ياسر الياسري لـ «الراي»: «في الوقت الضائع» ... جمعتُ سعد الفرج وسلوم حداد
| حاوره فيصل التركي |
لدينا شح كبير في الإنتاج ونأمل أن تصل غزارة الإنتاج السينمائي إلى مستوى الدراما التلفزيونية
باستثناء «إيمج نيشن» و«الدوحة للأفلام»... ليس لدينا في الخليج شركات مهمة للإنتاج السينمائي
لكل عمل خصوصيته... لكن تبقى السينما مصدر الفخر والاعتزاز لصنّاعها
سأعود إلى «الفيديو كليب»... انطلاقتي في الفن بدأت من هناك
النجاح الجماهيري ليس دليلاً على جودة العمل... ولم تحز كل الأفلام الممتازة رضا الجمهور
«جمعتُ سعد الفرج وسلوم حداد... (في الوقت الضائع)»
هذا ما كشف عنه المخرج العراقي الشاب ياسر الياسري، الذي انتهى أخيراً من إخراج الفيلم الروائي الطويل «في الوقت الضائع»، معبراً عن غبطته بمشاركة كوكبة من العمالقة والنجوم في هذا العمل، منهم الفنان الكويتي القدير سعد الفرج والفنان السوري الكبير سلوم حداد، إلى جانب مرعي الحليان ومنصور الفيلي، وغيرهم الكثير من الفنانين الشباب.
الياسري أماط اللثام في حواره مع «الراي» عن ملامح العمل، مشيراً إلى أن قصة الفيلم مقتبسة من مجموعة قصص للشاعر الكبير كريم العراقي، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الفيلم سيكون غزيراً بالمتعة والتشويق، لا سيما في ظل وجود أبطال كبار لهم ثقلهم في الساحة الفنية الخليجية والعربية. واعتبر أنه «ليس من السهل أن يلتقي عملاقان من طراز سعد الفرج وسلوم حداد في عمل سينمائي واحد، ولكننا نجحنا في ذلك»، مؤكداً بالقول: «قدّم فريق العمل أفضل ما لديه من مهارات وجهود حثيثة لإظهار الفيلم في أبهى صورة، وبالتالي يبقى التوفيق من عند الله».
الياسري تطرق أيضاً في سياق حديثه إلى إمكانية عودته إلى الفيديو كليب، وهو الذي تولى إخراج العديد من الكليبات الغنائية لكبار الفنانين في المنطقة، كاشفاً عن إخراجه لأغنية جديدة للفنان العراقي وليد الشامي، والتفاصيل في ما يأتي:
في البداية، هل لك أن تحدثنا قليلاً عن عملك السينمائي الجديد «في الوقت الضائع»؟
- الفيلم روائي طويل، وهو من تأليفي وإخراجي، في حين تولت شركة «إيمج نيشن» مهمة إنتاجه، وقصة الفيلم مقتبسة من قصة قصيرة نسج خيوطها الشاعر الكبير كريم العراقي، ويعد الفيلم تجربة جديدة بالنسبة إليّ في الفن السابع، وأتمنى أن تثمر بالنجاح وتكون حجراً يضاف إلى عملية البناء في السينما الخليجية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام. ولقد حاولت بمعية فريق العمل من ممثلين وفنيين وتقنيين أن يظهر هذا الفيلم بنتيجة إيجابية ومرضية للجمهور، بحيث يشاهدون فيلماً ذا قيمة عالية، يحمل في ثناياه عناصر متنوعة وغزيرة بالمتعة، حيث جرى تصويره في مدينة دبي على مدى شهر ونصف الشهر، ونحن الآن في المراحل الأخيرة، تمهيداً لعرض الفيلم في دور السينما خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وما قصة الفيلم، وكيف تدور أحداثه وتفاصيله؟
- تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي ممتع، حول 4 من المسنين الذين يقضون ما تبقى من أيام حياتهم هائمين على وجوههم في دار للعجزة، لا يملكون سوى أحلام اليأس التي تجنح بهم إلى عالم الخيال تارة، وتلقيهم إلى واقع البؤس تارة أخرى، قبل أن تتبدل أحوالهم على نحو دراماتيكي، عندما يرث أحدهم مبلغاً كبيراً من المال، ليخرجوا من هذه الدار ولتدب فيهم روح الشباب من جديد.
كيف استطعت أن تجمع كل هذا الكم من النجوم وعمالقة الفن الخليجي والعربي في عمل سينمائي واحد، لا سيما الفنان الكويتي القدير سعد الفرج والفنان السوري الكبير سلوم حداد؟
- بصراحة، أنا أيضاً كنتُ أسأل نفسي كثيراً قبل الشروع في كتابة النص عن إمكانية جمع كل هؤلاء العمالقة والنجوم، فليس من السهل أن يكون سعد الفرج وسلوم حداد ومرعي الحليان ومنصور الفيلي وهم أبطال من مواقع مختلفة في فيلم واحد، إلى جانب الفنانين الشباب أمثال فؤاد علي وليلى عبدالله وسامر إسماعيل وأيمن قنديل، ولكن حالفنا الحظ والحمد لله ويبقى أن التوفيق من عند الله، فقد تمكنا من إقناع الجميع بالمشاركة. فما إن انتهيت من تأليف النص، حتى أرسلت نسخة منه إلى الفنان الكبير سلوم حداد، الذي أبدى تفاعله الشديد ورغبته الملحة بتجسيد دور البطولة فيه، الأمر الذي شجعني كثيراً وأعطاني دفعة معنوية كبيرة للتحدث مع فنانين آخرين من طراز الفنان سعد الفرج وغيره من الفنانين الكبار.
إلى أي مدى تراهن على نجاح العمل؟
- لا يخفى على أحد، خصوصاً صنّاع السينما، أن نجاح العمل يعتمد على أمور عديدة، أبرزها جودة النص ومضمونه، عطفاً على براعة الممثلين والفنيين، إضافة إلى حجم الإنتاج والتوزيع وغيرها من الأمور الأخرى، فلكل عنصر من هذه العناصر دور مؤثر وبالغ الأهمية في تكوين العمل المقدم، ونحن حرصنا منذ البداية على ضرورة اكتمال كل أركان النجاح، ليكون العمل ناجحاً على الصعيد الجماهيري من جهة، ومن جهة أخرى يكون ناجحاً على صعيد النقاد، وفي النهاية فإن فريق العمل قدم أفضل ما لديه من مهارات وجهود حثيثة لإظهار الفيلم في أبهى صورة، وبالتالي يبقى التوفيق من عند الله.
وأود أن أشير أيضاً إلى أنه ليس بالضرورة أن نجاح الفيلم جماهيرياً هو دلالة على أنه عمل ممتاز، كما أن العكس صحيح فلم تحز كل الأفلام الممتازة النجاح الجماهيري، فأحياناً يكون هناك عمل سينمائي كبير نصاً ومضموناً، ولكن توقيت عرضه كان في وقت خاطئ، أو أنه لم يتم توزيعه على دور السينما بشكل جيد، لذا فإن التوقيت والتوزيع إضافة إلى عدد مرات العرض وفي دول متعددة له أهمية قصوى في تحديد مقياس النجاح.
كم استغرقت مدة التحضير للفيلم؟
- في بادئ الأمر كان الفيلم عبارة عن كتاب يحوي مجموعة من القصص القصيرة التي أهداها إليّ الشاعر الكبير كريم العراقي، إذ شاءت الصدف أن ألتقيه قبل 3 سنوات تقريباً، ليحكي لي شفهياً حكاية قصيرة للغاية ولا تتجاوز السطرين من إحدى هذه القصص، لكن وبالرغم من قصرها إلا أنها نسجت في مخيلتي فيلماً سينمائياً مدته ساعتان، ومنذ ذلك الحين حاولت جاهداً أن أضع الأحداث والحبكة الدرامية لهذه القصة، حتى تفتقت ملامحها بشكل جميل، فواصلت مهمة التحضير للفيلم لمدة 9 شهور تقريباً بمعية فريق العمل، إضافة إلى شهر ونصف هي مدة التصوير.
كيف كان تعاونك مع شركة «إيمج نيشن»؟
- لا شك أن التعاون مع شركة «إيمج نيشن» هو حلم بالنسبة إليّ ولكل صانعي الأفلام في المنطقة، لا سيما أنها شركة عالمية مرموقة ولها ثقلها واسمها المعروف عالمياً، حيث أنتجت الكثير من الأفلام التي حازت جوائز الأوسكار في محافل سينمائية عدة، ونافست بقوة في شباك التذاكر حول العالم، وهي بالتأكيد من الشركات الإنتاجية الرائدة في مجال السينما، ولم تدخر الشركة دعماً لتجربة «في الوقت الضائع»، خصوصاً أنها سخرت كل الإمكانات وبسخاء كبير، فضلاً عن توفيرها لأحدث الأجهزة والمعدات التي تستخدم في سينمات متطورة للغاية مثل «هوليوود» و«بوليوود» وغيرهما، بغية ظهور الفيلم بمستوى عالٍ.
ومتى سينطلق عرض الفيلم؟
- من المرجح أن يُعرض الفيلم خلال الأشهر القليلة المقبلة، وعرضه مقترن بعملية الإنتاج والمونتاج والموسيقى التصويرية وهندسة الصوت والتلوين وغيرها من الأمور الفنية والتقنية الأخرى، فلا بد أن يأخذ كل عمل من هذه الأعمال الوقت الكافي لدرء الأخطاء.
وهل لديك النية للمنافسة به في المهرجانات السينمائية الخليجية أو العالمية؟
- المهرجانات السينمائية هي إثراء كبير لصنّاع الأفلام، وأنا حظيت بحصة جيدة من المشاركة في المهرجانات من خلال فيلمي السابق «الضوء الدامس»، الذي شارك في أكثر من 40 مهرجاناً عربياً وعالمياً. ولكن بالنسبة إلى فيلم «في الوقت الضائع»، فقد رأيت أن يكون موجهاً للجمهور وللمهرجانات في آن معاً، بمعنى ألا يكون الفيلم خاصاً بالمهرجانات فقط وألا يكون تجارياً بحتاً.
في رأيك، ما الأهم لصناعة عمل سينمائي قوي، هل ضخامة الإنتاج، أم النص الجيد، أم براعة الممثلين؟
- أولاً جودة النص، ثم احترافية الممثلين، يليهما الأمور الفنية والإخراجية والتقنية، فلا بد أن تعمل كل هذه العناصر باحترافية شديدة وبشكل متناغم مع بعضها. فلو كان أحد هذه العناصر «نشاز»، فسوف ينعكس ذلك بالسلب على فريق العمل بأكمله، تماماً مثل فرقة الأوركسترا التي تعزف مقطوعاتها بشكل منتظم، وكل عضو فيها يؤدي فقرته الموسيقية بدقة وإتقان، من دون أن يخرج أحدهم عن النوتة الموسيقية.
على الرغم من غزارة الإنتاج في السينما الخليجية، إلا أننا لا نرى سوى بضعة أعمال ناجحة، فأين يكمن القصور بالضبط؟
- على العكس تماماً، فلا توجد لدينا غزارة في الإنتاج، بل هناك شح كبير، فنحن نأمل أن تصل غزارة الإنتاج السينمائي إلى مستوى الإنتاج الدرامي التلفزيوني، فالسينما الخليجية لا تزال تحبو ببطء شديد في هذا المجال، كما أن أغلب الأعمال الموجودة في الساحة الخليجية هي نتاج اجتهادات شخصية ولم يتم تمويلها من شركات معروفة. أضف إلى ذلك، أنه ليست لدينا في الخليج شركات مهمة سوى «إيمج نيشن» إلى جانب مؤسسة الدوحة للأفلام، فضلاً عن عدد قليل جداً من الشركات والمؤسسات التي دارت عجلاتها أخيراً في الطريق الصحيح، عبر إنتاج أعمال مهمة ترتقي إلى المستوى المأمول، ولكننا نتطلع دائماً إلى الأفضل، لأن نجاح الأعمال السينمائية في الخليج له انعكاسات إيجابية متعددة، أبرزها أنه يعود بمردود مادي جيد على المنتجين، ما يدفعهم إلى مضاعفة الإنتاج شيئاً فشيئاً، على غرار السوق السينمائية في الإمارات التي شهدت حالة من النهضة والانتعاش خلال العامين الأخيرين.
قدمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ما الأقرب منها إلى نفسك؟
- لكل عمل خصوصيته ورونقه وذكرياته الخاصة به، فلا أستطيع أن أحدد عملاً بعينه، لكن تبقى الأعمال الروائية الطويلة دائماً هي الأقرب لصنّاعها، لما للسينما من سمو فني كبير يشعر صانعه بالفخر والاعتزاز، وأنا أشعر الآن بالفرحة العارمة لأنني حققت أحد أحلامي من خلال فيلم «في الوقت الضائع»، الذي يعد أول فيلم روائي طويل في مشواري الفني.
بعيداً عن بلاتوهات الفن السابع، توليت أيضاً إخراج العديد من الكليبات الغنائية مع مطربين خليجيين وعرب، فما جديدك على صعيد الفيديو كليب؟
- في الحقيقة أنا توقفت لفترة عن إخراج الفيديو كليب، فيما عدا أنني قمت بإخراج فيديو كليب وحيد لإحدى الأغاني الجديدة للفنان وليد الشامي، حيث انصب تركيزي في العام الماضي على تحضير وتصوير فيلم «في الوقت الضائع»، وإن شاء الله سأعود بعد فترة إلى عالم الفيديو كليب، خصوصاً أن انطلاقتي في الفن بدأت من هناك
لدينا شح كبير في الإنتاج ونأمل أن تصل غزارة الإنتاج السينمائي إلى مستوى الدراما التلفزيونية
باستثناء «إيمج نيشن» و«الدوحة للأفلام»... ليس لدينا في الخليج شركات مهمة للإنتاج السينمائي
لكل عمل خصوصيته... لكن تبقى السينما مصدر الفخر والاعتزاز لصنّاعها
سأعود إلى «الفيديو كليب»... انطلاقتي في الفن بدأت من هناك
النجاح الجماهيري ليس دليلاً على جودة العمل... ولم تحز كل الأفلام الممتازة رضا الجمهور
«جمعتُ سعد الفرج وسلوم حداد... (في الوقت الضائع)»
هذا ما كشف عنه المخرج العراقي الشاب ياسر الياسري، الذي انتهى أخيراً من إخراج الفيلم الروائي الطويل «في الوقت الضائع»، معبراً عن غبطته بمشاركة كوكبة من العمالقة والنجوم في هذا العمل، منهم الفنان الكويتي القدير سعد الفرج والفنان السوري الكبير سلوم حداد، إلى جانب مرعي الحليان ومنصور الفيلي، وغيرهم الكثير من الفنانين الشباب.
الياسري أماط اللثام في حواره مع «الراي» عن ملامح العمل، مشيراً إلى أن قصة الفيلم مقتبسة من مجموعة قصص للشاعر الكبير كريم العراقي، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الفيلم سيكون غزيراً بالمتعة والتشويق، لا سيما في ظل وجود أبطال كبار لهم ثقلهم في الساحة الفنية الخليجية والعربية. واعتبر أنه «ليس من السهل أن يلتقي عملاقان من طراز سعد الفرج وسلوم حداد في عمل سينمائي واحد، ولكننا نجحنا في ذلك»، مؤكداً بالقول: «قدّم فريق العمل أفضل ما لديه من مهارات وجهود حثيثة لإظهار الفيلم في أبهى صورة، وبالتالي يبقى التوفيق من عند الله».
الياسري تطرق أيضاً في سياق حديثه إلى إمكانية عودته إلى الفيديو كليب، وهو الذي تولى إخراج العديد من الكليبات الغنائية لكبار الفنانين في المنطقة، كاشفاً عن إخراجه لأغنية جديدة للفنان العراقي وليد الشامي، والتفاصيل في ما يأتي:
في البداية، هل لك أن تحدثنا قليلاً عن عملك السينمائي الجديد «في الوقت الضائع»؟
- الفيلم روائي طويل، وهو من تأليفي وإخراجي، في حين تولت شركة «إيمج نيشن» مهمة إنتاجه، وقصة الفيلم مقتبسة من قصة قصيرة نسج خيوطها الشاعر الكبير كريم العراقي، ويعد الفيلم تجربة جديدة بالنسبة إليّ في الفن السابع، وأتمنى أن تثمر بالنجاح وتكون حجراً يضاف إلى عملية البناء في السينما الخليجية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام. ولقد حاولت بمعية فريق العمل من ممثلين وفنيين وتقنيين أن يظهر هذا الفيلم بنتيجة إيجابية ومرضية للجمهور، بحيث يشاهدون فيلماً ذا قيمة عالية، يحمل في ثناياه عناصر متنوعة وغزيرة بالمتعة، حيث جرى تصويره في مدينة دبي على مدى شهر ونصف الشهر، ونحن الآن في المراحل الأخيرة، تمهيداً لعرض الفيلم في دور السينما خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وما قصة الفيلم، وكيف تدور أحداثه وتفاصيله؟
- تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي ممتع، حول 4 من المسنين الذين يقضون ما تبقى من أيام حياتهم هائمين على وجوههم في دار للعجزة، لا يملكون سوى أحلام اليأس التي تجنح بهم إلى عالم الخيال تارة، وتلقيهم إلى واقع البؤس تارة أخرى، قبل أن تتبدل أحوالهم على نحو دراماتيكي، عندما يرث أحدهم مبلغاً كبيراً من المال، ليخرجوا من هذه الدار ولتدب فيهم روح الشباب من جديد.
كيف استطعت أن تجمع كل هذا الكم من النجوم وعمالقة الفن الخليجي والعربي في عمل سينمائي واحد، لا سيما الفنان الكويتي القدير سعد الفرج والفنان السوري الكبير سلوم حداد؟
- بصراحة، أنا أيضاً كنتُ أسأل نفسي كثيراً قبل الشروع في كتابة النص عن إمكانية جمع كل هؤلاء العمالقة والنجوم، فليس من السهل أن يكون سعد الفرج وسلوم حداد ومرعي الحليان ومنصور الفيلي وهم أبطال من مواقع مختلفة في فيلم واحد، إلى جانب الفنانين الشباب أمثال فؤاد علي وليلى عبدالله وسامر إسماعيل وأيمن قنديل، ولكن حالفنا الحظ والحمد لله ويبقى أن التوفيق من عند الله، فقد تمكنا من إقناع الجميع بالمشاركة. فما إن انتهيت من تأليف النص، حتى أرسلت نسخة منه إلى الفنان الكبير سلوم حداد، الذي أبدى تفاعله الشديد ورغبته الملحة بتجسيد دور البطولة فيه، الأمر الذي شجعني كثيراً وأعطاني دفعة معنوية كبيرة للتحدث مع فنانين آخرين من طراز الفنان سعد الفرج وغيره من الفنانين الكبار.
إلى أي مدى تراهن على نجاح العمل؟
- لا يخفى على أحد، خصوصاً صنّاع السينما، أن نجاح العمل يعتمد على أمور عديدة، أبرزها جودة النص ومضمونه، عطفاً على براعة الممثلين والفنيين، إضافة إلى حجم الإنتاج والتوزيع وغيرها من الأمور الأخرى، فلكل عنصر من هذه العناصر دور مؤثر وبالغ الأهمية في تكوين العمل المقدم، ونحن حرصنا منذ البداية على ضرورة اكتمال كل أركان النجاح، ليكون العمل ناجحاً على الصعيد الجماهيري من جهة، ومن جهة أخرى يكون ناجحاً على صعيد النقاد، وفي النهاية فإن فريق العمل قدم أفضل ما لديه من مهارات وجهود حثيثة لإظهار الفيلم في أبهى صورة، وبالتالي يبقى التوفيق من عند الله.
وأود أن أشير أيضاً إلى أنه ليس بالضرورة أن نجاح الفيلم جماهيرياً هو دلالة على أنه عمل ممتاز، كما أن العكس صحيح فلم تحز كل الأفلام الممتازة النجاح الجماهيري، فأحياناً يكون هناك عمل سينمائي كبير نصاً ومضموناً، ولكن توقيت عرضه كان في وقت خاطئ، أو أنه لم يتم توزيعه على دور السينما بشكل جيد، لذا فإن التوقيت والتوزيع إضافة إلى عدد مرات العرض وفي دول متعددة له أهمية قصوى في تحديد مقياس النجاح.
كم استغرقت مدة التحضير للفيلم؟
- في بادئ الأمر كان الفيلم عبارة عن كتاب يحوي مجموعة من القصص القصيرة التي أهداها إليّ الشاعر الكبير كريم العراقي، إذ شاءت الصدف أن ألتقيه قبل 3 سنوات تقريباً، ليحكي لي شفهياً حكاية قصيرة للغاية ولا تتجاوز السطرين من إحدى هذه القصص، لكن وبالرغم من قصرها إلا أنها نسجت في مخيلتي فيلماً سينمائياً مدته ساعتان، ومنذ ذلك الحين حاولت جاهداً أن أضع الأحداث والحبكة الدرامية لهذه القصة، حتى تفتقت ملامحها بشكل جميل، فواصلت مهمة التحضير للفيلم لمدة 9 شهور تقريباً بمعية فريق العمل، إضافة إلى شهر ونصف هي مدة التصوير.
كيف كان تعاونك مع شركة «إيمج نيشن»؟
- لا شك أن التعاون مع شركة «إيمج نيشن» هو حلم بالنسبة إليّ ولكل صانعي الأفلام في المنطقة، لا سيما أنها شركة عالمية مرموقة ولها ثقلها واسمها المعروف عالمياً، حيث أنتجت الكثير من الأفلام التي حازت جوائز الأوسكار في محافل سينمائية عدة، ونافست بقوة في شباك التذاكر حول العالم، وهي بالتأكيد من الشركات الإنتاجية الرائدة في مجال السينما، ولم تدخر الشركة دعماً لتجربة «في الوقت الضائع»، خصوصاً أنها سخرت كل الإمكانات وبسخاء كبير، فضلاً عن توفيرها لأحدث الأجهزة والمعدات التي تستخدم في سينمات متطورة للغاية مثل «هوليوود» و«بوليوود» وغيرهما، بغية ظهور الفيلم بمستوى عالٍ.
ومتى سينطلق عرض الفيلم؟
- من المرجح أن يُعرض الفيلم خلال الأشهر القليلة المقبلة، وعرضه مقترن بعملية الإنتاج والمونتاج والموسيقى التصويرية وهندسة الصوت والتلوين وغيرها من الأمور الفنية والتقنية الأخرى، فلا بد أن يأخذ كل عمل من هذه الأعمال الوقت الكافي لدرء الأخطاء.
وهل لديك النية للمنافسة به في المهرجانات السينمائية الخليجية أو العالمية؟
- المهرجانات السينمائية هي إثراء كبير لصنّاع الأفلام، وأنا حظيت بحصة جيدة من المشاركة في المهرجانات من خلال فيلمي السابق «الضوء الدامس»، الذي شارك في أكثر من 40 مهرجاناً عربياً وعالمياً. ولكن بالنسبة إلى فيلم «في الوقت الضائع»، فقد رأيت أن يكون موجهاً للجمهور وللمهرجانات في آن معاً، بمعنى ألا يكون الفيلم خاصاً بالمهرجانات فقط وألا يكون تجارياً بحتاً.
في رأيك، ما الأهم لصناعة عمل سينمائي قوي، هل ضخامة الإنتاج، أم النص الجيد، أم براعة الممثلين؟
- أولاً جودة النص، ثم احترافية الممثلين، يليهما الأمور الفنية والإخراجية والتقنية، فلا بد أن تعمل كل هذه العناصر باحترافية شديدة وبشكل متناغم مع بعضها. فلو كان أحد هذه العناصر «نشاز»، فسوف ينعكس ذلك بالسلب على فريق العمل بأكمله، تماماً مثل فرقة الأوركسترا التي تعزف مقطوعاتها بشكل منتظم، وكل عضو فيها يؤدي فقرته الموسيقية بدقة وإتقان، من دون أن يخرج أحدهم عن النوتة الموسيقية.
على الرغم من غزارة الإنتاج في السينما الخليجية، إلا أننا لا نرى سوى بضعة أعمال ناجحة، فأين يكمن القصور بالضبط؟
- على العكس تماماً، فلا توجد لدينا غزارة في الإنتاج، بل هناك شح كبير، فنحن نأمل أن تصل غزارة الإنتاج السينمائي إلى مستوى الإنتاج الدرامي التلفزيوني، فالسينما الخليجية لا تزال تحبو ببطء شديد في هذا المجال، كما أن أغلب الأعمال الموجودة في الساحة الخليجية هي نتاج اجتهادات شخصية ولم يتم تمويلها من شركات معروفة. أضف إلى ذلك، أنه ليست لدينا في الخليج شركات مهمة سوى «إيمج نيشن» إلى جانب مؤسسة الدوحة للأفلام، فضلاً عن عدد قليل جداً من الشركات والمؤسسات التي دارت عجلاتها أخيراً في الطريق الصحيح، عبر إنتاج أعمال مهمة ترتقي إلى المستوى المأمول، ولكننا نتطلع دائماً إلى الأفضل، لأن نجاح الأعمال السينمائية في الخليج له انعكاسات إيجابية متعددة، أبرزها أنه يعود بمردود مادي جيد على المنتجين، ما يدفعهم إلى مضاعفة الإنتاج شيئاً فشيئاً، على غرار السوق السينمائية في الإمارات التي شهدت حالة من النهضة والانتعاش خلال العامين الأخيرين.
قدمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ما الأقرب منها إلى نفسك؟
- لكل عمل خصوصيته ورونقه وذكرياته الخاصة به، فلا أستطيع أن أحدد عملاً بعينه، لكن تبقى الأعمال الروائية الطويلة دائماً هي الأقرب لصنّاعها، لما للسينما من سمو فني كبير يشعر صانعه بالفخر والاعتزاز، وأنا أشعر الآن بالفرحة العارمة لأنني حققت أحد أحلامي من خلال فيلم «في الوقت الضائع»، الذي يعد أول فيلم روائي طويل في مشواري الفني.
بعيداً عن بلاتوهات الفن السابع، توليت أيضاً إخراج العديد من الكليبات الغنائية مع مطربين خليجيين وعرب، فما جديدك على صعيد الفيديو كليب؟
- في الحقيقة أنا توقفت لفترة عن إخراج الفيديو كليب، فيما عدا أنني قمت بإخراج فيديو كليب وحيد لإحدى الأغاني الجديدة للفنان وليد الشامي، حيث انصب تركيزي في العام الماضي على تحضير وتصوير فيلم «في الوقت الضائع»، وإن شاء الله سأعود بعد فترة إلى عالم الفيديو كليب، خصوصاً أن انطلاقتي في الفن بدأت من هناك