ياسمين النعيمي اعلام ---كيف كانت نهاية العبقري موزارت
ياسمين النعيمي اعلام
حياة موزارت كلها تشيء بالفلسفة الصامتة. لقد عاش كما عاش معظم الفلاسفة الكبار.، عاش ومات فقيراً، حتى إن جنازته لم يحضرها أحد سوى خمسة اشخاص من بينهم رجل الكنائس ويذكر ان زوجته لم تحضر الجنازه بسبب البرد والثلج في وقتها .
ذهبت في جولة صغيرة في سالزبورغ Salzburg الواقعة بالقرب من جبال الألب. وهي رابع أكبر مدينة نمساوية. وهي عاصمة مقاطعة سالزبورغ ، ولعل شهرتها مرتبطة بشهرة الموسيقار العالمي موزارت والموسيقار آدمز وآخرين كثيرين، لدرجة يصح في النمسا ما قاله أحد الفلاسفة بأنها بلد الموسيقى بلا منازع. تتميز مقاطعة سالزبورغ بسلسلة من البحيرات العذبة، ومن أشهرها: بحيرة القمر. ويطلقون على تلك المنطقة اسم: المثلث الذهبي. من هذه المنطقة الخلابة استقى أشهر موسيقار بالكون، الموسيقار الفيلسوف موزارت موسيقاه التي تخلب الذهن والعقل والقلب.
وحالفني الحظ ان احضر احتفال العالم كله بالذكرى المائتين وثلاثة والخمسين لولادة وولفغانغ أماديوس موزارت (ولد 27 يناير 1756 ومات ٥ ديسمبر 1791). وبعد مرور كل هذه السنين ما زال موزارت أحد أكثر الموسيقيين الذين يستمع العالم إليهم. فقد كتب خلال حياته القصيرة جداً، خمسا وثلاثين عاماً ستمائة عمل موسيقي. 41 سيمفونية و27 كونشرتو للبيانو. وتضمنت أوبراته ثلاثاً مشهورة جداً:زواج فيغارو، والناي السحري، ودون جيوفاني. كما اشتهر أيضاً بقداسه لراحة الموتى .
كتب موزارت أول سوناتا للبيانو في الرابعة من عمره. وكتب أول أوبرا في الثانية عشرة. يعتبر البعض موزارت أهم مؤلف موسيقي عاش على هذه الأرض. فبينما تخصص معظم أغلب الموسيقيين بأنواع معيّنة من المقطوعات، استطاع موزارت أن يخلق أعمالاً خالدة في كل نوع من أنواع الموسيقى تقريباً. موسيقى الصوت،وموسيقى الكونشرتو، وموسيقى الحجرة، وموسيقى السيمفونيات، وموسيقى السوناتا والأوبرا.
لا زال موزارت شاغل الناس. قرأت مؤخراً أن السلطات البولندية اكتشفت ثلاث قطع موسيقية مجهولة له. وجدها باحثون في التراث الموسيقي داخل دير للرهبان اسمه جاسنا غورا. ولا استبعد أن تكون المكتشفات من التراث الموزارتي المنثور في بعض المدن الأوروبية.
قابلت عددا من المهووسين بالتراث الموسيقي للنمسا. على أنني لم أعرف من ربط بين موسيقاه وبين الفلسفة. نشرت مجلة نزوى العمانية ملفاً عنه، ولكنني لم أجد فيها حديثاًعن فلسفة موزارت. لموزارت فلسفة عجيبة، هو لم يكتبها باللغة التي يتحدث بها، ولكنه كتبها بلغة الموسيقى.على أن النوتة التي تحمل إبداع موزارت تشكل في حد ذاتها لغة تختلف عن النوت الموسيقية المعروفة. قد يقول قائل هذا حكم من معجب بموزارت وغير متخصص. وهذا قول صحيح لا أجادل فيه، ولكنني نظرت إلى عشرات الصفحات المحفوظة في منزله، ثم قارنت بينها وبين غيرها من النوت الموسيقية، من حيث الشكل والرسم وتدرج السطور، وعدد الكلمات، فما وجدت له شبيهاً.
حياة موزارت كلها تشيء بالفلسفة الصامتة. لقد عاش كما عاش معظم الفلاسفة الكبار.، عاش ومات فقيراً، حتى إن جنازته لم يحضرها أحد، و قصة حياته وموته تذكرني بقصة حياة الموسيقار الكبير بيتهوفن، الذي ولد وعاش ومات فقيراً مريضاً كئيباً. ألم اقل أن الكبار يتشابهون حتى في الحياة اليومية وفي الممات. قدر الفلاسفة لا شك في ذلك.
قضيت ساعات أجوب بيت موزارت الذي تحول إلى متحف وفي يدي جهاز مبرمج لعرض محتويات كل ما تقع عليه عينيك ناطق ب6 لغات عالمية لسرد كل ما تتحدث عنه قصة القطعة الاثرية التي بين ناظريك. الناس كل الناس يستمعون إلى موسيقاه، وأنا أتمعن في صوره وفي الخطوط التي كتب بها موسيقاه. اشعر أنه ساخط على الحياة، لكن هذا السخط لا تحسه أو تلمسه في موسيقاه. إنه والله شيء عجيب، كيف تأتى له أن يسعد الناس وهو في داخله رجل غير سعيد.
استمعت أكثر من مره لموسيقى جنائزية عظيمة، وقلت لابد أن اعرف متى كتب موزارت هذا النشيد الملائكي، لابد أنه كتبه قبل وفاته بأشهر أو سنة، لابد أنه ينعى نفسه للعالم الذي أنكره في حياته، وتذكره في مماته. ما أسخف الإنسان عندما يتنكر للمبدعين حسداً من عند نفسه أو جهلاً من عند عقله.
حياة موزارت كلها تشيء بالفلسفة الصامتة. لقد عاش كما عاش معظم الفلاسفة الكبار.، عاش ومات فقيراً، حتى إن جنازته لم يحضرها أحد سوى خمسة اشخاص من بينهم رجل الكنائس ويذكر ان زوجته لم تحضر الجنازه بسبب البرد والثلج في وقتها .
ذهبت في جولة صغيرة في سالزبورغ Salzburg الواقعة بالقرب من جبال الألب. وهي رابع أكبر مدينة نمساوية. وهي عاصمة مقاطعة سالزبورغ ، ولعل شهرتها مرتبطة بشهرة الموسيقار العالمي موزارت والموسيقار آدمز وآخرين كثيرين، لدرجة يصح في النمسا ما قاله أحد الفلاسفة بأنها بلد الموسيقى بلا منازع. تتميز مقاطعة سالزبورغ بسلسلة من البحيرات العذبة، ومن أشهرها: بحيرة القمر. ويطلقون على تلك المنطقة اسم: المثلث الذهبي. من هذه المنطقة الخلابة استقى أشهر موسيقار بالكون، الموسيقار الفيلسوف موزارت موسيقاه التي تخلب الذهن والعقل والقلب.
وحالفني الحظ ان احضر احتفال العالم كله بالذكرى المائتين وثلاثة والخمسين لولادة وولفغانغ أماديوس موزارت (ولد 27 يناير 1756 ومات ٥ ديسمبر 1791). وبعد مرور كل هذه السنين ما زال موزارت أحد أكثر الموسيقيين الذين يستمع العالم إليهم. فقد كتب خلال حياته القصيرة جداً، خمسا وثلاثين عاماً ستمائة عمل موسيقي. 41 سيمفونية و27 كونشرتو للبيانو. وتضمنت أوبراته ثلاثاً مشهورة جداً:زواج فيغارو، والناي السحري، ودون جيوفاني. كما اشتهر أيضاً بقداسه لراحة الموتى .
كتب موزارت أول سوناتا للبيانو في الرابعة من عمره. وكتب أول أوبرا في الثانية عشرة. يعتبر البعض موزارت أهم مؤلف موسيقي عاش على هذه الأرض. فبينما تخصص معظم أغلب الموسيقيين بأنواع معيّنة من المقطوعات، استطاع موزارت أن يخلق أعمالاً خالدة في كل نوع من أنواع الموسيقى تقريباً. موسيقى الصوت،وموسيقى الكونشرتو، وموسيقى الحجرة، وموسيقى السيمفونيات، وموسيقى السوناتا والأوبرا.
لا زال موزارت شاغل الناس. قرأت مؤخراً أن السلطات البولندية اكتشفت ثلاث قطع موسيقية مجهولة له. وجدها باحثون في التراث الموسيقي داخل دير للرهبان اسمه جاسنا غورا. ولا استبعد أن تكون المكتشفات من التراث الموزارتي المنثور في بعض المدن الأوروبية.
قابلت عددا من المهووسين بالتراث الموسيقي للنمسا. على أنني لم أعرف من ربط بين موسيقاه وبين الفلسفة. نشرت مجلة نزوى العمانية ملفاً عنه، ولكنني لم أجد فيها حديثاًعن فلسفة موزارت. لموزارت فلسفة عجيبة، هو لم يكتبها باللغة التي يتحدث بها، ولكنه كتبها بلغة الموسيقى.على أن النوتة التي تحمل إبداع موزارت تشكل في حد ذاتها لغة تختلف عن النوت الموسيقية المعروفة. قد يقول قائل هذا حكم من معجب بموزارت وغير متخصص. وهذا قول صحيح لا أجادل فيه، ولكنني نظرت إلى عشرات الصفحات المحفوظة في منزله، ثم قارنت بينها وبين غيرها من النوت الموسيقية، من حيث الشكل والرسم وتدرج السطور، وعدد الكلمات، فما وجدت له شبيهاً.
حياة موزارت كلها تشيء بالفلسفة الصامتة. لقد عاش كما عاش معظم الفلاسفة الكبار.، عاش ومات فقيراً، حتى إن جنازته لم يحضرها أحد، و قصة حياته وموته تذكرني بقصة حياة الموسيقار الكبير بيتهوفن، الذي ولد وعاش ومات فقيراً مريضاً كئيباً. ألم اقل أن الكبار يتشابهون حتى في الحياة اليومية وفي الممات. قدر الفلاسفة لا شك في ذلك.
قضيت ساعات أجوب بيت موزارت الذي تحول إلى متحف وفي يدي جهاز مبرمج لعرض محتويات كل ما تقع عليه عينيك ناطق ب6 لغات عالمية لسرد كل ما تتحدث عنه قصة القطعة الاثرية التي بين ناظريك. الناس كل الناس يستمعون إلى موسيقاه، وأنا أتمعن في صوره وفي الخطوط التي كتب بها موسيقاه. اشعر أنه ساخط على الحياة، لكن هذا السخط لا تحسه أو تلمسه في موسيقاه. إنه والله شيء عجيب، كيف تأتى له أن يسعد الناس وهو في داخله رجل غير سعيد.
استمعت أكثر من مره لموسيقى جنائزية عظيمة، وقلت لابد أن اعرف متى كتب موزارت هذا النشيد الملائكي، لابد أنه كتبه قبل وفاته بأشهر أو سنة، لابد أنه ينعى نفسه للعالم الذي أنكره في حياته، وتذكره في مماته. ما أسخف الإنسان عندما يتنكر للمبدعين حسداً من عند نفسه أو جهلاً من عند عقله.