أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إستعيدوا اجنحتكم :: بـقـلـم إيـمـان الـمـالـكـي

إستعيدوا اجنحتكم :: بـقـلـم إيـمـان الـمـالـكـي
 كان الوطن ذات طفولة أغنية نباهي به أحلى البلاد، نحمله في صدورنا مثل اليقين، لأنه "ماله مثيل" ولأن "حب الوطن غالي والعيشة فيه جنة"
كانت الحرب بين الشر والخير حربًا ممكنة. كنا نظن أطفالًا بأن الخير ينتصر في نهاية المطاف. كانت أمهاتنا تمطرن في آذاننا أن "لايصح إلا الصحيح"
كنا نرتدي ألواننا الزاهية، كان الحب مشروعًأ وللأغاني حضورها الدائم في صدورنا، كان الغد بين أيادينا وحكايانا محفورة في ذاكرة المكان .
كان الله قريبا من قلوبنا، وبعيدًا عن وضاعتنا، وكنا نوقن في كل الأمور أنه يُيسر و يسير ويسخر لنا، و الحب المطلق الذي يرعانا .
كنا نسخر من الجبان "في الرمل يدفن راسه اذا تمكن الخوف باحساسه" وكنا نحمّل النعامة فوق طاقتها لما اتخذناها مثلا لكل مانزدري.
لم نُخلق على الخوف، ولا الوضاعة ولا الحنث بالقسم ولا المتاجرة بالله، إلى أن بذر الشيطان بيننا شجرته المسمومة الحانقة على العصافير .
ومنذها ونحن مكلومون بجثث العصافير المنثورة، ومنذها والبيض الجديد يفقس في الأعشاش الغريبة عصافير بلا أجنحة، بلا بوصلات ،، تفصح الأعشاش الغريبة عن عصافير لا ترى حب الله لها، لا تعلم أن السماء خلقت للتحليق، تخشى ظلالها، ولا تسير إلا بأمرة الشجرة المسمومة .
ويخرج في الظلام فساق بأنباء تعلمون كذبها، يستدرجكم خلفهم اليأس والقنوط، وفي كل مرة ينتهي بنا المطاف إلى ذات الهاوية !
أيها الناس، أخرجوا رؤوسكم من حفرها فما زال الوطن لنا، مازالت الأجنحة لنا ومازالت الشجرة المسمومة تحيق بأحلامنا وأحلام صغارنا .
استعيدوا أجنحتكم وأغانيكم واليقين في صدوركم بأن الصحيح لن يصح سواه، وأن الشجاعة تطلب أن تنطقوا بالحق، وأن تواجهوا الباطل .