×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ماكتبه الزميل الفنان الشاعر والكاتب الكبير الاستاذ قاسم البديري .في غلاف مجلة الآداب والفنون. مجلة الآداب والفنون . ماجد .مابين هندسة الطيران وهندسة الغناء. بقلم: قاسم البديري

ماكتبه الزميل الفنان الشاعر والكاتب الكبير الاستاذ قاسم البديري .في غلاف مجلة الآداب والفنون.  مجلة الآداب والفنون .  ماجد .مابين هندسة الطيران وهندسة الغناء.  بقلم: قاسم البديري
 ماكتبه الزميل الفنان الشاعر والكاتب الكبير الاستاذ قاسم البديري .في غلاف مجلة الآداب والفنون.
image

مجلة الآداب والفنون .

ماجد .مابين هندسة الطيران وهندسة الغناء.

بقلم: قاسم البديري

لم اتعود في يوم ما ان اكتب عن شخص ما دونما اجد شيء في داخلي يحفزني إلى مسك الورقة السمراء،والقلم السوفت..لأطرز ما يحلو من كلمات لمن يستحقها..حينما كتبت عن الفنان (كريم منصور) في جريدتي التي اغلقتها بعد ان فقدت اولادي الثلاث(طيور اخرتي أمام الله) ..حتى لا استجدي التموين من الأحزاب..وأكون بوقا مشروخا لهم ..وعلى أثر ذلك..اخترت موهبتي الثانية..الا وهي الرسم بكافة مدارسه،إضافة إلى اسلوبي الذي تميزت به حسب آراء زملائي..اخترت الرسم وانا ابن الشعر حيث غنى لي (يأس خضر وحسين نعمه وقاسم اسماعيل ومهدي العاشق وسهى عبد الامير وفريدة وحبيب الدوركي واديبه وتضامن ونضال وسليم سالم ونجاح عبد الغفور وعلي حافظ وعبد الرحمن علي وناظم البصري و منذر النعمان وفرق بصرية)ومجاميع المطربين الكبار في الأغاني الوطنية..وقدمت لي الاوبريتات والمسرحيات تاليفا. حيث لاقت نجاحا لا بأس به....
انا لست بصدد عرض مواهبي،..لكن بصدد من يستحق مني الان ان اكتب عنه وبكل معزة وفخر..نتيجة متابعتي لمسيرته..وقد شغلني كثيرا.كيف يمكن لي أن اكتب عنه بصياغة جديدة.تختلف عما كتبه الآخرين من الاحبة الاجلاء ونشر في الصحف المحلية والعربية..فرحت بما كتبوا.وتناولوا معظم العناوين التي غرد بها واطرب الانسان العراقي والعربي.ومن مختلف اجناسهم وطبقاتهم ولنقل مذاهبهم وقومياتهم..وصوته عبر قساوة الصحراء وقمم الجبال وجنون البحار..دون توسط أحد..واسطته..إبداعه واختياره المتاني..دون اسفاف أو اقل مما يتمناه. لانه أدرك الذائقة.واصبح جسرا لمن سبقوه او الذين هو معهم خطوة بخطوة..وقد سبق خطاوي بعظهم بكل ثقة..ولهم في صدره منزلة كبيرة.
.الذي اتناوله مجموعة احاسيس في روح واحدة.يحترم الماضي ومتاعبه.والقلق الذي ادمن عليه هو مالم يبارحه مذ خطواته الأولى في اغنية(المشكلة) والتي هي مشكلته مع الجديد..واشتهرت على الرغم من رفض قيادة التشكيل الموسيقي المهم انذاك بصوته ونصحوه بالابتعاد..ونسوا خجوله الشرقي من شهرتهم وتاريخهم الموسيقي في العراق..
وهو في ذلك الزمن في عمر(طيور الحب) ومعاهد نفسه بأن يتحرر من قفص القيود .ليعيش دون خوف أو تردد...رفضهم لم يثنيه عن موهبته..فجناحيه الصغيرتين .استبدلهما بحناحي النسر.ليحلق بهما إلى مساء أرحب.
. هذا ماتعلمه من هندسة الطيران..
وهناك مواهب كثيرة قد دفنت بسبب رفض اللجان المختصة.لأنهم لا يملكون ارادة التحدي.. الا ان ماجدا وضع أمام عينيه بدايات......
.العندليب عبد الحليم حافظ
.والفنان حسين نعمه
.والفنان نبيل شعيل
ولربما هناك أسماء أخرى ملكت الإرادة وأصبحت ذا شأن..هذه الاسماء شجعته على التحدي ليكون...ليصبح ممن تشتاقه القلوب والعيون..
ليؤسس..ويكون الفنان ماجد المهندس
.( شركة الخيول) اكرمته مهرة التحدي.ليدخل الميادين دون
رمح أو درع أو سيف.وإنما ليدخل بحنجرة لا تخدش الاذن..وتحترم الذائقة السمعية
.ألبوماته الثمانية..من تدفق نبع صوته..وصوته يختزن الكثير لما بقي من عمره في العطاء الراقي..وكل البوم له نكهة تختلف عما سبق..حتى لا يحدث التشابه ويسبب الملل.
.بعد ان استقر صوته..احب ان يعيد أمجاد من سبقوه دون أن ينقص من عطاء أحدهم..لكون الجيل الجديد معظمهم لا يحبذون أصوات الماضي لنقص الإعلام عنهم..الماضي المشحون بالحب والصدق والقيود التي لا نستطيع الإمساك بها الان..
الجيل الجديد يبحث عمن يشرع لهم الابواب..حتى لا تكون حجر عثرةامام انفتاحهم..دون حدود ودون شعور....فمتى ما ترتكز أعمارهم ويشاهدوا طيشهم اللامدروس..عند ذلك يانبون انفسهم ..و يلومواالشعراء والفنانين ممن لم يرشدوهم الى الصواب في اختياراتهم
.ماجد. ومن هو بنفس سعة أفقه أدركو ذلك...وسيأتي اليوم الذي يبحثون عن كنوز عطاءهم الجيل الذي لم يشعر بهم عندما لم يبلغوا سن النضوج.
.اذا مثلما مطربي الستينات والعصر الذهبي في السبعينات يعيشون معنا الآن..سيعيش ماجدوزملاءه في ذاكرة المستقبل بإذن الله.
.الجميل في مهندس الطيران..لم يبقى على نمط واحد.وانما تنوع في الاداء لأكثر من شاعر وملحن وموزع محلي كان أو خليجي او المصري..وربما سيكون نتاج مغربي(وهذا ليس غريبا على الفنان المهندس)
.الحدث الذي أصيب به ماجد..اقلقه جدا من خلال تقرير الحكيم الذي أشرف على علاجه..حين طلب منه(ترك الغناء)،ليحبط في داخله الحلم الذي تمناه ..والذي هو بديل عن ما لم يظفر به من استقرار في حياته الخصوصية.
مع نفسه ..تذكر الماضي..والصعوبات التي لو لم يكن فيها صاحب ارادة..لانتهى مذ تلك الصدمة الاولى.
. توجه بصفاء نية خالصة ويقلب أبيض إلى الديار المقدسة(وشكى وبكى وتمنى حتى غفى)كما الطفل بين أركان الديار المقدسة..ليصحوا معافى دون شعور..ويشكر الله والرسول..ومن وقفوا معه في محنته..فكيف يرد الفضل بمواقفهم؟
و في محنته لم ابتعدت عنه وجوه شاركهم في خبزة الحب وعشرة العمر وطيبة الخاطر..ولا يذكره ممن محسوبين على اعلام بلده الأم ..الذين وقفوا له ان يكون وفيا لوقفتهم...وهذه رسالة للتاريخ.
. الغربة صنعت منه انسان ..لا يشبه الانسان المسير بإرادة الاغبياء..وخاض في موهبته كل المحافل الدولية..ونال على أثر جهوده جائزة الأوسكار في مهرجان الفديو كليب.

.حمل في معظم المهرجانات العلم العراقي دون حماية أحد..وهناك ممن يمثلون الوطن..ولم يحملوا على صدورهم الخاوية من الوطنية خارطة العراق....
.وفاءا لحليب امه ..وماء الفراتين..وأصدقاء طفولته..ومعلميه الاوائل..وزملائه في الوسط الفني..اقسم على نفسه ان يرد الجميل..وان يشاركهم الحزن والمرض..والفرح..والانكسار والانتصار..وان يكون سباقا دون بهرجة الإعلام..ليضع يده بيدهم بكل فخر..ليثبت أنه ابن هذه الأرض.
(المهندس)لم يغمض له جفن دون أن يتفقد من يستحقون وقفته وشجاعته..لان الكريم شجاع..
كيف اذا ياسادتي يامن لا يعجبكم العجب ان يكون موقف العراقي النبيل بشاكلة الفنان الأصيل.....
(ماجد المهندس)
وفي الختام اقول......
لتصدك اليبغي الثرى ماجد
ولا يوم بسهوله يصير ماجد
لكن من يجود الكرم ماجد
أطير من الفرح صبح ومسية
image
image