×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

محادثات أستانة تختتم اليوم.. وسقف التوقعات منخفض

محادثات أستانة تختتم اليوم.. وسقف التوقعات منخفض
 بدأت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، امس، جولة مفاوضات غير مباشرة بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري. وجلس وفد النظام مع وفد المعارضة المسلحة على طاولة واحدة فقط في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات، برعاية روسيا وتركيا وإيران وحضور أميركي فاتر، والتي ستستمر حتى مساء اليوم فقط ويصدر عنها بيان ختامي في حال توافق عليه المجتمعون، وسط توقعات «متواضعة»، إن لم تكن متشائمة، في إمكانية التوصل إلى حل أو وثيقة نهائية.
وأشارت مسودة البيان الختامي للمحادثات، وفق ما نشرت «سبوتنيك»، إلى ضرورة إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار وضمان التنفيذ الكامل له. وتضمنت أيضاً دعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة في محادثات جنيف المقبلة. وتعهدت الدول الراعية للمحادثات بقتال تنظيم «داعش» الإرهابي و«جبهة النصرة» بصورة مشتركة، مشيرة إلى ضرورة فصلهما عن الجماعات الأخرى.
ودعت الدول الراعية إلى بدء محادثات بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
في المقابل، أكد أحد أعضاء وفد المعارضة سعيد نقرش في تصريح لـ «سبوتنيك» الروسية أن مباحثات يوم امس تطرقت لوقف إطلاق النار وتنفيذ البنود 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن الدولي 2254 فقط. ورفض الوفد صياغة أي مبادئ سياسية في البيان الختامي وضرورة حصره بتثبيت وقف إطلاق النار، كما رفض ذكر أي دور لإيران كضامن لوقف إطلاق النار.

علوش: وقف النار أولاً
وخلال الجلسة الافتتاحية قال رئيس وفد المعارضة محمد علوش إن المعارضة تتطلع إلى تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، وتطبيق انتقال سياسي يبدأ برحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه. وفي كلمة مسربة نشرت على الإنترنت بعد قطع البث المباشر للجلسة، أكد علوش ثوابت المعارضة المتمثلة في وقف نزيف الدم السوري عبر تثبيت فوري لوقف النار في جميع الأراضي السورية، وتجميد العمليات العسكرية بشكل كامل للبدء بتنفيذ البعد الإنساني وفق الاتفاق المنصوص عليه والقرار الدولي ذي الصلة لتخفيف معاناة السوريين. وأوضح أن هذا التطور سيشكل ورقة قوية للدفع إلى عملية سياسية جادة لانتقال سياسي حقيقي وفق المرجعيات الدولية وبيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومحددات مؤتمر الرياض للمعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات و«تبدأ برحيل بشار الأسد والطغمة الحاكمة معه وكل من تلوثت يداه بالدم السوري».
وفي سبيل تنفيذ ذلك، طالب علوش ببذل جهود دولية لإخراج كل الميليشيات المتصلة بإيران المقاتلة في سوريا، سواء العراقية أو اللبنانية منها أو تلك التابعة للحرس الثوري الإيراني. وأشار إلى ضرورة ضم تلك الميليشيات لقائمة الإرهاب الدولية، موضحاً أن وجود الميليشيات المقاتلة مع النظام يساهم في استمرار سفك الدم السوري ويعرقل أي فرصة لوقف النار.
ونفى علوش أن يكون وفد المعارضة جاء إلى أستانا من أجل تقاسم سلطة أو بحثا عن نفوذ، ولكنه جاء لإعادة سوريا إلى الحياة، مطالبا بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، خصوصاً 13 ألف معتقلة يحتجزهن النظام تعسفا. وقال «أتينا الى هنا لتثبيت وقف اطلاق النار كمرحلة، ولن نذهب الى الخطوات التالية اذا لم يتحقق هذا واقعا على الارض».

الجعفري والإرهابيون
من جانبه، قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إنه يتطلع إلى هدنة لفترة محددة للفصل بين من وصفهم بالإرهابيين وبين التنظيمات الراغبة في المصالحة على حد قوله. وذكر الجعفري أن «ما تأمله دمشق من اجتماع أستانا هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة في التوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة، وبين تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما» من جهة اخرى.

تعهد باستمرار القتال
وبعدما تحدث الطرفان لاسابيع عن مفاوضات مباشرة، اختارت فصائل المعارضة في اللحظة الاخيرة عدم الجلوس وجهاً لوجه مع النظام. وأكد أسامة أبوزيد، وهو متحدث باسم وفد الفصائل، أن هذه الفصائل ستواصل القتال في حال فشلت المحادثات. وقال «إذا نجحت الطاولة فنحن مع الطاولة. لكن إذا لم تنجح للأسف فلن يكون لنا خيار غير استمرار القتال».
وأشار إلى أنه لا محادثات مباشرة في أول جلسة تفاوضية. في وقت قال الجانب الروسي إن تركيا ستتولى نقل وجهة نظر النظام إلى وفد المعارضة، في حين ستتولى إيران نقل وجهة نظر وفد المعارضة إلى النظام. وكان رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، أعلن رفض مشاركة تركيا في حوار أستانا، في حين جددت طهران تمسكها بعدم مشاركة واشنطن في تلك المحادثات.
أما حول ما يمكن مناقشته في اللقاء، فقد قال يحيى العريضي،ضمن وفد المعارضة لـ «رويترز»، ان الوفد لن يدخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين المحصارين، والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات.
وتابع قائلاً: «النظام السوري له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا. إذا كان النظام السوري يعتقد أن وجودنا في أستانا استسلام منا فهذا وهم».
وكان مصدر في الوفد الروسي إلى أستانا أكد مشاركة العسكريين الروس في المفاوضات، وقال في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك ان نائب رئيس إدارة العمليات العامة الجنرال ستانيسلاف حاجي ماغوميدوف سيترأس الجانب الروسي في الشق العسكري من المباحثات.
وكان رئيس وفد المعارضة محمد علوش اعتبر أن رغبة روسيا في الانتقال إلى دور «محايد» بدلاً من دورها القتالي تعرقلها إيران والنظام السوري. (استانة – ا ف ب، الجزيرة نت ورويترز)