د. رؤوف محمّد علي الانصاري مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية ... مشروع مقترح للهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير ـ لندن
مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية ... مشروع مقترح للهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير ـ لندن
Raouf Al-Ansari·5 يناير، 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية
مشروع مقترح للهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير ـ لندن
Al-Hashd Al-Shaabi Foundation for Reconstruction and Development
Proposed Project by the Iraqi Consultative Association for Development and Progress (ICADP) London
برزت قوات الحشد الشعبي كقوّة فاعلة ومؤثرة في التصدي للإرهاب ومقاتلة تنظيم داعش الإرهابي التكفيري وإلحاق الهزيمة به جنباً إلى جنب مع القوات المسلّحة العراقية. وقد تشكلت هذه القوات بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعيّة الدينية العليا في النجف الأشرف لإسناد الجيش العراقي في حربه على داعش ولتشارك في تحرير مساحات واسعة من تراب الوطن في عددِ من المحافظات العراقية الواقعة شمال بغداد بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها.
ونظراً للأهمية الكبرى لدور قوات الحشد الشعبي في إسناد الجيش العراقي والإنجازات المشهودة الكبيرة التي حققتها في تحرير أراضي عراقية محتلة من قبل داعش، أصدر مجلس النواب العراقي (قانون الحشد الشعبي) في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، الذي جعل هذه القوات ضمن المنظومة العسكرية والأمنية العراقية إضافة لكونها تابعة لقيادة القائد العام للقوات المسلحة وتأتمر بأوامره طبقاً للدستور والقانون.
إنَّ أداء الحشد الشعبي في الحرب على داعش، والذي يبعث على الفخر والاعتزاز حقاً، يستدعي في زمن السلم رفد قدراته العملية للمساهمة في إعادة بناء الوطن، وما أحوج العراق اليوم لإمكانيات علمية صادقة ونزيهة ومقتدرة لتولي هذه المهمة بالتنسيق مع الحشد الشعبي. إنَّ طاقات أبناء العراق الوطنية، العلمية والعملية، متوفرة، وغالبيتها تقبع خارج العراق، ولن يفسح لها المجال والاستفادة من قدراتها العالية، إلا بتوجّه الحشد الشعبي والاستعانة بهم في مؤسسة رافدة لاعادة بناء العراق من حيث بنيته التحتية المادية والبشرية ومن حيث قطاعاته الاقتصادية على اختلافها، وبالأخص منها : قطاعات البناء والزراعة والصناعة والخدمات.
إنَّ العراق يعاني اليوم من مشاكل عدة لايمكن لمؤسسات الدولة الحالية إيجاد الحلول اللازمة لها، وذلك نتيجة الفساد المستشري فيها. إنَّ المطلوب هو جهد وطني وإنساني كبير يستوجب الإعتماد على طاقم من الخبراء المختصين في المجالات كافة يقوم بالتخطيط وتقديم المشورة العلمية والفنية.
إنّ الفراغ الحاصل الآن بين صفوف الشباب العاطل عن العمل، وكذلك الفراغ الذي سيحصل بين شباب قوات الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل وحلول السلم في البلاد سيقود إلى مشاكل داخلية لايمكن السيطرة عليها في المستقبل...وبذلك ستنحرف مهام قوات الحشد الشعبي الى اتّجاه قد يضر بالدولة والمجتمع، مما يستوجب الآن التخطيط العلمي السليم والجاد من أجل تجنب حدوث ذلك.
لقد أخذت الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير في لندن ـ التي تضم مجموعة من الخبراء المختصين في المجالات كافة ـ على عاتقها مهمة إعداد دراسات وبحوث تُطبع في كتاب يوزع على الجهات المعنية، مع السعي لإقامة مؤتمر علمي في العراق تحت عنوان: (الحشد الشعبي...مؤسسة لإعادة بناء العراق)...إنّ الهدف من إعداد الدراسات والبحوث وإقامة هذا المؤتمر، هو: تنظيم الطاقات والقوى العاملة لدى الحشد الشعبي ـ إضافة إلى جاهزيته القتالية في الدفاع عن أرض الوطن ـ وتحويلها في زمن السلم إلى مؤسسة فاعلة تنضوي تحتها منشآت إنتاجية ومراكز وجمعيات خدمية وثقافية وإنسانية تُساهم في إعادة بناء العراق بعد أن دمره الفساد والخراب، إسوةً ببعض الدول العربية والإسلامية التي نجحت نجاحاً باهراً في هذا المضمار. وسوف يعمل في هذه المؤسسة عشرات الآلاف من أبناء الحشد الشعبي وغيرهم من العراقيين.
من جهة أخرى لامناص من القول إنّ الشعب العراقي الآن في أمَس الحاجة إلى ثقافة جديدة تعتمد الأخلاق السامية: كالتسامح والمحبة والتكافل الاجتماعي وصيانة حقوق الناس، بعد أن أصبح مملوءاً بالحقد والكراهية ومحباً للموت، وساد فيه الفساد والجهل والتخلف، نتيجة تكريس نظام المحاصصة المقيت خلال العقود الأخيرة. إنّ الذي ننتظره من الحشد الشعبي مساهمته في حمل راية هذه الثقافة الجديدة ليكون قدوة للآخرين بمساعدة الخبراء العراقيين في تطبيقها على أرض الواقع.
ختاماً، إنَّ الطاقات والقوى العاملة التي ستتوفر في زمن السلم والاستقرار يجب أن يجري تنظيمها وإستخدام طاقاتها في مجالات البناء والتنمية وفقاً لقانون مناسب. لذلك سيتعين على مجلس النواب تشريع قانون جديد آخر ينظم وضع الحشد الشعبي مستقبلاً ـ ملحق بقانون الحشد الشعبي ـ يحقق هذه الاهداف النبيلة قد يكون عنوانه: ((قانون مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية)).
وستقوم الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير بمفاتحة أصحاب الفكر والعلوم والثقافة من الكفاءات العلمية العراقية الموجودة داخل الوطن وخارجه لمن يرغب منهم المساهمة في إعداد الدراسات والبحوث العلمية في إحدى الموضوعات التي سترسل إليهم عن طريق البريد الإلكتروني كُلٌ حسب اختصاصه، مما يساعد في وضع قاعدة علمية رصينة يُستند عليها لإعداد الهيكل التنظيمي لـ : (مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية) والمديريات والأقسام التابعة لها والمهام والأعمال التي تقوم بها.
وسيتولى خبراء الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير الإشراف على تنفيذ الهيكل التنظيمي لـ: (مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية) بالتنسيق مع الكوادر المهنية الموجودة في الحشد.
والله ولي التوفيق
د. رؤوف محمّد علي الانصاري
عن / الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير ـ لندن
The Iraqi Consultative Association for Development and Progress (ICADP) London
E-mail: icadp@ymail.com
Raouf Al-Ansari·5 يناير، 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية
مشروع مقترح للهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير ـ لندن
Al-Hashd Al-Shaabi Foundation for Reconstruction and Development
Proposed Project by the Iraqi Consultative Association for Development and Progress (ICADP) London
برزت قوات الحشد الشعبي كقوّة فاعلة ومؤثرة في التصدي للإرهاب ومقاتلة تنظيم داعش الإرهابي التكفيري وإلحاق الهزيمة به جنباً إلى جنب مع القوات المسلّحة العراقية. وقد تشكلت هذه القوات بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعيّة الدينية العليا في النجف الأشرف لإسناد الجيش العراقي في حربه على داعش ولتشارك في تحرير مساحات واسعة من تراب الوطن في عددِ من المحافظات العراقية الواقعة شمال بغداد بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها.
ونظراً للأهمية الكبرى لدور قوات الحشد الشعبي في إسناد الجيش العراقي والإنجازات المشهودة الكبيرة التي حققتها في تحرير أراضي عراقية محتلة من قبل داعش، أصدر مجلس النواب العراقي (قانون الحشد الشعبي) في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، الذي جعل هذه القوات ضمن المنظومة العسكرية والأمنية العراقية إضافة لكونها تابعة لقيادة القائد العام للقوات المسلحة وتأتمر بأوامره طبقاً للدستور والقانون.
إنَّ أداء الحشد الشعبي في الحرب على داعش، والذي يبعث على الفخر والاعتزاز حقاً، يستدعي في زمن السلم رفد قدراته العملية للمساهمة في إعادة بناء الوطن، وما أحوج العراق اليوم لإمكانيات علمية صادقة ونزيهة ومقتدرة لتولي هذه المهمة بالتنسيق مع الحشد الشعبي. إنَّ طاقات أبناء العراق الوطنية، العلمية والعملية، متوفرة، وغالبيتها تقبع خارج العراق، ولن يفسح لها المجال والاستفادة من قدراتها العالية، إلا بتوجّه الحشد الشعبي والاستعانة بهم في مؤسسة رافدة لاعادة بناء العراق من حيث بنيته التحتية المادية والبشرية ومن حيث قطاعاته الاقتصادية على اختلافها، وبالأخص منها : قطاعات البناء والزراعة والصناعة والخدمات.
إنَّ العراق يعاني اليوم من مشاكل عدة لايمكن لمؤسسات الدولة الحالية إيجاد الحلول اللازمة لها، وذلك نتيجة الفساد المستشري فيها. إنَّ المطلوب هو جهد وطني وإنساني كبير يستوجب الإعتماد على طاقم من الخبراء المختصين في المجالات كافة يقوم بالتخطيط وتقديم المشورة العلمية والفنية.
إنّ الفراغ الحاصل الآن بين صفوف الشباب العاطل عن العمل، وكذلك الفراغ الذي سيحصل بين شباب قوات الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل وحلول السلم في البلاد سيقود إلى مشاكل داخلية لايمكن السيطرة عليها في المستقبل...وبذلك ستنحرف مهام قوات الحشد الشعبي الى اتّجاه قد يضر بالدولة والمجتمع، مما يستوجب الآن التخطيط العلمي السليم والجاد من أجل تجنب حدوث ذلك.
لقد أخذت الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير في لندن ـ التي تضم مجموعة من الخبراء المختصين في المجالات كافة ـ على عاتقها مهمة إعداد دراسات وبحوث تُطبع في كتاب يوزع على الجهات المعنية، مع السعي لإقامة مؤتمر علمي في العراق تحت عنوان: (الحشد الشعبي...مؤسسة لإعادة بناء العراق)...إنّ الهدف من إعداد الدراسات والبحوث وإقامة هذا المؤتمر، هو: تنظيم الطاقات والقوى العاملة لدى الحشد الشعبي ـ إضافة إلى جاهزيته القتالية في الدفاع عن أرض الوطن ـ وتحويلها في زمن السلم إلى مؤسسة فاعلة تنضوي تحتها منشآت إنتاجية ومراكز وجمعيات خدمية وثقافية وإنسانية تُساهم في إعادة بناء العراق بعد أن دمره الفساد والخراب، إسوةً ببعض الدول العربية والإسلامية التي نجحت نجاحاً باهراً في هذا المضمار. وسوف يعمل في هذه المؤسسة عشرات الآلاف من أبناء الحشد الشعبي وغيرهم من العراقيين.
من جهة أخرى لامناص من القول إنّ الشعب العراقي الآن في أمَس الحاجة إلى ثقافة جديدة تعتمد الأخلاق السامية: كالتسامح والمحبة والتكافل الاجتماعي وصيانة حقوق الناس، بعد أن أصبح مملوءاً بالحقد والكراهية ومحباً للموت، وساد فيه الفساد والجهل والتخلف، نتيجة تكريس نظام المحاصصة المقيت خلال العقود الأخيرة. إنّ الذي ننتظره من الحشد الشعبي مساهمته في حمل راية هذه الثقافة الجديدة ليكون قدوة للآخرين بمساعدة الخبراء العراقيين في تطبيقها على أرض الواقع.
ختاماً، إنَّ الطاقات والقوى العاملة التي ستتوفر في زمن السلم والاستقرار يجب أن يجري تنظيمها وإستخدام طاقاتها في مجالات البناء والتنمية وفقاً لقانون مناسب. لذلك سيتعين على مجلس النواب تشريع قانون جديد آخر ينظم وضع الحشد الشعبي مستقبلاً ـ ملحق بقانون الحشد الشعبي ـ يحقق هذه الاهداف النبيلة قد يكون عنوانه: ((قانون مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية)).
وستقوم الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير بمفاتحة أصحاب الفكر والعلوم والثقافة من الكفاءات العلمية العراقية الموجودة داخل الوطن وخارجه لمن يرغب منهم المساهمة في إعداد الدراسات والبحوث العلمية في إحدى الموضوعات التي سترسل إليهم عن طريق البريد الإلكتروني كُلٌ حسب اختصاصه، مما يساعد في وضع قاعدة علمية رصينة يُستند عليها لإعداد الهيكل التنظيمي لـ : (مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية) والمديريات والأقسام التابعة لها والمهام والأعمال التي تقوم بها.
وسيتولى خبراء الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير الإشراف على تنفيذ الهيكل التنظيمي لـ: (مؤسسة الحشد الشعبي للبناء والتنمية) بالتنسيق مع الكوادر المهنية الموجودة في الحشد.
والله ولي التوفيق
د. رؤوف محمّد علي الانصاري
عن / الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير ـ لندن
The Iraqi Consultative Association for Development and Progress (ICADP) London
E-mail: icadp@ymail.com