×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بقلم نور الموسوي ام محمدتقي وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا

 بقلم نور الموسوي ام محمدتقي وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا
 سليمة علي


بقلم نور الموسوي ام محمدتقي

ملاحظة كتبت هذا المقال مقصود اللهم ارزقنا مكارم الأخلاق في الدنيا والاخرة

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا

وناهيك في عظمة الأخلاق، أن النبي صلى الله عليه وآله أولاها عناية كبرى، وجعلها
الهدف والغاية من بعثته ورسالته، فقال:
(بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وهذا هو ما يهدف إليه علم الأخلاق، بما يرسمه من نظم وآداب، تهذب ضمائر الناس
وتقوم أخلاقهم، وتوجههم إلى السيرة الحميدة، والسلوك الأمثل.
وتختلف مناهج الأبحاث الخلقية وأساليبها باختلاف المعنيين بدراستها من القدامى
والمحدثين: بين متزمت غال في فلسفته الخلقية، يجعلها جافة مرهقة عسرة التطبيق
والتنفيذ. وبين متحكم فيها بأهوائه، يرسمها كما اقتضت تقاليده الخاصة، ومحيطه
المحدود، ونزعاته وطباعه، مما يجردها من صفة الأصالة والكمال. وهذا ما يجعل تلك
المناهج مختلفة متباينة، لا تصلح أن تكون دستورا أخلاقيا خالدا للبشرية.
والملحوظ للباحث المقارن بين تلك المناهج أن أفضلها وأكملها هو: النهج الاسلامي،
المستمد من القرآن الكريم، وأخلاق أهل البيت عليهم السلام، الذي ازدان بالقصد
والاعتدال، وأصالة المبدأ، وسمو الغاية، وحكمة التوجيه، وحسن الملائمة لمختلف
العصور والأفكار.
وهو النهج الفريد الأمثل الذي يستطيع بفضل خصائصه وميزاته أن يسمو بالناس فردا
ومجتمعا، نحو التكامل الخلقي، والمثل الأخلاقية العليا، بأسلوب شيق محبب، يستهوي
العقول والقلوب، ويحقق لهم ذلك بأقرب
وقت، وأيسر طريق.
هو منهج يمثل سمو آداب الوحي الإلهي، وبلاغة أهل البيت عليهم السلام، وحكمتهم،
وهم
يسيرون على ضوئه، ويستلهمون مفاهيمه، ويستقون من معينه، ليحيلوها إلى الناس حكمة
بالغة، وأدبا رفيعا، ودروسا أخلاقية فذة، تشع بنورها وطهورها على النفس،
فتزكيها وتنيرها بمفاهيمها الخيرة وتوجيهها الهادف البناء.
من أجل ذلك تعشقت هذا النهج، وصبوت إليه، وآثرت تخطيط هذه الرسالة ورسم أبحاثها
على ضوئه وهداه.
ولئن اهتدى به أناس وقصر عنه آخرون، فليس ذلك بقادح في حكمته وسمو تعاليمه، وإنما
هو لاختلاف طباع الناس، ونزعاتهم في تقبل مفاهيم التوجيه والتأديب، وانتفاعهم بها،
كاختلاف المرضى في انتفاعهم بالأدوية الشافية، والعقاقير الناجعة: فمنهم المنتفع
بها، ومنهم من لا تجديه نفعا