×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

كشف المستور سوزان الحاج علي

كشف المستور  سوزان الحاج علي
 كشف المستور

لم تكتمل فرحتي بتخرج ولدي من المرحلة الابتدائية للمرحلة المتوسطة بشهادته و درجاته التي اعتدت دوماً أن تكون مميزة و من الأوائل لأكتشف أنني كنت أعيش في كذبة كبيرة و كابوس جميل في قوقعة التعليم الأهلي و الأجنبي حيث أنني كل كل ما جئت لاذاكر لولدي قال لي حللنا الواجب مع الاستاذ في المدرسة و حفظنا في المدرسة و طبعاً أنا كغيري من الأباء و الأمهات التي أشغلتهم الدنيا عم متابعة ابنائهم و حاولوا إقناع أنفسهم بأن ما يقولوله ابنائهم صحيح ليريحوا رؤوسهم و أفئدتهم بعد أن أرهقتها المصاريف و الطلبات التي لا تنتهي
و عندما كنت أصر على ولدي لأرى ما لديه من واجبات كان يخرج حجته التي تسكتني فوراً مذكرة الواجبات التي تغص بكلمات الشكر و الثناء التي تشيد بمستوى ولدي و لم أكن أتوقع أنني كنت ادفع لقاء هذه الكلمات و البناءات الرسوم التي استنزفت جيوبي لأكتشف الحقيقة المرة و الشعاره المثالي للتعليم الأهلي أدفع بالدرجات تُرفع و بكل أسف كانت درجة ولدي في جميع المواد ١ أثناء وجوده في مدارس التعليم الأهلي لأتفاجىء بأول تقييم له بدرجة ١ أيضاً في مادة القرآن في التعليم الحكومي
و لكن شتان بين واحد الأهلي و واحد الحكومي و الفرق بينهما الفرق بين السماء و الأرض فواحد الأهلي الذي اعتدت عليه على مر ستة سنوات كان الترتيب الأول أما واحد الحكومي الذي صحاني من الحلم الكاذب الذي كنت أعيش فيه هو واحد يدل على فشل ولدي بتجاوز التقييم و درجة يستحقها على مهاراته و لقد اكتشفت مستوى ولدي الحقيقي بعد أن نقلته هذا العام من التعليم الأهلي للحكومي لضيق الحال و لعدم مقدرتي على متابعة تدريسه في الاهلي و أحمد الله و أشكره أنني قمت بنقله حتى لا تستمر هذي الكذبة الكبيرة و تتطور لتصبح كمن نسمع بهم اليوم دكاترة فخريون وحملة مستر و خلافه وهم مع الأسف إن عرفوا يفكوا الخط فهي نعمة كبيرة و ما نقوم نحن به اليوم تجاه ابنائنا لتماماً كمن يقومون بشراء الشهادات المزورة ليرضوا غرورهم و قلة ثقتهم بأنفسهم و لكننا الفرق بيننا و بينهم أننا نشتري شهادات أبنائنا بطريقة نظامية و مشروعة و من هنا اسمحوا لي أن أواجهكم بحقائق لا نجهلها إنما نود فقط أن نغمض عينينا عنها لتمشي المركب التي أتوقع مهما مست لابد لمثلها الغرق في النهاية الا وهي عندها تزهق الأرواح نتيجة أخطاء طبية فإرجعوا إلى مستوى هذا الطبيب الذي نجح و تخرج و عندما تفشل مشاريع و تنهار أبنية أرجعوا لتأسيس هذا المهندس و درجاته في الصفوف الأولية و العليا و عندما يتخرج جيل بأكمله في ضياع و فشل و تقام له حفلات كبيرة و يرتدي القبعات المثيرة و تقدم له الدروع و يحضر تخرجه الأقارب و الفروع قبل أن يختبر و يذاكر فأعلموا أنكم ابتلعتهم الطعم الماكر الذي ابتلعته و أضاع ستة سنوات من عمر ولدي
و احمد الله أنني استيقظت من هذا الحلم الذي تحول لكابوس و ادعو الله أن يقدرني على اللحاق بولدي و متابعته مع المدرسة الجديدة و نصيحتي لكم ابنائنا أمانة في أعناقنا فلنحافظ عليهم و الفشل هو بداية طريق النجاح و أن تفشل مرة و تنجح بعدها خيراً من أن تعيش في كذبة النجاح أعوام و تفشل مدى الحياة ...