عن فائزة العزي ورواية الإبحار عكس النيل فلسطين الجنابي
عن فائزة العزي ورواية الإبحار عكس النيل
فلسطين الجنابي
:
كنت أريد أن أكتب عن رواية الإبحار عكس النيل دون حزن ، لأني كلما قربت الفكرة ،
طغت النهاية الحتمية لصراع بشري طبقي وعرقي ليقتل قصة حب كانت الخيط الوحيد الذي سيربط حزمة الحطب هذه ، لكن حتى هذا الحب لم يكن كافيا ، لتموت لوشيا فتقرر عنا جميعا ، أننا ورثة قابيل حقا ، حيث لا مكان للآيثار بيننا ولا نعرف كيف نضحي كما يجب لكي نهبط من بشريتنا الهائمة إلى أنسنة ، توقعنا أننا نعيشها مذ لحظة وجودنا على هذا الكوكب .
الان وبعد ان قررت ان احكي لكِ شجني عنها ومنها ، وجدتني مرة آش وفي أخرى لوشيا ، ومرات كثيرة وجدتني المعذب كرم الله المستسلم ، لا ادري أين قرئت يوما عبارة ، ان الشجن العربي واحد ، ولا اذكر كيف توصل لفهمي الان ان الابحار عكس النيل ، هو تغريبة من تغريبات شرقنا الاوسطي هذا ، ولا كيف وجدت صورة على شاهد قبر في مدينة هولندية ، لرجل يرتدي عقال وكوفية بيضاء ، الرجل كان يحمل اسم يوسف اسكندر حنا ، وهو من مسيح الموصل ، مات بعد وصوله الى منفاه الآمن بعام واحد ، كنت ربطت بين مصير لوشيا وهذا الرجل الذي ظل قبره يحمل زيا عربيا ليحكي تغريبة عاشها الرجل اكثر من مرة ، من مذبحة سيميل الى عودته مرة ثانية الى موطن الاجداد ومن ثم هذا المنفى الذي لم يمهله لتغريبة جديدة
، تنتهي لوشيا الى النهر ، مطهرنا من العذابات، مثلا صلاة صابئية، فيما تعتمر روح يوحنا المعمدان ، كرم الله ، وهو يصرخ بأسمها ، هكذا تُختم الرواية ، لتفتح باب من الاسئلة المتعلقة بصراع الانسان وأحقيته في إحقاق وجوده المعنوي والمادي والدفاع عن كينونته ، لا اعرف تحديدا متى بدء استرقاق البشر لبعضهم ،لكني أعرف انه الى الان هناك من يقبل الرق الاجتماعي والعقائدي وحتى العرقي على نفسه ، بل ويربط الحبل حول عنقه ،
قد نجد عذرا لجوزيف ولكل من ركب الباص من اجل العودة الى واو ، في رحلة طويلة كانت كافية لأجترار ذكريات حميمة واكثر حنوا في منفاهم في الخرطوم او الشمال ، لكن لم يكن هناك من يريد ان يتذكر شيئا غير الاقصاء والتهميش والعنف ، كأنهم يخافون الوقوع في فخ المغفرة ، فيعدلون عن طريق الهجرة هذا ،
لم تكن لوشيا اكثر وعيا منهم ، لكنها كانت عاشقة اذ كان هناك جزء كبير يمكن ان تتغاضى عنه ، بعين المحبة ، وحتى محبتها تلك كانت ناقصة الإدراك، هي كانت تعشق قوته الاجتماعية مقابل ضعفها فقط لكونها تختلف عنه عرقيا ، ما يجعلها في مرتبة ادنى منه، فكيف اذن يمكن ان يعشق الانسان شخصا لا يستطيع ان يعترف به كاملا على الملء ، ويخشى أن يحدثُ حبه خدشا في واجهته الاجتماعية ، الا يكون حبا كهذا محكوما بالإعدام، حتى وإن خلدته بإلف رسالة اعتراف ضمها صندوق ، لم يميز سقطة مفتاحه في النهر من صوت حصى . لذلك لم يعد للصندوق ، ولم يعد للوشيا غير موتتها تلك .
موت صديق وهو ينقذ صديقه، وعقدة أخيه هاشم وهو يحمل موته لكل من ينتمي للمعسكر الآخر ، في حكم اعمى ومطلق ، لا يتسق مع عمله في مكتب محاماة ، ولكن هي كذلك النفس البشرية ، لا يمكنها ان ترى بعينين اثنتين ، بل ان حتى حواسها الخمسة تغدو معطلة حين تلدغها عقرب الكراهية ، فتظل لا تعي ولا ترى ألا ما يوافق تلك النار ، لم يكن ل آش ذات الحكم على القبائل التي قتلت زوجها ، وحتى حين هجرتهم لم تغذي ابنائها على هذا الحقد ، فكيف اعتمر قلب ولدها ، الذي صار لا يستطيع ان يجامل من أحسنوا إليهم ، وكيف يجازف ويعود إلى واو ، التي قد يتربص به ثأرا هناك ، ومن أبناء جلدته لا ممن يخاف ويحذر .
الحلم بوطن مستقل تتحقق فيه المواطنة وتحفظ فيه الكرامة لكل إنسان، والاستفتاء كان أولى الخطوات التي يحلم بها الجميع ، ولكن شيئا يغفله الإنسان المناطقي ، وهو ان الشعور بالدونية لا يمكن ان تحميه القوانين ولا يمكن لألف استفتاء ان يزيح ما ترسخ به، ان الذي يحمل عقدة نقص كهذه لا يمكنه ان يصنع حرا ، ولا يبني جيلا واعيا ، سيظل يناضل من اجل ان يثبت للاخرين ذلك ، ناسيا ان نفسه لم تعرف ماهو الجدار الفاصل بين ان تكون حرا وبين ان تكون العكس
، صناديق مييورا المنحوسة، حددت مصير أولاده تماما ، فعلى الرغم من هروب اش بهم الى بقعة اكثر أمانًا، لكن بمجرد وفاتها ، انفرطت تلك المسبحة ، ليغامر الاخ بأسم الوطن الواعد والحرية التي لا يعرفها ، فيعود بأختيه ، ليزوج واحدة لرجل بلا هوية ولا انتماء ( اصرار بيتر الرحيل بعد الزواج الى اوربا أو اسرائيل) ،
كيف يتبنى فكرة الانفصال والدفاع عن وطن هو قرر سلفا انه غير مستعدا للدفاع عنه او التمسك فيه ( وكم يشبه هنا الكثير من دعاة الانفصال والتبعية في اوساط حكوماتنا ) فيما لم يكن ل جوانا اي رأي يعبر عن فتاة كبرت في كنف اسرة مختلفة عنها لكنها اكرمتها واحسنت تربيتها ، فلم يكن لها اي حنين او حتى دمعة للماضي الذي تركته خلفها ، مثلها مثل جوزيف وزوجته ، في الوقت الذي كانت لوشيا وحدها من ترى ما ينتظرهم ، فلم تبد مستعدة لانتظاره وغادرت قبل ان يتبين إن الانفصال كان فكرة مغامرين ، لم يكونوا مستعدين لها أساسًا.
في كل الرواية كانت لوشيا هي الخط المعتدل والذي يفكر بحكمه ، لكنه محكوم برابطة الاسرة وبضرورة الارتباط بكرم الله ان هي إختارت البقاء ، حتى هي لم تكن صاحبة قرارها ، ولم تكن تدرك حجم الوعي الذي تملكه ، وكذلك أغلب نساء مشرقنا ، يقال ان الادراك والوعي نقمه ، لأنه يجعل المرء مدركا لحجم الخطر المحدق به ، ويدرك أيضًا ما يمكن ان يتمخض عن كل خطوة يخطوها
، لكن في آش كان الامر مختلفا ، آش اجتازت خوفها بفطرتها ، مرة حين أتبعت نداء قلبها ، ومرة حين قادتها امومتها لتهرب بصغارها بعيدا عن مرمى النيران والاقتتال ، فلم يرث اي من أبنائها هذه الشجاعة ، وكأن المدنية شذبت فيهم الكثير ، وقص القانون اجنحة لوشيا، فكانت تفكر بعقلها أكثر من فطرتها ، كما كبل المجتمع ونظرته الفوقية كرم الله، وجعله سجين الاخرين ونظرتهم إليه فلم يستطع ان يكون نفسه
.
الرواية أبرزت أهم قضية في وجود الأنسان بعيدا عن كل ما تعرضت له من مواقف إنسانية واجتماعية وسياسية وأساطير وحكايات ، قضية الذات المرهونة بتقييم الآخر، لم يكن جوزيف حقيقيا في صورته إلتي عرفها الشيخ حسن ، فما ان عرف الطريق الى واو، حتى صار شخصا اخر ، جوانا شخصية ذائبة بين جوزيف وبيتر ، وحتى لوشيا كانت تشترط ردا من كرم الله او الموت ولم تدافع عن كينونتها ، لم يكن الجيل الاول افضل حالا، فلا آش ولا ميبورا ، كانا يدركان أنهما يدخلان لعبة أكبر، غير أن إبحار آش هو الاتجاه الوحيد الذي يبدو حقيقيا وحكيما ، فيما ظلت كل شخوص ورمزيات الرواية خاضعة لقانون جمعي يشترط ان لا تكون خارج السرب كي لا تأكلك الوحوش .
الإبحار عكس النيل ؟ رواية تخوض في صراع لا ينتهي ، وتحكي في تفاصيلها قصص لاخرين يشبهوننا تماما في رحلة البحث عّن ذاتٍ سنقبل بها ولو معطوبة ، لكنها لا تكتمل الا في أرض، ننتمي إليها ولو بمقدار شاهدة قبر
صديقتي فائزة هذه الرواية تستحق آكثر من قراءة واحدة ، تحتاج أكثر من تحليلا نفسيا وتاريخيا ، كما أنها تستحق ان يقرئها جميع سوقنا الغاطس في تشرذمه ،لعله يجد سببا ولو واحدا يدفعه لوقف هذا الاحتراق.
فلسطين الجنابي
:
كنت أريد أن أكتب عن رواية الإبحار عكس النيل دون حزن ، لأني كلما قربت الفكرة ،
طغت النهاية الحتمية لصراع بشري طبقي وعرقي ليقتل قصة حب كانت الخيط الوحيد الذي سيربط حزمة الحطب هذه ، لكن حتى هذا الحب لم يكن كافيا ، لتموت لوشيا فتقرر عنا جميعا ، أننا ورثة قابيل حقا ، حيث لا مكان للآيثار بيننا ولا نعرف كيف نضحي كما يجب لكي نهبط من بشريتنا الهائمة إلى أنسنة ، توقعنا أننا نعيشها مذ لحظة وجودنا على هذا الكوكب .
الان وبعد ان قررت ان احكي لكِ شجني عنها ومنها ، وجدتني مرة آش وفي أخرى لوشيا ، ومرات كثيرة وجدتني المعذب كرم الله المستسلم ، لا ادري أين قرئت يوما عبارة ، ان الشجن العربي واحد ، ولا اذكر كيف توصل لفهمي الان ان الابحار عكس النيل ، هو تغريبة من تغريبات شرقنا الاوسطي هذا ، ولا كيف وجدت صورة على شاهد قبر في مدينة هولندية ، لرجل يرتدي عقال وكوفية بيضاء ، الرجل كان يحمل اسم يوسف اسكندر حنا ، وهو من مسيح الموصل ، مات بعد وصوله الى منفاه الآمن بعام واحد ، كنت ربطت بين مصير لوشيا وهذا الرجل الذي ظل قبره يحمل زيا عربيا ليحكي تغريبة عاشها الرجل اكثر من مرة ، من مذبحة سيميل الى عودته مرة ثانية الى موطن الاجداد ومن ثم هذا المنفى الذي لم يمهله لتغريبة جديدة
، تنتهي لوشيا الى النهر ، مطهرنا من العذابات، مثلا صلاة صابئية، فيما تعتمر روح يوحنا المعمدان ، كرم الله ، وهو يصرخ بأسمها ، هكذا تُختم الرواية ، لتفتح باب من الاسئلة المتعلقة بصراع الانسان وأحقيته في إحقاق وجوده المعنوي والمادي والدفاع عن كينونته ، لا اعرف تحديدا متى بدء استرقاق البشر لبعضهم ،لكني أعرف انه الى الان هناك من يقبل الرق الاجتماعي والعقائدي وحتى العرقي على نفسه ، بل ويربط الحبل حول عنقه ،
قد نجد عذرا لجوزيف ولكل من ركب الباص من اجل العودة الى واو ، في رحلة طويلة كانت كافية لأجترار ذكريات حميمة واكثر حنوا في منفاهم في الخرطوم او الشمال ، لكن لم يكن هناك من يريد ان يتذكر شيئا غير الاقصاء والتهميش والعنف ، كأنهم يخافون الوقوع في فخ المغفرة ، فيعدلون عن طريق الهجرة هذا ،
لم تكن لوشيا اكثر وعيا منهم ، لكنها كانت عاشقة اذ كان هناك جزء كبير يمكن ان تتغاضى عنه ، بعين المحبة ، وحتى محبتها تلك كانت ناقصة الإدراك، هي كانت تعشق قوته الاجتماعية مقابل ضعفها فقط لكونها تختلف عنه عرقيا ، ما يجعلها في مرتبة ادنى منه، فكيف اذن يمكن ان يعشق الانسان شخصا لا يستطيع ان يعترف به كاملا على الملء ، ويخشى أن يحدثُ حبه خدشا في واجهته الاجتماعية ، الا يكون حبا كهذا محكوما بالإعدام، حتى وإن خلدته بإلف رسالة اعتراف ضمها صندوق ، لم يميز سقطة مفتاحه في النهر من صوت حصى . لذلك لم يعد للصندوق ، ولم يعد للوشيا غير موتتها تلك .
موت صديق وهو ينقذ صديقه، وعقدة أخيه هاشم وهو يحمل موته لكل من ينتمي للمعسكر الآخر ، في حكم اعمى ومطلق ، لا يتسق مع عمله في مكتب محاماة ، ولكن هي كذلك النفس البشرية ، لا يمكنها ان ترى بعينين اثنتين ، بل ان حتى حواسها الخمسة تغدو معطلة حين تلدغها عقرب الكراهية ، فتظل لا تعي ولا ترى ألا ما يوافق تلك النار ، لم يكن ل آش ذات الحكم على القبائل التي قتلت زوجها ، وحتى حين هجرتهم لم تغذي ابنائها على هذا الحقد ، فكيف اعتمر قلب ولدها ، الذي صار لا يستطيع ان يجامل من أحسنوا إليهم ، وكيف يجازف ويعود إلى واو ، التي قد يتربص به ثأرا هناك ، ومن أبناء جلدته لا ممن يخاف ويحذر .
الحلم بوطن مستقل تتحقق فيه المواطنة وتحفظ فيه الكرامة لكل إنسان، والاستفتاء كان أولى الخطوات التي يحلم بها الجميع ، ولكن شيئا يغفله الإنسان المناطقي ، وهو ان الشعور بالدونية لا يمكن ان تحميه القوانين ولا يمكن لألف استفتاء ان يزيح ما ترسخ به، ان الذي يحمل عقدة نقص كهذه لا يمكنه ان يصنع حرا ، ولا يبني جيلا واعيا ، سيظل يناضل من اجل ان يثبت للاخرين ذلك ، ناسيا ان نفسه لم تعرف ماهو الجدار الفاصل بين ان تكون حرا وبين ان تكون العكس
، صناديق مييورا المنحوسة، حددت مصير أولاده تماما ، فعلى الرغم من هروب اش بهم الى بقعة اكثر أمانًا، لكن بمجرد وفاتها ، انفرطت تلك المسبحة ، ليغامر الاخ بأسم الوطن الواعد والحرية التي لا يعرفها ، فيعود بأختيه ، ليزوج واحدة لرجل بلا هوية ولا انتماء ( اصرار بيتر الرحيل بعد الزواج الى اوربا أو اسرائيل) ،
كيف يتبنى فكرة الانفصال والدفاع عن وطن هو قرر سلفا انه غير مستعدا للدفاع عنه او التمسك فيه ( وكم يشبه هنا الكثير من دعاة الانفصال والتبعية في اوساط حكوماتنا ) فيما لم يكن ل جوانا اي رأي يعبر عن فتاة كبرت في كنف اسرة مختلفة عنها لكنها اكرمتها واحسنت تربيتها ، فلم يكن لها اي حنين او حتى دمعة للماضي الذي تركته خلفها ، مثلها مثل جوزيف وزوجته ، في الوقت الذي كانت لوشيا وحدها من ترى ما ينتظرهم ، فلم تبد مستعدة لانتظاره وغادرت قبل ان يتبين إن الانفصال كان فكرة مغامرين ، لم يكونوا مستعدين لها أساسًا.
في كل الرواية كانت لوشيا هي الخط المعتدل والذي يفكر بحكمه ، لكنه محكوم برابطة الاسرة وبضرورة الارتباط بكرم الله ان هي إختارت البقاء ، حتى هي لم تكن صاحبة قرارها ، ولم تكن تدرك حجم الوعي الذي تملكه ، وكذلك أغلب نساء مشرقنا ، يقال ان الادراك والوعي نقمه ، لأنه يجعل المرء مدركا لحجم الخطر المحدق به ، ويدرك أيضًا ما يمكن ان يتمخض عن كل خطوة يخطوها
، لكن في آش كان الامر مختلفا ، آش اجتازت خوفها بفطرتها ، مرة حين أتبعت نداء قلبها ، ومرة حين قادتها امومتها لتهرب بصغارها بعيدا عن مرمى النيران والاقتتال ، فلم يرث اي من أبنائها هذه الشجاعة ، وكأن المدنية شذبت فيهم الكثير ، وقص القانون اجنحة لوشيا، فكانت تفكر بعقلها أكثر من فطرتها ، كما كبل المجتمع ونظرته الفوقية كرم الله، وجعله سجين الاخرين ونظرتهم إليه فلم يستطع ان يكون نفسه
.
الرواية أبرزت أهم قضية في وجود الأنسان بعيدا عن كل ما تعرضت له من مواقف إنسانية واجتماعية وسياسية وأساطير وحكايات ، قضية الذات المرهونة بتقييم الآخر، لم يكن جوزيف حقيقيا في صورته إلتي عرفها الشيخ حسن ، فما ان عرف الطريق الى واو، حتى صار شخصا اخر ، جوانا شخصية ذائبة بين جوزيف وبيتر ، وحتى لوشيا كانت تشترط ردا من كرم الله او الموت ولم تدافع عن كينونتها ، لم يكن الجيل الاول افضل حالا، فلا آش ولا ميبورا ، كانا يدركان أنهما يدخلان لعبة أكبر، غير أن إبحار آش هو الاتجاه الوحيد الذي يبدو حقيقيا وحكيما ، فيما ظلت كل شخوص ورمزيات الرواية خاضعة لقانون جمعي يشترط ان لا تكون خارج السرب كي لا تأكلك الوحوش .
الإبحار عكس النيل ؟ رواية تخوض في صراع لا ينتهي ، وتحكي في تفاصيلها قصص لاخرين يشبهوننا تماما في رحلة البحث عّن ذاتٍ سنقبل بها ولو معطوبة ، لكنها لا تكتمل الا في أرض، ننتمي إليها ولو بمقدار شاهدة قبر
صديقتي فائزة هذه الرواية تستحق آكثر من قراءة واحدة ، تحتاج أكثر من تحليلا نفسيا وتاريخيا ، كما أنها تستحق ان يقرئها جميع سوقنا الغاطس في تشرذمه ،لعله يجد سببا ولو واحدا يدفعه لوقف هذا الاحتراق.