×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حين أكتب عن أمي أدرك أنني أمي

حين أكتب عن أمي أدرك أنني أمي
 بقلم/ وسيلة الحلبي*

ومر عيد الأم مرور الكرام، جميع شعوب العام مشغولة بفايروس كورنا وكيفية مكافحته والقضاء عليه. وفي زحمة الألم الذي نشعر فيه جراء هذا الوباء الذي لم ينج منه بلد انحيت جانبا لأبوح لأمي بما أحمله لها من حب كبير وشكر وامتنان لكل ما قدمته لي في حياتي، وهو عطاء لا ينضب، ولا يمكن للأحرف الأبجدية أن تعبر عنه أو تعطيه حقه من الاعتراف بالجميل.
"أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي، وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم، وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي!" ولكن أمي رحلت فجأة وخلال عشرة أيام فقط من مرضها.
رحمك الله يا أمي الحبيبة وأسكنك جنات النعيم. تعلمت منك الكثير. تعلمت منك العطاء. والوفاء. والإخلاص. والتضحية. والكرم. تعلمت منك المثابرة وقوة العزيمة والإرادة ومواجهة الصعاب.
تعلمت منك أن الحياة ممر. وأن الآخرة مستقر. تعلمت منك أن أعمل لدنياي كأني أعيش أبدا. وأن أعمل لآخرتي كأني أموت غدا ...
تعلمت منك يا أمي العطف على الفقراء. والرأفة بالأطفال. ومراعاة ظروفهم والصبر عليهم. وتفهمهم حتى يشعروا بالأمن والأمان. تعلمت منك احترام الكبار وتأدية حقوقهم في الاحترام والطاعة والزيارة والدعاء.
تعلمت منك أن أغلق فمي لأطعم أولادي. وأن أرثي ثوبي لأكسيهم بأجمل الملابس،
تعلمت منك أن أحبهم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. وأن أفديهم وأولادهم بروحي
تعلمت منك حب القرآن الكريم والتدبر فيه. تعلمت منك صلة الرحم وزيارة الأقرباء. والدعاء الدائم في ظهر الغيب لكل الناس. تعلمت منك الرحمة والمودة الخالصة دون مصالح.
تعلمت منك.......
تعلمت منك.......
تعلمت منك... .. الكثير الكثير الكثير
مهما كتبت عنك وفيك لا أوفيك حقك.فسامحيني على تقصيري معك، فالجنة تحت قدميك يا أمي، أرجو من الله أن تكوني راضية عني في حياتك وراضية عني قبل موتك.
وراضية عني وأنت في قبرك.فليس بعد رضاك إلا رضى الله، وليس بعد رضا الله إلا الجنة. كل يوم .. وكل دقيقة .. وأنت في رضى الرحمن يا أمي الحبيبة.
أمّي الحبيبة: مداد القلب لن يكفي... لو أكتب به لإرضائك... وخفق الرّوح لن يجزي... عبيرأ فاح بعطائك.


*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
*سفيرة الإعلام العربي
image