×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

كتبت فائزة عبدالله في صفحة عدسة الفن.. =========== الفنان المخرج الكبير فيصل الياسري

كتبت فائزة عبدالله في صفحة عدسة الفن.. =========== الفنان المخرج الكبير فيصل الياسري
 كتبت فائزة عبدالله في صفحة عدسة الفن..
===========
الفنان المخرج الكبير فيصل الياسري

ولد الفنان فيصل عبد الله الياسري عام 1933م، عمل في الصحافة عام 1948م، وأصدر مجموعة قصصية بعنوان (في الطريق)، كما أصدر رواية (كانت عذراء) عام 1952م .

قبل أن يتوجه للسينما، حصل على امتياز في فن الإخراج والإعداد التلفزيونيين من فيينا، وعمل عام 1958م مخرجاً في تلفزيون بغداد كما عمل للفترة من 1959-1962 مخرجاً في تلفزيون ألمانيا الديمقراطية .

وفي أواخر عام 1965م، عمل في التلفزيون السوري حتى عمله في فيلم (الرأس) في العراق عام 1976م. كما أخرج فيصل الياسري عدداً من الأفلام التسجيلية، وحوالي عشرة أفلام روائية منها أفلام: (الرأس 1976) و(النهر 1977) و(القناص 1979) و(بابل حبيبتي) وغيرها . ومن اعماله التلفزيونية التي أخرجها: (دنانير من ذهب) و(اللغة العربية)و(الدفتر الأزرق) وبرنامج الملف الذي لخص آثار العمليات العسكرية على البنية التحتية والخدمات على المواطنين العراقيين في حرب عاصفة الصحراء. ساهم في تأسيس تلفزيون بغداد الثقافي وكان مديره بين عامي 1994 و 1995 وهو الآن يمتلك فضائية الديار العراقية. هو زوج الممثلة العراقية هند كامل.
الياسري فنان متعدد لم يعطه الوطن فرصة على مقاسه
بكثيرٍ من التندّر يروي فيصل الياسري الرحلة الأولى التي خرج فيها من العراق في العام 1952 بعد ثمانية عشر عاما من ميلاده، حيث انطلق من بيروت إلى نابولي الإيطالية في باخرةٍ قطعت به البحر الأبيض المتوسط بين ضفّتيه، مؤكدا أنه لم يلتفت إلى الخلف بل كان يفكّر في ما ينتظره هناك على الطرف الآخر للبحر.

ابن شيخ العشيرة الذي وُلِدَ في قرية أم عردة بالقرب من الحيرة العراقية
محاكاة الآخر تلك، سيطرت على الياسري في بداياته ومن هنا ربَّما أتى اهتمامه بالتاريخ الكبير الذي عاشَ في المنطقة التي انتمى إليها فترةً طويلةً من الزمن، وربما كانت رغبته في المحاكاة هي التي دفعته إلى النمسا التي سافر إليها أصدقاؤه من الأعظمية في بغداد العاصمة. في فيينا كان قد خطّط لدراسة الطب البشري، وكانت أولى الحصص التي حاول حضورها التشريح البشري، وما إن خطا أولى خطواته هناك حتى أُغميَ عليه أمام جثَّةٍ لمجهول، فكانت الصدمة الأولى للثنائية التي يعيشها الإنسان بين الحياة والموت، ومن هنا أتى اهتمامه بكل ما تدبُّ فيه الحياة من نباتٍ وحيوانٍ وإنسانٍ يسعى بمشروعه التنويري الذي يطرحه من خلال أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعرف أنّه سيموت. لم يدم الحال طويلا حتى رحل عن الطب البشري ليدرس علم النفس ويبحر في النفس البشرية وكينوناتها الخفيّة، ولعلّ هذا ما يُبرِّر كتاباته الكثيفة عن الأنا الذاتية وسعيِه الدائم إلى صقل الروح العراقية أو إعادة بنائها لم يأتِ الياسري إلى عالم الإعلام مُصادفةً بل ولجهُ عن سبق إصرار وترصّد، فهو الكاتب والمؤلّف والناقد والمترجم ومقدّم البرامج والإداري الناجح والمخرج فوق كل هذا، ولأنَّه وُلِدَ في جغرافيةٍ ضاربةٍ في التاريخ، فقد دعاه هذا إلى الغوص في الأعمال التاريخية كثيمةٍ قدّمها برؤيةٍ معاصرة عبر العديد من المسلسلات الدرامية التي قام بإخراجها، وهذا ما رسّخهُ كعلامةٍ فارقةٍ في عالم الإخراج العربي