سأكون عشيقتك الليلة قصة قصيرة فاطمة مندي
فاطمة مندي
سأكون عشيقتك الليلة قصة قصيرة فاطمة مندي هن.....ااااااك, وابعد.. ربما تطوى الارض لقدمي الحافيتين, سأحل سكون ذاكرتي, وسأتلف كل خطايا أنوثتي, سأفتح قلاع خيبر, وحصن هودا, سأنكس رايات الافرنج الحمراء تحت ذراعيك الواهيتين, انت من اضرمت النار لكي تكوى, لا تلمني, فالغد القادم كسرب طيور الزرق, ستندم بكل ما اوتيت من قوة لعشقي, سأحبك وليس كل النساء, فأنا مجنونة اذا احببت, ولكن توقى من جنون النسوة اذا عشقن, سأحرق كل ما تريد تصفيفه من اوراق. كان ذلك حلما يراودني كلما اذهب لبيت خالي في اسيوط, اسمع تلك الكلمات ايام طفولتي, لكنني لم احفظ منها شيئاً, سوى كلمات تقفز كقط على كرة من خيوط الحياكة. من يصدق ما سأقصه, ليكن.. فليس من المهم ما سوف تصدقون, لكنني سأبرم الحروف كجدائلي عندما كانت امي تصفصف شعري وانا في سنتي الثالثة الابتدائي. كنت اسمع حفيف الاشجار المكتظة في بستان خالي كلما انام في غرفة جدتي, اسمع صوته كناقوس كنيسة قبطية, ارفع رأسي قبالة النافذة الصغيرة, اتفحص وجهه الابيض على ضوء القمر المكتمل, يرمي من خلال النافذة كلمات عشق, لم افهما في ذلك الحين, لكنها كانت تفرحني, توقظني من سباتي الطويل, فأكتم سر رؤياي. في الصباح كنت العب مع بنات خالي لعبة " حادا راجا بادا رجا" فأرى اثار حصانه الابيض يختم الارض, تصطنع الابتسامة في شفتي كما لو انها الان لجنونه المتواصل. لم فشي ذلك السر حينما افشيه الان , ان ذلك الفارس هو ذلك المجنون, الذي يتخطى عتبة اوراقي, فكلما اهرب منه, اشعر انني اذهب اليه, لقد تخطت صورته مفاهيم مخيلتي, فأنا بدأت ارسم نصف وجهه بمخيلة اطلالي القديمة كقصر زهرة الربا. ما زال يلاحقني, لم تكن الرؤيا من تلاحقني, بل ذاكرتي ما زالت تحتفظ بأوراقها, ما الذي افعله, فهو يعشق كل شيء في وجهي, لكنه لا يعلم انني ارى وجهه كل يوم في صفائح اوراقي, سأكتم السر, فهو لا يملك سوى حصان ابيض وتعلو على صدره وردة حمراء كوجنتي فتاة صغيرة. قال لي ذات مره عندما كنت اتصفح اوراقي, وكان كعادته يخرج من بين طيات الورق كريشة طاووس, ربما اموت فأنا جئت من عالم طفولتك البريئة, وما زلت احتفظ بفتوتي, انا اراعيك, احميك, سأجعل منك امرأة تغيظ منها نساء العالم, سأحرك يدك التي تمسك القلم واراقصها على مسرح اوراقك, ثم نستمع سوية لموسيقى ياني, او لبتهوفن الخامسة, فهي تعطي شعورا باللذة الابدية, سأصنع منك امرأة تسبح في نسيم النيل الازرق, انا علاء دينك, افركي المصباح, كلما تناغمت بك الوحدة في عالم الضجيج. سأحل عليك ضيفا في اوقات فرغك الموحش, قوليها لي فأنا انتظر موتا منذ عهد رمسيس الاول, قوليها فليس لكل العالم اذان تصغي.. انا عشيقتك الليلة, فالموت ينتظرني. لم اوجز في نفسي خيفة من كلماته, فهي تسحرني كسحرة فرعون في يوم الزينة, لكنني ما زلت احتفظ بعصا خالي في اسيوط, لكي تلقف ما يسقط من اوراقي, ربما سأخوض ذلك العشق فهو يستحق من اجلي كل شيء, الليلة سأقول له, سأدخله في نيران لم تحرقه يوما من الايام انها نيران انوثتي.