×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي مسرحية إكس طقس احتفالي في ستوكهولم

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي مسرحية إكس طقس احتفالي في ستوكهولم
 مسرحية إكس طقس احتفالي في ستوكهولم
فرقة مسرح مدينة ستوكهولم البيت الثقافي على مسرح أونجا كلارا تعرض مسرحية إكس إخراج المخرجة فرنانز أربابي تأليف ديمن عبدالله وفرناز أربابي وتمثيل أردلان اماعيل ،ئيفين أحمد، نضال فارس،انجليكا بريك،كارلوس روميرو،دافد أميسن،هناءعيد،ايزابيل ربويا،جيف ليندستروم،كلاس لاجرلوند، مالو زيلاكوس،ماريا صلاح،بابلو ونجر،بيانكا كروزيرو
في وسط صالة الانتظار يدخل الممثلون وهم يرحبون بقدوم الجمهور ويصافحون الجميع محاولة من البداية لكسر الحاجز والجدار الرابع الغير موجود اساسآ في هذه المسرحية دخلنا صالة العرض مع حشد من الشباب كجمهور وممثلين وجدنا انفسنا في عالم الشباب المبتهج وصالة المسرح اونجا كلارا تشبه صالة رقص وبعيدة عن معمارية المسارح التقليدية وكل أنوار المسرح مضاة إلا في فترات ومشاهد معينة والمسرحية عبارة ومحاولة من الجيل الجديد من الشباب للتعبير عن نفسه بايقاعه واسلوبه الخاص في تشخيص علل وامراض التمييز والعنصرية
ندخل الى صالة العرض الجميع يصرخ ويتكلم في مكان يوحي لعالم تسوده الفوضى غرف تتحرك على شكل عربات يحركها الممثلون وعمال المسرح غرفة حمراء مع الصليب يدخل شخص بغنج يمثل شخصية الملكة كريستينا ينادي بدخول الملك وفق حركة الحصان والملكة كريستينا تحاور وتجاملْ وتأخد صور سيلفي بواسطة الموبايل مع الجمهور ودخول مجاميع الممثلين مع كراسيهم وهم يتحاورون بلغة الببغاء وشخص يستعرض عملة ورقية فئة عشرين كرون سويدية ويطلب معرفة صاحبة الصورة في العملة الجميع لايعرف فقط واحدة تقول انها الكاتبة السويدية سلمى لاغر لوف وهي رمز لتحديد النسل، ويبقى السوأل التقليدي السويدي المتداول كثيرآ :منْ أي بلد أنت قادم؟ حتى لو عشت خمسين سنة في السويد وهذا يجرنا الى توصيف هل السويد دولة كولنياية واستعمارية ومشهد تحديد نسل الملوك من سنة ١٣٠٠ الى سنة ١٧٥٠ ومشهد الاسرة الملكية والحديث عن الدم الازرق وحالة العبيد . الممثل العراقي نضال فارس يدخل الى وسط الصالة ويعلن أنا جئت من العراق من بلد يسوده القتل ويسود الحديث والتعليق عن لون البشرة ولون الشعرْ والعيون واستعمال لغة عنصرية في وصف المهاجرين مثل سفارتس كله أي الرأس الاسود وبدأ حالة التمييز بسبب اللون ،ودخول مجموعة فتيات يمثلن الجيش السويدي واحدة ترفع العلم السويدي في مشهد كوميدي وكاريكاتيري ساخر يرقصون ويتبولون على الحيطان وواحدة تجبر احد المارة على رفع العلم السويدي وإلا سيجلد وهو يحاول الهروب من أداء المهمة .ومشهد ظهور الاطباء وتحديد مقاسات حجم الرأس والحديث عن السوسيال الجانب الاجتماعي والسياسي وكل المشاكل وقضية البناء والمستقبل وظهور غرف والجميع يختار الشعر المستعار والماسكات لتغيير لون البشرة واللون وتبقى الممثلة أنجليكا بريك تحاور حول وصف جمال شعرها الاسود والمُجعدْ ما رأيكم بلون شعري لكنه يبقى جميل ومع ذلك نحن هنا كلنا مجرد بشر ويبدأ الجميع يغنون ويرقصون من شعوب ومشارب الارض ويضعون باقات الورد فوق رؤوسهم وتبدأ مرحلة تحريك البيوت المربعة وتتحول الى جدار البعض يقف في الاسفل واخرين فوق الجدار وهم في مواجهة الجمهور نحن هنا بسبب هجرة الاباء والاجداد بسبب الحروب ينبري احد الممثلين ليعلن كيف هاجرت جدته ولم تلحق ان تقول سوى كلمة وداعآ واخرى كردية واخر ايراني واخر عراقي واخرى افريقية كلنا نبحث عن الحرية والامان بسبب الحروب والعنصرية البعض باع اولاده وبناته بالتبني ودخول شرطيين سويديين ويكون الحديث موجه من قبل الممثلين الى الجمهور عن الحرية ونبذ العنف والتمييز والتفرقة على أساس الجنس والعنصر واللون وفي ختام المسرحية تنقل لنا المخرجة فرنانز اربابي صورة الواقع اليومي في الشارع وحالة العنف والصراع مابين الشباب. وتبقى مسرحية إكس طقس إحتفالي جميل تشعر انك واحد منهم وانهم لايمثلون بل يستمتعون بالعرض نجد بهجتهم واحتجاجهم معآ وتلقائية لغة الحوار جيل من الشباب والشابات تحاول الامساك والحفاظ على جماليات العرض المسرحي الجديد وإمتزج العرض بالعنف والاحتجاج والتمرد ربما كل هذا الخليط المدهش من الثقافات المختلفة والمتنوعة تمتلك صرخة الاحتجاج على الحضارة الغربية بشكل تهكم مرير على العصر والحضارة وهي تسخر من بعض القيمْ ومع ذلك تحلم بالاندماج وبناء حياتها الحرة وحلم المستقبل المنشود والغاء ظاهرة التمييز بسبب اللون والعرق وفي بعض المشاهد والمواقف كنت كمتلقي أتمنى ان أشاركهم واحتج وأتمرد مع فريق الممثلين والمسرحية اوصلت رسالة الحب وعدم الغاءالاخر والمحور الاساسي للحياة وبناء حضارة خالية من العنصرية وهل هناك مدينة فاضلة هنا؟ اما الغرف والخزانات والصناديق المتحركة والتي تجري فيها الاحداث عبارة عن خزانات ومقابر يتحرك فيها البشر وهل يقاس ذكاء الناس من خلال حجم الرأس واللون لون البشرة والشعر؟ ومسرحية إكس تطرح مجموعة أسئلة وتستفز المتلقي وتتحاور مع المتلقي والكل يصرخ ويزمجرشكرآ للمخرجة فرناز اربابي وللكاتبة ديمن عبدالله ومولي وفرنانز ولكل الممثلين لقد هدمتم جدارالصمت والجدار الرابع في المسرحية وعشنا معكم في فضاء الحرية الكبير ونحن نشاهد أنفسنا في مرأة عاكسة ونستعرض تأريخ السويد من خلال الكوميديا السوداء الممزوجة بالضحك والبكاء ،وهل ممكن ان نغيير لون الشكل والبشرة لكي أكون مقبول ومناسب ومرحبْ بي في مثل هكذا مجتمعات وهل ممكن تغيير الواقع وهذا العالم الموبوء بفايروس العنصرية والتأريخ الاستعماري والمسرحية طرحت العديد من الاسئلة وننتظر الاجابةعليها وكيف نصل الى لغة التسامح والانفتاح ؟ والخطاب المسرحي
يتعرض للتأريخ والجغرافيا
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم
المقال منشور في موقع إيلاف ثقافات
الجمعة ٢٠١٥ أبريل نيسان
image

image
image

image
image