صباح رحيمة اتحاد المنتجين العراقيين لاعمال التلفزيون فلم الهروب سيناريو : محمد حياوي اخراج : ذو الفقار المطيري
صباح رحيمة
إلى
اتحاد المنتجين العراقيين لاعمال التلفزيون
فلم الهروب
سيناريو : محمد حياوي
اخراج : ذو الفقار المطيري
تناول الفلم قضية انسانية لا زالت تقطر دما بسخونتها وتضل وصمة عار في جبين فاعليها وابناءهم واحفادهم الى يوم الدين لكونها حادثة مروعة لم يشهد التاريخ لمثلها عند اعتى المجرمين ومصاصي الدماء.
ومن هنا جاءت المغامرة في اختيار مثل هذا الموضوع وسلوك الدرب الوعر في تقديم مثل هكذا حادثة وهذه المغامرة تتأتى من صياغة موضوع سينمي لحادثة فاجعة شاهد العالم الكثير من تفاصيلها بالصورة والصوت ولا يمكن لأي مجازف ان يخوض غمار تحقيق فلما سيميا يمكنه ان يحقق التفاعل معه والتأثر به ولابد للاشارة الى أن الفكرة المراد تحقيقها كمنجز فني تخضع لعوامل الاختيار من حيث الأولوية ( الأهمية ) والامكانية ومن ثم الكيفية وهنا المشكلة وهي عندما تحققت الأولوية والأمكانية فكيف تتحقق الكيفية وهذه الكيفية هي كيفية تناول الفكرة وكيفية بناء أحداثها من اين تبدأ ؟ وأين تنتهي ؟ وطريقة المعالجة لكي تحقق المتابعة والمشاهدة وتخلق التشويق والمتعة واثارة التساؤلات للوصول الى ايصال الفكرة الفلسفية المطلوبة وهكذا فقد نجح كاتب سيناريو الفلم في اختيار الكيفية المناسبة لبناء احداث فلمه في افتراضية المشاهده من قبل بطل الفلم وسرد احداث فلمه من خلال هذه المشاهدة ليكون شاهدا على ما دار حول تلك الحادثة الأليمة واظهار النزعة الأنتقامية والسلوك المريض عند فاعليها في خط سير الأحداث التي رسمها عن طريق راو لتلك الأحداث افترض هروبه وخلاصه من موت محقق ليكشف لنا ما اراد كشفه وطرح لنا ما استقر عليه رأيه لطرحه فأختار وجهة النظر بدل البطل وعوضت عدسة الكاميرا عن عين البطل وجعل المشاهد هو المطارد ليرى بعينه كل ماجرى حتى الخلاص والوصول سالما أو الموت بين احضان الأهل والأحبة .
ولو أن هنالك اخفاق في تناول الموضوع وعدم انتباه الى بعض التفاصيل التي كان عليه الوقوف عندها ودراستها مادام قد تناول هذا الموضوع باعتباره ادانه وكشف سلوك المجرمين وهي رسالة لابد وان يستقيم امنجز بطرحها وتضمينها لتتماشى وبغيته في الأدانة في جعل هؤلاء المجرمين الذين لايحبون الجمال ويقدم لنا العاشقين بشكل اخر وليس كما قدمهما فكونهما شابان جالسان لتخطيط مستقبلهما في جلسة حب عذري ليقتحم القبح عليهما جلستهما ويدنس براءتهما تكون دلالاتها اكثر تماشيا والموضوع ولما يكون المنع للسيكارة وغيره وهو يدخن الحشيش مثلا ويحرق المكان قصديا وكان الأجدر ( حسب اعنقادي ) ان يستمر في خط الاجرام وعدم تبرير فعلته الدنيئة بحوار اخر غير الذي سمعناه ولتكون نهاية الفتاة ان تنتحر بعد ان قتلوا حبيبها ودنسوا شرفها وان تكتمل الفواجع التي تنثرها هذه الثلة القذرة في الأرض وتنتهي الأحداث عند الممرضة التي قدمت له الخدمة في الأتصال باهله عبر هاتفها .
ومن ناحية الأخراج فقد كان موفقا في اختيار حركة الكاميرا التي كان من المفروض ان تدور في شوت واحد والكشف عن تلك الأحداث من خلال تلك الحركة ولكن قلة الحيلة جعلت المخرج يستعمل عدة لقطات لتقديم البطل وهو يجري هاربا من الموت ومطاردة الدواعش له ولكنه كان ذكيا في ان اظهر لنا البطل بتفاصيل حركته واستعمل الاوت فوكس اشارة الى جهد عين البطل او العرق المتساقط على عينيه وكان بودي لو اظهر بعض الدم على يده مثلا او تساقط من جسمه وهكذا فقد حقق نجاحه بمعالجته هذه والتي كانت الكاميرا هي البطلة والمصور هو الذي تحمل العبأ الأكبر في تقديم هذا العمل الذي انجز بطاقات شبابية واعدة وامكانات تكاد لا تذكر وفي ظروف صعبة اثارت داخلنا تساؤلات كثيرة طرحناها في افلام مهرجان بغداد عاصمة الثقافة .
تحية لكل العاملين والمساعدين والمساندين والداعمين لفلم الهروب الذي جعلنا نهرب من حالة الاحباط الى خانة التفاؤل والأمل بقابلات شبابية نفخر بها
إلى
اتحاد المنتجين العراقيين لاعمال التلفزيون
فلم الهروب
سيناريو : محمد حياوي
اخراج : ذو الفقار المطيري
تناول الفلم قضية انسانية لا زالت تقطر دما بسخونتها وتضل وصمة عار في جبين فاعليها وابناءهم واحفادهم الى يوم الدين لكونها حادثة مروعة لم يشهد التاريخ لمثلها عند اعتى المجرمين ومصاصي الدماء.
ومن هنا جاءت المغامرة في اختيار مثل هذا الموضوع وسلوك الدرب الوعر في تقديم مثل هكذا حادثة وهذه المغامرة تتأتى من صياغة موضوع سينمي لحادثة فاجعة شاهد العالم الكثير من تفاصيلها بالصورة والصوت ولا يمكن لأي مجازف ان يخوض غمار تحقيق فلما سيميا يمكنه ان يحقق التفاعل معه والتأثر به ولابد للاشارة الى أن الفكرة المراد تحقيقها كمنجز فني تخضع لعوامل الاختيار من حيث الأولوية ( الأهمية ) والامكانية ومن ثم الكيفية وهنا المشكلة وهي عندما تحققت الأولوية والأمكانية فكيف تتحقق الكيفية وهذه الكيفية هي كيفية تناول الفكرة وكيفية بناء أحداثها من اين تبدأ ؟ وأين تنتهي ؟ وطريقة المعالجة لكي تحقق المتابعة والمشاهدة وتخلق التشويق والمتعة واثارة التساؤلات للوصول الى ايصال الفكرة الفلسفية المطلوبة وهكذا فقد نجح كاتب سيناريو الفلم في اختيار الكيفية المناسبة لبناء احداث فلمه في افتراضية المشاهده من قبل بطل الفلم وسرد احداث فلمه من خلال هذه المشاهدة ليكون شاهدا على ما دار حول تلك الحادثة الأليمة واظهار النزعة الأنتقامية والسلوك المريض عند فاعليها في خط سير الأحداث التي رسمها عن طريق راو لتلك الأحداث افترض هروبه وخلاصه من موت محقق ليكشف لنا ما اراد كشفه وطرح لنا ما استقر عليه رأيه لطرحه فأختار وجهة النظر بدل البطل وعوضت عدسة الكاميرا عن عين البطل وجعل المشاهد هو المطارد ليرى بعينه كل ماجرى حتى الخلاص والوصول سالما أو الموت بين احضان الأهل والأحبة .
ولو أن هنالك اخفاق في تناول الموضوع وعدم انتباه الى بعض التفاصيل التي كان عليه الوقوف عندها ودراستها مادام قد تناول هذا الموضوع باعتباره ادانه وكشف سلوك المجرمين وهي رسالة لابد وان يستقيم امنجز بطرحها وتضمينها لتتماشى وبغيته في الأدانة في جعل هؤلاء المجرمين الذين لايحبون الجمال ويقدم لنا العاشقين بشكل اخر وليس كما قدمهما فكونهما شابان جالسان لتخطيط مستقبلهما في جلسة حب عذري ليقتحم القبح عليهما جلستهما ويدنس براءتهما تكون دلالاتها اكثر تماشيا والموضوع ولما يكون المنع للسيكارة وغيره وهو يدخن الحشيش مثلا ويحرق المكان قصديا وكان الأجدر ( حسب اعنقادي ) ان يستمر في خط الاجرام وعدم تبرير فعلته الدنيئة بحوار اخر غير الذي سمعناه ولتكون نهاية الفتاة ان تنتحر بعد ان قتلوا حبيبها ودنسوا شرفها وان تكتمل الفواجع التي تنثرها هذه الثلة القذرة في الأرض وتنتهي الأحداث عند الممرضة التي قدمت له الخدمة في الأتصال باهله عبر هاتفها .
ومن ناحية الأخراج فقد كان موفقا في اختيار حركة الكاميرا التي كان من المفروض ان تدور في شوت واحد والكشف عن تلك الأحداث من خلال تلك الحركة ولكن قلة الحيلة جعلت المخرج يستعمل عدة لقطات لتقديم البطل وهو يجري هاربا من الموت ومطاردة الدواعش له ولكنه كان ذكيا في ان اظهر لنا البطل بتفاصيل حركته واستعمل الاوت فوكس اشارة الى جهد عين البطل او العرق المتساقط على عينيه وكان بودي لو اظهر بعض الدم على يده مثلا او تساقط من جسمه وهكذا فقد حقق نجاحه بمعالجته هذه والتي كانت الكاميرا هي البطلة والمصور هو الذي تحمل العبأ الأكبر في تقديم هذا العمل الذي انجز بطاقات شبابية واعدة وامكانات تكاد لا تذكر وفي ظروف صعبة اثارت داخلنا تساؤلات كثيرة طرحناها في افلام مهرجان بغداد عاصمة الثقافة .
تحية لكل العاملين والمساعدين والمساندين والداعمين لفلم الهروب الذي جعلنا نهرب من حالة الاحباط الى خانة التفاؤل والأمل بقابلات شبابية نفخر بها