حوار:كريمة السعدي----الاعلام فكك المسرح وفكك المتلقي سهى سالم..الفنانة العراقية
الاعلام فكك المسرح وفكك المتلقي
سهى سالم..الفنانة العراقية
احتار الفنان لمن يكتب ولمن يقدم للقديم ام للجديد
حوار:كريمة السعدي
النزاع الذي يحدث بين العالمين الرقمي ووسائل الاعلام جعلت النزاع على المستهلك قويا بسبب ثقافة العولمة ،والتفكيك الذي قام به الاعلام للمسرح وللمتلقي جعل المتلقي ان يبتعد عن مشاهدة العروض على خشبة المسرح وفضل مشاهدتها على الفيسبوك واليوتيوب ،مما ادى الى تراجع المسرح في الدول العربية هذا ما صرحت به الفنانة العراقية سهى سالم ،عكس ما يحدث كما تقول في الدول الاوروبية من مشاهدة ومتابعة جدية.
وبسبب الثورات العربية جعلت الفنان وليس المسرحي فقط ان يحتار لمن يؤلف ولمن يقدم هل للقديم ام للجديد وهذا ليس بالهين لان الفن عندما ينمو ويتطور يحتاج الى نوع من الاستقرار والثبات ،مما جعل المسرح والمهرجانات العربية بعضها يتوقف وبعضها يتراجع .
لكن رغم الظروف بقي المسرح في العراق متميزا وقدم عروضا متميزة في العديد من الدول العربية والاوربية بعد الاحداث ونالت العديد من الجوائز ، لانه استطاع ان يعكس ما يدور من احداث ، فالمسرح هو انعكاس للواقع ،وحاول قدر الامكان ان يضع المتلقي في وضع هو ان ما يحدث الان هو حالة آنية ومتغيرة .
مجلة الاعلام والعصر كان لها هذا اللقاء مع الفنانة العراقية وتبادل الحديث معها حول المسرح العربي في خضم الظروف الحالية وتجربتها المسرحية اولا ،وتجربتها التلفزيونية ثانيا:
المسرح العربي مقلدا
* المسرح العربي كيف هو اليوم،والعروض التي تقدم ايام الشارقة المسرحية؟
المسرح الذي قدم في ايام الشارقة المسرحية يدل على ان المسرح العربي بخير وهناك من الشباب الذين يحاولوا ان يقدموا مسرحا جيدا وفيه من المواضيع والاتجاهات الجدية والجديدة التي واكبت المتغيرات التي حدثت في الوطن العربي،ورايت تجربة جديدة في الامارات من خلال طرح المواضيع التي ناقشها المسرح، ومن خلال مشاركتي في ايام الشارقة المسرحية ومشاهدتي للعروض التي قدمت من على خشبة المسرح ،لمست فيها من الجو الفني ورايت حبهم الكبير للمسرح وهناك امكانيات وشباب طموح وتجديد .
*هل هذا يعني ان المسرح موجود؟
-هذا اهم كل شي وخاصة في الشارقة ،وكثرة المسارح الموجوده فيها هو شيء رائع ويدل على حضارة البلد، اضافة الى المراكز الثقافية الموجودة وهذا يدل على حب هذا البلد للثقافة والتلاقي والابداع .
*وهل برأيك ان المسرح استطاع ان يواكب المتغيرات التي حدثت في الوطن العربي؟
-هذا الموضوع هو الذي نوقش في ايام الشارقة التي تابعت التغيرات التي حدثت في الوطن العربي .
*لكن نرى ان المسرح العربي مقلدا بعض الاحيان للمسرح الغربي لماذا؟
اقول الحقيقية نحن نراوح في مكاننا ،من هم من ينتقد المسرح الغربي ويقول ان المسرح الغربي كذا وكذا، وهذا غير صحيح لان المسرح هو الذي يجبرنا وتجبرنا اوروبا على ان نقتدي بها فكل الناس هناك يعملون ويجتهدون تحت قوانين ولهم اساليب جديدة واتجاهات ونحن الذين نتبعهم ،فلو كان لدينا من القوة والاهتمام بالمسرح كان لتجد مسرحا عربيا فيه من الصياغة واساليب واتجاهات فنية حديثة تحتلف عن اوروبا ،الى الان نحن ما تفعله اوروبا بعد يومين او ثلاث نطبقه في مسرحنا سواء هذا الاتجاه اوغيره في السياق والاداء وفي كل شيء رغم انه يختلف عن عاداتنا وتقاليدنا ورغم هذا ليس عيبا هو ان ناتي بشيء جديد ،لكن بشرط ان ناخذ منه ما يفيد ونوظف هذه الاشياء بما يناسب تراثنا ومرجعياتنا من الحكاية والقصور وما الى غير ذلك ،وهذا ليس خطا ولكن من الاصح ان نذكر هذا الشيء .
**المسرح في العراق متميزا**
*وكيف ترين المسرح في العراق عما كان في السابق؟
-يوجد لدينا مسرح متميز في العراق ووصل الى الدول العربية ،لكننا لم نطوره عكس اوروبا وخاصة عند الاغريق فقد طوروها كما فعل ارسطو ووضعوا قوانينا ومناهجا وقدموا ممثلين وشعراء ووضعوا دراسة حول كيفية كتابة النص المسرحي واداء الممثل وكل شيء، فهم يعتبرون اصحاب الرياده في المسرح، المشكلة هنا الا نضع اللوم على المسرح الاوروبي على انه سيطر علينا ،لاننا نحن الذين تبعناه وهذه ظاهرة صحية ان نوظف الاشياء الجديدة حسب تقاليدنا وثقافتنا هذا الحقيقية ،اضافة الى ان المسرح الاوروبي وجد محطة اخرى عندما توقف واصبح له اليه محددة انتقل الى عالم اخر كما فعل ارثو وديستوفسكي من اساليب الاتجاهات الحديثة اهتموا بالمسارح الاخرى فبحثوا في المسرح الهندي والمسرح الصيني والشرقي وحضارات كثيرة في افريقيا وحاولوا ان يجدوا هناك نوعا من التلاحم وارادوا ان يصلوا الى التلاقح بين المسرح الاوروبي والمسرح الشرقي .
*والمشاهد العراقي كيف حضوره في المسرح؟
رغم كل الظروف كان المسرح هو المترجم لكل هذه الاوضاع ويصرخ على المسرح وكان يعكس ما يدور من احداث لان المسرح هو انعكاس للواقع وحاول قدر الامكان ان يضع المتلقي في وضع ان ما يحدث الان هو حالة انية ومتغيرة والمتلقي العراقي واعيا جدا وناقدا، وعندما تجدين في اي بيت عراقي من يشاهد مسرحية او عمل ينقد ها بطريقة كانه دارس اسس النقد المسرحي او التلفزيون وهذا الموضوع افادنا كثير ،اي وعي المتلقي رغم كل الضغوط وكانت اقسى من الاقسى كانت هناك مسرحيات طائفية تقدم من قبل طلاب وفيه من الجراة تتحدث عن هذا الموضوع ورفض لهذا الموضوع وكان يقومون بعرض المسرحيات في اماكن صعبه .
*اين كنتم تقدمون او تتدربون بسبب الظروف ؟
التمثيل سواء الدراما في التلفزيون كانت صعبة جدا من ناحية التصوير في بغداد ،لذا كنا ننتقل الى سورية التي وجدنا فيها بيئة مشابة لبغداد وقدمنا اعمالا حاولنا ان نقف ضد الحملات التي تهاجم العراق وحاولنا ان نضع جهدنا رغم صعوبة السفر والظروف لكن قدر امكاننا حاول الفنان العراقي ان يقدم رسالة اذا كان على المسرح او في التلفزيون
المسرح الاوربي ،مسرح للتزاوج بين ثقافتي الشرق والغرب
*اذا اي من الدول الاوربية باعتقادك نجحت في المسرح من حيث المشاهدة والعروض والتقديم؟.
بدون تعيين كل دولة لها ميزات تختلف عن الدولة الاخرى، وكل دول تطرح المسرح بعروض جديدة واتجاهات جديدة وفيها من المهرجانات العديدة ويدعون فيها الكثير من دول الشرق الاوسط من اجل عمل تزاوج ومناخ ثقافي ومن اجل التوصل الى الثقافتين مسرح الشرق ومسرح الغرب وثقافة الشرق والغرب .
* الدول التي شاركت فيها في تقديم العروض المسرحية في اوربا ؟
كل دولة اشارك فيها كان لها ميزة فانا شاركت في مهرجان برلين وقدمنا عروضا من المسرح العراقي بعد الاحداث وفي المانيا و،مهرجان وارشو قدمنا مسرحية لجواد الاسدي ثلاث نساء في الحرب ،وكانت كل دولة نشارك فيها لها نكهة مميزة كما انهم يريدون ان ينعشوا المسرح بطريقتهم الجديدة في كل مهرجان ،بحيث يكون هناك بصمة معينه لان مبدعيهم او فنانيهم يحاولوا ان ينعشوا المسرح بتقديم عروضا جديدة .
الكاتب والجمهور....
*من يكتب للمسرح العربي اليوم؟
هناك اخفاقات وهناك امتيازات، وهناك من توقف تماما وهناك من تراجع وعاد يراجع نفسه ،وهناك من وقف حائر بين عالمين بعد هذه الفوضى العارمة وما يسميها بعد الربيع العربي ،هو مع من ،والمؤلف يكتب لمن للقديم ام الجديد ،هل يخاف من القديم والعودة اليه، ام للجديد لربما ليس له التزام قوي ،فهذه الحيرة بالحقيقة وضعت الفنان في حيرة ليس الفنان المسرحي فقط وانما الجميع كل المثقفين من ادباء وفنانين تشكيليين ،وهذا ليس بالهين ،لان الفن عندما ينمو ويتطور يحتاج الى نوع من الاستقرار والثبات هذه وجهة نظري، لان هناك فوضى في الدول العربية جعلت المهرجانات تنتهي ووبعضها تغلق احيانا وهذا في كل الدول العربية ، فنحن مثلا نقدم العرض المسرحي عند الساعة ظهرا بسبب الاوضاع او حتى في الصباح .
*وهل تجدون الجمهور؟
يكون هناك جمهور لاننا لا نستطيع ان نقدم العروض مساءا بسبب المشاهد الذي يمتنع من الحضور بسبب الاوضاع والخوف ،لذا نضطر ان نقدمه ظهرا رغم حرارة الجو وانقطاع الكهرباء او البرد.
المسرح والاعلام...
*الاعلام وصل رسالة المسرح بطريقته ،كيف؟
هناك نوعا من ثورة الاتصالات الحديثة والرقمية وما الى ذلك ادت الى النزاع على المستهلك ،نحن في ثقافة العولمة وما غير ذلك التي تدعم ثقافة المستهلك ،لذا ترين ان من ياتي للمسرح سوف يختار الجانب الاخر اي مشاهدة العروض من خلال الفيسبوك واليوتيوب ،هنا الاعلام قام بمهمة غريبة وعجيبة وهي تفكيك المسرح وتفكيك المتلقي و صار من الاسهل عليه ان يحضر مسلسل او مسرحية على اليوتيوب او الفيسبوك بدون ان يحضر الى المسرح يجلس ويشاهد،هذه هي الثقافة الجديدة .
*هل يعني هناك تنافس بين وسائل الاعلام؟
هناك تنافس قوي بين العالم الرقمي والعالم المرئي ،والمسرح رغم وجوده لكنه بدا يضعف في العالم العربي، لانني اعتقد ان المسرح له تاثير كبير على المتلقي ولهذا هم يستهدفون المسرح.
انا ممثلة مسرح اولا...
**قدمت الكثير من المسرحيات ولكن مسرحية ثلاث نساء في الحرب وضلال نال اعجاب الكثيرين**
الكثير من المسرحيات قدمتها منذ ان كنت طالبه في معهد الفنون الجميلة وعمري 17 سنه هي مسرحية رسالة الطير للمخرج قاسم محمد ونلت افضل جائزة، وبعدها قدمت مسرحية كارمن ،اما في المسرح الجامعي فقدمت مسرحية من اخراجي وتمثيلي وفزت بجائزة افضل تمثيل واخراج للمسرح الجامعي ، وكثير من الاعمال ولكن اخرها ثلاث نساء في الحرب للاستاذ جواد الاسدي وعمل (ضلال )الذي حقق ونال اعجاب الدول العربية والاوربية من اخراج الدكتور هيثم عبد الرزاق .
*هل انت ممثلة مسرح ام تلفزيون، وايهما اصعب؟
كل فن له صعوباته وله الية مختلفة ،ولكن بحكمي انا كممثلة وخاصة انا ممثلة مسرح في بداية مشواري الفني ،ولكني اعتبر نفسي من جيل التلفزيون بالدرجة الاولى لاننا وعينا على لحظة فيها ازدهر التلفزيون من مسلسلات وما الى ذلك .
*اول اعمالك الفنية ؟
كان مسلسل النعمان الاخير واخر عمل سارة خاتون.
*والافلام العراقية التي قدمتها؟
عديدة إذ كنت سعيدة الحظ أن تكون لدي هذه المجموعة من الأفلام: (المنفذون) لعبدالهادي الراوي و(صخب البحر) لصبيح عبدالكريم و(حمد وحمود) لإبراهيم جلال و(عمارة 13) لصاحب حداد، وعبرها خضت تجارب جيدة فاستفدت من أربعة مخرجين متميزين لكل منهم أسلوبه الخاص الذي كان عاملاً مهماً في بلورة أدائي السينمائي والتعبير عن الشخصية وفق الخطاب السينمائي المختلف تماماً عن الخطاب المسرحي والتلفزيوني والإذاعي.
*مشاركتك في مهرجان ابو ظبي السينمائي ،كيف كان؟
-هو احتفالية رائعة وكرنفال عالمي فيه تلاقح ثقافي من خلال لغة السينما، هذا الانفتاح على العالم يدل على أن هذا البلد يمتلك القدرة على استيعاب هذه الثقافات، وأيضاً الاستفادة منها من أجل بناء جيل سينمائي يمثل دورة الإمارات أولاً والوطن العربي بشكل عام، فهو مهرجان مهم جداً وعندما يمر الزمن نجد أن دوراته المتعاقبة أكثر أهمية وتطوراً من خلال حجم ونوعية المشاركات من مختلف دول العالم.
*اين انت اليوم؟
انا في الحقيقة صار فترة اكملت دراستي الدكتوراة بامتياز وحاولت ان اسحب نفسي من بعض الاعمال التي لا تروق لي نحن نبحث عن المتلقي اذا كانت غير صالحة لذا ابتعد عنها لكن الان سوف ننزل بقوة بعمل عربي يطرح قضية انسانية كبيرة جدا من اخراج نذير عواد وهناك مسلسل اخر سيصور في مدينة العمارة وفيه خليط من الفنانين الاردنينن والسوريين والعراقيين وهناك دراما سوف تنمو بطريقة فعالة جدا وهناك اناس يعملون بجد من اجل تفعيل الدراما والمسرح العراقي اعتقد السنه القادمة ستكون للعراق باذن الله من الدراما .
سيرة ذاتية:
سهى سالم فنانة عراقية عاشت في كنف ذات نسب فني عريق فوالدها هو الفنان المسرحي العراقي القدير "طه سالم" كما أن شقيقتها الكبرى هي الفنانة "شذى" إلى جانب شقيقها "سالم" و"فائز" ولم تعتمد سهى فقط على ذلك بل درست الفن أيضا لنيل شهادة الدكتوراة في (التغريب في المسرح) ثم كانت بدايتها الفنية وهي ابنة الــ 16 عاما من خلال بعض الإعلانات والفيديو كليب ثم جاءت بدايتها الفعلية في فيلم (الأجندة الحمراء) عام 2000 مع طارق علام ومن أبرز أعمالها دورها المميز في مسلسل (الفراشات تحترق) التي تجسد فيه دور الفنانة الراحلة "سامية جمال".
أنتجت نصوصاً وأدت أدواراً صعبة فنالت قبول ورضا الناس والنقاد معاً، من خلال ما يقرب من خمسين عملاً فنياً، ولهذا كان لها أن تحصد الجوائز في الإبداع المسرحي في أعرق المهرجانات العربية، حكمت في لجان مهرجانات سينمائية مهمة، وهي اليوم عضو في لجنة تحكيم مسابقة أفلام الإمارات حيث وجدت فيها الكثير من الإبداع المتحقق والطموح المتوقع.
سهى سالم..الفنانة العراقية
احتار الفنان لمن يكتب ولمن يقدم للقديم ام للجديد
حوار:كريمة السعدي
النزاع الذي يحدث بين العالمين الرقمي ووسائل الاعلام جعلت النزاع على المستهلك قويا بسبب ثقافة العولمة ،والتفكيك الذي قام به الاعلام للمسرح وللمتلقي جعل المتلقي ان يبتعد عن مشاهدة العروض على خشبة المسرح وفضل مشاهدتها على الفيسبوك واليوتيوب ،مما ادى الى تراجع المسرح في الدول العربية هذا ما صرحت به الفنانة العراقية سهى سالم ،عكس ما يحدث كما تقول في الدول الاوروبية من مشاهدة ومتابعة جدية.
وبسبب الثورات العربية جعلت الفنان وليس المسرحي فقط ان يحتار لمن يؤلف ولمن يقدم هل للقديم ام للجديد وهذا ليس بالهين لان الفن عندما ينمو ويتطور يحتاج الى نوع من الاستقرار والثبات ،مما جعل المسرح والمهرجانات العربية بعضها يتوقف وبعضها يتراجع .
لكن رغم الظروف بقي المسرح في العراق متميزا وقدم عروضا متميزة في العديد من الدول العربية والاوربية بعد الاحداث ونالت العديد من الجوائز ، لانه استطاع ان يعكس ما يدور من احداث ، فالمسرح هو انعكاس للواقع ،وحاول قدر الامكان ان يضع المتلقي في وضع هو ان ما يحدث الان هو حالة آنية ومتغيرة .
مجلة الاعلام والعصر كان لها هذا اللقاء مع الفنانة العراقية وتبادل الحديث معها حول المسرح العربي في خضم الظروف الحالية وتجربتها المسرحية اولا ،وتجربتها التلفزيونية ثانيا:
المسرح العربي مقلدا
* المسرح العربي كيف هو اليوم،والعروض التي تقدم ايام الشارقة المسرحية؟
المسرح الذي قدم في ايام الشارقة المسرحية يدل على ان المسرح العربي بخير وهناك من الشباب الذين يحاولوا ان يقدموا مسرحا جيدا وفيه من المواضيع والاتجاهات الجدية والجديدة التي واكبت المتغيرات التي حدثت في الوطن العربي،ورايت تجربة جديدة في الامارات من خلال طرح المواضيع التي ناقشها المسرح، ومن خلال مشاركتي في ايام الشارقة المسرحية ومشاهدتي للعروض التي قدمت من على خشبة المسرح ،لمست فيها من الجو الفني ورايت حبهم الكبير للمسرح وهناك امكانيات وشباب طموح وتجديد .
*هل هذا يعني ان المسرح موجود؟
-هذا اهم كل شي وخاصة في الشارقة ،وكثرة المسارح الموجوده فيها هو شيء رائع ويدل على حضارة البلد، اضافة الى المراكز الثقافية الموجودة وهذا يدل على حب هذا البلد للثقافة والتلاقي والابداع .
*وهل برأيك ان المسرح استطاع ان يواكب المتغيرات التي حدثت في الوطن العربي؟
-هذا الموضوع هو الذي نوقش في ايام الشارقة التي تابعت التغيرات التي حدثت في الوطن العربي .
*لكن نرى ان المسرح العربي مقلدا بعض الاحيان للمسرح الغربي لماذا؟
اقول الحقيقية نحن نراوح في مكاننا ،من هم من ينتقد المسرح الغربي ويقول ان المسرح الغربي كذا وكذا، وهذا غير صحيح لان المسرح هو الذي يجبرنا وتجبرنا اوروبا على ان نقتدي بها فكل الناس هناك يعملون ويجتهدون تحت قوانين ولهم اساليب جديدة واتجاهات ونحن الذين نتبعهم ،فلو كان لدينا من القوة والاهتمام بالمسرح كان لتجد مسرحا عربيا فيه من الصياغة واساليب واتجاهات فنية حديثة تحتلف عن اوروبا ،الى الان نحن ما تفعله اوروبا بعد يومين او ثلاث نطبقه في مسرحنا سواء هذا الاتجاه اوغيره في السياق والاداء وفي كل شيء رغم انه يختلف عن عاداتنا وتقاليدنا ورغم هذا ليس عيبا هو ان ناتي بشيء جديد ،لكن بشرط ان ناخذ منه ما يفيد ونوظف هذه الاشياء بما يناسب تراثنا ومرجعياتنا من الحكاية والقصور وما الى غير ذلك ،وهذا ليس خطا ولكن من الاصح ان نذكر هذا الشيء .
**المسرح في العراق متميزا**
*وكيف ترين المسرح في العراق عما كان في السابق؟
-يوجد لدينا مسرح متميز في العراق ووصل الى الدول العربية ،لكننا لم نطوره عكس اوروبا وخاصة عند الاغريق فقد طوروها كما فعل ارسطو ووضعوا قوانينا ومناهجا وقدموا ممثلين وشعراء ووضعوا دراسة حول كيفية كتابة النص المسرحي واداء الممثل وكل شيء، فهم يعتبرون اصحاب الرياده في المسرح، المشكلة هنا الا نضع اللوم على المسرح الاوروبي على انه سيطر علينا ،لاننا نحن الذين تبعناه وهذه ظاهرة صحية ان نوظف الاشياء الجديدة حسب تقاليدنا وثقافتنا هذا الحقيقية ،اضافة الى ان المسرح الاوروبي وجد محطة اخرى عندما توقف واصبح له اليه محددة انتقل الى عالم اخر كما فعل ارثو وديستوفسكي من اساليب الاتجاهات الحديثة اهتموا بالمسارح الاخرى فبحثوا في المسرح الهندي والمسرح الصيني والشرقي وحضارات كثيرة في افريقيا وحاولوا ان يجدوا هناك نوعا من التلاحم وارادوا ان يصلوا الى التلاقح بين المسرح الاوروبي والمسرح الشرقي .
*والمشاهد العراقي كيف حضوره في المسرح؟
رغم كل الظروف كان المسرح هو المترجم لكل هذه الاوضاع ويصرخ على المسرح وكان يعكس ما يدور من احداث لان المسرح هو انعكاس للواقع وحاول قدر الامكان ان يضع المتلقي في وضع ان ما يحدث الان هو حالة انية ومتغيرة والمتلقي العراقي واعيا جدا وناقدا، وعندما تجدين في اي بيت عراقي من يشاهد مسرحية او عمل ينقد ها بطريقة كانه دارس اسس النقد المسرحي او التلفزيون وهذا الموضوع افادنا كثير ،اي وعي المتلقي رغم كل الضغوط وكانت اقسى من الاقسى كانت هناك مسرحيات طائفية تقدم من قبل طلاب وفيه من الجراة تتحدث عن هذا الموضوع ورفض لهذا الموضوع وكان يقومون بعرض المسرحيات في اماكن صعبه .
*اين كنتم تقدمون او تتدربون بسبب الظروف ؟
التمثيل سواء الدراما في التلفزيون كانت صعبة جدا من ناحية التصوير في بغداد ،لذا كنا ننتقل الى سورية التي وجدنا فيها بيئة مشابة لبغداد وقدمنا اعمالا حاولنا ان نقف ضد الحملات التي تهاجم العراق وحاولنا ان نضع جهدنا رغم صعوبة السفر والظروف لكن قدر امكاننا حاول الفنان العراقي ان يقدم رسالة اذا كان على المسرح او في التلفزيون
المسرح الاوربي ،مسرح للتزاوج بين ثقافتي الشرق والغرب
*اذا اي من الدول الاوربية باعتقادك نجحت في المسرح من حيث المشاهدة والعروض والتقديم؟.
بدون تعيين كل دولة لها ميزات تختلف عن الدولة الاخرى، وكل دول تطرح المسرح بعروض جديدة واتجاهات جديدة وفيها من المهرجانات العديدة ويدعون فيها الكثير من دول الشرق الاوسط من اجل عمل تزاوج ومناخ ثقافي ومن اجل التوصل الى الثقافتين مسرح الشرق ومسرح الغرب وثقافة الشرق والغرب .
* الدول التي شاركت فيها في تقديم العروض المسرحية في اوربا ؟
كل دولة اشارك فيها كان لها ميزة فانا شاركت في مهرجان برلين وقدمنا عروضا من المسرح العراقي بعد الاحداث وفي المانيا و،مهرجان وارشو قدمنا مسرحية لجواد الاسدي ثلاث نساء في الحرب ،وكانت كل دولة نشارك فيها لها نكهة مميزة كما انهم يريدون ان ينعشوا المسرح بطريقتهم الجديدة في كل مهرجان ،بحيث يكون هناك بصمة معينه لان مبدعيهم او فنانيهم يحاولوا ان ينعشوا المسرح بتقديم عروضا جديدة .
الكاتب والجمهور....
*من يكتب للمسرح العربي اليوم؟
هناك اخفاقات وهناك امتيازات، وهناك من توقف تماما وهناك من تراجع وعاد يراجع نفسه ،وهناك من وقف حائر بين عالمين بعد هذه الفوضى العارمة وما يسميها بعد الربيع العربي ،هو مع من ،والمؤلف يكتب لمن للقديم ام الجديد ،هل يخاف من القديم والعودة اليه، ام للجديد لربما ليس له التزام قوي ،فهذه الحيرة بالحقيقة وضعت الفنان في حيرة ليس الفنان المسرحي فقط وانما الجميع كل المثقفين من ادباء وفنانين تشكيليين ،وهذا ليس بالهين ،لان الفن عندما ينمو ويتطور يحتاج الى نوع من الاستقرار والثبات هذه وجهة نظري، لان هناك فوضى في الدول العربية جعلت المهرجانات تنتهي ووبعضها تغلق احيانا وهذا في كل الدول العربية ، فنحن مثلا نقدم العرض المسرحي عند الساعة ظهرا بسبب الاوضاع او حتى في الصباح .
*وهل تجدون الجمهور؟
يكون هناك جمهور لاننا لا نستطيع ان نقدم العروض مساءا بسبب المشاهد الذي يمتنع من الحضور بسبب الاوضاع والخوف ،لذا نضطر ان نقدمه ظهرا رغم حرارة الجو وانقطاع الكهرباء او البرد.
المسرح والاعلام...
*الاعلام وصل رسالة المسرح بطريقته ،كيف؟
هناك نوعا من ثورة الاتصالات الحديثة والرقمية وما الى ذلك ادت الى النزاع على المستهلك ،نحن في ثقافة العولمة وما غير ذلك التي تدعم ثقافة المستهلك ،لذا ترين ان من ياتي للمسرح سوف يختار الجانب الاخر اي مشاهدة العروض من خلال الفيسبوك واليوتيوب ،هنا الاعلام قام بمهمة غريبة وعجيبة وهي تفكيك المسرح وتفكيك المتلقي و صار من الاسهل عليه ان يحضر مسلسل او مسرحية على اليوتيوب او الفيسبوك بدون ان يحضر الى المسرح يجلس ويشاهد،هذه هي الثقافة الجديدة .
*هل يعني هناك تنافس بين وسائل الاعلام؟
هناك تنافس قوي بين العالم الرقمي والعالم المرئي ،والمسرح رغم وجوده لكنه بدا يضعف في العالم العربي، لانني اعتقد ان المسرح له تاثير كبير على المتلقي ولهذا هم يستهدفون المسرح.
انا ممثلة مسرح اولا...
**قدمت الكثير من المسرحيات ولكن مسرحية ثلاث نساء في الحرب وضلال نال اعجاب الكثيرين**
الكثير من المسرحيات قدمتها منذ ان كنت طالبه في معهد الفنون الجميلة وعمري 17 سنه هي مسرحية رسالة الطير للمخرج قاسم محمد ونلت افضل جائزة، وبعدها قدمت مسرحية كارمن ،اما في المسرح الجامعي فقدمت مسرحية من اخراجي وتمثيلي وفزت بجائزة افضل تمثيل واخراج للمسرح الجامعي ، وكثير من الاعمال ولكن اخرها ثلاث نساء في الحرب للاستاذ جواد الاسدي وعمل (ضلال )الذي حقق ونال اعجاب الدول العربية والاوربية من اخراج الدكتور هيثم عبد الرزاق .
*هل انت ممثلة مسرح ام تلفزيون، وايهما اصعب؟
كل فن له صعوباته وله الية مختلفة ،ولكن بحكمي انا كممثلة وخاصة انا ممثلة مسرح في بداية مشواري الفني ،ولكني اعتبر نفسي من جيل التلفزيون بالدرجة الاولى لاننا وعينا على لحظة فيها ازدهر التلفزيون من مسلسلات وما الى ذلك .
*اول اعمالك الفنية ؟
كان مسلسل النعمان الاخير واخر عمل سارة خاتون.
*والافلام العراقية التي قدمتها؟
عديدة إذ كنت سعيدة الحظ أن تكون لدي هذه المجموعة من الأفلام: (المنفذون) لعبدالهادي الراوي و(صخب البحر) لصبيح عبدالكريم و(حمد وحمود) لإبراهيم جلال و(عمارة 13) لصاحب حداد، وعبرها خضت تجارب جيدة فاستفدت من أربعة مخرجين متميزين لكل منهم أسلوبه الخاص الذي كان عاملاً مهماً في بلورة أدائي السينمائي والتعبير عن الشخصية وفق الخطاب السينمائي المختلف تماماً عن الخطاب المسرحي والتلفزيوني والإذاعي.
*مشاركتك في مهرجان ابو ظبي السينمائي ،كيف كان؟
-هو احتفالية رائعة وكرنفال عالمي فيه تلاقح ثقافي من خلال لغة السينما، هذا الانفتاح على العالم يدل على أن هذا البلد يمتلك القدرة على استيعاب هذه الثقافات، وأيضاً الاستفادة منها من أجل بناء جيل سينمائي يمثل دورة الإمارات أولاً والوطن العربي بشكل عام، فهو مهرجان مهم جداً وعندما يمر الزمن نجد أن دوراته المتعاقبة أكثر أهمية وتطوراً من خلال حجم ونوعية المشاركات من مختلف دول العالم.
*اين انت اليوم؟
انا في الحقيقة صار فترة اكملت دراستي الدكتوراة بامتياز وحاولت ان اسحب نفسي من بعض الاعمال التي لا تروق لي نحن نبحث عن المتلقي اذا كانت غير صالحة لذا ابتعد عنها لكن الان سوف ننزل بقوة بعمل عربي يطرح قضية انسانية كبيرة جدا من اخراج نذير عواد وهناك مسلسل اخر سيصور في مدينة العمارة وفيه خليط من الفنانين الاردنينن والسوريين والعراقيين وهناك دراما سوف تنمو بطريقة فعالة جدا وهناك اناس يعملون بجد من اجل تفعيل الدراما والمسرح العراقي اعتقد السنه القادمة ستكون للعراق باذن الله من الدراما .
سيرة ذاتية:
سهى سالم فنانة عراقية عاشت في كنف ذات نسب فني عريق فوالدها هو الفنان المسرحي العراقي القدير "طه سالم" كما أن شقيقتها الكبرى هي الفنانة "شذى" إلى جانب شقيقها "سالم" و"فائز" ولم تعتمد سهى فقط على ذلك بل درست الفن أيضا لنيل شهادة الدكتوراة في (التغريب في المسرح) ثم كانت بدايتها الفنية وهي ابنة الــ 16 عاما من خلال بعض الإعلانات والفيديو كليب ثم جاءت بدايتها الفعلية في فيلم (الأجندة الحمراء) عام 2000 مع طارق علام ومن أبرز أعمالها دورها المميز في مسلسل (الفراشات تحترق) التي تجسد فيه دور الفنانة الراحلة "سامية جمال".
أنتجت نصوصاً وأدت أدواراً صعبة فنالت قبول ورضا الناس والنقاد معاً، من خلال ما يقرب من خمسين عملاً فنياً، ولهذا كان لها أن تحصد الجوائز في الإبداع المسرحي في أعرق المهرجانات العربية، حكمت في لجان مهرجانات سينمائية مهمة، وهي اليوم عضو في لجنة تحكيم مسابقة أفلام الإمارات حيث وجدت فيها الكثير من الإبداع المتحقق والطموح المتوقع.