الصفحة الرسمية: سوزان سامي جميل جدتي لأمي (رحمها الله) كنتُ أعتبرها أيقونة الحنان والعطاء وكنتُ أؤمن بعباراتها كأنها نبيّة.
الصفحة الرسمية: سوزان سامي جميل
جدتي لأمي (رحمها الله) كنتُ أعتبرها أيقونة الحنان والعطاء وكنتُ أؤمن بعباراتها كأنها نبيّة.. كانت تروي لنا الحكايات المفعمة بالحِكَم والفائدة بصوتٍ فيه بحّةٌ مميّزة ومحبوبة الى قلبي.
ومن حكاياتها اللطيفة والتي أخزنها في ذاكرتي لحد الآن هي حكاية الفقير السئ الطالع. قالت جدتي:
"يُحكى أن متسولاً اعتاد على الصياح بأعلى صوته بينما يجوب شوارع البلدة (لا يعطيني، هو لا يعطييييني) ويكررها كثيراً . سمعه ذات مرة والي تلك البلدة فسأل مساعده: ( ماقصة هذا المتسوّل؟ ومن هو الذي لايعطيه ؟ وماهو الشئ الذي لا يعطيه إيّاه؟)
أجاب المساعد بأنه لا يعرف شيئاً عنه .
أمر الوالي بإحضار المتسوّل وقرر أن يكتشف الحقيقة.
حضر المتسوّل بين يدي الوالي وأجاب على تساؤلات الوالي قائلاً: "الله هو الذي لا يعطيني يامولاي. حاولت مراراً أن أحسّن ظروف معيشتي لكنه لا يقبل ويضع العواقب في طريقي."
استغفر الوالي اللّهَ وقرر أن يساعد المتسوّلَ ليثبت له عدم صحّة ادّعائه.
أمر الوالي الطباخَ أن يشوي دجاجة كاملة للفقير دون أن يقطّعها، بعدها ملأ الوالي بطنَ الدجاجة المشويّة بليرات ذهبية كثيرة تكفي أية أسرة كبيرة لسنين طويلة ثم أعطاها للمتسوّل.
غادر المتسوّل بيت الوالي فرحاً، بعدها بيومين عاد للصياح بنفس الكلمات..(لا يعطيني لا يعطيني، هو لا يعطيني. )
استغرب الوالي من ذلك وأمر بإحضار المتسوّل إليه ثانية.
سأله الوالي: "ماذا صنعتَ بالدجاجة المشويّة؟"
المتسوّل: "وجدتُ فقيراً آخر وكان جائعاً فطلب مني الدجاجة المشويّة مقابل ليرة ذهبية، فبعته الدجاجة واشتريت بثمنها لأطفالي وزوجتي خبزاً وبيضاً وقليلاً من الرز وقد نفد ما اشتريته بتلك الليرة ولَم أتمكن حتى من شراء الصوف لأدفئ به أجسادهم الهزيلة."
اندهش الوالي لِما حصل فأمر بإحضار ملابس من الصوف كافية للفقير وأسرته ثم دسّ في كل جيب من الجيوب كيساً من الدراهم .. اخذها الفقير مبتهجاً وذهب الى البيت.
بعد يومين عاد المتسوّل الى الصياح ثانية مردداً نفس الكلمات!!
استغرب الوالي وأمر بإحضار الفقير بين يديه وقال له: "ماذا فعلت بالملابس الصوفية التي وهبتها لك؟"
المتسوّل: "في طريقي الى البيت هاجمني ثلاثة لصوص أخذوا مني الملابس الجديدة وأعطوني ملابسهم القديمة فأخذتها لأبنائي فهي أفضل من لاشئ."
غضب الوالي وقال له: لقد منحتك في المرتين كمية كبيرة من الليرات الذهبية وأكياس الدراهم وصارت من نصيب آخرين.
تعال خذ هذا الحجر وارمه على طول هذه الصالة الطويلة وبكل قوتك وسأعطيك ليرات ذهبية بطول المسافة التي يقطعها الحجرُ الذي ترميه."
ابتهج الفقير وحمل الحجر ورماه بكل ما أوتي من قوةٍ، إلاّ أن الحجرَ اصطدم بأول عمود رخامي كبير في الصالة ثم عاد وبكل قوة ليصطدم برأس المتسوّل الذي سقط أرضاً من هول الضربة مفجوج الرأس ينزف دماً ومات على الفور!!
اندهش الوالي وتألم لهذا الفقير السئ الطالع وصدّق أن الرزق وحسن الطالع هما من عند الله يهبهما من يشاء!!
سوزان
جدتي لأمي (رحمها الله) كنتُ أعتبرها أيقونة الحنان والعطاء وكنتُ أؤمن بعباراتها كأنها نبيّة.. كانت تروي لنا الحكايات المفعمة بالحِكَم والفائدة بصوتٍ فيه بحّةٌ مميّزة ومحبوبة الى قلبي.
ومن حكاياتها اللطيفة والتي أخزنها في ذاكرتي لحد الآن هي حكاية الفقير السئ الطالع. قالت جدتي:
"يُحكى أن متسولاً اعتاد على الصياح بأعلى صوته بينما يجوب شوارع البلدة (لا يعطيني، هو لا يعطييييني) ويكررها كثيراً . سمعه ذات مرة والي تلك البلدة فسأل مساعده: ( ماقصة هذا المتسوّل؟ ومن هو الذي لايعطيه ؟ وماهو الشئ الذي لا يعطيه إيّاه؟)
أجاب المساعد بأنه لا يعرف شيئاً عنه .
أمر الوالي بإحضار المتسوّل وقرر أن يكتشف الحقيقة.
حضر المتسوّل بين يدي الوالي وأجاب على تساؤلات الوالي قائلاً: "الله هو الذي لا يعطيني يامولاي. حاولت مراراً أن أحسّن ظروف معيشتي لكنه لا يقبل ويضع العواقب في طريقي."
استغفر الوالي اللّهَ وقرر أن يساعد المتسوّلَ ليثبت له عدم صحّة ادّعائه.
أمر الوالي الطباخَ أن يشوي دجاجة كاملة للفقير دون أن يقطّعها، بعدها ملأ الوالي بطنَ الدجاجة المشويّة بليرات ذهبية كثيرة تكفي أية أسرة كبيرة لسنين طويلة ثم أعطاها للمتسوّل.
غادر المتسوّل بيت الوالي فرحاً، بعدها بيومين عاد للصياح بنفس الكلمات..(لا يعطيني لا يعطيني، هو لا يعطيني. )
استغرب الوالي من ذلك وأمر بإحضار المتسوّل إليه ثانية.
سأله الوالي: "ماذا صنعتَ بالدجاجة المشويّة؟"
المتسوّل: "وجدتُ فقيراً آخر وكان جائعاً فطلب مني الدجاجة المشويّة مقابل ليرة ذهبية، فبعته الدجاجة واشتريت بثمنها لأطفالي وزوجتي خبزاً وبيضاً وقليلاً من الرز وقد نفد ما اشتريته بتلك الليرة ولَم أتمكن حتى من شراء الصوف لأدفئ به أجسادهم الهزيلة."
اندهش الوالي لِما حصل فأمر بإحضار ملابس من الصوف كافية للفقير وأسرته ثم دسّ في كل جيب من الجيوب كيساً من الدراهم .. اخذها الفقير مبتهجاً وذهب الى البيت.
بعد يومين عاد المتسوّل الى الصياح ثانية مردداً نفس الكلمات!!
استغرب الوالي وأمر بإحضار الفقير بين يديه وقال له: "ماذا فعلت بالملابس الصوفية التي وهبتها لك؟"
المتسوّل: "في طريقي الى البيت هاجمني ثلاثة لصوص أخذوا مني الملابس الجديدة وأعطوني ملابسهم القديمة فأخذتها لأبنائي فهي أفضل من لاشئ."
غضب الوالي وقال له: لقد منحتك في المرتين كمية كبيرة من الليرات الذهبية وأكياس الدراهم وصارت من نصيب آخرين.
تعال خذ هذا الحجر وارمه على طول هذه الصالة الطويلة وبكل قوتك وسأعطيك ليرات ذهبية بطول المسافة التي يقطعها الحجرُ الذي ترميه."
ابتهج الفقير وحمل الحجر ورماه بكل ما أوتي من قوةٍ، إلاّ أن الحجرَ اصطدم بأول عمود رخامي كبير في الصالة ثم عاد وبكل قوة ليصطدم برأس المتسوّل الذي سقط أرضاً من هول الضربة مفجوج الرأس ينزف دماً ومات على الفور!!
اندهش الوالي وتألم لهذا الفقير السئ الطالع وصدّق أن الرزق وحسن الطالع هما من عند الله يهبهما من يشاء!!
سوزان