×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

Najoie Kalaany ‏ هدأة الرّوح

Najoie Kalaany ‏   هدأة الرّوح
 Najoie Kalaany


هدأة الرّوح

يوم جلست أمّي على طرف سريرها تداعب شعري
لم أنتبه أنّ أظافرها كانت حبلى بالدّم.
أمّي التي كانت تغسل بدلة أبي الكاكيّة
وشراشف الرّجراج
أسندت إلى ذاكرتي حبّات النيل الزّرقاء
ليبقى الأبيضُ أبيضَ

أبي الكاريزما الغامضة
يجرح حيائي حين كان يُفتن بصوتي
في ذلك الماضي السّابح بفنجان بدّاوي
وقهوة سميرة توفيق الطافحة بالهال

فستاني البريء من قصره
المشغول بيقظة الأزمنة
لم ترحمه يدي من ضمّه إلى جسدي
في هدأة اللحظات

قصائد موريس عواد
في أعباب الجندي ورسائل أرزيل
تغطي عريّ البراري القابعة في روحي
تقيم تلة بطول قامتي
تظلل عيوني الدّابقة بصفرتها
وتغل في روائح الطيون

وجهها جدتي..
وجهها في تعقب خطواتي
عيونها في انحلال الحسرات ساعة الفراق
سيجارتها التاطلي الممصوصة بين أصابعها
تلفظ آخر أنفاسها بين شفاه رعت القُبل في زغب أعمارنا

قطار البارحة صفارته تناديني
يعود ليأخذني إلى افتنان الماضي
أهبط في رعشات الضوء البعيد
أتعمّد في ينبوعي الأول
أفتش عن أقحوان أبيض
تتساوى بتلاته بين أصابعي وهي تبوح لي بأنّه يحبّني
ألتحم مع انحدار الزّمن ينكشف قوس قزح
لا طوفان يا ابنتي
كلّ الخير شحّ
( نجوى القلعاني ) في 7 / 1 / 2015