ايهما احب الى الله بناء المساجد ام أكساء المساكين مقاله ل فراس العامري
ايهما احب الى الله بناء المساجد ام أكساء المساكين
قوم بالقاء المحاضرات والقصائد واعداد ندوات وأمسيات وحوارات، نكتب في المنتديات والمواقع عن مأساة شعبنا وعن القتل والتفجيرات ومماراسات العنف ونتحدث عن المهرجانات وعن النشاطات الشعرية والقصصية التي ستعرض على شاشات التلفاز وعن نشاطات تقدم للاجيال عن طريق الأمسيات والحوارات والسؤال الذي يطرح نفسه وسط كل هذا:
اين مساعدة الفقراء والأيتام وعلاج المرضى وتقديم يد العون للمحتاجين والعراق يعيش في اسوء الاوضاع المعاشية في ظل حالة من الفقر والمرض التي يعاني منها كثير من العراقين؟؟؟
اين الفقير وسط خطباتنا وأمسياتنا ومهرجاناتنا... هل يستفيد منها وهل ستسد له جوعا او تخيط له فتقا؟؟؟
هل ستلبسه خطاباتنا الحرير وتجد له سكنا مناسبا وعيشا كريما؟؟؟
اليس الاجدر بنا ان نقدم مساعده مالية مثلا تجمع خلال الأمسيات او المهرجانات ووضع برنامج للتبرع في كل امسيه ثقافية او دينية او اجتماعية وبهذا نكون قد حققنا ولو بجزء بسيط شعاراتنا التي نطلقها دوما بحب اهلنا في العراق او اخوتنا في سوريا الحبيبة التي تتعرض الى مؤامرة دولية شرسة .
قرأت اعلانا دعائيا عن المحسن ورجل التقوى المتبرع الذي يساهم في بناء المساجد العامرة ويزخرفها ويقدم اموالا طائلة لذلك وتلتقيه بين فترة واخرى احدى الفضائيات ليتحدث عن دوره في البناء... والسؤال هنا ايضا:
الا يجدر بهذا المتبرع التقي ان يقدم المساعدة للأيتام وهناك جيش من الفقراء من لايجد لقمة العيش تسد جوعه أو جرعة دواء لمريض أو دار علم لجاهل .. فعندما توزن المسألة بفقه الأولويات فنقدم إطعام الجائع وسد حاجة الفقراء والعمل علي رفع الحرج على الأمة في مداواة المرضى علي بناء المساجد وتزيينها وزخرفتها
هناك اسباب كثيرة لهذا كما يقول الكاتب - حسين الرواشدة - من اهمها اننا نمارس نمطا من "التدين المعكوس" الذي تغيب فيه عنا مسألة ترتيب الاولويات ، فنحن نتعبد ونتقرب الى الله تعالى بأمور محددة ، ونعتقد انها - وحدها - تختزل مفهوم العبادة ، فيما الحقيقة ان كل عمل صالح عبادة ، وان قبوله وجزاءه مرتبط بما يقدمه من خدمة للناس ، وبالتالي فان بناء مدرسة او جامعة أو دار للايتام هي عبادة ، واحسب انها اقرب الى الله تعالى من بناء "مسجد" خاصة اذا كان لدينا وفرة في المساجد.. وندرة وحاجة الى هذه المرافق او مساعدة شاب في الزواج او وأي نفع اكبر من معالجة مريض أو تعليم طالب فقير أو سد عوز أسرة مستورة ، أو مساعدة شاب على الزواج أو غير ذلك من ابواب الخير التي يحتاجها مجتمعنا ، هذه المجالات كلها بمثابة مساجد نتعبد بها ودورها لا يقل عن دور المسجد الذي نصلي فيه.
وفي قول للدكتور صالح التويجري في محاضرة له بجامعة القصيم ان للعمل الخيري ألفاظاً مقاربة له، تحمل في داخلها كل معاني العمل الخيري وكل أنواع البرِّ، والمعروف، والخير، وتقديم المساعدة للآخرين، والتي تأتي مرتبتها بعد الواجبات، وأن صاحب هذه الأعمال لا ينتظر الجزاء المادي أو الدنيوي، وإنما ينتظر الجزاء من رب العالمين وخالق الأرض والسماوات، لافتاً إلى أنّ من أهم أهداف العمل الخيري الأوقاف والأربطة وعلى مجالات البر والإحسان، ومكافحة الفقر ومحاربته، من خلال إيجاد عمل للفقراء، وذلك بتدريبهم على مختلف المهن والأعمال التي في استطاعتهم العمل بها، إذ إنّ إيجاد عمل للمحتاجين من الرجال والنساء يضمن لهم حياة مستقرة في الجوانب المادية والأسرية .
وهناك توجد أموال طائله من أموال التي تتبرع في الزوار من جميع انحاء العالم الى مراقد اهل البيت يجب على رجال الدين أن يقومون بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وبناء دور الايتام ومساعدة الشباب وليس لتوسيع مراقد الأئمة واكسائها بالذهب والجواهر والتي تكون صرفها أولى بها الشعب العراقي انا لست ضد فكرة بناء مراقد أهل البيت ولكن الله ورسوله وحتى أهل البيت لا يرضون بصرف هذه الاموال ومن حولهم جائع او هناك من يتألم من المرض أو لنتفهم ونراجع انفسنا مرة واحده ونبني بالشكل الصحيح وليس من اجل الدعاية من جهة المتبرعين ببناء وزخرفة دور العبادة وكذلك لرجال الدين بناء وتوسيع المراقد ولكن هذه بالتأكيد ليست دعوة لوقف بناء المساجد ودور العباده او ضد توسيع مراقد الائمه معاذ الله - وانما للالتفات الى مجالات اخرى، وتوزيع صدقاتنا وتبرعات في مراقد الائمة واموالنا على انشطة تضمن عمارة الدنيا.. والآخرة ايضا
لنتعلم ونطور في انفسنا من خلال التوسع الفكري ونتوجه الى مايقدموه اهل الغرب عن تقديم كل مايحتاجه المواطن من اعمار وجامعات ومباني ويستغلون كل اموالهم لرفع مستوى المعيشي لبلدهم رغم هذا كله انها دول فقيرة لا يوجد فيها النفط أوالزراعة أو مراقد أهل البيت التي تجلب الكثير من السواح والزائرين المسلمين