×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

لماذا لا يرغب العراقيون عموما في أبناء بلدهم فيستوردون وزراء وحكاما --العراق تايمز: كتب نصير المهدي

لماذا لا يرغب العراقيون عموما في أبناء بلدهم فيستوردون وزراء وحكاما --العراق تايمز: كتب نصير المهدي
 

العراق تايمز: كتب نصير المهدي


يعرف العراقيون المقيمون في الخارج بأن لم يكن هناك من هو أشد دعوة لتشديد الحصار على العراقيين واللغو الفارغ عن الأدلة التي يملكها حول أسلحة الدمار الشامل العراقية لتبرير جريمة الحصار التي شاركت فيها أطياف المعارضة العراقية التي جلست في أحضان بريمر كلها وبدون إستثناء .. ولكن هذا الشخص كونه يتقن اللغة الانكليزية كان الأكثر حماسا واندفاعا في تبرير جرائم الاحتلال التي سبقت غزو العراق ..


البارحة زعم أحدهم بأن هذا الحجازي رفض الحصول على الجنسية البريطانية خلال إقامته في بريطانيا لأكثر من ثلاثين عاما ذلك لأنه يرفض القسم على الولاء لملكة بريطانيا .. المتجنسون الأجانب بالجنسية البريطانية يعرفون أيضا بأنه لا قسم ولاء تقتضيه الجنسية البريطانية سواء للملكة أو لبريطانيا نفسها قبل عام 2009 والتعديلات القانونية التي أجريت على قانون الجنسية البريطاني وهذا الموقف البطولي المزعوم لا أساس من الصحة له وربما للرجل عشر جنسيات أو أكثر كالأردنية والسعودية والمصرية تبعا لجنسية والديه والحصول على جنسية أخرى غير البريطانية ليس بالأمر الصعب .. أما أنه كما زعم المقرض في الخبر الذي نشرته جريدة العالم الجديد رفض ذلك إعتزازا بجنسيته العراقية وجوازه العراقي فهذه كذبة سخيفة جدا لأنه لا يحمل الجنسية العراقية قبل 2003 تماما كما هو حال زميله الوزير علي الأديب ولم يكن عراقيا بل كان أبوه لاجئا في العراق كما خاله عبد الاله الذي منح الجنسية العراقية استثناء رغم أقامته الطويلة في العراق بعد سقوط حكم والده الملك علي في الحجاز على يد عبد العزيز آل سعود وكان منح الجنسية لملأ الفراغ الحاصل بوفاة الملك غازي وكي يتولى ولاية العهد والوصاية على الملك الصغير فيصل الثاني ..
كيف دخل علي بن الحسين على خط المعارضة العراقية .. عندما دخل الجيش العراقي الكويت يتذكر المتابعون أن الملك الأردني الراحل حسين أطال لحيته وصار يتبنى خطابا دينيا وتحدثت الصحافة عن طموحه في استرداد عرش الأسرة الضائع في الحجاز فقام الملك فهد باسترضاء والد علي بمنحه تعويضا قيمته مليار دولار باعتباره كان واليا على مكة أيام حكم الملك علي " والد عبد الاله " ومتزوج من واحدة من بنات الملك علي بن الحسين آخر ملوك الحجاز وبالطبع هو يستغل التشابه بين اسمه واسم ذلك الملك .. كاحتياطي لمواجهة دعوة الملك حسين وقد أحيا المبلغ الكبير الآمال عند أبيه بالوثوب على عرش العراق بعد الإطاحة بنظام صدام وقد زين كثيرون هذا الأمر لأبيه واستغلوا هذا الأمر على أفضل وجه فكانوا يأتون اليه بتوقيعات ورسائل بيعة على أساس أنها من عراقيي الداخل تؤكد الولاء له والترحيب به وقد عاش في ظل ما يبذله من أموال ما لا يعد ولا يحصى من العراقيون الذين كانوا يتنقلون وراء العلف في بيوت المعارضة العراقية وتولوا الدعاية له ومن بينهم حتى ضباط ممن شاركوا فعليا في 14 تموز 1958 وحينما عاد الى العراق لم يجد واحدا من أنصاره المزعومين ولم يحصل حتى على مقعد نيابي واحد مع أنه رشح في قوائم مختلفة ..
وحتى الزعم بأنه وريث العائلة المالكة العراقية غير صحيح فهو وأبوه ليسوا من العائلة المالكة بل من أقربائها ولا يحمل لقب أو صفة الأمير والدستور الملكي العراقي يحصر الوراثة في أبناء فيصل الأول أولا ثم وسعها الى أبناء الملك الحجازي الحسين من العراقيين فقط وفي خط الذكور ووفقا لذلك الدستور فإن الوريث الشرعي للعرش العراقي هو رعد بن زيد وأبناؤه المقيمون في الأردن وقد كان أبوه الأمير زيد سفيرا للعراق في بريطانيا إبان العهد الملكي .. كون والدة فيصل الثاني خالته لا يمنحه حق الوراثة وواحدة من بنات فيصل الأول تزوجت طباخا يونانيا كان يعمل في البلاط الملكي العراقي وأبناؤها لهم أكثر مما لعلي وكذا الأمر لبنت أخرى لفيصل الأول متزوجة من عراقي وهو أحق منه في الوراثة ...


الشريف أيضا ليست رتبة أو منزلة فهي تعني في الحجاز كل شخص من النسب العلوي ممن ينحدر من صلب الحسن بن علي بن أبي طالب والسيد في المقابل كل شخص من النسب العلوي ينتسب الى الحسين بن علي عليه السلام .. وقد حكم الحسنيون مكة والحسينيون المدينة لسبعة قرون .


ولعلي الوردي في كتابه لمحات إجتماعية من تاريخ العراقي كلام في أصل العائلة هذه وحقيقة إنتمائها لأشراف مكة يمكن لمن يريد الإطلاع والاستزادة الرجوع اليه ..


إستيزاره " الإصلاحي " هذا إن صح هو مكافأة أميركية لما قدمه لها من خدمات في الفترة السابقة وهذا ما فعلته أميركا مع كل المتعاقدين معها وفي الإنتظار بعض منهم في الفترات القادمة ومن كل لون بما يطيب للعراقيين ..


وإن كان هذا عنوان الإصلاح الذي يرضي راعي الإصلاح والدعاة الى الإصلاح فهنيئا لهم بمثل هذا الإصلاح حيث يعود كل واحد الى حجمه الطبيعي ويعرف حدود قدره وقوته في عراق هو جزء من الاستراتيجية الدولية لأميركا وهي صاحبة القول الفصل في كل ما يتعلق به ولا عزاء لمن ضحك عليهم وهرعوا زحفا أو من راهن على ثورة تشلع وتقلع ..


وإذا كان العراقيون يبحثون عن سيد وشريف والى آخره من هذه المواصفات فالسيد نور الياسري والسيد علوان الياسري والسيد محسن أبو طبيخ من قادة ثورة العشرين ومن بناة الدولة العراقية الحديثة وقد عرفت عنهم التضحية والايثار بكل غال ونفيس وقد قادوا مع الحاج عبد الواحد آل سكر ثورة قدموا لها مالهم الخاص ورجالهم وأبناء عشائرهم وفي ذريتهم الخير والبركة من التكنوقراط وما فوق التكنوقراط ..


لماذا لا يرغب العراقيون عموما في أبناء بلدهم فيستوردون وزراء وحكاما .. لا أريد بصراحة فتح هذا الباب وكلمة عرب العراق قد تجعل كثيرين يتحسسون مسدساتهم على طريقة وزير دعاية هتلر غوبلز في كلمته الشهيرة عن الثقافة وقد صار الانتماء للعروبة سبة وشتيمة كما يعرف كل العراقيين اليوم حتى صار المرء يخشى على نفسه أن يقول أنا عربي .. في الحكم اليوم إن كان من مهمش فهو عرب العراق سنة وشيعة بخلاف ما رسخته الطائفية السنية المقيتة عن حقيقة التهميش في العراق .. ولو ذكرت الحقائق التي أعرفها عن هذا الأمر لربما واجهت ما لا أحب أو أتوقع .