×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

هروب رمله العلوي

هروب رمله العلوي
 أمس مساءا كنت أجلس في كافيتريا . الكراسي معبئة بأشواق العاشقين واناقة العاشقات والمكان مليء بالعطور والإبتسامات ، الوجوه تلمع حبا ، العيون لاتعرف الخوف .على الموائد أشياء بسيطة شاي أو قهوة وعصائر . تناولت بسرعة ماطلبته وهممت بالخروج بنت اخي استغربت استعجالي وكأنني أهرب من شيء ، ألحت علي جدا لأجل ان نبقى قليلا وظلت تسأل مالذي ضايقك ؟؟؟قلت : أختنقت .
طلبت الفاتورة، دفعتها، خرجت بسرعة ملأت صدري بالهواء وكنت متيقنة ان وجهي لونه مائل الى الزرقة وعيني دمعها (حدر الجفن )
أحسست بيد من خلفي تسحبني كانت بنت اخي بنظرة براءة تسأل وتعاتب كل هذا ، رديت على تساؤلاتها ..، ليش؟؟!! ليش ماعشنا عمرنا مثل هالناس ؟ليش نخاف ؟
وعدت الى بيتي . حاملة معي كل العقد التي هربت منها

جئت وفي عقلي سُوَر من أسلاك شائكة وقلبي محاصر بحواجز خرسانية عملاقة وفي مسامعي أصوات صواريخ وقذائف وعبوات وفِي مشمي رائحة الدم وعلى عيني مر الموت الآف المرات جارّاً معه كل الخراب ، جئت أستجدي من بقايا العمر أيام لأطلق فكري وقلبي من سجانه ،جئت لأرى لون الورد وأشم رائحة الحياة ...عذرا فأني مازلت أخطو أول خطواتي وأحيانا أحبو فلا تلمني إن شككت أو ظننت أو تمسكت بذيل عباءة أمي خوفا كما الأطفال ،عفوا لأني لم أعرف للحب معنى الا قلق وخوف وموت . عفوا فأني عشت عمري كله محشوة بفكرة من يحب الوطن عليه أن يموت من أجله ليثبت حبه، عذرا لحالاتي الهستيرية ،عذرا لخوفي وعصبيتي وتوجسي فأنا لم أرَ للحياة لون غير لون الدم (،)