×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

طفلك في المدرسة بقلم : سارة طالب السهيل

طفلك في المدرسة بقلم : سارة طالب السهيل
 

بواسطة رئيس التحرير -نشرت في 20 ديسمبر, 2014 - مع 0 تعليق
طفلك في المدرسة بقلم : سارة طالب السهيل

من أوائل الجمل التي تعلمناها في المدرسة بعد جملة أنا إسمي فلان أنا بالصف الفلاني جملة أنا أحب مدرستي و بما أن من المؤكد أنني فلان و أنني فعليا بالصف الفلاني إلا أنه ليس اكيد أنني أحب مدرستي
الحب ليس جملة تحفظها و يقنعوك بها
الحب مشاعر بالروح و القلب و العقل تنتج عن تفاعلات حصلت في نفسك بناء على أقوال وأفعال و احداث صدرت من الشخص أو الشيء الذي أحببته. ..
و بما أن الموضوع الذي اخترت الحديث عنه هو كيف تحفز طفلك على الدراسة أو المذاكرة فبالطبع سيكون الحب هو فقرتنا الأولى التي سنمر من خلالها لنعبر لباقي النقاط التي لا تقل أهمية و مما حفزني لكتابة هذا الموضوع الحالة الخاصة تنتاب كل أسرة بها طفل فى مرحلة الدراسة مع بداية كل عام جديد ؛ والمعاناة المستمرة بسبب اطفالهم ، نجد حالة من التوتر والعصبية داخل كل المنازل ، وتزداد الحالة مع زيادة عدد الأبناء فى المراحل الدرسية المختلفة . والسؤال الذى يجب على الوالدان ان يجيبوا عليه هو كيف يحببون اطفالهم فى الدراسة ؟! خاصة مع وجود أطفال قد يكرهون الدراسة كحالة نفسية بسببها تزداد حالات الهروب من. الدراسة ؛ سواء الهروب من المدرسة أو الهروب من المذاكرة بحجة النوم ، أوالجوع عندما نطالبهم بالمذاكرة ، وتكون النتيجة فشل دراسى وهبوط فى المستوى وتأخر عن زملائهم . وهنا يثور السؤال الذى أطرحه عبر المقال هو كيف تحبب طفلك بالدراسة؟!

وهنا يجب التركيز على البداية وهى المحافظة على الحالة النفسية للطفل وخاصة فى المراحل التعليمية الأولى لنحببه بالدراسة والمدرسة ، فالحالة النفسية للطفل من أهم العوامل المؤثرة فى تفوقه الدراسى وحبه للمدرسة ؛ وتركيز كل أب وأم على الحالة النفسية لأطفالهم والإهتمام بها تنعكس بصورة مؤكده على تحصيلهم الدراسى بشكل أو بآخر ، وهذه تختلف حسب السن والمرحلة الدراسية التى بها الطفل .

فمع بداية مرحلة دخول الطفل للحضانة يجب على الوالدان الإهتمام باستعداد الطفل النفسى للحضانة فنبدأ معه قبل دخول الحضانة بفترة لاتقل عن ثلاث أشهر نعلمه النظام والإهتمام بالوقت ، وتحديد ساعات للنوم بشكل منتظم على الا تقل ساعات نومه عن ثمانى ساعات متواصلة ليلا وتحديد ساعات لمشاهدة التلفاز واللعب ، وعدم استخدام الحضانة كنوع من العقاب ، تعريفه بأهمية الحضانه وانه سيجد أصدقاء يلعبون معه وعليه ان يسمع كلام المشرفات بالحضانة ، ونترك لخياله العنان ليقول ما يتخيله ومايتمنى يجده بالحضانه ، وان نعرف اهتماماته وما يحب ويكره ، كما تحديد مواعيد منتظمه للطعام ، وشراء الرسومات ليقوم بتلوينها و بعض النشاطات التي تمهد لإلتحاقه بالحضانه و تدربه على الإلتزام شيئاً فشيئاً و المسؤولية حسب سنه وما تتحمل قدراته بتلك المرحلة العمرية .

ونبدأ معه قراءة القصص القصيرة لنعوده على حب القراءة ، ثم نبدأ المرحلة الأخيرة لتجهيزه للحضانه باشراكه فى عملية شراء احتياجاته للحضانة مثل كراسة الرسم والألوان وحتى شنطة الحضانه والعابه التى يمكن يأخذها معه للحضانه ، وتعويده على الإستيقاظ مبكرا. ومع بداية ذهابه للحضانه يجب ان تقوم الأم باصطحابه للحضانة والبقاء معه لفترة ولو قصيرة يوميا حتى يبدأ فى التاقلم مع المكان الجديد ، وتكوين صداقات مع زملائه بالحضانة ، ومع عودته من الحضانة يجب الإستماع لكل مايقوله باهتمام شديد وتركه يروى ويتحدث عن كل مايريد دون مهاجمته أو رفض أو تشكيك فيما يقول حتى ولو كان مايقوله من الخيال ، ومعرفة المشاكل التى يعانى منها وحلها له أول باول ، والحرص على عدم ذكر اخطاء المشرفات أمامه حتى ولو وجدت حتى لايبدأ لديه حالة من الرفض لهم وللحضانة ؛ مع تسهيل كل الأمور له .ومن ثم مشاركته في حل الواجبات مع التركيز على عدم الغاء الفترات المحددة الخاصة باللعب أو مشاهدة التلفاز حتى لايتركز فى عقله الباطن ان الدراسة والحضانه تحرمه مما يحب أو تعود .

تعريف الطفل كيف يتعامل مع زملائه وتكوين صداقات معهم من خلال التعامل السليم بصورة فيها مودة وحب ، تعويده على عمليه المشاركة وأن يكون اجتماعيا مع الجميع بالمدرسة وخلق لغة التحاور معه ومعهم . يجب على الوالدان تفهم خصائص كل مرحلة عمرية يعيشها الطفل والتعامل على اساسها فكل مرحلةعمرية تكون للطفل احتياجات ورغبات خاصة ونمو عقلى بصورة معينة ومفردات لغوية خاصة بكل مرحلة عمرية والتى تختلف ايضا حسب الجنس من ولد أو بنت فلكل منهما اهتماماته الخاصة إلى حد ما. ومن هنا على الوالدان التعامل على اساس هذه المعطيات حتى يستطيعوا يحببوا الطفل بالدراسة . يجب على الوالدان الإهتمام بنوعيات الأطعمه التى يتناولها طفلهم فهى تؤثر على عملية التركيز والتعلم وهو ما اثبتته أحدث الدراسات والأبحاث العلمية فى هذا المجال ومن هنا أجد هناك ضرورة كبيرة للجوء الوالدان لمراجعة المتخصصين فى مجالات التغذية وتأثيرها على التركيز والعملية التعليمية بصورة أو بأخرى .
تعليم الطفل الإعتماد على نفسه من خلال تعويده على ارتداء ملابسه بنفسه وتجهيز جدوله الدراسي وشنطة المدرسة ليلا وعند عودته من المدرسة وبداية موعد المذاكرة ماذا يبدأ الأول حتى يشعر بذاته ومسؤليته واختياره . وتعويده على كيفيه البعد عن والديه فترة دون خوف تعويده على الإنصات للغير لفهم مايقوله ليتعلم سماع شرح مدرسيه واحترامهم ، تقبل الفشل والخطأ وعدم تكراره له . مع تعريف الطفل وتحبيبه بالعالم الداخلي للمدرسة، والمدرسين وزملائهم والحديث عنهم بصورة شيقة بها ود وتفائل ، تعريفهم بالتجارب الشخصية المفيدة والجيدة الخاصة بالمدرسة بالنسبة للوالدان ، الإهتمام بالأيام الأولى بالمدرسة لأنها مهمه فى واساسية فى اخراج الطفل من عالمه الخاص لعالم الدرساة والمدرسة ، زيادة عملية التخفيز لدى الطفل وجذبه لحبهم من خلال اختيار الأطعمه المحببه للطفل أو الملابس المثيرة لهتمامه وربطها بايام الدرسة حتى نجعل يكون فى حالة انتظار لأيام الدراسة .

مع انتقال الطفل لمرحلة الدراسة الإبتدائية (التعليم الأساسى) تبدأ مرحلة جديدة ومهمة لأنها فى الحقيقة هى بداية الدراسة الفعلية فيجب أن يزيد تركيزنا على تعويد الطفل النظام واحترام المواعيد وتعريفه أهمية التعليم ونبدأ معه المرحلة الأولى للتعليم وهى خلق لديه حب القراءة من خلال بعض كتب تعلم كتابة الحروف وتعريفه كيف يمسك القلم ليكتب به فى كراسته ونشركه ايضا فى شراء أغراضه الخاصة بالمدرسة ، نزرع فيه تحمل المسئولية من خلال افهامه اهمية المدرسة والدراسة وان كل منا لديه عمل خاص يقوم به كل يوم فوالده يذهب للعمل ليأتى بالمال ووالدته تذهب للعمل بالإضافة لقيامها بأعمالها فى المنزل وتجهيز الطعام وان عليه هو ايضا عمل هو الدراسة والتعلم ، ترك لخياله العنان ليضع صوره لأصدقائه وتعامله معهم ، اصطحابه للمدرسة وخاصة مع اليوم الأول حتى يطمئن ولايحدث لديه توتر وخوف من المدرسة وحياته الجديدة ، السؤال عنه بشكل مستمر والتحدث مع مدرسيه وتعريفهم طبيعته وما يحب ويكره حتى يعرفوا كيفيه التعامل معه وتحببيه فى الدراسة ، وإخبار مدرسيه بتعريفه بمتابعة والديه له وانهم على اتصال دائم بهم لمعرفة اخباره حتى يزداد احساسه بالآمان ووجود والديه معه معنويا ، وعندما يعود من المدرسة نعرف مادار معه طوال اليوم الدراسى وطمئنته ومشاركته المذاكره ، والتركيز على مايقوله عن الدراسة ومدرسيه ، الإسراع بحل مشاكله مع زملائه والمدرسين والمشرفين بالمدرسة فورا . وفى حالة وجدنا لديه كره للمدرسة والدراسة نعرف الأسباب فاذا كانت سبب كره للمدرسة الإستيقاظ مبكرا للذهاب للمدرسة فسببه عدم أخذه كفايته من النوم فيجب زيادة فترات نومه مثلا ، محاولة خلق حب المدرسة من خلال ايجاد الحافز لإهتمام بالدراسة عن طريق مثلا الهدايا لتحفيزه على التفوق الدراسى ، تخصيص يوم اسبوعيا للخروج فى نزهه مع باقى افراد الأسرة ، محاولة البحث عن اهتماماته الخاصة وهواياته وتشجيعه عليها وتخصيص وقت لمزاولتها ومشاركته كلما أمكن ذلك مثل ممارسة رياضة السباحة أو كرة القدم ، أو الغناء أو العزف أو غيرها من المهارات المختلفة التى تنمى مواهبه الإبداعيه .

خلق المناخ الملائم داخل البيت للدراسة من خلال وضع اضاءة مناسبة له فى غرفته للمذاكرة ، ووضع مكتب وكرسى خاص به ، محاولة تنويع جدوله اليومى حتى لايشعر الطفل بالملل من الدراسة والمدرسة وتجديد نشاطه بشكل مستمر ، توفير وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الكومبيوتر والنت حتى يستخدمه ولكن يكون تحت رقابة الوالدان بدون أن يشعر بذلك حتى يستفيد منها دون أضرارها ومخاطرها المعروفة ، وفى نفس الوقت تعريفه بأهمية الكتاب وأنه اساس المعرفة والعلم رغم العصر الذي نعيشه والذى ابعدنا عن الكتاب بصورة كبيرة .

وفى حالة حدوث هبوط فى مستوى الطفل أو فشله دراسيا يجب عدم تأنيبه بشكل مستمر أو معايرته أومقارنته بغيره من اخوته أو اقاربه أو زملائه المتفوقين ، بل علينا أن نعرف الأسباب فقد تكون أسباب طبية فعلينا الذهاب لطبيب لعلاجها أو نفسية فعلينا معرفتها أيضا والتعامل معها أو اسباب ترجع للمدرسة أو زملائه أو مدرسيه فعلينا تلافيها ، ليعود لتفوقه الدراسى . فكل شخصية لها مفتاح خاص للتعامل معها حتى نستطيع توجيهها الوجهه الصحيحة فكذلك الطفل يجب علينا معرفة مفتاحه الخاص واستخدامه فى توجيهه حتى نحببه فى الدراسة والمدرسة . احيانا يكون الخوف سببا فى كره الطفل للدراسة فعلينا ان نعرف سبب خوفه ونتعامل معه لنخلصه منه بشكل سريع .

واعتقد ان ماذكرته هو جزء من اشياء كثيرة لابد لكل اسرة أن تقوم بها لتحبب طفلها بالدراسة والمدرسة من اجل تفوق دراسى ونجاح .

سارة طالب السهيل
كاتبة و باحثة