السؤال منى منصور مصر
السؤال منى منصور مصر
اخيرا دخلت بيتها ..كان يومها شاقاً .. هذا السرب من الموظفين يتقاعس عن مهامه اذ ما تهاونت في المتابعة والاشراف عليهم ، تنزع عن وجهها ذلك التجهم الرابض لمن يحاول التبسط معها او الاقتراب من نظرةعينيها التي تغطيها سحابة داكنة من نظارة طبية تخفي حيرة تتعلق بأهدابها سنوات طوال ، تنساب خيوط شعرها المعقوص تحت وخز (توكة) لم تغير لونها من فترة طويلة ، تشهق تحت الماء المتساقط علي جسدها المتعب ، قطرات الماء تداعب صندوق الذكريات الحمام الدفء يريح الاعصاب .. تتذكر مقولته المعتادة ..
ينثر بكفه ذرات ماء يغترفها من موج البحر علي وجهها ..تستقر في عينيها .. فتصرخ وتحاول ان تتباعه و تعبر تلك الامواج المتلاحقة لكن قصر قامتها يمنعها من المحاولة وتغطيها زبد اخري فتختفي تحتها .. يسرع اليها ينتشالها ويحملها علي ذراعيه حتي الشاطيء .. يشتعال السعال وهي تحت شلال الماء فيخرجها من الرؤي التي تدركها كلما انفردت بمرآة روحها .
تمشط شعرها وتتركه طليق .. تعد كوب من الشاي و تضعه بين كفيها التماسا لبعض الدفء ، هامسا يقول :
- مضطر ان اقبل عرض العمل بالخارج لكني لا استطيع ان اعدك بشيء فظروفي لا تسمح لي الا ان اتمني لك كل خير .
تحاول ان تخرج من صدمتها ببعض التريث تسأله :
- اي ظروف التي تجبرك علي ان تنهي حبنا الكبير .
يعود لصمته .. يتلعثم ببعض الحروف :
- سؤال لم اسأله لكِ لكني وجدت له رد عندي
بتعجب :
- اي سؤال ، لا تجعل من نفسك قاضي وتجعل مني متهم و تحرمني حتي ان ادافع عن نفسي
بعين دامع متألما يقول :
- لستِ متهمة حبيبتي بل الظروف .
- لتصارحني ولنكون اقوي من الظروف
يقف حزينا يحتضن كفها ويقبلها باكيا وينصرف
اخيرا دخلت بيتها ..كان يومها شاقاً .. هذا السرب من الموظفين يتقاعس عن مهامه اذ ما تهاونت في المتابعة والاشراف عليهم ، تنزع عن وجهها ذلك التجهم الرابض لمن يحاول التبسط معها او الاقتراب من نظرةعينيها التي تغطيها سحابة داكنة من نظارة طبية تخفي حيرة تتعلق بأهدابها سنوات طوال ، تنساب خيوط شعرها المعقوص تحت وخز (توكة) لم تغير لونها من فترة طويلة ، تشهق تحت الماء المتساقط علي جسدها المتعب ، قطرات الماء تداعب صندوق الذكريات الحمام الدفء يريح الاعصاب .. تتذكر مقولته المعتادة ..
ينثر بكفه ذرات ماء يغترفها من موج البحر علي وجهها ..تستقر في عينيها .. فتصرخ وتحاول ان تتباعه و تعبر تلك الامواج المتلاحقة لكن قصر قامتها يمنعها من المحاولة وتغطيها زبد اخري فتختفي تحتها .. يسرع اليها ينتشالها ويحملها علي ذراعيه حتي الشاطيء .. يشتعال السعال وهي تحت شلال الماء فيخرجها من الرؤي التي تدركها كلما انفردت بمرآة روحها .
تمشط شعرها وتتركه طليق .. تعد كوب من الشاي و تضعه بين كفيها التماسا لبعض الدفء ، هامسا يقول :
- مضطر ان اقبل عرض العمل بالخارج لكني لا استطيع ان اعدك بشيء فظروفي لا تسمح لي الا ان اتمني لك كل خير .
تحاول ان تخرج من صدمتها ببعض التريث تسأله :
- اي ظروف التي تجبرك علي ان تنهي حبنا الكبير .
يعود لصمته .. يتلعثم ببعض الحروف :
- سؤال لم اسأله لكِ لكني وجدت له رد عندي
بتعجب :
- اي سؤال ، لا تجعل من نفسك قاضي وتجعل مني متهم و تحرمني حتي ان ادافع عن نفسي
بعين دامع متألما يقول :
- لستِ متهمة حبيبتي بل الظروف .
- لتصارحني ولنكون اقوي من الظروف
يقف حزينا يحتضن كفها ويقبلها باكيا وينصرف