهما ، لذا فقد حفـّزت شعبية هذه الآكلة ذاكرة الشاعر والأديب يقين إيليا الأسود الأدبية والشعرية في نظم الشعر باللهجة الموصلّية عنها وذلك بعد قبوله الدعوة الموجهة له من قِبل أحد وجهاء الموصل على أكلة الدولمة سنة 1953م في الموصل فقال فيها :
الدولمة ما تعجبني ـ ـ ـ ـ ـ كثيغ أكرها وتكرهني
لكن لمّا ذقتوها ـ ـ ـ ـ ـ ببيت ويحد كنعزمني
نمتُ عليها نومي ـ ـ ـ ـ ـ وتليتو منّا بطني
من دهنا وكثغ لحما ـ ـ ـ ـ ـ عملتلي ببطني فتني
قغعتا زند الخاتون ـ ـ ـ ـ ـ وعغيشا كنبهرني
وخادما كان الأسود ـ ـ ـ ـ ـ وحماغا كثيغ حيّغني
كنتُ بساع الوهقا ـ ـ ـ ـ ـ ولو كان قد تحغقني
عاشت إيد اللفتا ـ ـ ـ ـ ـ وعاش ولدا متهني
وعلى غاسو أبونو ـ ـ ـ ـ ـ والله يجازيكم عنّي
ومن الملاحظ في هذا الشعر الموصلّي إستخدام المؤلف للأسماء الرمزية الشعبية لبعض الخضراوات مثل أطلاق أسم "الأسود" على الباذنجان ، وسأورد أدناه بعض المفردات اللغوية التي وردت باللهجة الموصلّية وما يقابلها باللغة الفصحى ، كذلك تفسير المعنى العام لبعض المقاطع أو الأبيات لتسهيل الأمر على غير الموصليين من أبناء العراق الأماجد .
المفردات اللغوية :
كثيغ : كثير
ويحد : أحد الأشخاص
تليتو منّا بطني : أي ملئ منها بطنه حد الشبع
قغعتا : أي ما يسمى عند البعض بالكوسة أو الشِجر أو القرع
عغيشا : أي ورق العنب
حماغا كثيغ حيغني : أي كان في حيرة وإندهاش من جودة الطماطة وإحمرارها
كنتُ بساع الوهقا : التهمها التهاماً للذتهاحغقني : الحرقة في الفم لوجود الفلفل الحار فيها
والف عافيه لمن يأكلها
وابقى ما احبها ههههههههههه
موضوع جميل وجدته في مجلة الكاردينيا الثقافيه يتكلم عن الدولمه
هذه الاكله التي يشتهر بحبها العراقيون رغم اني لست من عشاقها فمنذُ القدِم إشتهر العراق متمثلاً بحوض وادي الرافدين بالأكلاتِ الشعبيةِ الغنيةِ بقيمتها الغذائيةِ ومذاقها اللذيذ لِما تحتويه من لحومٍ ومحتوياتٍ نباتيةٍ حرص العراقيون على الإكثارِ منها في طعامهم .
وتعتبر الدولمة أو " اليَبْرَغ " كما يسمّيها الموصلّيون والاكراد ويرباغ كما يسميها التركمان من الأكلات الشعبية الموصلّية والعراقية بصورةٍ عامةٍ والتي يمكن إعتبارها القاسم المشترك بين الكثير من الأكلات الشعبية التي تحرص العائلة العراقية على وضعها على موائد الولائم والدعوات الخاصة .
والدولمة يمكن إعتبارها أكلة عالمية مع الأخذ بنظر الإعتبار الإختلاف في طريقة تحضيرها من دولةٍ الى أخرى ، وخاصة تنوع وإختلاف أوراق النباتات التي تستخدم في " لف " محتوياتها .
ومِن خلال حضوري لمهرجانات تراثية عالمية عديدة عُرِضَت فيها الأكلات الشعبية للكثير من الشعوبِ والإثنيات ، إستطعتُ أن أقفَ على حقيقة إنتشار هذه الأكلة الشعبية وطرق تحضيرها من قِبل بعض الشعوب أو الدول ، فمثلاً نجدها في الصين والفليبين ودول أخرى من جنوب شرق أسيا تُحضّر من الرز المخلوط مع قليل من الروبيان ( القرديس ) والملفوف بورق الموز ، كما يتم تحضيرها في أوكرانيا من الرز الملفوف بورق اللهانة ، أما في تركيا ( التي جاءت منها تسمية الدولمة أو اليبرغ ) وإيران والدول العربية مثل سوريا والأردن ولبنان وفلسطين فهي تحضّر من الرز المخلوط بقليل من اللحم المثروم أو بدونه والملفوف بورق العنب .
والعراق رُبما البلد الوحيد من بين تلك الدول الذي إنفرد بخصوصية شعبه في إضافة النكهة والذوق العراقي في تحضير " الدولمة " بطريقة تختلف عن تلك الطرق الآنفة الذكر والتي إستمدها من عمقِ حضارته وإنفراده ببعض الأكلات والتي يرجع تاريخها الى آلاف السنين مثل " كبة الموصل " ، حيثُ تفننَ العراقيون في طريقة تحضير " الدولمة " وذلك بتنويعها الخضري .
فبالإضافة الى ورق العنب الذي قد يُستبدل بـ " اللهانة " أو " السلق " هنالك البصل والشِجر " القرع " والباذنجان والذي يُكنى بـ " الأسود " والطماطة والفلفل الأخضر الحلو والبطاطا وإغناء حشوة الرز باللحم المثروم والبصل والثوم والطماطة والمتبلات مما يعطيها شكلاً وطعماً مميزاً ، إضافة الى طقوس تناولها بشكلٍ جماعي يحاول أن يجتمع على مائدتها كل أفراد العائلة وربما الأقارب والأصدقاء في وقتٍ واحدٍ جعل منها أكلتهم المفضلة أيام العطل والأعياد
وعلى الرغم مما ذكرناه أعلاه من محبة العراقيين بصورٍ عامةٍ الى تلك الأكلة الشعبية إلا أننا نجد من إنّ النساء أكثر إقبالاً وتذوقاً نسبياً لهذه الأكلة من الرجال الذين يميلون الى الأطعمة الشعبية الأكثر دسومة مثل التشريب والباجة وغيرهما ، لذا فقد حفـّزت شعبية هذه الآكلة ذاكرة الشاعر والأديب يقين إيليا الأسود الأدبية والشعرية في نظم الشعر باللهجة الموصلّية عنها وذلك بعد قبوله الدعوة الموجهة له من قِبل أحد وجهاء الموصل على أكلة الدولمة سنة 1953م في الموصل فقال فيها :
الدولمة ما تعجبني ـ ـ ـ ـ ـ كثيغ أكرها وتكرهني
لكن لمّا ذقتوها ـ ـ ـ ـ ـ ببيت ويحد كنعزمني
نمتُ عليها نومي ـ ـ ـ ـ ـ وتليتو منّا بطني
من دهنا وكثغ لحما ـ ـ ـ ـ ـ عملتلي ببطني فتني
قغعتا زند الخاتون ـ ـ ـ ـ ـ وعغيشا كنبهرني
وخادما كان الأسود ـ ـ ـ ـ ـ وحماغا كثيغ حيّغني
كنتُ بساع الوهقا ـ ـ ـ ـ ـ ولو كان قد تحغقني
عاشت إيد اللفتا ـ ـ ـ ـ ـ وعاش ولدا متهني
وعلى غاسو أبونو ـ ـ ـ ـ ـ والله يجازيكم عنّي
ومن الملاحظ في هذا الشعر الموصلّي إستخدام المؤلف للأسماء الرمزية الشعبية لبعض الخضراوات مثل أطلاق أسم "الأسود" على الباذنجان ، وسأورد أدناه بعض المفردات اللغوية التي وردت باللهجة الموصلّية وما يقابلها باللغة الفصحى ، كذلك تفسير المعنى العام لبعض المقاطع أو الأبيات لتسهيل الأمر على غير الموصليين من أبناء العراق الأماجد .
المفردات اللغوية :
كثيغ : كثير
ويحد : أحد الأشخاص
تليتو منّا بطني : أي ملئ منها بطنه حد الشبع
قغعتا : أي ما يسمى عند البعض بالكوسة أو الشِجر أو القرع
عغيشا : أي ورق العنب
حماغا كثيغ حيغني : أي كان في حيرة وإندهاش من جودة الطماطة وإحمرارها
كنتُ بساع الوهقا : التهمها التهاماً للذتهاحغقني : الحرقة في الفم لوجود الفلفل الحار فيها
والف عافيه لمن يأكلها
وابقى ما احبها ههههههههههه