#رئيس_قبيله_عراقيه_يحتل_الكويت الشيخ عبد الله الفالح السعدون اول رئيس قبيلة عراقية يحتل الكويت ويلقي القبض على شيوخها. ـــ كتب : خالد خلف داخل
#رئيس_قبيله_عراقيه_يحتل_الكويت
الشيخ عبد الله الفالح السعدون اول رئيس قبيلة عراقية يحتل الكويت ويلقي القبض على شيوخها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب : خالد خلف داخل
المتتبعُ لقضيّة الكويت وعائديتها للعراق يعرفها القاصي والداني، فثلاث حكام حكموا العراق اعلنوا عائديتها للعراق. لكن ان يقوم رئيس قبيلة عراقية بالتحرك لاحتلالها وإلقاء القبض على شيوخها آل صباح هذا مانعرفه بهذه السطور من الذاكرة.
فرئيس القبيلة هو الشيخ عبدالله الفالح السعدون شيخ عشائر المنتفج الذي يعد اكبر شخصية في وسط وجنوب العراق اوائل القرن الماضي حتى منتصفه، عرف بقوة الشخصية في حواضر العراق في ريفها وبواديها. ولد سنة 1884 في مدينة الناصرية الذي بناها جده ناصر باشا السعدون، ومن ابرز الاحداث التي اقترنت بتاريخ عبدالله الفالح السعدون ايام العثمانيين وهو في مقتبل عمره نزاعه مع خاله سعدون باشا حول زعامة عشائر المنتفج، وخاض معارك حاسمه انتهت لصالحه فآلت اليه الزعامة على عموم عشائر المنتفج الذي يعد من اقوى الاتحادات العشائرية في العراق واكثرها عددا، وكان في مقدور الشيخ عبدالله الفالح السعدون ان يقدم الى ساحة المعركة خمسين الف مقاتل بفضل اتحاد قبائله، وبهذا الاتحاد انهى الوجود العثماني في ربوع الناصرية قبل الاحتلال الانكليزي الذي احتل جنوبي العراق عام 1914 حتى اعلن الجهاد من قبل علماء الدين، وكانت دعوة الجهاد ادت بعد سقوط البصرة وتفاقم خطر الاحتلال البريطاني على العراق الى تجمع عدد كبير من المتطوعين المجاهدين من انحاء العراق باختلاف قومياتهم وطوائفهم في خطة تعريضية لمشاغلة القوات البريطانية واستمرار الهجمات عليها بهدف استعادة مدينة البصرة.
وقد ادى الشيخ عبدالله الفالح السعدون دورا كبيرا في النزال ضد القوات الانكليزية، حيث انقضت على مواقع الجيش البريطاني وافراده وسرعة حركتها وشجاعتها الفائقة اصبحت مضرب الامثال، وكان من كرم الشيخ عبدالله الفالح أن يأكل على مائدته 3000 نفر من المجاهدين والمسافرين والاعراب في كل وجبة طعام وذلك لكرمه وتضحياته في سبيل الاسلام، وقد حاولت السلطات البريطانية اغراء الشيخ عبدالله الفالح واستمالته الى الجانب البريطاني بمحاولات متكررة باءت بالفشل الذريع.
أعود فأقول ان علاقه آل السعدون وآل الصباح في الكويت علاقة يشوبها الحذر بين فترة واخرى وكانت القطيعة بين الاسرتين منذ معركة هدية التي حقق فيها آل السعدون انتصارا كبيرا على مبارك الصباح شيخ الكويت عام 1910 الذي حشد جيشا بلغ تعداده ثمانية الاف مقاتل للانقضاض على آل السعدون وعشائر المنتفج لغرض السيطرة على البادية وبالرغم من استعداد مبارك الصباح لتنفيذ خطته بتجييش الكويتيين اعرابا وتجارا في جيش جرار اعد لهذا لغرض كما شارك عبد العزيز آل سعود في هذه الحملة بقواته مناصرا لابن الصباح على قتال المنتفج فخرجت فقط بيوتات آل السعدون لملاقاة جيش مبارك الصباح، وكان ذلك في حزيران عام 1910 وكان مجموع جيش آل السعدون خمسمائة مقاتل فقط بقيادة سعدون باشا وانتهت المعركة بانتصار كبير ومدو لآل السعدون وغنائم لاتحصى من جيش ارعبته فروسية وشجاعة آل السعدون.
وأجبر هذا الانتصار مبارك الصباح على الانكفاء بشكل نهائي عن مسرح الاحداث حتى الذين جاءوا من بعده لمشيخة الكويت كانوا على حذر من الاحتكاك بآل السعدون حتى عام 1946 إذ قتل آل الصباح أحد افراد أسرة آل السعدون، فأحس الشيخ عبدالله الفالح السعدون بواجب الثار للسعدوني من القاتل، فجمع افراد عشيرته وهدد بغزو الكويت مالم تتم الترضية عن القتل على عادة المشايخ ورؤساء القبائل، فقد حشد الشيخ عبدالله الفالح بضعة مئات من ابناء عشيرته من دون الاعتماد على عشائر المنتفج احساسا منه ان دخول الكويت والقاء القبض على شيوخها آل الصباح عملية سهلة بإمكانه بمفرده مع ابناء عشيرته انهاءها.
وسار بجموعه المقاتلة حتى اذا جاز البصرة وعلمت الحكومة بذلك لم تبد اهتماما، عندها تجمع افراد اسرة آل الصباح واعلنوا النفير وطلبوا من احمد الجابر الصباح شيخ الكويت ان يتدخل ويطلب المساعده الأنكليزية بعد ان اتصل بالضابط البريطاني المقيم في البصره وطلب من المتصرف (المحافظ) امين خالص بالإيعاز الى الشيخ عبدالله الفالح بالتوقف مع افراد عشيرته لإيجاد حل يرضيه، عندها وضع شروطه بنفي القاتل من الكويت والا سيدخلها بقواته، فوافقت اسرة آل الصباح وعلى رأسهم الشيخ احمد الجابر على هذا الشرط، كما ابدت اسرة آل الصباح استعدادها لدفع دية الى القتيل السعدوني، لكن الشيخ عبدالله الفالح رفض الدية وقال قولته الشهيرة (ان دم السعدوني لايثمن بمال) وبعد الحادثة زاره الامير عبدالاله الوصي على العرش، إذ يذكر الدكتور عبداللطيف الشواف بكتابه (شخصيات نافذة) والذي اعد فصلا كاملا عن الشيخ عبدالله الفالح السعدون، اذ يقول في كتابه(عند انتهاء الزيارة أمر الوصي على العرش عبدالاله بعطية مالية قدرها خمسمائة دينار، فما كان من الشيخ عبدالله الفالح إلا أن يقبلها مجاملة منه واكراما للضيف، إلا ان الشيخ عبد الله الفالح أمر بمنح اربعة من مرافقي الامير عبدالاله كل واحد منهم خمسمئة دينار).
قصد آواخر ايامه مكة المكرمة لتأدية شعائر الحج واستقبله الملك عبدالعزيز أل سعود استقبالا كبيرا حتى جمع أهل بيته وقال لهم (باركوا لي، فقد وفد عليّ عبدالله الفالح) ومنحه ما يتناسب مع النخوة والشهامة العربية.
توفي رحمه الله في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي، رحمه الله رحمة واسعة.
نقلا عن جريدة المشرق صفحة ذاكرة عراقية
** الصورة تعود للعام ١٩٣١
الشيخ عبد الله الفالح السعدون ينتظر محاكمته بتهمة قتل عبد الله الصانع
الشيخ عبد الله الفالح السعدون اول رئيس قبيلة عراقية يحتل الكويت ويلقي القبض على شيوخها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب : خالد خلف داخل
المتتبعُ لقضيّة الكويت وعائديتها للعراق يعرفها القاصي والداني، فثلاث حكام حكموا العراق اعلنوا عائديتها للعراق. لكن ان يقوم رئيس قبيلة عراقية بالتحرك لاحتلالها وإلقاء القبض على شيوخها آل صباح هذا مانعرفه بهذه السطور من الذاكرة.
فرئيس القبيلة هو الشيخ عبدالله الفالح السعدون شيخ عشائر المنتفج الذي يعد اكبر شخصية في وسط وجنوب العراق اوائل القرن الماضي حتى منتصفه، عرف بقوة الشخصية في حواضر العراق في ريفها وبواديها. ولد سنة 1884 في مدينة الناصرية الذي بناها جده ناصر باشا السعدون، ومن ابرز الاحداث التي اقترنت بتاريخ عبدالله الفالح السعدون ايام العثمانيين وهو في مقتبل عمره نزاعه مع خاله سعدون باشا حول زعامة عشائر المنتفج، وخاض معارك حاسمه انتهت لصالحه فآلت اليه الزعامة على عموم عشائر المنتفج الذي يعد من اقوى الاتحادات العشائرية في العراق واكثرها عددا، وكان في مقدور الشيخ عبدالله الفالح السعدون ان يقدم الى ساحة المعركة خمسين الف مقاتل بفضل اتحاد قبائله، وبهذا الاتحاد انهى الوجود العثماني في ربوع الناصرية قبل الاحتلال الانكليزي الذي احتل جنوبي العراق عام 1914 حتى اعلن الجهاد من قبل علماء الدين، وكانت دعوة الجهاد ادت بعد سقوط البصرة وتفاقم خطر الاحتلال البريطاني على العراق الى تجمع عدد كبير من المتطوعين المجاهدين من انحاء العراق باختلاف قومياتهم وطوائفهم في خطة تعريضية لمشاغلة القوات البريطانية واستمرار الهجمات عليها بهدف استعادة مدينة البصرة.
وقد ادى الشيخ عبدالله الفالح السعدون دورا كبيرا في النزال ضد القوات الانكليزية، حيث انقضت على مواقع الجيش البريطاني وافراده وسرعة حركتها وشجاعتها الفائقة اصبحت مضرب الامثال، وكان من كرم الشيخ عبدالله الفالح أن يأكل على مائدته 3000 نفر من المجاهدين والمسافرين والاعراب في كل وجبة طعام وذلك لكرمه وتضحياته في سبيل الاسلام، وقد حاولت السلطات البريطانية اغراء الشيخ عبدالله الفالح واستمالته الى الجانب البريطاني بمحاولات متكررة باءت بالفشل الذريع.
أعود فأقول ان علاقه آل السعدون وآل الصباح في الكويت علاقة يشوبها الحذر بين فترة واخرى وكانت القطيعة بين الاسرتين منذ معركة هدية التي حقق فيها آل السعدون انتصارا كبيرا على مبارك الصباح شيخ الكويت عام 1910 الذي حشد جيشا بلغ تعداده ثمانية الاف مقاتل للانقضاض على آل السعدون وعشائر المنتفج لغرض السيطرة على البادية وبالرغم من استعداد مبارك الصباح لتنفيذ خطته بتجييش الكويتيين اعرابا وتجارا في جيش جرار اعد لهذا لغرض كما شارك عبد العزيز آل سعود في هذه الحملة بقواته مناصرا لابن الصباح على قتال المنتفج فخرجت فقط بيوتات آل السعدون لملاقاة جيش مبارك الصباح، وكان ذلك في حزيران عام 1910 وكان مجموع جيش آل السعدون خمسمائة مقاتل فقط بقيادة سعدون باشا وانتهت المعركة بانتصار كبير ومدو لآل السعدون وغنائم لاتحصى من جيش ارعبته فروسية وشجاعة آل السعدون.
وأجبر هذا الانتصار مبارك الصباح على الانكفاء بشكل نهائي عن مسرح الاحداث حتى الذين جاءوا من بعده لمشيخة الكويت كانوا على حذر من الاحتكاك بآل السعدون حتى عام 1946 إذ قتل آل الصباح أحد افراد أسرة آل السعدون، فأحس الشيخ عبدالله الفالح السعدون بواجب الثار للسعدوني من القاتل، فجمع افراد عشيرته وهدد بغزو الكويت مالم تتم الترضية عن القتل على عادة المشايخ ورؤساء القبائل، فقد حشد الشيخ عبدالله الفالح بضعة مئات من ابناء عشيرته من دون الاعتماد على عشائر المنتفج احساسا منه ان دخول الكويت والقاء القبض على شيوخها آل الصباح عملية سهلة بإمكانه بمفرده مع ابناء عشيرته انهاءها.
وسار بجموعه المقاتلة حتى اذا جاز البصرة وعلمت الحكومة بذلك لم تبد اهتماما، عندها تجمع افراد اسرة آل الصباح واعلنوا النفير وطلبوا من احمد الجابر الصباح شيخ الكويت ان يتدخل ويطلب المساعده الأنكليزية بعد ان اتصل بالضابط البريطاني المقيم في البصره وطلب من المتصرف (المحافظ) امين خالص بالإيعاز الى الشيخ عبدالله الفالح بالتوقف مع افراد عشيرته لإيجاد حل يرضيه، عندها وضع شروطه بنفي القاتل من الكويت والا سيدخلها بقواته، فوافقت اسرة آل الصباح وعلى رأسهم الشيخ احمد الجابر على هذا الشرط، كما ابدت اسرة آل الصباح استعدادها لدفع دية الى القتيل السعدوني، لكن الشيخ عبدالله الفالح رفض الدية وقال قولته الشهيرة (ان دم السعدوني لايثمن بمال) وبعد الحادثة زاره الامير عبدالاله الوصي على العرش، إذ يذكر الدكتور عبداللطيف الشواف بكتابه (شخصيات نافذة) والذي اعد فصلا كاملا عن الشيخ عبدالله الفالح السعدون، اذ يقول في كتابه(عند انتهاء الزيارة أمر الوصي على العرش عبدالاله بعطية مالية قدرها خمسمائة دينار، فما كان من الشيخ عبدالله الفالح إلا أن يقبلها مجاملة منه واكراما للضيف، إلا ان الشيخ عبد الله الفالح أمر بمنح اربعة من مرافقي الامير عبدالاله كل واحد منهم خمسمئة دينار).
قصد آواخر ايامه مكة المكرمة لتأدية شعائر الحج واستقبله الملك عبدالعزيز أل سعود استقبالا كبيرا حتى جمع أهل بيته وقال لهم (باركوا لي، فقد وفد عليّ عبدالله الفالح) ومنحه ما يتناسب مع النخوة والشهامة العربية.
توفي رحمه الله في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي، رحمه الله رحمة واسعة.
نقلا عن جريدة المشرق صفحة ذاكرة عراقية
** الصورة تعود للعام ١٩٣١
الشيخ عبد الله الفالح السعدون ينتظر محاكمته بتهمة قتل عبد الله الصانع