×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الإعلامية العراقية: هند احمد إعلامنا العربي مازال بعيداً عن القضايا الجوهرية للمرأة الكاتب: د. حسين الأنصاري

الإعلامية العراقية: هند احمد إعلامنا العربي مازال بعيداً عن القضايا الجوهرية للمرأة       الكاتب: د. حسين الأنصاري
 الإعلامية العراقية: هند احمد

إعلامنا العربي مازال بعيداً عن القضايا الجوهرية للمرأة
الكاتب: د. حسين الأنصاريي --مجلة
مرامي الاماراتية،


صوت ينساب إلى الأسماع كموسيقى رائعة، لها حضور ثقافي وأسلوب أداء يضفي للمشهد ألفة وجاذبية وجمالاً، واثقة ومؤثرة بما تقوله لجمهورها استناداً إلى خبرة طويلة صقلتها بالتعلم والتدريب والممارسة، دخلت مجال الإعلام، وتحديداً في مجالي الإذاعة والتلفزيون، وهي طفلة ذات ثماني سنوات، لتصبح أصغر مقدمة في برامج الأطفال في التلفزيون العراقي، من هنا بدأت خطواتها الواثقة لتكتسب أساسيات ومهارات العمل وكيفية التعامل مع الكاميرا والميكرفون، ولتنطلق بعد ذلك إلى آفاق أوسع وبرامج أثرى ونجاحات متتالية وإشادة من جمهور متنوع الفئات، مما جعلها وجهاً معروفاً في الوسط الإعلامي والاجتماعي.
عن دور المرأة العربية وفاعلية حضورها والآفاق المنتظرة منها وسط متغيرات الواقع الاجتماعي والثقافي والاتصالي كان لمرامي في بغداد هذا الحوار مع الإعلامية هند أحمد:



كانت المرأة ولا تزال تشكل عاملاً حيوياً مهماً في معظم جوانب الحياة، كيف تنظرين لدور المرأة وكفاحها من أجل التحرر والحصول على حقوقها المشروعة؟

تحاول المرأة أن تثبت جدارتها في مواقع الحياة والعمل، لذلك فإن نضالها متواصل منذ بدأ التاريخ البشري للحفاظ على http://marami.net/xuploads/النوع ومواجهة تحديات الطبيعة، ومع تطور الوعي تبلور دور الإنسان لاسيما المرأة لتقاسم الرجل مختلف أنواع النشاط الإنساني، بل أحياناً تتقدم عليه وتحقق إنجازات كبيرة، من ناحية أخرى لقد تبوأت المرأة عبر مر التاريخ قيادة المجتمعات، وأصبح البعض منهن رموزاً للطبيعة والظواهر وقائدات لمجتمعات سواء قديماً أو في الحياة المعاصرة، لما أثبتنه من القدرة والتحكم واتخاذ القرار في الوقت والموقف المناسبين، نجدها اليوم حاضرة ومواكبة لكثير من الأحداث التي تسهم في صناعتها والتأثير فيها، لاسيما ونحن نعيش عصر الثورة المعلوماتية والاتصالية ومعطياتها التي انعكست في ميادين الحياة، وكان نصيب المرأة كبيراً فيها لاسيما في المجال الإعلامي.
image


في ظل التطور التكنوإلكتروني الاتصالي والفضاءات المفتوحة والتحولات الاجتماعية، كيف تقيمين صورة المرأة في المشهد الإعلامي؟

لو يتم تقييم موضوعي لدور الإعلام في تناول قضايا المرأة الأساسية الهامة في هذا المجال لوجدنا أن الإعلام مازال دون المستوى المطلوب إذ إن معظم النشاط الإعلامي يركز على الجوانب الثانوية والهامشية متجاوزين المشاكل والقضايا الجوهرية، فما بالك أن الكثير من حقوق المرأة المشروعة مازالت مهمشة ومصادرة في بعض الدول العربية؛ فهي لا تستطيع أن تمارس دورها الحقيقي في الجانب السياسي أو الإدلاء برأيها بحرية، كما أنها لا تستطيع أن تمارس حقها في الأمور الاجتماعية بما فيها أبسط الأمور من قيادة سيارة أو اختيار شريك حياتها، كما أن الكثير منهن محرومات من فرص التعليم، بل إن الكثير من النساء تتعرض للعنف والاستغلال، ويزداد ذلك وقت الأزمات، إن هذه القضايا وغيرها تحتاج إلى وقفة جادة وإعادة النظر في برامجنا الإعلامية لتكون قضايا المرأة هي من صلب الموضوعات المطروحة، والتي لا بد أن تعالج برؤية إنسانية شاملة ووفق لوائح قانونية عادلة، ويتحمل الإعلام جزءاً كبيراً من هذا الدور والمسؤولية التاريخية لدعم قضايا المرأة وهمومها.


برأيك كيف يمكن لإعلامنا أن يرتقي بدوره في تناول قضايا المرأة، لاسيما ونحن في عصر الاتصال والتطور التقني والانفتاح المعلوماتي؟
أتفق معك حول ذلك؛ ففي الوقت الذي نشهد فيه أعلى حالة من التطور في المشهد الاتصالي والثقافة الرقمية حيث اتساع بنوك المعلومات وانتشار الأقمار الفضائية وأجيال الحواسيب والهواتف المحمولة وتزايد مساحات البث وشيوع مواقع التواصل الاجتماعي التي أفرزت أنواعاً جديدة من الإنتاج المرئي والمسموع الذي مزج الحقيقة بالخيال، كل ذلك ساهم في تكوين فئات جديدة من الجمهور الذي بات يستهلك الثقافة الرقمية بكل مجالاتها وتطوراتها المتواصلة، مما يدعونا إلى مواكبة الجديد، لكن في الوقت ذاته لا بد من التعامل الحذر مع الإرشاد والتوجيه، لأن استخدام هذه التقنيات يتطلب المعرفة والوعي كي لا نكون مستهلكين سلبيين، لذا يتوجب على المعنيين في وسائل الإعلام والتربية والتعليم أن يستندوا في طروحاتهم إلى مراعاة المضامين الجادة واعتماد الأشكال الفنية والجمالية الحديثة التي من شأنها أن تكون أكثر جاذبية وجمالاً بغية تحقيق عامل تحقق الأثر لدى المتلقي.

image

ألا تعتقدين أن للانتاج المرئي من المسلسلات الوافدة والإعلانات دوراً في التأثير على سلوك ووعي المشاهدين وخصوصاً النساء؟
الأعمال الدرامية لها سطوة إعلانية بحكم ما توفره من حبكة متقنة للأحداث والتشويق نتيجة الصراع المتنامي، إلى جانب المؤثرات الفنية من الناحيتين البصرية والسمعية، ولا ننسى طبيعة تناول وعرض الموضوعات بما يحقق عنصر الإشادة والتمييز للآخر، وهذا من شأنه أن يساهم في ترويج الأفكار والتأثير في المشاهد. إن عملية التلقي هي عملية فردية تخضع لمستوى كفاءة التحليل والفهم والقدرة على إنتاج الدلالة، فقصور الوعي يجعل من المشاهد عرضة للاختراق والتأثر بما يراه، لذلك نأمل من وسائلنا الإعلامية وخصوصاً القنوات الفضائية أن تختار الأعمال ذات المضامين الجيدة والإنسانية التي تقترب من تقاليدنا وقيم ديننا الإسلامي الحنيف، وأن تتجنب الأعمال التجارية والسطحية أو تلك التي تشتمل على شفرات سلبية مبطنة تشيع التفاهة والابتذال أو الترويج لسلع استهلاكية كالأزياء والتجميل والطبخ وما يرتبط بعوامل التسلية وإشغال الوقت لا غير.


مارست العمل الإعلامي في وسائل وبرامج متنوعة، أين تجد هند أحمد نفسها أكثر عطاء وتأثيراً؟

بعد تجربتي الطويلة مع الإذاعة والتلفزيون والصحافة أجد نفسي قريبة جداً من الميكرفون والكاميرا، يساعدني في ذلك http://marami.net/xuploads/خبرة مكتسبة من التجربة والممارسة إلى جانب الثقافة والتواصل مع التطورات الإعلامية والعلاقة الطيبة مع جمهوري الذي يدفعني دائما إلى البحث عن الأفكار الجديدة لوضعها في قوالب إعلامية وفنية وجمالية، أنا أحرص على تقديم البرامج ذات الصلة المباشرة باهتمامات الجمهور وحاجاته الآنية وكيف يمكن للإعلام أن يحقق ويتناول ويبحث عن الحلول لمشاكل قائمة، وهذا ما تحقق عبر برامجي التي رشحت لجوائز وشهادات تقدير مثل بانوراما وبرنامج نوارس الذي قدمت فيه العديد من النساء المتميزات في حقول العمل والحياة والإبداع.


ما الجديد في حقيبة هند أحمد الإعلامية؟
أفكر هذه الفترة بموضوع النشر ولي عديد الكتابات التي لم تر النور رغم أنها وبتقييم الأصدقاء من الإعلاميين والنقاد تستحق أن تطبع وتنشر، إلى جانب مساهمتي مع منتدى سيدات الأعمال العراقي بصفتي مسؤولة الثقافة والإعلام، إلى جانب عملي عضواً في الهيئة المديرة لملتقى الإذاعيين والتلفزيونيين الذي يقدم برامجه في بناية اتحاد الأدباء أسبوعياً، لي عدة أفكار برامجية جديدة أطمح إلى إنجازها قريباً في قنوات عراقية وعربية.

.