السُّفر الرمضانية. ليس للفقير منها نصيب
بقلم/ د. توفيق إبراهيم الكناني
ما إن يدخل شهر الخير والرحمة حتى يبدأ الإعلان عن الاستعداد له من خلال إفطار صائم، بحيث يُجهّز لها عمل دؤوب من الدعاية والإعلان، وكأنّ الأجر لا يكون إلا في رمضان وفي وجبات إفطار الصائم فقط، مع أن إفطار الصائم يُعدّ نوعاً من أنواع الصدقات بل مقربة إلى الله بالأعمال الصالحة.
إن إفطار الصائم بكل أشكاله وأصنافه وحالاته واقعٌ فيه الأجر، سواءً كان المُفطِر فقيراً أو غنياً أو بعيداً أو قريباً، إذ إننا الآن بحاجة لتصحيح المسار وتعديل الطريقة وتقنين العمل. إن الكثير من المتحمسين والمحتسِبين والمنسقين والمتصدقين يريدون الخير، ولكنه يذهب إلى الغير دون أن يصل إلى من يستحقها، وهذه هي السذاجة بعينها؛ فصناعة "الدروشة" ما زالت مستمرة يغذيها الاندفاع والتعاطف غير الواقعي.
وما أن يهلّ شهر الخير حتى يبدأ تقارب المطاعم من المساجد وخاصة القائمين عليها، ومد جسور الألفة والمحبة كي تبدأ رحلة السُّفر الرمضانية من أجل الظفر بالامتيازات. لقد تطورت السّفر الرمضانية وتغيرت لتأخذ منحى آخر، حيث تعدّى الأمر إلى أن وصل حدّ البذخ والإسراف وغيره، ونسوا وتناسوا بعض العواقب التي ينتج عنها مثل هذا العمل بدون تقني.
ويبقى التساؤل: من المستفيد من هذه السُّفر وإفطار الصائم؟ وماذا يترتب عليها؟
إذا ذهبنا إلى ما هو قريب من قبل، وما هو بعيد، لوجدنا أن المستفيد من هذا ليسوا أهل الحاجة، إنما أصحاب الأعمال والحرف بدون استثناء، واللبيب من الإشارة يفهم.
إن المطاعم والتي يعمل بها ٩٩% من أصحاب العمل لا يستحقون هذا؛ فالمال والصدقة متبادلة بينهم، فالمتصدق يدفع للمطعم الذي يعمل به أجانب ثم من بعد المطعم يذهب لهذا الغني القابع في المساجد والمحتسب المندفع المساعد ليقف بين الصفوف يراقب ما ينقص.
خاصة إذا عرفنا أن من أصناف المستفيدين الهندي والبوذي والهندوسي وغيرهم الذي شملتهم هذه السّفر وجعلتهم يستفيدون، ويُحرم منها الفقير والمسافر والمحتاج بسبب قلة الوعي والفهم، فيما وجبات إفطار الصائم والفقير الحقيقي خارج التغطية؛ وقد يكون الفقير قريباً من منزلك أو في منزلك، من يدري.
إن من المحتاجين من لا يسأل الناس إلحافاً، لأن عزة نفسهم تجعلهم متعففين. وبحسبة بسيطة، إذا كانت الوجبة ١٥ ريالاً للفرد الواحد، وقُدمت إلى ١٠٠٠ شخص، مضروبة في عدد أيام الشهر، سوف يظهر لنا ما يقارب النصف مليون ريال طبعاً هناك، هذا على حساب مطعم واحد أو إثنين، ناهيكم عن بعض الوجبات لها سعر يعتمد على حسب طلبها، وقد تكون أغلى من ذلك.
وهذه لا تحتاج لحصيف؛ فمن يمرّ من أي شارع فيه مطعم أو مطبخ سيجد لوحة أسعار إفطار الصائمين بفئتها وأصنافها، وفي الواقع يستفيد من هذا الأمر، شركات ومؤسسات لتصريف منتجاتها بكميات كبيرة وبالتالي تذهب إلى من لا يستحق إجمالاً. إن هذا الأمر يساعد على الإسراف والبذخ والاستهلاك الذي له آثاراً سيئة، منها:
1- كثرة الاستهلاك، ما يجعل السلعة غير متوفرة أو سعرها مرتفع.
2- كثرة النفايات الغذائية والتي تنتج عن بقايا وفضلات إفطار الصائم والوجبات.
3- زيادة الاستهلاك على المواد البلاستيكية والتي تستخدم في هذه الوجبات.
4- النفايات الغذائية والبلاستيكية التي تضر بالبيئة، وامتلاء الطرق والممرات منها، وخصوصاً بالقرب من المساجد.
5- عدم الاستفادة من هذه السّفر لمستحقيها الحقيقيين.
6- مضاعفة عمل البلديات والأمانة وإهدار الطاقات.
وهذا غيض من فيض؛ فلو سُخرت هذه الصدقات على الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الدولة، وجعلوا هذه الأموال والصدقات في حساب تلك الجمعيات ليستفيد منها الفقير والمحتاج الحقيقي طوال العام أفضل من هدرها في شهر واحد.
فأجر سنة أفضل من أجر شهر يُطعم به مسكيناً أو يسدّ به حاجة فقير، وهناك برامج خيرية كثيرة لدى الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية مثل: مساعدة أسرة على الإنتاج أو صرفها في مساعدة الشباب على الزواج وغيرها، وهذا يعود على المجتمع بالخير والنفع، لكونها تلامس حاجة الفقير والمحتاج والمعوز من الناس، لأن المواطن هو الأولى والأهم، وإذا دققنا من الأقرباء أو الأصدقاء مَن هم حتماً أوْلى بالمعروف.
ولكيلا نذهب بعيداً، للوافد أيضاً كل الترحيب والتقدير، ولكنه في الواقع، هو الغني المستتر، وأغلب الوافدين يعملون ويملكون متاجر وأعمال وحرف، وبالتالي ليس هو الأوْلى من غيره.
إن الوعي لهذه الأمور لا بد أن تكون نصب الأعين، وعلينا ترك العواطف التي لا نجني منها إلا شوكاً، ويضل الخير ويبقى ويستمر ولكن في ركن المسجد بماء وتمر ولبن لابن السبيل أو غيره، بعيداً عن الإسراف والتسمي.
ما إن يدخل شهر الخير والرحمة حتى يبدأ الإعلان عن الاستعداد له من خلال إفطار صائم، بحيث يُجهّز لها عمل دؤوب من الدعاية والإعلان، وكأنّ الأجر لا يكون إلا في رمضان وفي وجبات إفطار الصائم فقط، مع أن إفطار الصائم يُعدّ نوعاً من أنواع الصدقات بل مقربة إلى الله بالأعمال الصالحة.
إن إفطار الصائم بكل أشكاله وأصنافه وحالاته واقعٌ فيه الأجر، سواءً كان المُفطِر فقيراً أو غنياً أو بعيداً أو قريباً، إذ إننا الآن بحاجة لتصحيح المسار وتعديل الطريقة وتقنين العمل. إن الكثير من المتحمسين والمحتسِبين والمنسقين والمتصدقين يريدون الخير، ولكنه يذهب إلى الغير دون أن يصل إلى من يستحقها، وهذه هي السذاجة بعينها؛ فصناعة "الدروشة" ما زالت مستمرة يغذيها الاندفاع والتعاطف غير الواقعي.
وما أن يهلّ شهر الخير حتى يبدأ تقارب المطاعم من المساجد وخاصة القائمين عليها، ومد جسور الألفة والمحبة كي تبدأ رحلة السُّفر الرمضانية من أجل الظفر بالامتيازات. لقد تطورت السّفر الرمضانية وتغيرت لتأخذ منحى آخر، حيث تعدّى الأمر إلى أن وصل حدّ البذخ والإسراف وغيره، ونسوا وتناسوا بعض العواقب التي ينتج عنها مثل هذا العمل بدون تقني.
ويبقى التساؤل: من المستفيد من هذه السُّفر وإفطار الصائم؟ وماذا يترتب عليها؟
إذا ذهبنا إلى ما هو قريب من قبل، وما هو بعيد، لوجدنا أن المستفيد من هذا ليسوا أهل الحاجة، إنما أصحاب الأعمال والحرف بدون استثناء، واللبيب من الإشارة يفهم.
إن المطاعم والتي يعمل بها ٩٩% من أصحاب العمل لا يستحقون هذا؛ فالمال والصدقة متبادلة بينهم، فالمتصدق يدفع للمطعم الذي يعمل به أجانب ثم من بعد المطعم يذهب لهذا الغني القابع في المساجد والمحتسب المندفع المساعد ليقف بين الصفوف يراقب ما ينقص.
خاصة إذا عرفنا أن من أصناف المستفيدين الهندي والبوذي والهندوسي وغيرهم الذي شملتهم هذه السّفر وجعلتهم يستفيدون، ويُحرم منها الفقير والمسافر والمحتاج بسبب قلة الوعي والفهم، فيما وجبات إفطار الصائم والفقير الحقيقي خارج التغطية؛ وقد يكون الفقير قريباً من منزلك أو في منزلك، من يدري.
إن من المحتاجين من لا يسأل الناس إلحافاً، لأن عزة نفسهم تجعلهم متعففين. وبحسبة بسيطة، إذا كانت الوجبة ١٥ ريالاً للفرد الواحد، وقُدمت إلى ١٠٠٠ شخص، مضروبة في عدد أيام الشهر، سوف يظهر لنا ما يقارب النصف مليون ريال طبعاً هناك، هذا على حساب مطعم واحد أو إثنين، ناهيكم عن بعض الوجبات لها سعر يعتمد على حسب طلبها، وقد تكون أغلى من ذلك.
وهذه لا تحتاج لحصيف؛ فمن يمرّ من أي شارع فيه مطعم أو مطبخ سيجد لوحة أسعار إفطار الصائمين بفئتها وأصنافها، وفي الواقع يستفيد من هذا الأمر، شركات ومؤسسات لتصريف منتجاتها بكميات كبيرة وبالتالي تذهب إلى من لا يستحق إجمالاً. إن هذا الأمر يساعد على الإسراف والبذخ والاستهلاك الذي له آثاراً سيئة، منها:
1- كثرة الاستهلاك، ما يجعل السلعة غير متوفرة أو سعرها مرتفع.
2- كثرة النفايات الغذائية والتي تنتج عن بقايا وفضلات إفطار الصائم والوجبات.
3- زيادة الاستهلاك على المواد البلاستيكية والتي تستخدم في هذه الوجبات.
4- النفايات الغذائية والبلاستيكية التي تضر بالبيئة، وامتلاء الطرق والممرات منها، وخصوصاً بالقرب من المساجد.
5- عدم الاستفادة من هذه السّفر لمستحقيها الحقيقيين.
6- مضاعفة عمل البلديات والأمانة وإهدار الطاقات.
وهذا غيض من فيض؛ فلو سُخرت هذه الصدقات على الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الدولة، وجعلوا هذه الأموال والصدقات في حساب تلك الجمعيات ليستفيد منها الفقير والمحتاج الحقيقي طوال العام أفضل من هدرها في شهر واحد.
فأجر سنة أفضل من أجر شهر يُطعم به مسكيناً أو يسدّ به حاجة فقير، وهناك برامج خيرية كثيرة لدى الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية مثل: مساعدة أسرة على الإنتاج أو صرفها في مساعدة الشباب على الزواج وغيرها، وهذا يعود على المجتمع بالخير والنفع، لكونها تلامس حاجة الفقير والمحتاج والمعوز من الناس، لأن المواطن هو الأولى والأهم، وإذا دققنا من الأقرباء أو الأصدقاء مَن هم حتماً أوْلى بالمعروف.
ولكيلا نذهب بعيداً، للوافد أيضاً كل الترحيب والتقدير، ولكنه في الواقع، هو الغني المستتر، وأغلب الوافدين يعملون ويملكون متاجر وأعمال وحرف، وبالتالي ليس هو الأوْلى من غيره.
إن الوعي لهذه الأمور لا بد أن تكون نصب الأعين، وعلينا ترك العواطف التي لا نجني منها إلا شوكاً، ويضل الخير ويبقى ويستمر ولكن في ركن المسجد بماء وتمر ولبن لابن السبيل أو غيره، بعيداً عن الإسراف والتسمي.